حرض .. لينينغراد اليمن كسرت كبرياء آل سعود

الحقيقة /تقرير / صادق البهكلي

من يتخيل أن السعودية (العظمى) ستحشد سبعة الوية بهدف احتلال مدينة يمنية صغيرة هي مدينة حرض التي تحدها الحدود السعودية من جهتين؟، من يتخيل أن النظام السعودي الذي حشد العالم كله وقدم كل ما يملك رشاوى للمجتمع الدولي للسكوت تجاه عدوانه الإجرامي على اليمن فقد كان واثقاً أنه سينتصر ويحتل اليمن في غضون أيام كان مراهناً على ترسانته العسكرية والطائرات الأمريكية والبريطانية الحديثة والتقنيات العسكرية المتطورة التي يعرف جيداً أن اليمن لا يمتلك سوى السلاح التقليدي الذي لن يكون بمقدوره مواجهة التقنيات العسكرية الأمريكية المتطورة لقد كان النظام السعودي المغرور يمنّي نفسه بنصر ساحق، ولم يفكروا قط في احتمال الهزيمة، لقد اطلق على عدوانه اسم (عاصفة الحزم) تيمناً بـ (عاصفة الصحراء) التي أطلقها بوش الأب على العراق في بداية التسعينات خلال تحرير الكويت لدرجة أن قناة العربية السعودية اخذت لقطات منها ونشرتها على أساس أنها في اليمن وأن سلاح الجو السعودي دمر رتلاً عسكرياً للحوثيين ـ حسب زعمهاـ فيما الحقيقة أنها كانت لقطات لعمليات عاصفة الصحراء الأمريكية ضد القوات العراقية المنسحبة من الكويت.. فيما نشرت الصحافة السعودية في الأيام الأولى للعدوان على اليمن بأن العاصفة ذي قار العصر وكاتب سعودي آخر يسميها حرب الفيل فيما المفتي السعودي نفسه تحدث بأن الحوثيين بغاة وأن الله هيأ من يردهم ويوقفهم عند حدهم واعتبرها تدافع عن الإسلام والمسلمين..تماماً مثلما قال مفتى السعودية السابق بن باز عندما وصف تواجد نص مليون جندي اجنبي على ارض الحرمين في حرب الغرب ضد العراق بأن الله هيأ للموحدين من يعينهم.. كما تتابعت ردود الأفعال من قبل شيوخ الدجل الوهابي فهذا يصف أبناء الشعب اليمني بالمشركين وآخر بالمجوس النصيرية وثالث يعتبر قتالهم جهاد في سبيل الله ودواليك من الكلام الذي ينفثه الغرور السعودي المتخم ببراميل النفط وتضخم الأنا، وأوهام وطموحات قيادة العالم السني وهي أوهام كان يعتقد أن اليمن هو المكان الصحيح لأن يحققها معتقدا أن فقره وعوزه المادي وتمكنه من شراء اقطاب النظام الذي كان يدير اليمن ستمكنه من الوصول إلى صنعاء في أسبوع أو أسبوعين وهذا بدأ عزف النشيد لما يسمى (صقور الحزم السعودي ) وبدأت دماء اليمنيين تنزف في الأسواق وصالات العزاء والطرقات وصالات الاعراس وفي المدارس وحتى داخل السجون ولكن هذه المجازر لم تنتهي خلال أسبوع ولا أسبوعين بل استمرت لسبع سنوات وعلى وشك دخول العام الثامن وهم يبحثون لهم عن نصر داخل الأحياء السكنية في صنعاء وصعدة وحجة والحديدة وغيرها من المدن اليمنية في الوقت الذين عجزت جحافلهم العسكرية ومرتزقتهم الذين هم بمئات الآلاف من الوصول لا إلى صنعاء ولا إلى صعدة ولا مران كما كانوا يمنون أنفسهم برفع العلم اليمني على جبل مران في غضون أيام على الأكثر لكن الذي حدث هو نفسه ما كان يخشاه عيال آل سعود منذ قيام دولتهم على دماء الحجاج اليمنيين..

 

النظام السعودي فرعنة ورعونة..

من الحقائق التاريخية المهمة التي تؤكد طبيعة الرعونة والفرعنة السعودية أنه حينما يخسر السعوديون في السياسة يحوّلون المعركة طائفية او دينية، تحصيناً لأنفسهم من الاختراق، وتحشيداً لجمهورهم الطائفي من اجل الاصطفاف!

مع عبدالناصر حين كادت تخسر، اعلنتها حرباً دينية ضد القومية العربية؛ والآن هي حربٌ طائفية وعنصرية مع ايران، ومع سوريا والعراق ذات الأمر، الى ان وصلنا الى تطييف الحرب في اليمن الذي لم يعرف في تاريخه طائفية بين الشوافع والزيود.

دولة خارجية تشنّ حرباً، وإذا بها تتحول الى جانبها السياسي والعسكري، حرباً طائفية، وهذا ما حدث في كل الحروب التي شاركت فيها الرياض، حيث تتصاعد الحرب الطائفية لديها بمجرد ان تبدأ المعركة السياسية او العسكرية.

لقد جنى آل سعودية جناية كبيرة بحق الإسلام والمسلمين منذ قيام دولتهم المشؤومة على أكتاف الغزاة الانجليز وإلى اليوم ودماء أبناء الأمة تنزف إما بتآمر سعودي مباشر أو بتمويل الحروب الخارجية ضد أبناء الأمة فقد مولت حرب العراق ضد إيران التي انهكت العرب كلهم وأضعفت الإسلام والمسلمين ومولت الحرب الأمريكية البريطانية ضد العراق مرتين ودعمت العدوان الصهيوني على لبنان وشاركت في تدمير ليبيا ثم سوريا وكانت وراء تراجع دور مصر وضعفه ولا توجد دولة عربية واحدة لم تعاني من التآمر والمكر السعودي أما في الداخل السعودي فقد اهتم آل سعود بمسح كل الآثار الإسلامية في المدينة ومكة وفي كل مكان لدرجة أنهم أنشؤوا حمامات عامة على منزل زوجة رسول الله السيدة خديجة في مكة وكذلك مسح أضرحة أهل البيت في البقيع بالمدينة بشكل نهائي وكادوا يدمرون قبر رسول الله لولا تحذيرهم من قبل جهات إسلامية أخرى .. وبل طال تدمير الآثار الإسلامية كل الدول العربية والإسلامية التي دخلتها الوهابية السعودية ورأينا في اليمن في بداية دخول الفكر الوهابية التكفيري المنحرف اليمن حيث لجأ معتنقي الدجل الوهابي لتدمير الأضرحة والقباب في أماكن عدة في اليمن..

كما نفذ النظام السعودي عمليات اغتيالات كثيرة طالت النخب العربية من مفكرين وأدباء وأحرار فاغتالت الكاتب السعودي ناصر السعيد في لبنان وناجي العلي وفرج فوده وإبراهيم الحمدي واخيه وصولاً لقطع رأس الشيخ نمر النمر وسجن المالكي والكثير الكثير من التآمر السعودي ضد مفكري الامة ونخبها وعلمائها وكانت وما تزال ذراعاً صهيونيا خائنا وغادراً أما التضييق على المسلمين في أداء مناسك الحج فحدث ولا حرج..

حين كسر الحفاة جبروت آل سعود

نعود إلى موضوع حديثنا لمآلات العدوان السعودي الإجرامي على اليمن وكيف تحول الحلم السعودي إلى كابوس وخسائر على المستوى العسكري والاقتصادي وانهيار نفسي وتخبط وقلق وانتكاسات متواصلة وتراجع آمالهم من السيطرة على اليمن إلى محاولة حد الاستماتة للسيطرة على مدينة صغيرة على حدودهم تلك هي قصة طويلة سيسلجها التاريخ وستدرسها الأجيال القادمة أن شعب حاف القدمين استطاع أن ينكس رؤوس آل سعود وأسيادهم وأن يدعس على رقابهم وأن يحول كل قدراتهم العسكرية والمادية إلى مجرد حسرات عليهم فما فعلوه بعد سبع سنوات من حشد سبعة ألوية كاملة بعتادها وبما جهزوها به من أحدث المعدات والأسلحة تساندهم أحدث الطائرات وترصد معهم كل أقمار الغرب العسكرية وتشتغل مطابخهم الإعلامية الجبارة ليل لنهار لتصوير ما يحدث داخل حرض بأنه نصر استراتيجي ولم يعد أمام الجيش واللجان الشعبية سوى الاستسلام أو الموت  ومضت الأيام والمعارك العنيفة تدور في المدينة الصغيرة المكشوفة التي يكاد بالموازين العسكرية أن يكون الصمود فيها تحت وابل الطائرات الحربية وأمام جحافل المرتزقة مستحيلا وبعد قرابة أسبوعين من الزحوفات والقصف الوحشي المتواصل بمختلف أنواع الطائرات تنقشع غبار المعركة عن نصر ساحق للحفاة الشعث الغبر من أصحاب الأرض والقضية وإذا مئات المرتزقة صرعى على صحراء حرض وأمامهم تقف آلياتهم ومدرعاتهم ودباباتهم التي لم تحمهم كأعجاز نخل خاوية وإذا الفضيحة أكبر من أن تتحملها عقول صبيان نجد ليذهبوا للتهديد باستهداف قرى المواطنين في منطقة اليتمة شمال الجوف في محاولة لتغطية هزيمة حرض هذا من جهة ومن جهة أخرى اشباع شهوة الانتقام السعودية لما حل بمرتزقتها وجنودها في صحراء حرض..

أخيراً لم يعد آل أمام آل سعود سوى الإعلان عن هزيمتهم ومغادرتهم أراضي الحجاز ونجد فسبع سنوات من العدوان على اليمن لا يمكن أن تنتهي بسهولة وحتى لو دفع آل سعود التعويضات واعتذروا عن عدوانهم فإن أفولهم وأفول دولتهم أصبح واقعاً لا مفر منه فحجم إجرام آل سعود فاق حده سوى في محيط دولتهم وجيرانهم أو في الداخل السعودي نفسه .. فلكل ظالم نهاية ونهاية آل سعود اقتربت على أيدي الحفاة الميامين وكما قضى أجدادهم على قوى الشرك في مكة والجزيرة فإنهم اليوم على مايبدو أمام المهمة نفسها .. { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}

قد يعجبك ايضا