حثالة المرتزقة يبحثون عن أدوار وأموال!!

يمانيون/ كتابات/ مطهر الأشموري

الرئيس الأمريكي العائد للبيت الأبيض “ترامب” بين تصريحاته الشهيرة في دورة حمكه السابقة – وذلك ما بات العالم يعرفه – قوله إن السعودية هي مجرد بقرة حلوب وسنواصل حلبها حتى تجف وبعد ذلك نذبحها.
ماذا بعد هذا أو أكثر من هذا للحديث عن دولة مستقلة وذات سيادة، وماذا عملت كندا بالمقابل حتى سار النظام السعودي إلى قطع علاقته أو ليس التصريح الترامبي كان أوجب لقطع العلاقات مع أمريكا؟.
حين سئل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول هذا أجاب بقوله “إن ترامب هو صديق والصديق يقول أحياناً كلاماً طيباً وحيناً أو أحياناً يقول كلاماً غير طيب”، وتوصيف أنه صديق تغفر له أي استثناءات أو زلات حتى لو تحدث عن بقرة حلوب وعن ذبحها بعد أن يجف حليبها..
السعودية كنظام من حقها أن تغفر لترامب زلاته واستثناءاته وأن تعاقب كندا أو غير كندا حتى لو لم تحدث إساءة كما ترامب، ولكن هل يملك نظام كهذا الحد الأدنى من أهلية قيادة أمة عربية أو إسلامية؟.
المسألة أن أمريكا التي أكدت أنها ستذبح هذا النظام بعد أن يجف حليبه هي من نصبته في تموضع قيادة للعروبة أو للإسلام، وما عرفت بالثورة العربية الكبرى هي خيانة مع بريطانيا مثلما الربيع العربي هو محطة أمريكية وخيانة مع أمريكا، والمسألة ليست نكث بريطانيا لتعهد أو اتفاق أو تعهد مع أشراف مكة لأن الاتفاق أو التعهد لمحاربة الأتراك والخلافة العثمانية هو “الخيانة” ولكننا بوعي أو بدونه نمجد الخيانات ونفرح بعناوين ثورة عربية كبرى أو ربيع عربي ونحو ذلك.
ومثلما الاستعمار البريطاني نفى الشريف “الحسين” إلى جزيرة وعين من أقاربه ملوكاً في العراق وسوريا والأردن فمن حق الاستعمار الأمريكي أن يذبح أي نظام عميل حين يجف حليبه أو يستغني عن خدماته، فهل هذا هو واقع ما عرفت ثورة عربية كبرى وما عرف ربيع عربي وبالتالي فنحن لا نتجنى على تاريخ قديمه وحديثه ولا على الاستعمار القديم ولا الاستعمار الحديد.
لدينا أنظمة ارتهنت للاستعمار القديم ثم للاستعمار الجديد الذي حل محله الاستعمار القديم كما الجديد يفوج ويجيش المرتزقة والخونة والعملاء ولذلك فثقل الأحزاب القومية واليسارية باتوا في قومية وأممية وارتزاق ويساقون بالمال كما أحزاب الأسلمة التي فوجت وجيشت للقتال في أفغانستان والشيشان ونظرت للقتال في فلسطين على أنه شبهة والمسألة هي أموال تسحبها أمريكا من المخزون الخليجي بقيادة النظام وليس غير المال إلا مزيد الأموال وسيقولون إن هذه هي الحرية وهي الديموقراطية وهي الدولة المدنية الحديثة وما إلى ذلك من الشعارات الكاذبة والمخادعة.
الوقوف مع فلسطين والقتال مع الشعب الفلسطيني هو الممنوع من القديم والحديث كاستعمار وسينفذون الأمر الأمريكي للقتال في أفغانستان أو الشيشان وحتى تجاه إيران وضد اليمن وكل شيء هو مال وأثمان، ومثلما الشيوعية وصمت بالإلحاد فالشيعية هي باتت الإلحاد وفق التحديث من الأجندة الأمريكية والحروب مع الأمركة والصهينة كما تطلب أمريكا.
الرئيس اليمني عبدالرحمن الإرياني الذي جيء به رئيساً بثقل وبصمة النظام السعودي كما كتب مذكراته التي أو حتى أن لا تنشر إلا بعد وفاته وذلك ما تم.
بين أهم ما أكد عليه هو أن اليمن لا يمكنها أن تستقر أو تزدهر إلا إذا تحررت من الوصاية السعودية ونالت كامل السيادة وكامل الاستقلالية، أما خلفه الرئيس الحمدي فقد دفع حياته لأنه تبنى حق السيادة والاستقلالية لليمن.
إذا النظام السعودي هكذا أسس بحيث لا يحتاج سيادة ولا استقلالية فاليمن لا تقبل غير كامل السيادة وكامل الاستقلالية ولا عودة أو إعادة للوصاية السعودية ولا نقبل كذلك بوصاية إيرانية أو غير إيرانية، ولكننا في اصطفاف مع كل من يناصر مظلومية الشعب الفلسطيني وسنظل ضد الأمركة والصهينة وهذه أسس ومعايير مواقفنا واصطفافنا وتوصيف هذا أنه مشروع أو وصاية إيرانية هو من هراء واهتراء الخيانة والعمالة ربطاً بواقع ووقائع عيشكم الذليل المهين بالانغماس في الأمركة والصهينة وهذا لا يحتاج جدلاً أو نقاشاً لأنه أوضح من أي وضوح.
أنتم تعرفون وتثقون بأن كل ضجيجكم وهديركم فاقد التأثير نهائياً على موقف الشعب اليمني الذي يتمسك بكامل السيادة وكامل الاستقلالية ويرفض أي وصاية على اليمن وعلى رأسها الوصاية السعودية التي عرفت وجربت طويلاً، وعليكم أن تعودوا إلى عروبتكم وإلى إسلامكم وأن تتركوا الأمركة والصهينة وتقفوا مع فلسطين القضية والشعب ولا شيء غير ذلك أو أقل من ذلك بما قد يجعل الشعب يعيد النظر في القبول بكم.
بدون ذلك فلكم عاجلاً وسريعاً أن تأتوا بأمريكا والغرب وإسرائيل في معركة التاريخ والجغرافيا، والنصر هو حتماً للشعب اليمني ولحقه المشروع في كامل السيادة وكامل الاستقلالية.
كفاكم تهريجاً وضجيجاً وأشعلوها بأمريكا والغرب وإسرائيل حرب كبرى عالمية والشعب اليمني أهل لها!!.

قد يعجبك ايضا