ثُلة من الرجال الصادقين اندثرت أمامهم حشود العدوان وعتاده: حرض.. أسطورة التحدي والصمود
إلى حرض تلك المنطقة الإستراتيجية على مرّ الزمان فمن المدينة التي لا تنام والى المدينة التي صمدت أمام حشود قوى العدوان
ومدرعاته ودباباته وآلياته القتالية ومئات الآلاف من الغارات الجوية بصواريخها الدقيقة في التصويب وقنابلها الفسفورية والعنقودية التي جعل منها العدوان أرضاً محروقة أهلك فيها البشر والحجر والشجر دون أن يحقق فيها أي إنجازات عسكرية توازي حشوده وجيوشه المستجلبين من شتى بقاع الأرض والتي اندثرت تحت أقدام الرجال الصادقين من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية فكانت الزيارة العيدية والوصول إليها برفقة محافظ المحافظة اللواء هلال الصوفي ومساعد وزير الدفاع اللواء الركن علي الكحلاني ومدير دائرة الاستخبارات العسكرية العميد الركن علي أبو حليقة ومدير دائرة شؤون الضباط العميد الركن نجم عباد والعميد حسين المطري مساعد مدير الدائرة المالية تمثل لنا فرصة للإلتقاء بهامات عظيمة ورجال صادقين لقنوا جيوش المعتدين والغزاة المحتلين دروساً في الثبات والصمود والشموخ اليماني الذي أذهل العالم وأفقد ملوك وأمراء العمالة ومرتزقتهم صوابهم وألحق بهم الخزي والحرج أمام ساداتهم دول الاستكبار أمريكا وإسرائيل كيف لا وهم من أمدوهم بالأسلحة الحديثة ومنظوماتها المتطورة وفاعليتها التدميرية القوية وجيوش بإمداداتها العسكرية المهولة لتصبح في وهلة من الزمن ركاماً متطايراً أمام مقاتلين حفاة لا يحملون على أكفهم سوى أسلحة تقليدية قد شطبها التاريخ من الحروب الحديثة ولن تقاوم أمام هذه الحشود القتالية والأسلحة التدميرية تحت غطاء كثيف من طائرات الاستطلاع والرصد بطرازاتها الحديثة والطائرات القتالية القاصفة بصواريخها الليزرية ذات التصويب الدقيق سوى ساعات من ضبط التوقيت العملياتي المرافق للمعارك.
شجاعة نادرة
آيات من الثبات والصمود وصور من الشجاعة النادرة سطرها المجاهدون الأبطال في ثغور حيران وحرض وميدي تلك الثلاث المديريات التي ركز العدوان وجحافله جهده الرئيس للسيطرة عليها كونها مديريات ذات مناطق إستراتيجية لدى دول العدوان كما حكته مخططاتها فبمجرد السيطرة عليها سيسهل الوصول والسيطرة على محافظات صعدة شمالاً وبقية مديريات حجة وصولاً إلى عمران شرقاً ومحافظة الحديدة جنوباً, لكن لظى التصدي وأساليب القتال لدى مجاهدي الجيش واللجان الشعبية وإيمانهم القوي وعزيمتهم الجهادية وروحية الاستعداد والمواجهة حجمت هالة الاستبكار وعلوه وقطعت أوصاله وفرت حشوده تجر أذيال الهزيمة وراءها وأصبحت مدرعاته ودباباته وأسلحته غنيمة من الله بها على المجاهدين – سالمة لاشية فيها – وأعاد المجاهدين الأبطال بتصويب ذخائرها على من كانت تحملهم على ظهورها غازين محتلين أصابهم الغرور والكبر والخيلاء ظناً منهم بأن أرض اليمن ستحتضنهم وسيستقبلهم أبناؤها بالورود..
الحضور المشرف
ليس مدحاً له ولسنا أول من ينقل الصورة والأخبار عن مجاهد عظيم بذل حياته وترك نعيم المنصب ورفاهية المسؤول ليتحمل مشاق المسؤولية الدينية والوطنية على عاتقه ويصر على قطع إجازته العيدية وترك فرحة الأهل والأولاد وسلام العيد ومن العائدين وبصحة وسلامة ليستوقف اللجنة المكلفة من قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان بالزيارة الميدانية العيدية للمرابطين في حرض وميدي وحيران ليتحرك بنفسه وفي مقدمة اللجنة الزائرة وكان دليلنا في التحرك والتنقل إلى تلك الميادين والثغور ليجسد بتلك المواقف الوطنية أنه خادم لتلك المحافظة وأبنائها وليس مسؤولاً يتعالى عليهم أو مكلفاً بإدارة شؤونها وتسيير الأنظمة واللوائح السياسية والاجتماعية والأمنية ليكون مجاهداً يقف بشموخ بين أولئك الرجال الصادقين الذين قال عنهم الشهيد الصماد “لمسح غبار نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا” وهو ما اتخذه المجاهد اللواء هلال الصوفي محافظ محافظة حجة وسام شرف للمسؤولية فمثل حضوره إلى جانب القيادات العسكرية دفعة معنوية للمرابطين ولنا وفي كلمته التي ألقاها أمام الأبطال الشجعان بعد تهنئتهم بعيد الأضحى أكد بأن قوى العدوان ومرتزقتها وعملاءها لن يكونون في مأمن ما دامت أقدامهم لا تزال تدنس تراب أرض اليمن وعليهم الرحيل قبل نفاذ صبر المجاهدين الذين التزموا بتوجيهات وأوامر قيادة الثورة وقيادة المجلس السياسي والحكومة في تثبيت الهدنة وأن أبناء محافظة حجة الشرفاء على أهبة الاستعداد للمواجهة إلى جانب إخوانهم مقاتلي الجيش واللجان الشعبية.. مشيراً بأن مواقف أبناء المحافظة لن تثنيها تقلبات المواقف ومتغيرات الأحداث وإغراءات الارتهان ومستنقعات العمالة والارتزاق لدى ضعاف النفوس المغرر بهم الذين لا زالوا يقاتلون في صفوف العدوان ويلهثون وراء المال المدنس مقابل بيعهم وخيانتهم لوطنهم وشعبهم..
مواقف بطولية
كلمة توجيهية لقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ألقاها اللواء الركن علي الكحلاني مساعد وزير الدفاع للقوى البشرية أمام المرابطين في تلك المواقع والثغور وميادين الشرف والتضحية بعد أن حمل على عاتقه مسؤولية الوصول إلى كل موقع لمصافحة المجاهدين يداً بيد وتهنئتهم بحلول عيد الأضحى المبارك وما سطره أولئك الأبطال من تضحيات عظيمة وانتصارات مشرفة على قوى العدوان والغزاة ومرتزقتهم التي مثلت مواقف بطولية مشرفة يعتز بها أبناء اليمن قيادة وحكومة وشعب وقوات مسلحة.. مؤكداً بأن القوات المسلحة باتت تمتلك اليوم قوة ضاربة في كافة المجالات على رأسها الصناعات العسكرية من القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والأسلحة الميدانية بكافة تشكيلاتها البرية والبحرية والجوية والتي غيرت مسارات المعارك الدفاعية والهجومية.. مشيراً بأن آمال وتطلعات أبناء الشعب ومستقبله ستتحقق بثبات المرابطين وتضحياتهم في مواجهة أعداء الدين والوطن..
أولوية الاستحقاقات
العميد الركن علي أبو حليقة مدير دائرة الاستخبارات العسكرية وإلى جانب العميد الركن نجم عباد مدير دائرة شؤون الضباط أكدا على أهمية الانضباط والضبط والالتزام بالأوامر والتوجيهات العليا للقيادة الثورية والسياسية والعسكرية في مسارات التدريب والإعداد والبناء كونها الركيزة الأساسية لبناء مقاتلين أشداء يذودون عن مقدرات الوطن والدفاع عن سيادته وعزة وكرامة أبنائه الشرفاء.. منوهين على أولوية الاستحقاقات الإدارية والمالية للمرابطين التي تضعها القيادة العليا نصب عينها نظيراً لما يقدمه المقاتلون من تضحيات وبسالة في مواجهة المعتدين الغزاة..
مع المجاهدين
قصص عظيمة وروايات من الميدان وشواهد حية خلال المعارك التي دارت في تلك المناطق التي أمعن العدوان في استهدافها وسفك دماء المواطنين الأبرياء وتدمير القرى والمنازل على رؤوس ساكنيها فقد استهداف الطرقات والجسور والحواجز المائية والثروة الزراعية والحيوانية.
خاب العدو وخسر
معركة الجمرك تطرق للحديث عنها المجاهد البطل العوبلي ليحكي لنا صور الغرور والتكبر للقوى الغازية حين حشد لها مئات المدرعات والآليات تحت غطاء جوي مكثف وصل في ذروته لما يقارب 500 غارة جوية في الزحف ومن عدة مسارات واتجاهات رئيسية وفرعية بهدف الاستيلاء على منطقة لا تتجاوز الكيلو متر مربع تتقدم هذه القوة وتلك الحشود الجبارة بكامل عدتها وعتادها وقوتها البشرية من 15-20 لواء عسكري وبفضل الله وقوة إيمان المجاهدين روحيتهم الجهادية والاستعداد والجهوزية والمواجهة يتصدى لهم ثلة من الرجال الصادقين بشجاعة وثبات لينتهي على أيديهم كبرياء وتغطرس وغرور الغزاة المعتدين وتحرق مدرعاتهم وتتطاير أشلاءها على جنبات الطريق والقيعان ويتلقى جنوده الهزائم ليولوا الأدبار هاربين مندحرين تاركين أسلحتهم وعدتهم غنيمة للمقاتلين الأبطال ووصل الحال بهم إلى إعادة تصويب أسلحتهم المدرعة عليهم ليتحقق النصر بإذن الله وتأييده فما يكون من الطيران إلا إفراغ حمولته الصاروخية على مباني المدينة والقرى المجاورة تعبيراً لهزيمته النفسية والمعنوية وحقده الدفين على اليمنيين.
للخونة الخزي والعار
مجاهد آخر وقائد ميداني شهد المعارك ضد القوات المعادية التي خططت للهجوم على مقر اللواء 105 مشاة من اتجاه حيران بهدف استكمال تطويق مدينة حرض من الجهة الشرقية المجاهد البطل الأشتر يتحدث عن تحركات العدو المجهزة بالعتاد والقوة البشرية على رأسها ما تسمى القوات الخاصة بقيادة المرتزق الحجوري التي تقدمت زحوفاتها من المناطق السهلية إلى محاذاة القمم والجبال المطلة على اللواء بعد استهدافه بمئات الغارات الجوية والذي لم تكن فيه سوى مبان خالية وليست ثكنات يسكنها المرابطون وبعد أن تم التصوير في وسائل إعلامهم أنه قد تم الاستيلاء والسيطرة على مقر اللواء فأعد المجاهدون العدة والدراسة والاستطلاع والتحرك من عدة مسارات سيراً على الأقدام مع غشاوة الليل وظلامه الدامس فما هي إلا ساعات في المعارك الضروسة تقدم فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية للسيطرة على القمم والهضاب الجبلية المطلة على قوى العدوان والمرتزقة ودارت رحى المعارك حتى بزوغ الفجر ليدرك بعدها المجاهدون تأييد الله لهم وعنايته وإسنادهم في المواجهة بالمدرعات المحترقة والآليات المدمرة وجثث المرتزقة المتطايرة في مسرح العمليات التي دارت فيها المعارك وما سلم منها أصبح غنيمة في يد المجاهدين يحكي الأشتر أن شيخاً قبلياً كان واقفاً في تلك المناطق إلى جانب الجاهدين منذ بدء العدوان ومسانداً لهم إلا أنه أتضح مع اقتراب القوات الزاحفة المعادية أنامل العمالة والارتزاق واللهث وراء المال المدنس ذا نفسية ضعيفة فأعلن انضمامه إلى صف الخونة والعملاء مع أنه كان مرجواً لدى القيادة ويحظى باهتمام وقبول لدى المجاهدين إلا أن دماء الخيانة تجري في عروقه ولم يضر بشيء فقد جاء الطيران ليدمر منزله ومزرعته والبئر الارتوازية الخاصة به وسيارات وممتلكات أخرى فهو زمن كشف الحقائق ولا نامت أعين الجبناء.
انطباعات كتبها: نبيل السياغي