حشود اليمن المليونية تنتصر على قرار إدارة ترامب
تصنيف الخارجية الأمريكية لأنصار الله هو في حقيقة الأمر تصنيف مدفوع الأجر، وبالتأكيد أن من مول هذا التصنيف هي المملكة السعودية ودولة الإمارات، بعدما عجزت هاتين الدولتين عمل أي شيء في ساحة المعركة، وما تجرعته من هزائم متلاحقة وموجعة في جبهات القتال، الأمر الذي دفع بهما إلى عمل خسيس كهذا لإدارة تبتاع وتشتري بكل شيء، حتى بالعلاقات الإنسانية والأخلاق والقيم والمبادئ.
إن ذلك الخروج المشرف الداخلي والخارجي الداعم لأنصار الله يجب أن يمثل درسًا قاسيًا لممالك ومشيخات الخليج والإدارة الأمريكية، التي فشلت في سياستها الخارجية في منطقة الخليج والشرق الأوسط فشلًا ذريعًا وما يحتم ذلك عليها من مراجعة سياستها من الأساس إن كانت تريد الحفاظ على مصالحها في المنطقة.
فما حصل في 22 ساحة حيث كان الاحتشاد المليوني اليمني الذي جاء تعبيرًا صادقًا عن الرفض الشعبي الكبير لتصنيف النفس الأمريكي الأخير البائس والسخيف وما مثله ذلك من رسالة قوية للإدارة الأمريكية وللمجتمع الدولي بشكل عام بعدالة ما خرج من أجله اليمنيون في الساحات العامة رافضين هيمنة قوى الشر الأمريكية وإملاءاتها الاستعمارية التي تتعامل بها مع الشعوب وأمم الأرض قاطبة.
لقد قال اليمنيون كلمتهم بخروجهم المشرف ورفضهم القاطع لقرار الخارجية الأمريكية بتصنيف أنصار الله حركة إرهابية، رافق ذلك خروج دولي عاصف في معظم عواصم العالم تضامنًا مع قضية الشعب اليمني الذي يُقارع اليوم أعتى قوى استعمارية في العالم.
لقد أدرك المجتمع الدولي كله ما تقوم به الإدارة الأمريكية من جرائم ودسائس وما تحيكه من مؤامرات وفتن وأصبح يعي جيدًا حقيقة السياسة الاستعمارية لهذه الدولة وخطورتها على الشعوب والإنسانية، الأمر الذي دفع بطوفان بشري هائل في عواصم العالم للخروج تضامنًا مع الشعب اليمني، الذي يكتوي كل يوم بالقذائف والصواريخ الأمريكية، وما مثله ذلك من إدانة صريحة للسياسة الأمريكية التي فقدت مصداقيتها منذ زمن طويل وأصبح العالم يعرف جيدًا النوايا الخبيثة لسياسة تلك الدولة التي لا تعمل أي اعتبار للبشر ومصالح الشعوب وأنظمتها السياسية ولا يدخل في قاموسها وأجندتها شيئا أسمه الانتماء للإنسانية بمبادئها وقيمها الرفيعة.
قال الشعب اليمني والمجتمع الدولي كلمته في السياسة الأمريكية وأعلنوا صراحة أنه ليس من حق أمريكا تصنيف الشعوب وفق مقتضيات مصالحها ورغباتها وهو حكم قاطع في سياسة دولة لا تعترف ولا تقيم وزنًا للآخرين وخياراتهم السياسية.
الآن يمكن القول وبوضوح أن الشعب اليمني قد انتصر على إدارة الشر ومعه المجتمع الدولي الذي وقف داعمًا ومتضامنًا مع اليمن من خلال 300 منظمة عالمية في 18 دولة وبمشاركة الآلاف من السياسيين والحقوقيين والمثقفين ونشطاء حركات السلام المناهضة للاستعمار والظلم ووضعوا الإدارة الأمريكية في مكانها الصحيح، قفص الاتهام الذي تستحقه بسبب جرائمها بحق الشعب اليمني والإنسانية جمعاء.