حتى لا يكون مصيره كمصير بن عمر : ولد الشيخ ينحاز في السر والعلن لوفد الرياض
يُجيد ولد الشيخ إنتقاء مصطلحاته بعناية فائقه فيحرص على بث روح الامل في المفاوضات المتوقفة عند نقطة الصفر فيحاول إيجاد المصطلحات المناسبة التي تُشعر القارئ والمتابع أن الحوار على مشارف الإنتقال من مربعه الأول ويستعد للإنتقال إلى مربع آخر فيما المؤشرات تمضي بالمتابع نحو إستنتاجات لا تروق طبعاً للمبعوث الأممي وفريقه في الكويت . المشاورات اليمنية تدخل شهرها الثاني ولا يزال ولد الشيخ يستخدم أنواعاً من التحايل حتى يوهم الجميع انه يحقق إنجازاً وأن فريقه ينشط في سبيل تقريب وجهات النظر وتحقيق خرق في أكثر من ملف . لا تقدم يذكر في المشاورات فيما ولد الشيخ يكرر تصريحاته بأن هناك مؤشرات للتقدم فتارةً يتحدث عن تفاؤل وتارة اخرى يمتلك الشجاعة للقول بأننا أصبحنا على مشارف إتفاق . فلا هذا ولا ذاك حيث لا تزال المشاورات عند نقطة الصفر فأغلب ما أورده ولد الشيخ في مؤتمراته الصحافية يتناقض كليةً مع تصريحات رؤساء الوفود وإن كان المتابع يلاحظ في الأونة الأخيرة توافقاً بين تصريحات ولد الشيخ واعضاء وفد الرياض وهو التوافق الذي يأتي في إطار دور ولد الشيخ الذي يحاول إنقاذ المشاورات بمحاولة الضغط على الوفد الوطني وتبني أطروحات الوفد الآخر . فلم يجرؤ المبعوث حتى اللحظة على إدانة المتسبب في الخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار ولم يجرؤ على التطرق لإتفاق السلم والشراكة كإتفاق ضمن مرجعيات الحوار وهو ما اشارت اليه قرارات مجلس الأمن وبياناته . وحتى لا يغضب وفد الرياض يمعن المبعوث الأممي في إطلاق تصريحات تتناقض مع الواقع إن لم تكن أكاذيب فلا حقيقة لما قدمه مؤخراً عن مناقشة بعض القضايا مع الوفد الوطني الذي أعترض على تصريحات ولد الشيخ . ورغم الإنتقادات المستمرة للمبعوث الأممي من قبل الوفد الوطني إلا أنه وعلى ما يبدو يمضي نحو الإستمرار في إداء هذا الدور وتنفيذ إملاءات الرياض والإنحياز لوفدها حتى لا يكون مصيره كمصير جمال بن عمر الذي كشف حقيقة اللعبة وقدم شهادته التاريخية لمجلس الامن بعد أيام من بدء العدوان وقبل أن تقرر الأمم المتحدة إستبداله بولد الشيخ حتى تضمن تسيير الدور الاممي بما يتوافق مع اهدافها ومشاريعها .