جزيرة سقطرى في مرمى مخطط لا أخلاقي إماراتي إسرائيلي
Share
إبراهيم القانص :
سقطرى، الجزيرة اليمنية البكر التي لم تمتد إليها يد العبث البشري، فقد ظلت نائية بنفسها وأصالتها عن كل مظاهر الحداثة والتغيير العصري الذي يطمس هويات الأشياء ويزيف ملامحها ويحولها إلى مُسوخ لا شيء يميزها عن غيرها مما امتد إليه عبث البشر، الذي يستخدم كأسلوب للانفتاح الاقتصادي أو السياسي، غير عابئ بما ينتج عنه من تأثيرات سلبية تصل حد الكارثية بحق الطبيعة والتوازن البيئي والديموغرافي، ظلت سقطرى على مدى قرون من الزمن محتفظة بميزاتها الطبيعية وفرادتها في التنوع البيئي الهائل والنادر الذي يميزها عن غالبية الجزر على مستوى العالم، لكن تلك الحالة من الدفاع عن طبيعة والفرادة والتوازن البيئي، بدأت تتهاوى منذ أول يوم للتواجد العسكري الإماراتي في الجزيرة، وبدأت أيادي العبث بالاعتداء على أصالة سقطرى وتركيبتها الطبيعية المتميزة، بطريقة تنمُّ عن حقد ووحشية ترجع إلى عُقدٍ قديمة لدى حكام الإمارات، وإجمالاً هي عُقدة الطارئ المستحدث إزاء الأصيل المتجذر في عمق التاريخ.
أحكمت الإمارات سيطرتها على أرخبيل سقطرى، ونشرت قواتها في عدد من جزره، ومنذ اللحظات الأولى من دخول قواتها بدأت باقتلاع أهم أشجارها ونباتاتها النادرة وتهريبها إلى أبوظبي على متن شاحنات كبيرة ومن ثم على سفن عملاقة وطائرات نقل، حتى أحجار الشواطئ التي تميزت بأنها ملونة وكأنها العقيق، تم جرفها من السواحل وتهريبها لتُستخدم في تزيين قصور أبناء زايد وأركان نظامهم، إضافةً إلى الأحياء البرية النادرة التي تتعرض إما للتهريب أو الإبادة حتى تنقرض سلالاتها، يتصرفون فيها ويعبثون وكأنها إمارة تابعة لهم، لكنها- كما يقول مراقبون- لو كانت إحدى إماراتهم لتعاملوا مع موروثها وتنوعها الطبيعي بحرص أكثر للحفاظ عليه كميزة لا تملكها غيرها من الجزر، لكنه حقد من لا يملك على ما كان ملكاً لغيره، وهو الحقد الناتج عن يقين بأنه مهما بسط نفوذه وسيطرته مستغلاً لوضع البلاد التي يشارك في الحرب عليها، فلن يكون ذات يوم صاحب الأرض مهما فعل، ولا بد أن يرحل منها مهما طالت الأيام، حسب المراقبين.
لم تتوقف الإمارات عند حدود عبثها ومحاولات إفسادها لنظام التوازن البيئي لجزيرة سقطرى اليمنية، من خلال نهبها للنباتات والأحياء البرية النادرة والقضاء على أنواع منها، بل تجاوزت ذلك إلى حدود لم يكن يتوقعها أحد، ولا تتناسب مع كونها دولة عربية مسلمة تحكمها أخلاقيات وأعراف وقيم، فكما فتحت بلادها على تجارة المخدرات والدعارة والاتجار بالبشر والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل الذي يعد أبرز رواد تلك النشاطات على مستوى العالم وتحت مسميات الانفتاح الاقتصادي والسياسي؛ يبدو أنها بدأت بإسقاط تلك السياسة على جزيرة سقطرى، فمنذ إعلانها التطبيع الرسمي الشامل مع تل أبيب لم تتوقف الأفواج الإسرائيلية عن التوافد إلى الجزيرة، بصفة السياحة عن طريق أبوظبي التي تمنحهم فيزاً سياحية، وكان آخر الأنشطة السياحية التي تديرها الإمارات في سقطرى اليمنية وفد شركة إسرائيلية متخصصة في إنتاج الأفلام الإباحية، فخلال الأيام القليلة الماضية أدخلت القوات الإماراتية إلى سقطرى وفداً تابعاً لتلك الشركة، بغرض تصوير أفلام إباحية، وحسب مصادر محلية ومواقع إخبارية، فقد بدأت الشركة الإسرائيلية بتصوير أفلام خليعة في منطقة عرعر بأرخبيل سقطرى.
المصادر أكدت أن عدداً من المقاطع الإباحية التي بدأت شركة الإنتاج الإسرائيلية بتصويرها في سقطرى، سربها ضباط إماراتيون لعدد من سكان الأرخبيل، الأمر الذي يؤكد حقيقة التوجه الإماراتي لإفساد أخلاقيات وعادات وقيم أبناء سقطرى، وطمس هويتهم وأعرافهم كيمنيين محافظين، وكانت الإمارات قد بدأت منذ أعوام بأخذ أعداد من فتيات الجزيرة إلى أبوظبي بحُجة تدريبهن على مهام أمنية ليكن ضمن الجهاز الأمني كشرطة نسائية، متجاوزةً بذلك أهم ما يحتاجه أبناء وفتيات الأرخبيل ويمثل ضرورة مقدمة على أي شيء، حاجتهم إلى التعليم والغذاء والأدوية، وهو ما اعتبره مراقبون أسوأ سلوك تمارسه دولة ذات أطماع استعمارية، خصوصاً أنها محسوبة على دول المنطقة العربية وتدين بدينها.