حاملة الطائرات “فينسون” في بحر العرب.. الترحيب بالطريقة اليمنية
بدا الإرباك الأمريكي واضحاً بعد ساعات من إعلان متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، عن الاستهداف اليمني الأول لحاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” عقب وصولها إلى البحر العربي.
الميزة في إعلان القوات المسلحة عبر العميد سريع أنه جاء في ميدان السبعين ومن وسط الحشود المليونية المساندة لغزة والمؤيدة للقيادة الثورية في كلّ ما تتخذه من إجراءات عسكرية رادعة للعدوين الأمريكي والإسرائيلي.
أضف إلى ذلك، أن اليمن العنيد لا يظهر خشيته من الحشود العسكرية المتواصلة للأمريكيين في البحار، وسبق له أن تعامل مع حاملات طائرات أمريكية سابقة في خطوة لم تنفذها أية دولة منذ الحرب العالمية الثانية.
ونقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، اليوم السبت، عن مسؤول عسكري في البنتاغون قوله: “إنه تم تحريك “فينسون” من موقعها السابق إلى موقع آخر في خليج عدن بعد أن كانت تتمركز قبالة السواحل العمانية في أقصى بحر العرب”.
وبحسب المجلة الأمريكية، فإن تغيير موقع حاملة الطائرات “فينسون” التي تصل المنطقة لأول مرة، يؤكد محاولات واشنطن لإخفائها بعد نجاح القوات المسلحة اليمنية باستهدافها عن طريق الصواريخ والطائرات المسيّرة، ضمن عملية واسعة طالت أيضاً حاملة الطائرات “ترومان”.
من جانبهم تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم السبت، مقاطع فيديو لهجوم يمني جديد على حاملة الطائرات الأمريكية.
وتظهر مقاطع الفيديو التي التقطها صيادون يمنيون، لحظة اقتراب صاروخ باليستي من البوارج الأمريكية، كما تظهر الصاروخ وهو يحلق على علو منخفض بشكل كبير، ما يؤكد فرضية استحالة إسقاطه.
وتكشف تلك المقاطع كذب وزيف الادعاءات الأمريكية بشأن اعتراض الصواريخ اليمنية تارة وعدم تعرضها لهجمات تارة أخرى، ومع أن القوات المسلحة تنفذ منذ يناير من العام الماضي عمليات متصاعدة ضد البوارج الأمريكية، إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها استعراض مشاهد من مسافة قريبة.
من هي حاملة الطائرات “فينسون”
وحاملة الطائرات كارل فينسون (CVN-70) هي حاملة طائرات أمريكية من فئة نيميتز، وهي واحدة من أكبر وأقوى حاملات الطائرات في العالم، وتم تسميتها على اسم كارل فينسون، وهو سياسي أمريكي خدم في الكونغرس الأمريكي لأكثر من 50 عامًا.
وحاملة الطائرات “كارل فينسون” هي واحدة من أهم حاملات الطائرات في الأسطول الأمريكي، والتي تتباهى بها واشنطن وتلعب دورًا هامًا في العمليات العسكرية والسياسية للولايات المتحدة.
المواصفات:
1- الطول: 332 مترًا
2- العرض: 76 مترًا
3- السرعة: أكثر من 30 عقدة (56 كم/ساعة)
4- الطاقم: أكثر من 5,000 شخص
5- الطائرات: يمكنها حمل أكثر من 60 طائرة من مختلف الأنواع
التاريخ
1- التدشين: تم تدشينها في عام 1977
2- الخدمة: دخلت الخدمة في عام 1982
3- العمليات: شاركت في العديد من العمليات العسكرية، بما في ذلك حرب الخليج الثانية والغزو الأمريكي لأفغانستان.
أبرز أدوارها:
1- القوة الجوية: توفر حاملة الطائرات كارل فينسون قوة جوية كبيرة لواشنطن وفي شن الكثير من العدوان على البلدان العربية والإسلامية.
2- الدعم العسكري: يمكنها تقديم الدعم العسكري للقوات البرية والبحرية الأمريكية.
ولعبت حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” خلال الفترات السابقة دورًا هامًا في المنطقة [ما يطلق عليه الأعداء تسمية الشرق الأوسط] وكان لها العديد من الأدوار:
الدور العسكري:
1- الغارات الجوية: استخدمت الولايات المتحدة حاملة الطائرات “كارل فينسون” في شن غارات جوية عدوانية ضد أهداف عسكرية في العراق وسوريا وليبيا، التي لا تزال تداعياتها حتى اللحظة.
2- الدعم للقوات البرية: قدمت حاملة الطائرات “فينسون” الدعم الجوي للقوات البرية الأمريكية والتحالف الغربي في العراق وأفغانستان.
3- الردع: تعتبر الولايات المتحدة حاملة الطائرات “كارل فينسون” عنصر ردع قوي في المنطقة، مما يساعد واشنطن على تهديدها تلك الدول وممارسة الضغوط عليها وابتزازها.
الدور السياسي
1- التأثير على السياسة الإقليمية: وجود حاملة الطائرات كارل فينسون في المنطقة يمكن أن يؤثر على السياسة الإقليمية، لما تشكله من تهديد واضح.
2- الدعم للتحالف الغربي: قدمت حاملة الطائرات الدعم للجماعات التكفيرية الإجرامية وعلى رأسها داعش، في العراق وسوريا، وقد نجحت في تغطيتها جوياً لفرض السيطرة والهيمنة على كثير من المناطق النفطية، لصالح أمريكا.
ويؤكد نجاح القوات المسلحة اليمنية في استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” عقب وصولها إلى مهمتها في البحر العربي، وبما لا يدع مجالاً للشك بأن اليمن يستطيع الوصول إليها في أي وقت وتحت أي ظرف.
ويشكل هذا الاستهداف ضربة قاصمة وموجعة لواشنطن، حيثُ يمكن أن يؤدي هذا الاستهداف إلى خسائر بشرية كبيرة بين الطاقم والجنود الأمريكيين، بالإضافة إلى تدمير المعدات العسكرية المتواجدة على تلك الحاملة بما في ذلك الطائرات والمروحيات.
ويؤدي استهداف حاملة الطائرات الأمريكية إلى زيادة التكاليف العسكرية، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة التكاليف العسكرية الأمريكية، ما يؤثر على الاقتصاد الأمريكي.
وتسوق الولايات المتحدة، مزاعم متعددة في عدوانها على اليمن، منها وجود تعاون يمني صيني في محاولة يائسة لتبرير فشلها في البحر الأحمر وعجزها عن تحقيق انتصار أمام القوات المسلحة.
وأفردت وسائل إعلام أمريكية مساحة واسعة اليوم السبت، لتسويق دعاية جديدة حول علاقة اليمن بالصين، منها اتهام الصين بتقديم الاستخبارات والدعم اللوجستي لصنعاء، وهو ما دفع بكين إلى رفض الاتهامات الأمريكية حول تقديم المعلومات عبر الأقمار الصناعية إلى قوات صنعاء أو أي شكل من اشكال الدعم لهم.
والمزاعم الجديدة التي سوقتها صحيفة “وول ستريت جورنال” لا تتضمن الحقيقة، بل تشمل حملة دعائية تقودها الإدارة الامريكية؛ إذ جاءت بعد ساعات على مزاعم وزارة الخارجية الامريكية تقديم شركة أقمار صناعية تابعة للجيش الصيني دعماً لوجستياً للقوات اليمنية في هجومها على البوارج والسفن الأمريكية.
وتأتي هذه المزاعم، بعد ارتكاب الولايات المتحدة أبشع المجازر والجرائم على مدى شهر طالت المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال، حيثُ تحاول واشنطن ايهام العالم بأنها تقاتل دولاً عظمى في اليمن كالصين؛ بهدف الهروب من المسؤولية تجاه تلك الجرائم والمذابح وتخفيف الضغوط الداخلية والانتقادات المتزايدة للعدوان الإجرامي على اليمن وفشلها في تحقيق أي انتصار ضد قوات صنعاء.
المصدر ـ المسيرة نت