حربنا العالمية : كمائن موت تفتح طريق النصر
عين الحقيقة/ أحمد عايض أحمد
تخطى الإنجاز العظيم الذي حققه الجيش واللجان بعمليات الوعد الصادق المترجمة بمعارك التنكيل الإطار المحلي اليمني ، ليلقي بظلالة على العالمين العربي والإسلامي. لا بل وصلت أصداؤة إلى كل ركن وزاوية في الكرة الأرضية وسط تساؤلات كثيرة…
لم يكتمل عقد المفاجآت اليمنية .. والبقية عند رجال الجيش واللجان..
رسم لها السيد القائد مسارها.. كيف لا والاشياء بأسبابها.. وخطط لها قادة الجيش واللجان ونفذوا ووضعوا اللمسات الأخيرة على إخراجها في باب المندب وشبوة ونهم وصرواح والجوف وجيزان نجران وعسير وتعز وغيرها..
مشاهد عسكرية اسطورية تُحفر في الذاكرة عميقاً.. حتى أوصلت الشعراء والادباء والمنشدين والمحللين والخبراء ليصرخوا : “سترون في اليمن ايها الغزاة مالم تروه منذ ان ولدتكم امهاتكم”..
في المقابل
فرحنا، وعشنا لحظات كنا نؤمن بحدوثها، وذرفت عيوننا من دموع الفرح ما أنسانا كل دموع القهر والحصار والألم التي خسرناها على مدى السنوات.
الفرح غير محتمل، طبعا، يفوق كل وصف، أكيد، خارج أي تخيّل مفهوم، لأنه نصر واقعي، حقيقي، ملموس نعيشه ونتنفسه ونسبح في بحره ونطير في سمائه.
عشنا اليمانيون هذه اللحظات، في الضربات الباليستيه المتتاليه التي صبت حممها على تداوين وخميس مشيط وقواعد العند وباب المندب والطائف العسكريه والتي حصد الالاف من الغزاه والمرتزق وعشنا اللحظه في السيطرة على اراضي شاسعه بجنوب السعوديه وعشناها بفخر واعتزاز في سحق منظومة الغزو والارتزاق والارهاب في كل ميدان بعامي 2015 و2016 وهانحن اليوم نعيشها وهي كذلك، برغم أنها في عمر الزمن الحقيقي ساعات وأياماً، ولكن ما نشهده فيها يجعلنا ننام على فرحة لنستيقظ على أخرى، في “عرض متواصل” يذكرنا بالكلمة العسكريه المفتاحية الحاسمة: انتهى عصر الدفاع وبدأ عهد التنكيل….
واليوم ما زلنا في غمرة أجواء الفرح والفخر بهذه الانتصارات الكبيره، ولكن هذا لا يمنعنا من سؤال يحمل أهمية حقيقية، بالرغم من استهلاك البعض له بطريقة كاريكاتورية هزلية: إلى أين؟
طبعاً، ليس المقصود هو إلى أين تسير الأمور في اليمن والمنطقة، فهذا أمره محسوم، إلى مزيد من الانتصارات والإنجازات.
المقصود هو إلى أين سيتجه ملف ال سعود الذين عادوا بهستيريا من البر والبحر والجو ، ومرتزقتهم الذين عادوا خاسرين قبلهم والذين مرت عليهم ايام دمويه بدماء قادتهم وعناصرهم حتى الآن، دون أن يحصلوا على بعض تعويض عسكري ولو رمزياً على المعاناة التي مروا فيها علي ايدي اسود الجيش واللجان؟
كما تترنم جداول دماء الغزاه والمرتزقه في المنعطفات والوهاد والجبال والصحاري, ينبغي أن تنساب مياه نهر الدم في مخيلة الغزاه والمرتزقه حرة طليقة لا سدود أمامها ولا حواجز, ما دامت مسفوكه بقسوّه في معارك شواغلها تتعلق بحماية ارض الكرام و حرية الإنسان واحترام هواجسه وهمومه، ومخاوفه على حاضره وغده وكرامته الإنسانية. انها بدايه ولكن كمائن موت تفتح طريق النصر