ثورة 21 سبتمبر.. 7 سنوات من التحدي
ان إحياء ذكرى 21 سبتمبر في ظل 7 سنوات من العدوان خير ردٍ على دول تحالف الحرب على اليمن، فالثورة التي فرضتها حتمية المصير، لم ولن تموت بقصف الطائرات وضرب البارجات وتجييش الجيوش وشراء الرؤوس وضرب الاقتصاد والسيطرة على الموانئ والمرافئ ، لن تموت طالما هناك من يستشعر عظمتها ويدرك ابعادها ويعمل على احياءها في كل مناسبة، لن تموت ورجال الرجال يحيونها ببنادقهم في جبهات القتال وبأقلامهم في وسائل الاعلام وبأفواههم في كل منبر ومقام دولي ومحلي.
الثورة السبتمبرية التي جاءت من واقع الضرورة والحاجة الإنسانية والأخلاقية التي فرضتها الظروف كضرورة حتمية من اجل إنقاذ شعب بأكمله من سيطرة الخارج على قراره السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي وفرض الوصاية عليه وكأنه لم يبلغ سن الرشد القانوني، هي وحدها من وضعت وستضع اليمنيين شعبا وحكومة في مقامهم الضارب في جذور التاريخ.
إن الزلزال الذي أحدثته ثورة 21 سبتمبر التي رفعت شعار «التحرر من الوصاية الخارجية «قد اجبر تلك الدول التي اعتادت على التدخل في الشأن اليمني وعلى رأسها السعودية وأمريكا لتقوم بشن عدوان ظالم على اليمن وشعبه العظيم بعد أن وجدت بأن مصالحها التي كانت تعتقد أنها لن تتحقق في اليمن إلا من خلال السيطرة على قراره السياسي وفرض عملاء ومرتزقة محليين على رأس الحكم ينفذون لها أهدافها بالطريقة التي تريدها الدول المتدخلة وليس من خلال إقامة علاقات ندية مع شعب يعتبر بالدرجة الأولى العمق الاستراتيجي لدول الجزيرة والخليج.. ولأن هذه الميزة التي كانت تتمتع بها الدول المتدخلة في الشأن اليمني لاسيما ان السفير السعودي ونظيره السفير الأمريكي كانا يتصرفان وكأنهما صاحبا القرار في اليمن خلال فترة حكم الأنظمة السابقة.. بدليل قول السفير الأمريكي أثناء مغادرته للعاصمة صنعاء «إنه لم يعد لنا شيء نفعله».
ان القارئ السياسي الحصيف للتاريخ اليمني الحديث يدرك جيدا أن لا نظام حاكم ولا ثورة يمنية استطاعت أن تقول للتدخل السعودي في اليمن ( لا ) حتى أتت ثورة 21 سبتمبر المجيدة لتقطع كل يدٍ اثمة عبثت و تعاملت مع الشعب اليمني كـ دمى يتم تحريكهم واللعب بهم وبمقدرات بلدهم بكل سخرية واستخفاف.
فرغم الظروف الصعبة التي واجهته الثورة في بداية شرارتها ممثلة بالعملاء الذين سارعوا لتسليم ثروات البلد للأجانب مقابل مصالحهم الشخصية، وترك الوزارات والمؤسسات والمنشآت الحكومية خالية الوفاض والفرار بأموالهم وأنفسهم للارتهان للسعودية التي كانت تدعوهم لذلك متوقعة الانهيار الكارثي لليمن شعبا وحكومة إلا ان الوقوف السريع للقيادة الثورة اجبرهم على اتخاذ قرار الحرب والعدوان للنيل من الدولة والشعب العريق.
ان الشعب اليمني بات يدرك ان النصر والسيادة على بلده لن تتحقق إلا حين تكون أهم أولوياته التصدي لقوى العدوان والمواجهة لقوى الغزو حتى لو جاءت بلباس التقوى والعروبة والقومية وغيرها من المصطلحات الرنانة، حين تكون أول أولويات كل مواطن يمني في الحياة المواجهة قبل أكل الطعام واستنشاق الهواء والبحث عن كماليات الحياة، ان مصيرنا كشعب مروهن بامتلاكنا قرارنا بأيدينا ورفع أي وصاية دولية أيًا كان توجهها وطرحها.
رشيد البروي