حشود يمانية لا نظير لها في ذكرى مولد الرسول الأعظم..حجة إلهية على شعوب العالم
لم تستطع 6 أعوام من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، والمأساة التي يصيغ فصولها هذا العدو منذ بدماء أطفالهم ونساءهم وشيوخهم، والحصار القاتل، أن يمنع اليمنيين من أن يكونوا متفردين في التعبير عن حبهم لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم يستطع أن يشغلهم بجراحهم، عن التمسك بقضايا الأمة، والإنشغال بجراحاتها، وهذا ما أثبتوه في احتشادهم الأكبر المتفرد بمناسبة المولد النبوي الشريف، هذا العام، حيث شكلوا مشهدا لا نظير له في العالم على مستوى العصر الحديث.
لقد احتشدوا بالملايين في 14 ساحة، نصرة للرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله، وتعبيرا عن حبهم له، وتمسكهم بنهجه، ولم يثنهم عن أن يقطعوا المسافات الطويلة وصولا إلى ساحات الاحتفالات، أنهم كما تقول تقارير دولية لا يعرفون من أين سيأتون بالوجبة التالية، نتجية لما صنعه بهم العدوان، بل كان لسان حالهم جميعا يردد قول الشاعر اليمني:
لبَّيْكَ .. والحربُ الضروسُ تُعربِدُ
وولاؤنا لكَ .. بالدماءِ مُعمَّدُ
لبَّيكَ .. والغاراتُ فوق رؤوسنا
والنصرُ فيكَ حليفُنا المُتجدِّدُ
مادُمتَ قدوتنا .. ودينكَ نهجنا
فليجمعوا قواتَّهُمْ .. وليحشدوا
سُحقاً لأسلحةِ الدمَارِ .. وقد غزَتْ
قوماً .. سلاحهمُ النبيُّ ( مُحمَّدُ )
حجة على العالم
وإذ لم يدع تحالف العدوان الأمريكي السعودي وسيلة من وسائل التضليل، دون أن يستخدمها في نقل صورة مشوهة للشعب اليمني،وتبرير الجرائم المرتكبة ضد اليمنيين، على مدى 6 أعوام،إلا أن مشهد اليمنيين في إحياء المولد النبوي الشريف، كان الصورة الأوضح والأنقى،وكانت كما قال أمين عام حزب الله حجة إلهية على شعوب المنطقة والعالم، فهذا الشعب الذي ترك وحيدا لآلة الإجرام الأمريكية السعودية الإماراتية، وتكالب عليه الشرق والغرب، تواطأ عليه من تواطأ، وصمت من صمت، يخرج بالملايين ليؤكد تمسكه بنهج الرسول الأعظم، ويرفض الإساءة إليه، في حين يتهافت المعتدون عليه، على التذلل تحت أقدام أعداء الأمة،ويساومون على قضاياها.
هذا المشهد الفريد ليس هو المشهد الأوحد لتعبير الشعب اليمني عن تمسكه بقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي يحتشد اليمنيون سنويا لإحياء يوم القدس العالمي، ولا يدعون مناسبة أو حدثا دون أن يكون لهم الصدارة في التعبير أن فسلطين قضيتهم الأولى والمركزية، وإن طبعت كل الأنظمة.