جرائم فرنسا في اليمن لها تاريخ في الجزائر
عين الحقيقة/نور الدين أبو لحية
كاتب وأستاذ جامعي جزائري
الميادين
ما تقوم به فرنسا في اليمن بإرسال قواتها بعدتهم وعتادهم، ليحاربوا ذلك الشعب المستضعف الفقير الذي ابتلي بأسوأ جوار عرفه التاريخ.
قبل ذلك قامت بإمدادات كثيرة من الأسلحة التي بيعت لدول العدوان، مع عِلم فرنسا أن تلك الدول دول مستبدّة جائِرة لا تعرف الديمقراطية ولا تسمع بها، ولا تؤمن بها، ومع ذلك أرسلت لها كل أنواع الأسلحة، لتنشر الديمقراطية، وتمارس من خلال نشرها هوايتها في القتل والجريمة، ولتنزل تلك الأسلحة الفرنسية مطراً من النيران على رؤوس الأطفال والشيوخ والنساء.
ولا شك أننا رأينا دور فرنسا قبل فترة قصيرة في ليبيا، وكيف أنها خانت عهدها مع الرئيس السابق، بعد أن نالت منه ما نالت من الرشاوى، ثم راحت لأعدائه تتزلّف إليهم، وتنال من عندهم رشاوى جديدة، لتمارس دورها الإجرامي الذي تعوّدت عليه، ولا تستطيع العيش من دونه.
ولا شك أننا نسمع كل حين عن الاضطرابات والانقلابات التي تحصل في إفريقيا، وعندما ندقّق في البحث، وعبر وسائل الإعلام الدولية المعتبرة نجد أن لفرنسا يدها الطولى في كل ما يحصل. وقبل عقود قليلة كانت فرنسا تستعمر دولاً كثيرة في العالم، وكانت تسرق خيراتها، وتستعبد شعوبها، وتمارس معها كل أنواع الظلم والاستبداد والعدوان.
وقبل عقود قليلة أيضاً كانت فرنسا في الجزائر، والتي استمر ظلمها لها أكثر من قرن من الزمان، وقتل بشر كثير، وسرقت خيرات كثيرة، ولم تترك جريمة في الدنيا إلا ارتكبتها، حتى أنها كانت تجري تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية، ولا يزال تأثير إشعاعاتها مستمراً إلى اليوم.
ومن شاء أن يستمع للذين عاشوا فترة الاستعمار الفرنسي؛ فسيحدّثوه عما رأوا بأعينهم من قسوة الجندي الفرنسي، وطمع المستوطن الذي كان يغتصب الأرض، ثم يحوّل أصحابها عبيداً يحرثونها ويزرعونها رغم أنوفهم.. ويحدّثونه عن ألوان التعذيب التي قاساها الشعب الجزائري المظلوم، حيث كان المساجين يستنطقون من خلال الكيّ بالتيار الكهربائي، أو يحرق كل جزء من أجسامهم في الوقت الذي يجد فيه الضباط والمشرفون على التعذيب متعة كبيرة، وهم يضحكون ويسخرون.. هذه نقطة من بحر جرائم فرنسا التي لا يمكن إحصاؤها، ومع ذلك لم نسمع منها اعتذاراً، ولم نر لها توبة، بل هي تتبجّح بجرائمها، وتفتخر بها، وتستمر في ممارستها.
وكيف لا تفعل ذلك، وكل ما حصل لها من تطوّر ورفاه لم يكن ليحصل لولا عرق ودماء أولئك المستضعفين الذين بذلوا دماءهم في سبيل نهضتها وتطوّرها، بل كانوا جنوداً إبان الحرب المفروضة عليها.. وبعد أن انتهت الحرب، وطالبوها بأن تعيد لهم حريتهم التي سلبتها راحت تبيد خضراءهم، وتذيقهم من ألوان النكال ما يذيقه المخادعون المارقون الذين لا يعرفون شيئاً عن الإنسانية والرحمة والأخلاق.
ونحن لا نلوم فرنسا، كما لا نلوم الذئاب والثعالب وكل الحيوانات المتوحّشة، فهي تمارس ما تمليه عليها طبيعتها التي اختارتها بنفسها.. ولكننا نلوم أولئك التنويريين الذين لا يزالون يضربون لنا النموذج بفرنسا، ويتغّنون بها، ويسمّونها بلاد الجن والملائكة، ويريدون منا أن نغمض أعيننا لنسير خلفها حتى نكسب ودّها، ونتطوّر في سلّم الرقيّ الحضاري.
والأخطر من ذلك هو مطالبتهم لنا بالتمرّد على مصادرنا المقدّسة، والقِيَم النبيلة التي جاءت بها، لنستبدلها بالمقدّسات الفرنسية والقِيَم الفرنسية.. وهذا ما ينقضي منه العجب.. فمنذ متى كانت لفرنسا أية قِيَم أخلاقية أو تنويرية، وهي أمّ المجرمين، ومنطلق الإجرام في القديم والحديث، واليمن خير شاهد على ذلك.
لكن مع ذلك نرى التنويريين لا يزالون يسجدون ويركعون لها، ويجثون على أقدامهم كل ما ذُكِرت، ويكادون يسبّحون بحمدها.. وحق لهم أن يفعلوا ذلك، فهم ليسوا سوى نتاج للحرب الفرنسية الثقافية على الإسلام ومصادره والقِيَم النبيلة التي جاء بها.
فجرائم فرنسا لا تقتصر على تلك الحروب التي مارستها على الشعوب المستضعفة، ولا على سياسة الأرض المحروقة، ولا على الإبادات الجماعية، ولا على كل الجرائم العنصرية، وإنما لها جرائم أخرى لا تقل خطراً، وهي لا تزال ترسل إلينا عبر مندوبيها من التنويريين، وعبر تلك الثكنة الجامعية التي كانت مدرسة نهل منها التنويريون كل المناهج التي يضربون بها الإسلام.. ثكنة [السربون] التي يتصور الكثير من المغفّلين أنها جامعة للبحث العلمي، بينما هي في حقيقتها ليست سوى وسيلة من الوسائل التي استعملتها قديماً، ولا تزال تستعملها حديثاً في حروبها المختلفة.
ومن العجائب أن تفتح جامعة السربون فرعاً لها قبل فترة في الإمارات العربية المتحدة، عاصمة الحداثة العربية، تلك التي تموّن كل مشاريع الحداثة، ويسكن فيها كبار الحداثيين، ويظهر من قنواتها كل الخطابات التي تدعو إلى إلغاء المقدّس ومناقشته والتلاعُب به، ابتداء من شحرور وانتهاء بعدنان إبراهيم الذي أشاد بحاكمها، واعتبره نموذجاً للحُكم الراشد.
ومن العجيب أن فرنسا التي تحرص على الدعوة للغتها تساهلت مع طلبة فرع جامعة السربون في الإمارات العربية المتحدة، وقد ورد في خبر بعنوان [الفرنسية ليست شرطاً للقبول ودورات التقوية عامل مساعد للطلبة]( ) هذا النصّ الذي يمكننا من خلاله أن نفهم الدور الإجرامي الجديد الذي تقوم به فرنسا في منطقتنا: (توقّع الدكتور دانيال أوليفير مدير جامعة السوربون أبوظبي أن يلتحق بالجامعة مئات الطلبة من داخل الدولة وخارجها ومن مختلف الجنسيات، لكونها أول فرع لجامعة باريس السوربون خارج فرنسا، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط، حيث توفّر التعليم العالي باللغة الفرنسية، مشيراً إلى أن الفرع الجديد سيتّبع نفس طريقة ومفهوم التدريس التي تميزّت بها الجامعة الأمّ، وموضحاً أن اللغة الفرنسية لن تكون شرطاً للتسجيل حيث ستوفّر الجامعة دورات تعليم لهذه اللغة مدّتها ابتداء من 6 شهور، كما ستمنح الجامعة كل الشهادات بدرجاتها العلمية المختلفة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وأكّد أن توافر الشروط الأكاديمية المطلوبة لدى الطالب من أهم شروط الالتحاق بالجامعة، لافتاً إلى أن الجامعة ستركّز على نوعية الطلبة بغضّ النظر عن أية اعتبارات تتعلّق بالجنسية أو الدين طالما توافرت فيهم شروط التميّز الأكاديمية التي حدّدت.. وأوضح مدير الجامعة أن إنشاء فرع شامل ومتكامل في أبوظبي جاء بعد استكمال مفاوضات ناجحة استمرت قرابة العام أجراها الجانب الإماراتي مع وزارة الخارجية الفرنسية ، بغرض إنشاء حرَم جامعي لها في الإمارة، يكون مطابقاً للحرَم الجامعي الفرنسي، لافتاً إلى أن ذلك يأتي وفقاً لرؤية صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ بضرورة وضع استراتيجية للنهوض بالتعليم بجميع مراحله).
ولست أدري هل أمّتنا بحاجة إلى الجامعات المتخصّصة في العلوم الكونية والتقنية، والتي هي الأساس الذي ينطلق منه التقدّم الصناعي والاقتصادي، أم أننا بحاجة إلى هذه الجامعات التي تعلّمنا المناهج الغربية في التعامُل مع المقدّس والقِيَم المرتبطة به.
ولا شك أننا رأينا دور فرنسا قبل فترة قصيرة في ليبيا، وكيف أنها خانت عهدها مع الرئيس السابق، بعد أن نالت منه ما نالت من الرشاوى، ثم راحت لأعدائه تتزلّف إليهم، وتنال من عندهم رشاوى جديدة، لتمارس دورها الإجرامي الذي تعوّدت عليه، ولا تستطيع العيش من دونه.
ولا شك أننا نسمع كل حين عن الاضطرابات والانقلابات التي تحصل في إفريقيا، وعندما ندقّق في البحث، وعبر وسائل الإعلام الدولية المعتبرة نجد أن لفرنسا يدها الطولى في كل ما يحصل. وقبل عقود قليلة كانت فرنسا تستعمر دولاً كثيرة في العالم، وكانت تسرق خيراتها، وتستعبد شعوبها، وتمارس معها كل أنواع الظلم والاستبداد والعدوان.
وقبل عقود قليلة أيضاً كانت فرنسا في الجزائر، والتي استمر ظلمها لها أكثر من قرن من الزمان، وقتل بشر كثير، وسرقت خيرات كثيرة، ولم تترك جريمة في الدنيا إلا ارتكبتها، حتى أنها كانت تجري تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية، ولا يزال تأثير إشعاعاتها مستمراً إلى اليوم.
ومن شاء أن يستمع للذين عاشوا فترة الاستعمار الفرنسي؛ فسيحدّثوه عما رأوا بأعينهم من قسوة الجندي الفرنسي، وطمع المستوطن الذي كان يغتصب الأرض، ثم يحوّل أصحابها عبيداً يحرثونها ويزرعونها رغم أنوفهم.. ويحدّثونه عن ألوان التعذيب التي قاساها الشعب الجزائري المظلوم، حيث كان المساجين يستنطقون من خلال الكيّ بالتيار الكهربائي، أو يحرق كل جزء من أجسامهم في الوقت الذي يجد فيه الضباط والمشرفون على التعذيب متعة كبيرة، وهم يضحكون ويسخرون.. هذه نقطة من بحر جرائم فرنسا التي لا يمكن إحصاؤها، ومع ذلك لم نسمع منها اعتذاراً، ولم نر لها توبة، بل هي تتبجّح بجرائمها، وتفتخر بها، وتستمر في ممارستها.
وكيف لا تفعل ذلك، وكل ما حصل لها من تطوّر ورفاه لم يكن ليحصل لولا عرق ودماء أولئك المستضعفين الذين بذلوا دماءهم في سبيل نهضتها وتطوّرها، بل كانوا جنوداً إبان الحرب المفروضة عليها.. وبعد أن انتهت الحرب، وطالبوها بأن تعيد لهم حريتهم التي سلبتها راحت تبيد خضراءهم، وتذيقهم من ألوان النكال ما يذيقه المخادعون المارقون الذين لا يعرفون شيئاً عن الإنسانية والرحمة والأخلاق.
ونحن لا نلوم فرنسا، كما لا نلوم الذئاب والثعالب وكل الحيوانات المتوحّشة، فهي تمارس ما تمليه عليها طبيعتها التي اختارتها بنفسها.. ولكننا نلوم أولئك التنويريين الذين لا يزالون يضربون لنا النموذج بفرنسا، ويتغّنون بها، ويسمّونها بلاد الجن والملائكة، ويريدون منا أن نغمض أعيننا لنسير خلفها حتى نكسب ودّها، ونتطوّر في سلّم الرقيّ الحضاري.
والأخطر من ذلك هو مطالبتهم لنا بالتمرّد على مصادرنا المقدّسة، والقِيَم النبيلة التي جاءت بها، لنستبدلها بالمقدّسات الفرنسية والقِيَم الفرنسية.. وهذا ما ينقضي منه العجب.. فمنذ متى كانت لفرنسا أية قِيَم أخلاقية أو تنويرية، وهي أمّ المجرمين، ومنطلق الإجرام في القديم والحديث، واليمن خير شاهد على ذلك.
لكن مع ذلك نرى التنويريين لا يزالون يسجدون ويركعون لها، ويجثون على أقدامهم كل ما ذُكِرت، ويكادون يسبّحون بحمدها.. وحق لهم أن يفعلوا ذلك، فهم ليسوا سوى نتاج للحرب الفرنسية الثقافية على الإسلام ومصادره والقِيَم النبيلة التي جاء بها.
فجرائم فرنسا لا تقتصر على تلك الحروب التي مارستها على الشعوب المستضعفة، ولا على سياسة الأرض المحروقة، ولا على الإبادات الجماعية، ولا على كل الجرائم العنصرية، وإنما لها جرائم أخرى لا تقل خطراً، وهي لا تزال ترسل إلينا عبر مندوبيها من التنويريين، وعبر تلك الثكنة الجامعية التي كانت مدرسة نهل منها التنويريون كل المناهج التي يضربون بها الإسلام.. ثكنة [السربون] التي يتصور الكثير من المغفّلين أنها جامعة للبحث العلمي، بينما هي في حقيقتها ليست سوى وسيلة من الوسائل التي استعملتها قديماً، ولا تزال تستعملها حديثاً في حروبها المختلفة.
ومن العجائب أن تفتح جامعة السربون فرعاً لها قبل فترة في الإمارات العربية المتحدة، عاصمة الحداثة العربية، تلك التي تموّن كل مشاريع الحداثة، ويسكن فيها كبار الحداثيين، ويظهر من قنواتها كل الخطابات التي تدعو إلى إلغاء المقدّس ومناقشته والتلاعُب به، ابتداء من شحرور وانتهاء بعدنان إبراهيم الذي أشاد بحاكمها، واعتبره نموذجاً للحُكم الراشد.
ومن العجيب أن فرنسا التي تحرص على الدعوة للغتها تساهلت مع طلبة فرع جامعة السربون في الإمارات العربية المتحدة، وقد ورد في خبر بعنوان [الفرنسية ليست شرطاً للقبول ودورات التقوية عامل مساعد للطلبة]( ) هذا النصّ الذي يمكننا من خلاله أن نفهم الدور الإجرامي الجديد الذي تقوم به فرنسا في منطقتنا: (توقّع الدكتور دانيال أوليفير مدير جامعة السوربون أبوظبي أن يلتحق بالجامعة مئات الطلبة من داخل الدولة وخارجها ومن مختلف الجنسيات، لكونها أول فرع لجامعة باريس السوربون خارج فرنسا، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط، حيث توفّر التعليم العالي باللغة الفرنسية، مشيراً إلى أن الفرع الجديد سيتّبع نفس طريقة ومفهوم التدريس التي تميزّت بها الجامعة الأمّ، وموضحاً أن اللغة الفرنسية لن تكون شرطاً للتسجيل حيث ستوفّر الجامعة دورات تعليم لهذه اللغة مدّتها ابتداء من 6 شهور، كما ستمنح الجامعة كل الشهادات بدرجاتها العلمية المختلفة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وأكّد أن توافر الشروط الأكاديمية المطلوبة لدى الطالب من أهم شروط الالتحاق بالجامعة، لافتاً إلى أن الجامعة ستركّز على نوعية الطلبة بغضّ النظر عن أية اعتبارات تتعلّق بالجنسية أو الدين طالما توافرت فيهم شروط التميّز الأكاديمية التي حدّدت.. وأوضح مدير الجامعة أن إنشاء فرع شامل ومتكامل في أبوظبي جاء بعد استكمال مفاوضات ناجحة استمرت قرابة العام أجراها الجانب الإماراتي مع وزارة الخارجية الفرنسية ، بغرض إنشاء حرَم جامعي لها في الإمارة، يكون مطابقاً للحرَم الجامعي الفرنسي، لافتاً إلى أن ذلك يأتي وفقاً لرؤية صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ بضرورة وضع استراتيجية للنهوض بالتعليم بجميع مراحله).
ولست أدري هل أمّتنا بحاجة إلى الجامعات المتخصّصة في العلوم الكونية والتقنية، والتي هي الأساس الذي ينطلق منه التقدّم الصناعي والاقتصادي، أم أننا بحاجة إلى هذه الجامعات التي تعلّمنا المناهج الغربية في التعامُل مع المقدّس والقِيَم المرتبطة به.