إنَّه الشعبُ اليمنيُّ العظيمُ الذي ليس كمثلِه شعبٌ على وجه الأرض، بحريته، بعزته، بكرامته، بصبره، بصموده، بثباته، بإيمانه بالله، بحبه لرسول الله، وبارتباطه واقتدائه به، وبتمسكه بنهجه وبقيادته الثورية الواعية المدركة المؤمِنة المجاهدة العظيمة القُدوة الاستثنائية في هذا الزمن الاستثنائي، الباعثة في الشعبِ هُــوِيَّتَه الإيمانية وروحَه الجهادية، فأعدَّت -بعون الله تعالى- لأعداء شعبَها القوةَ الإيمانيةَ ورباطَ القوة النارية التي بالله وبرسوله تمكّن بها أن يواجهَ عدوانًا كونيًّا عالميًّا عليه ولقنه من دروس الهزيمة ما يستحق.
كم أنتَ عظيمٌ يا شعبَ الأنصار بتوكلك على الله في مواجهة العدوان وتحقيق الانتصارات عليه في كُـلّ ميادين المواجهة، وأنت تخرج بحشودِك التي لا مثيلَ لها على كوكب الأرض؛ احتفاءً وفرحاً بذكرى مولده -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- وتثبت للعام بأسره أنك شعبُ أنصار رسول الله، وشعبُ الإيمان والحكمة، وَالأجدرُ برسول الله؛ إيمانًا به وإحيَاءً نهجه.
كم أنت عظيم بولائك لله ولرسوله وبالتفافك حول قيادتك الثورية ومسيرتك القرآنية وبحشودك غير المسبوقة التي بها أرعبت العدوانَ الإنجلوسعوصهيوأمريكي الأصيل وأدواته التنفيذية الأعرابية ومرتزِقته، فعبرت من خلال حشودك العظيمة في ذكرى مولد نبيك عن عظمة صاحب المناسبة والتي تجلت عظمته في:
لقد وَحَّدَ صاحبُ هذه المناسبة الشعبَ اليمني خلفَه ورسالتِه محبةً وعشقًا لا نظير لهما، فخرج بهذه الحشود التي لا نظير لها في كُـلّ الدنيا، بشكل أرهب العدوان، وأدخله في رُعبٍ حقيقي، وأذهل العالم كله.
لهذه الحشود بكل هذا الإيمان والإجلال وهذا الارتباط بالله ورسوله تجلياتٌ قائمة وقادمة على مستوى الداخل ومستوى مواجهة العدوان الخارجي، منها:
1) تعزيزُ اللُّحمة الوطنية على المستوى الداخلي، فقد أظهرت هذه العودة لإحيَاء نبي الله محمد في نفوس الشعب إيمانًا وعزةً وكرامةً وانتصارًا، والدليل على ذلك خروجُ اليمنيين وبشكل كبير في ساحات الرسول الأكرم بكل المحافظات الحرة، وبالأخص في تلك المديريات التي لم يمضِ على تحريرها من الاحتلال بضعة أَيَّـام كمديرية بيحان في شبوة وحريب في مأرب.
2) أنها أظهرت للشعب عظمة قيادته وثقته بها وصوابية خياراتها ونهجها المرتبط بنهج نبيها وأنها امتدادٌ له، وهو ما عزّز من ثقة هذا الشعب بنفسه المرتبطةِ بثقته بالله وبنصره له وثقته برسوله بهذه الطاعة له من قوله تعالى: (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ).
3) وعلى مستوى مواجهة العدوان الخارجي فَـإنَّ لهذا الخروج والاحتشاد وهذا الاحتفاء برسول الله ما بعده، وهو إيذانٌ من الله سبحانَه في الدخول في مرحلة جديدة من مواجهة العدوان وردعه ببأس أشدَّ إيلامًا وأشدَّ وجعًا لم يذقه من قبل.
إنها مرحلةٌ يتحقّقُ فيها وعدُ الله لعباده المظلُومين بالنصر، وتكونُ أشدَّ وَقْعًا على العدوان وأكثر إذهَالًا للعالم من كُـلّ ما سبق، وصدق اللهُ القائلُ: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).