جريدة جزائرية : أيديهم على الزّناد وأعينهم على البحر الأحمر .. اليمنيون.. عيدهم غزة “الكلمة والموقف”
أكّد اليمنيون أنّهم يُشكّلون جسدا واحدا مع الأوطان المكلومة، يذودون عن إخوتهم في بقاع الأرض وفي غزة الأبيّة، ويسطّرون ملاحم الصمود في آنٍ.. فبرغم سنوات تسع من الجراح في خاصرة وطنهم، والحصار المُستدام عليهم برّا وبحرّا وجوّا إلّا أنهم صمدوا وغالبوا الجوع والمآسي تمسّكا بهويتهم وأصالتهم.. وحين أوغل الجرح في الأراضي المقدّسة، ووسط صمت القبور في كثير من الدول العربية والدول الغربية رافعة رايات حقوق الإنسان وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها وسيادتها على أراضيها.. والتطبيع العلني من بعض الدول العربية، كسر اليمنيون الحصار، وكان الردّ قاس في البحر من خلال استهداف حركة الملاحة في خطوة منهم لكبح جماح الكيان الصهيوني المعتدي والغاصب، ودعما للشعب الفلسطيني في غزّة ولطوفان الأقصى الذي سطَّر أروع الملاحم البطولية على مدى ما يربو عن 190 يوما.
اليمن.. الكلمة والموقف
ولأنّ فلسطين حاضرة في وجدان اليمنيين، فقد توجّه قائد أنصار الله “عبد الملك بدر الدين الحوثي” – في كلمة متلفزة بمناسبة عيد الفطر المبارك – بالتهاني والتبريكات إلى أمتنا الإسلامية كافة وعلى وجه الخصوص إلى الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء في قطاع غزّة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، موضحا أنّ المجاهدين في غزة جمعوا بين فضيلة الصّيام وفضيلة الأعمال الصالحة مع فضيلة الجهاد وهم يواجهون أعداء الله وأعداء الإنسانية في معركة مُقدّسة وفي أشرف ميدان.
كما توجّه قائد “أنصار الله” بالتّهاني والتّبريكات إلى أبناء الشعب الفلسطيني العزيز المرابطين في المسجد الأقصى والقدس وفي الضفة الغربية وفي كافة أنحاء فلسطين بحلول عيد الفطر المبارك.
وأكد “عبد الملك بدر الدين الحوثي” أنّ من توفيق الله تعالى ونعمه أن وفّق شعبنا للإسهام في نصرة الشعب الفلسطيني وحمل راية الجهاد، موضحا أنّ شعبنا يخوض معركة فعليّة في مواجهة أعداء الله وأعداء الإنسانية، وأضاف: “نحن في واقع حرب ضدّ العدو الإسرائيلي وجهاد في مواجهة الأمريكيين والبريطانيين المعتدين على بلدنا”، لافتا إلى أنّ الأمريكي والبريطاني يعتدي علينا لنصرة العدو الإسرائيلي وحماية إجرامه وحصاره على قطاع غزة.
وأضاف: “الموقف العسكري والتعبئة والخروج المليوني الأسبوعي في الميادين نصرة للشعب الفلسطيني أمر وفّقنا إليه لا سيما أمام تخاذل معظم البلدان الإسلامية”، مؤكّدا على أهمية أن يحرص الجميع على التحرّك والحذر من الكسل، فالخروج الأسبوعي عمل متاح ويتكامل مع بقيّة الأعمال.
من ناحيته، جدّد رئيس المجلس السياسي الأعلى “مهدي المشاط” التأكيد على الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني عسكريّا حتى إيقاف العدوان والحصار على غزّة، فيما أشاد بالدور الكبير والعمليات النوعية والمباركة لجبهات الإسناد في محور الجهاد والمقاومة في لبنان والعراق وكافة أحرار الأُمة.
وفي برقية تهنئة لعضو المجلس السياسي الأعلى “محمد علي الحوثي”، تطرّق إلى الموقف اليمني تجاه العدو الصهيوني بالقول: “إنّنا على ثقة بأنّ هذا الموقف الجريء والمناصر، قد عزّز من صمود الشعب الفلسطيني، وأنّه قد جسّد رؤية القيادة الإنسانية والمبادئ السامية التي تقوم عليها”، مؤكدا استمراريته حتى تحقيق الهدف المعلن له وهو إنهاء العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني في غزّة وإدخال الغذاء والدواء وكافة احتياجاتهم الأساسية التي حرمهم منها العدو الإسرائيلي المسنود أمريكيّا وبريطانيّا.
العيد غزّة
لم يسبق لحدث أن وحّد اليمنيين منذ تسع سنوات كما فعلته القضية الفلسطينية التي جعلت من اليمنيين قاطبة أصحاب موقف واحد وهو ما دأب عليه الشعب جيلا بعد جيل، فمنذ ستة أشهر وأكثر واليمنيون يخرجون في وقفات احتجاجية أسبوعية بمختلف الميادين وعموم المحافظات، مندّدين بالجرائم التي يرتكبها الصهيوني في قطاع غزّة وإدانة الصمت العربي المخجل.. وفي العيد، لم تخل الكلمات العيدية في المصليات من ذكر فلسطين والوقوف عقب صلاة العيد والخطبة في وقفات احتجاجية نصرة للقضية الفلسطينية، وتأكيد الموقف اليمني المساند والمناصر للفلسطينيين بالكلمة والموقف هكذا تحدَّث الناشط الحقوقي “إبراهيم الفقيه” لجريدة “الأيام نيوز”.
من ناحية أخرى، تحدّثت الصحفية “نادية الشهاري” لـ “الأيام نيوز” قائلة: “المرأة اليمنية مَضرب المثل، وهي عضيدة الرجل في تسجيل الموقف العربي، وما قافلة طوفان الأقصى المالية – ضمن الحملة الوطنية لنصرة الأقصى – التي تحمل اسم “لستم وحدكم” محتوية على الذَّهب والفضّة والعملة الصعبة، إلا خير دليل على موقف المرأة اليمنية المشرف تجاه ما يحدث في المنطقة، وتأييدهن الكامل والمطلق لكل القرارات الشجاعة والمعبّرة عن كافة أبناء الشعب اليمني الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية والتي تتخذها القيادة اليمنية”.
وصدق الواصف لموقف اليمن تجاه أبناء غزة بقوله: “اليمن في قلب الطوفان، أيدي رجاله على الزّناد، وأعينهم على البحر الأحمر، ونساؤه تتحرّك بالرفد والدعم وقوافل المدد”.