جريدة الأخبار اللبنانية تكشف: قوات صنعاء تُسرّع هجومها: انتقال المواجهات إلى مـأرب الوادي
تمكّنت قوات صنعاء، خلال الأيام القليلة الماضية، من تجاوز المساحات المفتوحة والتضاريس شديدة الوعورة الفاصلة بينها وبين مدينة مأرب، ناقلةً المعركة إلى الضاحية الجنوبية للمدينة، وفاتحةً أقرب مسار لدخول مركز المحافظة بعد قطْع مسافة لا تتجاوز 5 كلم
لم يُفلح الغطاء الجوّي الكثيف الذي وفّره طيران التحالف السعودي، في وقْف انتكاسة القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، عند البوابة الجنوبية لمدينة مأرب، حيث استطاع الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» تجاوز المساحات المفتوحة والتضاريس شديدة الوعورة، لينقُلا المعركة إلى الضاحية الجنوبية للمدينة. وأُحرز هذا التقدّم وفق تكتيك عسكري أَخذ في الحسبان طبيعة المسرح العملياتي وتضاريسه، بما أسهم في إفشال الخطط العسكرية لقوات هادي التي دفعت بثقلها العسكري إلى مواقع في البلقَين الأوسط والشرقي ومنطقة الفلج التي تجري فيها المعارك منذ أيام بين الطرفين. وبذلك، نقل الجيش و«اللجان» المواجهات إلى مديرية الوادي (التي تتركّز فيها قبيلة عبيدة، وتُعدّ آخر معاقل حكومة هادي في المحافظة)، بعد السيطرة على منطقة الفليحة أقصى شمال شرق مديرية الجوبة، ما أربك قوات هادي وميليشيات «الإصلاح» التي وجدت نفسها أمام متغيّر عسكري جديد شديد الخطورة على مدينة مأرب، ودفعها إلى إعلان الطريق الرابط بين مركز المحافظة ومديرية حريب منطقة عسكرية، مساء الأحد الماضي.
واستخدمت قوات صنعاء، في المعارك الأخيرة، تكتيكات مختلفة، أبرزها المباغَتة والتمويه والتتويه. وبعدما ركّزت قوات هادي جهودها على البَلْق الشرقي والفلج، شنّ الجيش و«اللجان» هجوماً مزدوجاً، الأوّل على المنطقتَين المذكورتَين، والثاني نقلا من خلاله المعركة إلى محاذاة الأحياء الجنوبية لمدينة مأرب. وأوضح مصدر عسكري، لـ«الأخبار»، أن قوات صنعاء نفّذت، الاثنين الماضي، عملية التفاف عسكري أنهت من خلالها ما تَبقّى من سيطرة لخصومها على البَلْق الأوسط، عبر استعادتها سلسلة جبال الزبل التي تَمنح المتحكّم فيها سيطرة نارية على العديد من المواقع الهامّة في الجبهة الجنوبية الشرقية، وتُقرّبه من الأحياء الجنوبية لمركز المحافظة، كما تَفتح أمامه أقرب مسار للدخول إلى المدينة بعد قطْع مسافة لا تتجاوز 5 كلم. وعلى إثر هذا الاختراق، ردّ طيران التحالف بـ30 غارة جوية على أطراف صرواح الجنوبية، كون المعركة بعد سقوط السلسلة الجبلية المذكورة أصبحت في تلك الأطراف.
نفّذت قوات صنعاء التفافاً عسكرياً أنهت خلاله ما تَبقّى من سيطرة لخصومها على البَلْق الأوسط
ونشر الإعلام الحربي التابع لحكومة صنعاء مشاهد المواجهات في جبهة جنوب مأرب، والتي بيّنت صعوبة تضاريس المسرح العملياتي، مُظهِرة سقوط عدد من السلاسل الجبلية والمناطق التي كانت تتحصّن فيها قوات هادي وميليشيات «الإصلاح» في المناطق الفاصلة ما بين آخر الجوبة وجنوب مدينة مأرب. وأكدت المشاهد تقدّم الجيش و«اللجان» في الجبهة الجنوبية من مسارَين: الأوّل جرت فيه السيطرة على جبل الزبل وجبل السحل مروراً بالمحول والعقلة وقرية يعرة والحجيرية ووادي الخثلة وصولاً إلى جبل وقرية العمود، والثاني بدأ من جبال النزيلة مروراً بمنطقة آل عقيل وجبل الأسود وجبل الحمراء وسلسلة جبال البديع ومعسكر أم ريش وجبل برق السمع وصولاً إلى جبل عرائش. كما أظهرت المشاهد خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف القوات الموالية للتحالف.
على خطّ موازٍ، استدعت قيادة التحالف، رئيس هيئة أركان قوات هادي، الفريق صغير بن عزيز، المحسوب على أبو ظبي، إلى مقرّها في الرياض. ووفقاً لمصادر مقرّبة من حكومة هادي، فإن السعودية تسعى لتسليم دفّة المعركة لبن عزيز، على حساب وزير الدفاع في حكومة هادي الفريق محمد المقدشي، والجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس وقائد الجناح المسلّح لـ«الإصلاح». كذلك، تحاول الرياض إعادة الموالين للإمارات للقتال في مأرب بعد خروجهم بسبب مضايقات «الإصلاح» لهم خلال العامين الماضيين، في مسعىً منها لوقف مسار سقوط مدينة مأرب في الوقت بدل الضائع، خصوصاً أن مركز المحافظة أصبح مُطوَّقاً من منافذه الثلاثة، فيما تتمركز قوات صنعاء في كافة المواقع الحاكمة المطلّة عليه.
الأخبار اللبنانية