جرائم «بقرة ترامب» في اليمن …بقلم/محي الدين المحمد
هل يحتاج مجلس الأمن إلى تحقيق موثوق وحيادي وشفاف لاتخاذ موقف صارم من السعودية التي ارتكبت المجزرة المروعة بحق أطفال اليمن في صعدة مؤخراً؟!.
لكن السؤال الأكثر مرارة هو: هل يجوز انتظار التحقيق الذي وعدت السعودية القيام به وهي التي وصفت الجريمة بأنها عمل عسكري مشروع؟! أسئلة كثيرة تطرح ذاتها مع استمرار الحرب الظالمة ضد الشعب اليمني وضد حضارته وضد خياراته من قبل أكثر الأنظمة تخلفاً عبر التاريخ، والأكثر دموية بحق الشعب السعودي ذاته، وبحق دول الجوار وبحق الإنسانية.. هذا النظام الذي يرى في الأسرة الحاكمة التي نهبت ثروات الشعب، وجندت مئات الآلاف من إرهابيي «القاعدة» و«داعش» و«النصرة» الصورة المثلى لما تريده أمريكا و«إسرائيل» من عملائها وأذنابها و«شركائها» في نشر «الديمقراطية، وحقوق الإنسان وفق مزاج الإدارات الأمريكية».
إن جرائم «التحالف السعودي» التي يتم ارتكابها منذ ثلاث سنوات بحق المدنيين في مجالس العزاء، وفي المشافي وفي المدارس، وفي الأحياء السكنية اليمنية لاتحتاج إلى تحقيق والجريمة الأخيرة التي ذهب ضحيتها أكثر من خمسين طفلاً مع مئات الجرحى ليست الأفظع رغم قساوتها لأن العالم يتابع كل يوم مايعانيه عشرون مليون يمني أوصلهم العدوان السعودي إلى نفق المجاعة، كما أوصل مئات آلاف اليمنيين إلى مستنقع الكوليرا، إضافة إلى الاستهداف المتكرر لقوافل الإغاثة، مادفع الكثير من الدول الأوروبية إلى وقف بيع السلاح للأسرة السعودية.
إن انتظار مجلس الأمن لما سيتمخض عنه التحقيق السعودي عن المجزرة بحق المدنيين ماهو إلا لذرّ الرماد في العيون والاستكانة للضغط الأمريكي على مجلس الأمن كي يغمض العين عن جرائم أذناب أمريكا في المنطقة، لكن من المفيد أن نذكّر آل سعود بأن إفلاتهم من العقاب الدولي لن يجنبهم العقاب من شعب اليمن ومن شعوب المنطقة، وأن الحماية الأمريكية لاستهتارهم بحياة الآخرين لن تستمر بعد أن تجف «ضروعهم» وخاصة أن «ترامب» قد شبههم بالبقرة الحلوب التي ستُذبح عاجلاً أم آجلاً!