حدث اليوم | ايران تحيي ذكرى رحيل الإمام الخميني.. والإمام الخامنئي يؤكد أن شخصية الامام الخالدة أحيت القضية الفلسطينية وحصنت الثورة
في 23 أيار/مايو عام 1989، أدخل الإمام الخميني (قده) مستشفى “جماران”، لتلبي روحه الطاهرة نداء ربها في الساعة 10:23 من مساء الثالث من حزيران/يونيو. أجج رحيل الامام ناراً مستعرة في قلوب شعبه الذي مضى خلفه حتى انتصار ثورته ضد الشاه محمد رضا بهلوي، وفي قلوب كل المستضعفين في العالم. ويعتبر مشهد التشييع المهيب الذي حضره ملايين المشيعين حدثاً تاريخياً قل نظيره. بعد أربع وثلاثين عاماً على رحيل الإمام، لا زال فكر الأخير يتجسد مع كل استحقاق صحوةً جديدة وثورةً أخرى، تشهد بخلود مبادئه وذكراه.
وفي السياق، أكد الامام السيد علي الخامنئي من داخل المرقد الشريف للإمام، أنه “لا يمكن لأحد محو شخصيته من ذاكرة التاريخ أو تشویهها”،لافتاً إلى أنه “يمكن نشر الأكاذيب حول هذه الشخصية ولكنها لن تدوم”.
وقال الامام الخامنئي، في مراسم الذكرى الـ 34 لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الامام السيد روح الله الموسوي الخميني (رضوان الله تعالى عليه) صباح اليوم الاحد، إن “الأجيال الجديدة والقديمة للبلاد بحاجة للتعرف على أبعاد الشخصية متعددة الأبعاد للإمام”.
الامام الخامنئي: لا يمكن لأحد محو شخصية الامام الخميني من ذاكرة التاريخ أوتشویهها
وتابع قائلاً “يتمتع الإمام الخميني (رضي الله عنه) بمكانة عالية في المعرفة الدينية، والفقه، والفلسفة، والتصوف النظري، والإيمان، والتقوى ، کما يتفوق في قوة شخصيته وإرادته ونهوضه لله والسياسة الإلهية والتحول في النظام البشري ؛ لم يتم جمع هذه الخصائص في أي من قادة تاريخنا، لكنها جمعت في الإمام”.
وفي السياق، أشار الامام الخامنئي إلى أن “الإمام الخميني خلق و أوجد ثلاثة أفعال عظيمة وتاريخية وثلاثة تحولات كبيرة وغير مسبوقة في مستوى إيران والأمة الإسلامية والعالم”.
نهضة الامام الخميني بثت روحاً جديدة في القضية الفلسطينية
هذا وأكد الامام السيد علي الخامنئي أنه “كان من المقرر ان تُنسى قضية فلسطين”، لافتاً إلى أنها “تحولت الى القضية الأولى للعالم الإسلامي مع نهضة الامام الخميني الذي بثّ روحاً جديدة فيها، وأصبحت مراسم احياء يوم القدس العالمي لا تجري فقط في الدول الإسلامية ، بل أيضًا في الدول غير الإسلامية”.
أبعاد ثورة الامام
وأكد سماحته أن “الثورة الإسلامية حولت الاستبداد إلى حرية وحولت انعدام الهوية إلى الهوية الوطنية والثقة بالنفس”، مشيراً إلى أنه “بفضل الإمام تحولت قضية فلسطين إلى القضية الأولى في العالم الإسلامي”.
كما أشار السيد إلى أن “الإمام الراحل أطلق مسار الصحوة الإسلامية”، مؤكداً أن “الأمة الإسلامية اليوم أكثر حيوية ونشاطاً واستعداداً مما كانت عليه قبل مرحلة الإمام”.
وفي جانب آخر من كلمته، أشار قائد الثورة الى أنه “في عصر الذكاء الصناعي والانترنت لا يمكن التعامل بأساليب العقود الماضية فالوسائل يجب أن تتناسب مع مقتضيات العصر”، مضيفاً أن “الأهداف لا تتغير وجبهة الأعداء والاستكبار والمتغطرسين والصهاينة تصطف أمام الشعوب والفرق في تقسيم الجبهات”.
الشعب الايراني أفشل مخططات العدو
هذا وأكد الامام أن “الشعب الإيراني أكثر قوة وبحاجة لمواصلة التغييرات، وإصلاح شؤون الشعب مرتبط بها فيما العدو بات أضعف”.
وتابع سماحته قائلاً “على من يحب ويعشق ايران ومصالحها الوطنية ويعاني من المشاكل الاقتصادية ويسعى لإصلاحها عليه ان يروج للإيمان والامل، وصيتي هي تعزيز الايمان والامل فهدف الأعداء هو هذا الايمان والامل”.
وفي السياق، لفت الامام إلى أن “آخر مساعي الأعداء تجلت في الاضطرابات التي حصلت الخريف الماضي وعلى الجميع أن يعلموا أن التخطيط تم في الغرب”، مضيفاً “بعض العناصر الخائنة نفذوا مخططات الأعداء وكانوا أدوات رخيصة لهم، الحمقى ارتكبوا الخطأ مرة أخرى ولم يعرفوا الشعب الإيراني العظيم ، الشعب الإيراني لم يبد أي أهمية لدعواتهم وشبابنا نزلوا الى الجامعات والشوارع وقاموا بواجباتهم وافشلوا مخططات العدو “.
كما رأى آية الله خامنئي أن “العدو يسعى ليفرغ الشعب الإيراني من الأمل ويبرز مشاكل المعيشة”، قائلاً “لدينا مشاكل لكن أمام هذه المشاكل لدينا احداث تبعث على الأمل. العدو لا يريد أن يدعنا نرى هذه الظواهر الواعدة. هذه الظواهر هي أكثر بكثير من المشاكل”.
كما قال الامام الخامنئي إنه “في الخارج ، التقط بعض الأشخاص رفيعي المستوى من الحكومات الأجنبية صورًا تذكارية مع الأعداء ، معتقدين أن المهمة قد انتهت وظنوا أنهم قادرون على تسلیم وتجنيد الشعب الإيراني؛ لکن الحمقى كانوا مخطئين مرة أخرى”.
السيد رئيسي: الثورة الإسلامية هي أحد العوامل المهمة في تشكيل النظام العالمي الجديد
وعشية ذكرى رحيل الامام، ومن مرقده الشريف أشار الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي في كلمة إلى أن “الارتباط بين الروحانية والسياسة كان أحد مظاهر سيرة الإمام الخميني الراحل”، قائلاً إن “التغيير الآخر الذي أحدثه الإمام الخميني (قدس سره) ، هو التغيير في مجال السياسة ، وكان ذلك في منطقة حساسة ومهمة من العالم، بحيث أن طريقة ثورة الإمام الخميني زعزعت كل المعادلات السياسية في العالم وشكلت معادلات جديدة”.
رئيسي: الارتباط بين الروحانية والسياسة كان أحد مظاهر سيرة الإمام الخميني الراحل
واكد الرئيس الإيراني أن “الثورة الإسلامية هي أحد العوامل المهمة والفعالة في تشكيل النظام العالمي الجديد”، موضحاً أننا “نرى اليوم مؤشرات افول القوة الأمريكية ونهجها الأحادي، ونشوء قوى جديدة وناشئة مثل المنظمات الإقليمية، خاصة في آسيا”.
من المراسم داخل مرقد الامام الراحل
وأوضح رئيسي أن “راية الصمود والمقاومة اليوم هي في يد قائد الثورة الإسلامية”، متابعاً “لقد ذكرنا مرات عديدة أننا مستعدون للتفاعل والتعاون مع أي دولة تريد أن تكون لها علاقات مع إيران، لكننا سنقف بقوة في وجه أي دولة تريد الوقوف بوجه الشعب الإيراني” .
عضو مجلس خبراء القيادة: الإمام الخميني (ره) نموذج للعالم
من جهته، قال أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع) رضا رمضاني کيلاني إن “الإمام الخمینی نموذج يحتذى به العالم كله وأضاف ان الامام الراحل علمنا السير على نهج المقاومة”. وقال رضا رمضاني کيلاني في مقابلة مع “إرنا” إن الإمام الخميني (ره) “هو النموذج لیس فقط لأمة واحدة بل للعالم واليوم من الضروري تقديم هذا النموذج إلى المجتمع البشري”. وتابع “علمنا الإمام السير على نهج المقاومة وقام بواجبه الإلهي ومع المقاومة استطاع أن يقف ضد نظام الهيمنة وهذه المیزة يجب أن تناقش في المؤتمرات”.
وقال أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع) “للإمام كتب لا بد من شرحها لما تحمله من المفاهيم العميقة في المقاومة و في القيم الأخلاقية والدينية”.