جرائم داعش والتبريرات المغلفة/ عبدالملك العجري
لا تحتاج القاعدة والتنظيمات المتناسلة منها لمزيد من الإضافات الفنتازية لتأكيد وحشيتها فالجرائم التي تقترفها بحد ذاتها ومن دون أي إضافات هوليودية من التوحش بمكان يفوق خيال ابليس و يصعب نسبتها حتى لعالم الوحوش .
كما انها لا تساعد من يرغبون في التماس العذر لها بدوافع كيدية وخصومات سياسية فاجرة. وتحرجهم في التبرير صراحة ,لذا يحتالون بتوسل تبريرات مغلفة على شاكلة ادانة الجريمية الارهابية بطريقة تحمل وزرها للضحية اكثر مما تحملها الجناة .
هل تذكرون قحصة شادي النووية وسروال هبة .. كيف تحولت عند ابناء العاصفة الى محطات تاريخية تؤرخ للنضال الثوري لابناء العاصفة ,والاهتمام الذي نالته عندهم وفاق ما نالته كل الجرائم التي ارتكبتها القاعدة في اليمن على فضاعتها .
في جريمة ذبح الاسرى التي اعلن عنها تنظيم القاعدة في عدن وأبين سترون ان اعقل مخابيل العاصفة سيدين الجريمة لكن في سياق تحميل ما يسمونه انقلاب الميليشيات الحوثية على السلطة الشرعية مسؤولية ظهور التنظيمات الإرهابية وتصويرها وكأنها مجرد ردة فعل حفز عليها تصدر اللجان الشعبية لمهمة المواجهة مع القاعدة بدلا عن الدولة . .
دعونا نختبر سلامة هذه الفرضية ولنعد بذاكرتنا الى الوراء قليلا الى ما قبل احداث سبتمبر وبالتحديد المدة الزمنية بين ثورتي سبتمبر 2014 م وفبراير 2011م .
في الموجهات بداء من كتاف والجوف وخيوان وخمر ومستبا حجة وحرض وعاهم وصولا لعمران الم يكن مقاتلوا القاعدة يتموضعون في القلب من معسكر خصوم انصار الله حينها (الاصلاح,على محسن والوحدات التابعة له,ال الاحمر)؟
الم يكونوا يتلقون الدعم والتسهيلات من جهات رسمية معروفة ؟
في كل هذه المواجهات الم تكن مملكة الارهاب “داعش الام”تقدم لمقاتلي القاعدة المال والسلاح والغذاء وتستقبل جرحهم في مستشفياتها وتسهل لهم المرور عبر منافذها الحدودية مع اليمن ؟
الم تطلق مملكة الإرهاب أكثر من قناة لتقوم بوظيفة التوجيه المعنوى والإعلام الحربي لوكلاء داعش الام في اليمن؟
في أحداث خيوان والخمري لم يكن انصار الله يطالبون باكثر من الامن على حياتهم وحقوقهم الفكرية في ممارسة نشاطهم .حينها اعلن ملك حاشد (كما كانوا يسمونه ) حاشد محمية محظورة على انصار الله افرادا وفكرا,تخضع للأعراف وقوانين الاعتصاب القبلي خارج سلطة الدولة والنظام والقانون ,ونصب نفسها اسدا للسنة واميرا للمؤمنين الملثيمين ؟
في البيضاء تعرض المواطنين هناك المحسوبين على انصار الله للذبح بالسواطير والحرق واصناف من التنكيل من قبل مقاتلي القاعدة ,وهم يناشدون الدولة والجهات الرسمية بحمايتهم حتى يؤسوا منها ولجؤوا الى اللجان الشعبية ,ورغم ان اتفاق السلم والشراكة الوطنية في محلقه الامنى نص على الاسراع باتخاذ التدابير اللازمة لحماية مواطني البضاء من ارهاب القاعدة وانتظروا كثرا دون فائدة وليت الامر اقتصر على التباطؤ بل وصل لحد التواطؤ..
الم يكن الإرهاب يضرب في معظم جغرافيا اليمن وانصار الله لا يزالون محاصرين في صعدة .؟
دعوكم من هذا ولنفترض ان ممارسات اللجان الشعبية هي من حفزت نشاط القاعدة وداعش في الجنوب اوان عفاش والحوثي هو من يديرون أنشطتها حسب زعم أبناء العاصفة وأربابها .
لنفترض ذلك الم تدمر العاصفة المنشئات والمؤسسات والمقرات الحكومية والجسور والطرقات والساحات العامة والملاعب والمصانع والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء وقاطرات البترول وعشرين الفا من المدنيين بحجة ملاحقة الحوثيين والعفاشيين ؟
ما دمتم دمرتم كل شيء في اليمن بسبب الحوثي وعفاش ,والقاعدة داعش هم وكلاء لهما ,لماذا لا تكملون جميلكم وتدمرون القاعدة وداعش على نية الحوثي وعفاش ايضا !!
لماذا من بين كل الأشياء التي تنسبونها للحوثي وعفاش استثنيتم القاعدة وداعش لم تمسوها بسوء ؟
قال ارباب العاصفة ان هدفهم تحرير اليمن من سلطة الغزاة الحوثيين و إعادتهم الى مران ..امر جيد
لكن اذا كان هناك منطق يساعدكم على تحرير اليمن من أبنائه الا يساعد وبدجة أولى على تحريره من تشكيلات داعش والقاعده متعددي الجنسيات .. قلتم الحوثيون ستعيدونهم لمران طيب وداعش والقاعدة الى اين؟
هنا الاحراج اذ لا مأوى لهم في اليمن يمكن ان يأووا اليه لانه بحسب التقارير الموثقة 70-80%من تشكيلات القاعدة وداعش في كل العالم سعوديون وخليجيون وتحرير اليمن منهم يعني عودتهم الى عاصمة الإرهاب من باب “بضاعتكم ردت اليكم “.
واحدة من المواد العشر التي تضمنتها وثيقة النقاط العشر في مسقط كانت تنص على إستراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب ,هذه المادة سقطت بمجرد وصولها للرياض وراسها والف سيف اذا مرت .
مؤخرا نشرت الصحافة الامريكية تقارير تتحدث عن علاقة الرياض بالجماعات الارهابية في اليمن ..بالنسبة لنا ليس في الامر أي اكتشاف جديد فسلمان والبغدادي كلاهما اميران للمؤمنين الملثمين بالسواد المسلحين بالسواطير ,لكن على فرض ان الامريكيين اكتشفوا مؤخرا العلاقة التي تربط الرياض بدواعش اليمن افلا تكفى نصف بهراراة من اوباما لايقافهم ؟
الذي نعرفه ان الرياض لا تتصرف على خلاف ما تريده واشنطن فهي عقلها الذي تفكر به عينها التي تبصر بها واذنها التي تسمع بها ويدها التي تبطش بها