حرب الولايات المتحدة على داعش خدعة لا تصدق !

رغم أن واشنطن حاولت في العديد من المناسبات زعزعة استقرار سوريا فإنه يبدو من المستحيل فهم الاستراتيجية التي تعتمدهاDash2016.4.23
 
إدارة أوباما في حربها ضد تنظيم داعش الارهابي حيث أصبحنا في الآونة الأخيرة نشكك في ما إذا كان الرئيس الأمريكي يتّبع حقا استراتيجية تهدف إلى القضاء على هذا التنظيم.
فعلى أرض الواقع، يبدو جليّا أن الضربات الجوية التي تنفّذها الولايات المتحدة غير ناجحة ومتفرّقة ولم تستهدف بشكل مباشر ودقيق عناصر تنظيم داعش.
ووفقا لصحيفة “اليوم” الإيطالية فإن “الأمريكيين لم يستهدفوا سوى الطوق الأمني الذي يُعنى بحماية البغدادي”، وهذا يبدو منطقيا نظرا لأنه خلال شهر واحد فقط، تمّ الإعلان عن مقتل ثلاثة عناصر بارزة في التنظيم؛ وهم : أبو أثير الحلبي، عمر الشيشاني وأبو علي الأنباري دون أن تكون هناك محاولات جدّية للقضاء على زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي.
ومن أهم المشاكل الرئيسية التي تميّز الحرب ضدّ تنظيم داعش هي عدم القدرة على التحقق من حقيقة مقتل هؤلاء الارهابيين حيث أعلنت امريكا منذ أيام مقتل العضو في المجلس العسكري للتنظيم سلمان عبد شبيب الجبوري في مدينة الموصل العراقية.
وقد صرّح أوباما خلال مقابلة أجراها مع قناة “سي بي إس” الأمريكية، بأن الحرب ضدّ تنظيم داعش مستمرّة وفي تقدّم وستؤدّي خلال هذه السنة إلى استرجاع مدينة الموصل التي تعدّ معقل تنظيم الدولة في العراق.
وتجدر الإشارة إلى أن مجلة “الإيكونوميت” كانت قد نقلت في 24 من شهر آذار/ مارس المنقضي، أن الحكومة العراقية بدأت عملياتها العسكرية بهدف استعادة هذه المدينة الهامة.
وقد أطلقت المجلة على هذه المعركة اسم “المعركة الأخيرة” التي من شأنها أن تلحق خسائر فادحة في صفوف تنظيم داعش وتؤدّي إلى استرجاع مدينة الموصل وهي ثاني أكبر مدينة في العراق وستكون هي “المفتاح” لاستعادة السيطرة على محافظة نينوى.
كما أعلن أوباما خلال حواره مع قناة “سي بي إس” أن الظروف ستكون مهيّأة لاسترجاع مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش وسوف نرى العراقيين على استعداد للقتال وكسب المعركة وسنسهم في تقديم المزيد من الدعم لهم، وأضاف “نحن لن نحارب على أرض الميدان، لكننا سنقدّم التدريب والدعم اللازم”.
وعلى الرغم من إصرار أوباما على عدم إرسال قوات برية للقتال فإن وزير دفاعه، أشتون كارتر، يخالفه الرأي خاصة بعدما أعلن أن الولايات المتحدة ستنشر قوات إضافية في العراق وسترسل طائرات هليكوبتر هجومية من طراز “آباتشي” لدعم قوات الأمن العراقية في حربها ضدّ تنظيم داعش.
وقال كارتر إن الولايات المتحدة ستقدّم “قوات إضافية” من شأنها أن تساعد على استعادة الموصل، المعقل الرئيسي لداعش في العراق منذ سنة 2014.
ووفقا لمصادر في البنتاغون فإن عدد عناصر القوات الأمريكية الإضافية يُقدّر بحوالي 200 جندي سيضافون إلى 4000 جندي أمريكي متواجدين على الأراضي العراقية.
 
 
 
وفي ذات السياق كشف باحثون لمجلة نيوزويك الأمريكية أن مجموعة حديثة من الوثائق تم تسريبها من داخل مناطق يسيطر عليها داعش، أظهرت أن مجنديه الجدد ينتمون لأكثر من 70 دولة حول العالم، وان التنظيم يعد لهجمات على الشواطئ.
وتعد تلك التسريبات الأكبر من نوعها حتى تاريخه، وتوفر دليلاً ورقياً هاماً على حوافز المجندين في التنظيم.
وضمت الوثائق التي سربها منشق من داعش وسلمها لعدد من وسائل الإعلام، قرابة 11 ألف ملف مليئة بأسماء مجندين انضموا إلى التنظيم المسلح في سوريا في عامي 2013 و2014.
مركز محاربة الإرهاب( سي تي سي)، في أكاديمية ويست بوينت العسكرية في الولايات المتحدة، أكد وجود 4600 اسم حقيقي، فيما كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن انضمام قرابة 15 ألف مسلح إلى داعش في عامي 2013 و2014.
كما بين تقرير سي تي سي أن متوسط أعمار المجندين لا يزيد عن 26 أو 27 عاماً، ولكن أعمار المقاتلين تتراوح بين 12 و70 سنة، كما تطوع بعض من تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وقد تطوع في التنظيم شباب عرب، ومنهم سعوديون وتونسيون ومغاربة، ومصريين. كما وجد بيهم أتراك وروس وأوروبيون جاؤوا من فرنسا( 49) ، ومن ألمانيا( 38) وبريطانيا (26) مقاتلا.
وكشف تحليل لسجلات المقاتلين أنهم يأتون “من طيف واسع من الخلفيات الثقافية، وبشكل عام، يبدو أن رجال التنظيم متعلمون نسبياً بالمقارنة مع المستويات التعليمية في بلدانهم الأصلية”. وقال أكثر من ألف مقاتل أنهم أنهوا التعليم الثانوي، فيما أفاد أكثر من ألف آخرين أنهم التحقوا بالجامعة، وتخرج عدد منهم.
وقال 10% فقط من المقاتلين في التنظيم الإرهابي أنهم يملكون خبرة قتالية سابقة، اكتسبوها في سوريا وليبيا وأفغانستان. وقد حارب معظم هؤلاء في صفوف جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا. إلى ذلك، عبر 12% منهم عن “تفضيلهم لتنفيذ عملية انتحارية، على القتال النظامي ضمن التنظيم”.
وأشار التقرير إلى أنه فيما يحتاج داعش لبعض الانتحاريين، يحتاج أيضاً لأشخاص “لتولي أدوار كتلك التي يؤديها جنود تقليديون ومسؤولون شرعيون، ورجال شرطة وأمن”.
وضمت الوثائق قرابة 431 “تصريح مغادرة” لمقاتلين رغبوا بترك خلافة التنظيم المزعومة، وذلك لدواع عدة، منها طبية وأسرية.
وتعد تلك التسريبات الأكبر من نوعها حتى تاريخه، وتوفر دليلاً ورقياً هاماً على حوافز المجندين في التنظيم.
 
وبحسب مسؤولين ألمان وأفارقة، يخطط داعش لتنفيذ هجمات عبر زرع متفجرات تحت مظلات شمسية، أو بواسطة تنكر عدد من عناصره كباعة يجوبون شواطئ أوروبا المطلة على شواطئ المتوسط.
وعند حديثه إلى صحيفة بيلد الألمانية اليومية، قال مسؤول في جهاز الاستخبارات الألمانية أن منتجعات فرنسية وإسبانية وإيطالية هي الأكثر عرضة لهجمات إرهابية. وقال ذلك المسؤول: “قد نشهد بعداً جديداً من إرهاب داعش، ومن الصعب حماية الشواطئ حيث يمضي الناس إجازاتهم”.
 
وتقول مجلة نيوزويك إن “هذا التهديد الجديد من قبل عملاء لداعش يتشابه مع هجوم شنه مسلح بواسطة بندقية كلاشنيكوف، داخل منتجع سوسة في تونس في يونيو(حزيران) 2015، وادعى داعش مسؤوليته عنه. وقد قتل في ذلك الهجوم شخصاً 39 شخصاً، معظمهم سياح أوروبيون”.
ونقل عن مصدر أفريقي موثوق “أن جهاديين قد يتظاهرون، قبل تنفيذهم هجمات، بأنهم لاجئون يبيعون آيس كريم، ومشروبات خفيفة، أو قمصاناً، وسواها من الأشياء التي يحتاجها عادة السياح”.
وأكد ذلك المسؤول الأفريقي أن لدى داعش “خططاً ملموسة” لتنفيذ هجمات شاطئية كبرى.
وقال سيك بوي، قائد قوات الشرطة في مدينة سالي السنغالية، لصحيفة بيلد أن التهديد القادم من قبل بوكو حرام، فرع لداعش، يمثل خطراً كبيراً على مناطق في جنوب أوروبا بالنظر لسهولة الوصول إليها.
وقال ذلك المسؤول الأفريقي إن “أولئك الجهاديين يسافرون بانتظام إلى إيطاليا وأماكن أخرى بواسطة وثائق سفر وتأشيرات زيارة. وهم يتمتعون بصفة قانونية، وذلك باعتبارهم رجال أعمال وتجاراً، ما يجعلهم شديدي الخطر”.
قد يعجبك ايضا