حالة اسعافية. ..كتب/ اسامة الموشكي
سيارة الإسعاف:
تهرول مسرعة لانقاذ من على متنها مستبسلة.،
صافرتها مغلقة؛ ابوابها مخلعة؛ ونوافذها مكسرة؛ وإطاراتها مثقوبة؛
سائقها:
يقودها بتحد وبإرادة لا تصد.،
دمعه يذرف؛ ودمه ينزف؛ وفمه يهتف؛ بانه مهما صار استحالة ان يقف؛ حتى ينقذ من معه وللنصر يزف؛
اخيرا:
وصل الى المشفى لم يأبه لجراحه بان تشفى
فقط يريد اسعاف وطنه الاغلى لانه يعلم إن فقده سيشقى.،
في الطوارئ:
بملئ صوته يصيح اسعفوا وطني الجريح .. لكن؟
ذهب صياحه في مهب الريح .!
وذاك المرتزق المناوب في مكانه مستريح .!
وببرود يقول .. لا تصيح ولا تعكر راحتي بصراخك القبيح .،
سقط على ركبتيه مخذول ودماء جراحه جعلته مبلول بغصة تملؤها الذهول ايعقل ان هناك من لوطنه غير مسؤول .؟
يدا من وراه مطبطبه ويدا من امامه ترفعه واخرى ببتسامة تطمئنه،
لا.. هذا ليس معقول فهاؤلا هم فقط قلة شرذمة،
وذاك بحزم يخبره ..
انظر يداه فقد جعلناها بقيد الخزي مكبلة .،
بفرحة عارمة يرد .. اين وطني .؟
تقصد وطننا،!
هو بالداخل يعاني لكن اطمئن سنتهم به حتى التعافي.،
الحمد لله .. اذن انا سأذهب ،
الى اين ستذهب وجراحك تسيل ولم تضمد وعظمك مكسور ولم يجبر .؟
جراحي ستشفى وعظامي ستقوى حين يزول وجع وطني ويشفى ،
لحظة قبل ان تذهب ظابط الامن يريد ان يسألك بعض اسئلة ليتحقق، هل انت صادق ام فقط تتشدق.
ظابط الأمن:
ما اسم المسعف.؟
_ مجاهد
ما اسم من قمت باسعافة.؟
_ الوطن
من اين اتيت به ؟
_ اتيت به من وسط الوديان من قمم الجبال من بين رمال الصحراء ومن عمق البحار.
ما الذي حدث له ؟
_ حاولوا تدميره ارادوا تفكيكه سعوا لقتله تمنوا النيل منه، لكن فشلوا
بماذا اسعفته .؟
_ بصمودنا
كيف؟
صمودنا يحمل بداخله حب وهم الوطن، خلعت منه الابواب ومازال صامد، ثقبت الاطارات ما زال صامد، كسرت النوافذ مازال صامد،
قلت انك تريد الذهاب ..الى اين ستذهب ؟
_ سأعود لإكمال ما اقسمت عليه، قسمت ان احمي وطني وحميته، قسمت ان انقذه وانقذته،
لقد حققت قسمك لما العودة؟
_ بقي أن أقضي على أعدائه ، وآثأر لمن كانوا سبب في جراحه ، وبينما انتهي مؤكد ستنتهي ألامه، وحتما سأعود لنحتفل معا بانتصار اوجاعه وتضحيات ابنائه ،.