ثورة 21 سبتمبر وتكالُبُ قوى الاستكبار العالمي
ثورة 21 سبتمبر وتكالُبُ قوى الاستكبار العالمي
فزّاعة الأمن القومي العربي والحرب على اليمن تحتَ مظلة الشرعية الموهومة يهدفُ إلَى إعَادَة اليمن إلَى بيت الطاعة السعودي الأَمريكي
الحقيقة / تقرير/ عبدالله عبدالكريم الحوثي
نجحت ثورةُ الـ 21 من سبتمبر 2014م، في تصحيح مسار ثورة 11 فبراير 2011م، بعد ان سرقتها القوى الظلامية العميلة لقوى الاستكبار، والذين قبل بهم شباب الثورة في ثورة 2011م، بل وتمادوا في فسادهم وتنفيذ الاجندة الخارجية في تفتيت الوطن وتمزيقه وتسهيل نهب ثرواته وخيراته للقوى العالمية على رأسها أَمريكا وإسْرَائيْل ومن يدور في فلكهم.
كما نجحت ثورة الـ 21 من سبتمبر في تعرية القوى السياسية الحاكمة لليمن والتي تدّعي معارضتها للحكم، وفضحت الأَسَاليْب والتصرفات التي كان تعملها القوى السياسية خدمة للمشروع الخارجي وضد أَبْنَاء الشعب اليمني والتي كانت تهدف إلَى تمزيق الوطن وتفتيته، لكي يتسنى للقوى الخارجية نهب ثرواته بكل اريحية.
ثورة 21 سبتمبر ثورةُ وعي شعبي منقطع النظير
ما ميّز ثورة الـ 21 من سبتمبر عن غيرها من الثورات والتحركات الشعبية انها كانت تحمل وعي كبير بما يدور في داخل الوطن وفي محيطه ودولياً، إضَافَة إلَى وجود قيادة ثورية واحدة وحكيمة تتمتع بالروح الأخوية والوطنية والوعي الكبير الناتج عن الثقافة القرآنية، ولهذا كانت الثورة تخطو خطوات قوية وموفقة استطاعت تحقيق اغلب الأَهْدَاف.
حيث تكوّن الوعي تراكمياً عبر الثقافة القرآنية والحقائق التي كشفها القران الكريم ونهجها السيد حسين بدر الدين الحوثي من ثم السيد عبدالملك الحوثي والمضي بكل وثوق بهذه الثقافة، وكذا تكونت عبر الوقائع التي حدثت منذ العام 2011م، وحتى العام 2014، والاعوام السابقة، والتي فضحت القوى السياسية التي كانت تدعي الوطنية وخدمة الشعب، والقوى التي كانت تتخذ من الدين الإسْلَامي غطاء لتحركاتها الخبيثة في تفكيك اللحمة الوطنية وبيع خيرات الوطن للخارج خُصُوْصاً أَمريكا.
تطور الوعي الشعبي وانتشاره ليشمل كافة شرائح المجتمع اليمني، حيث شمل الرجل والمرأة والطفل، وكذا بعض الأَحْزَاب والقبائل والمكونات الوطنية، ليخلق جسدا متكاملا شمل كافة شرائح المجتمع اليمني لتنطلق موحدة في تحقيق الأَهْدَاف التي طالب بها الشعب اليمني وشباب الثورة في 2011م.
الوعي المجتمعي خلق حالة من السخط الشعبي الرافض لكل المخططات والمؤامرات التي تهدف إلَى زرع الفرقة في اوساط الشعب اليمني وتفكيكه عبر الفتن الطائفية أَوْ المناطقية، والتي كانت تحمل عناوين براقة بداية بلباس الإسْلَام إلَى الوطنية وحقوق الإنْسَان والمكونات، وأوجدت وسائل وطرق واقعية لحل كُلّ المشاكل الموجودة في الداخل بما يضمن حلها، والحفاظ على وحدة الوطن وحقوق أَبْنَاء الشعب اليمني.
ثورة الـ 21 سبتمبر اقتلعت الإرْهَاب وكشفت زيف محاربة القوى العالمية للإرْهَاب
استطاعت ثورة الـ 21 سبتمبر القضاء على قوى الإرْهَاب في مختلف محافظات ومناطق الجمهورية، والقضاء على البؤر الإرْهَابية التي كانت قواعد ينطلق منها الإرْهَابيون لتنفيذ عملياتهم الإرْهَابية في مختلف ارجاء الجمهورية.
القضاء على الإرْهَاب في مختلف نواحي الجمهورية وتأمين أغلب المناطق اليمنية أراح جميع مكونات الشعب اليمني وحقق اجتماع والتفاف شعبي منقطع النظير حول ثورة الـ 21 سبتمبر واكسبها زخماً نحو تحقيق الأَهْدَاف في القضاء على الفساد وتأمين المدن اليمنية وتحقيق الطمأنينة للشعب، بما يضمن خلق اجواء وبيئة ملائمة لتنفيذ المشاريع والاستثمارات التي تنهض بالوطن وتحقق الازدهار.
اقتلاع الإرْهَاب والذي كان خطرا يهدد اليمن والعالم، كان عملا عظيما ورسالة قوية لدول الاقليم والدول العالمية التي تدعي محاربة الإرْهَاب، بان الثورة اليمنية استطاعت القضاء على خطر كبير يهدد مصالحهم، بما يجعل هذه القوى شكر الثورة والتعامل معها بإيْجَابية، إلا ان ما حدث هو العكس، وهو غضب الدول التي تدّعي محاربة الإرْهَاب من هذا الإجراء، وخروجها عن طورها لتكشف ثورة الـ 21 من سبتمبر ان أَمريكا والسعودية ومن يدور في فلكها والذين يدعون محارتهم للإرْهَاب، تستخدم الإرْهَاب ذريعة لتحقيق مصالحها وأطماعها في اليمن كما هو الحال في بقية الدول العربية والإسْلَامية، بل وكشفت ان الإرْهَاب مدعوم وممول من هذه الدول سياسياً ومالياً، بل وعسكرياً بعد ان قامت أَمريكا والسعودية، بالتدخل المباشر ضد ثورة 21 سبتمبر والقوى الشعبية والحزبية التي شاركت فيها، وقامت أَمريكا والسعودية بدعم قوى الإرْهَاب وتمويلها والمشاركة في حرب على الأرض ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية بل وأَبْنَاء الشعب اليمني بأكمله.
إسْرَائيْل وأَمريكا يعلنون رفضَهم لثورة 21 سبتمبر وأن مصالحهم في خطر بعد نجاحها
بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر بأيام خرج الساسة الصهاينة والأَمريكان ليعلنوا بشكل علني وباعتراف صريح ان نجاح الثورة شكل ضربة قاضية لمصالحها في اليمن والمنطقة، وأن سقوط القوى التابعة لهم في اليمن شكّل خطراً كبيراً على مصالحهم في اليمن.
حيث أعلن رئيس الوزراء الصهيوني ان نجاح ثورة الـ 21 سبتمبر، وانتزاع الشعب اليمني لسيادته المسلوبة والتي كان تتحكم بها إسْرَائيْل وأَمريكا عبر ادواتها في اليمن يشكل خطراً كبيراً على الكيان الصهيوني خُصُوْصاً بعد سيطرتهم على باب المندب والمناطق الساحلية، وكذا المناطق النفطية في الشمال والجنوب.
الساسة الأَمريكيون بدورهم أكدوا وعبر وسائل الاعلام ان انهيار القوى المتحالفة مع الادارةادارة الأَمريكية وسقوط سلطتها في اليمن يهدد المصالح الأَمريكية في اليمن ويقضى على الأَهْدَاف –الأطماع – الأَمريكية في اليمن وهو ما لن تسمح به أَمريكا.
المستشار السعودي الجنرال انور عشقي اعترف وبكل صراحة ان هناك ثروات طائلة جدا في اليمن وهناك آبار نفطية عملاقة في الجوف وباب المندب وان هذه الثروات ستستخرج عبر تحالف أَمريكي صهيوني سعودي وان ثورة الـ 21 سبتمبر، قضت على هذا المخطط والمشاريع؛ لأن الشعب اليمني انتزع قرار سيادته من القوى المحلية والتي كانت تحقق تلك الأَهْدَاف.
وزير حرب الكيان الصهيوني والمسؤولين الصهاينة دعوا صراحة إلَى مواجهة الثورة الشعبية سياسياً وعسكريا واستعادة الهيمنة على اليمن، من اجل تحقيق المخططات والأَهْدَاف المشتركة بين الكيان وأَمريكا، داعين نظام ال سعود للتحرك السريع من اجل استعادة الهيمنة وإعَادَة اليمن إلَى التحكم السعودي الأَمريكي، وعدم السماح للشعب اليمني بمواصلة الثورة وتحقيق الامن والازدهار.
تماسُكُ ثورة 21 سبتمبر وفشلُ كُلّ محاولات التصفية والاستغلال وحرف أَهْدَافها دفع دول الاستعمار والإرْهَاب للتدخل المباشر
تماسك ثورة الـ 21 من سبتمبر والالتفاف الشعبي الكبير وتكاتف مختلف شرائح المجتمع اليمني حولها، جعل الثورة تمضي في خطى قوية للقضاء على الفساد وتحقيق الأمن الازدهار، وهو ما لم تستصِغه دول العدوان الداعمة للإرْهَاب، والتي سعت منذ عقود لتمزيق اللحمة الوطنية وتفتيت الوطن وتمزيقه، إلَى التدخل المباشر ومحاولة تصفية الثورة عسكرياً بعد فشلها في تصفية الثورة عبر الطرق والوسائل السياسية والاقتصادية.
حيث أعلن مندوب السعودية في مجلس الامن من واشنطن، بدء الحرب على اليمن للقضاء على الثورة الشعبية بالتنسيق مع الولايات الأَمريكية والكيان الصهيونية وعدد من الدول الاوروبية والعربية تحت ذريعة إعَادَة “الشرعية”.
وبالرغم من انتهاء فترة الفأر هادي واعلانه الاستقلال، إلا ان السعودية أعادته إلَى الرئاسة واستطاعت إخراجه من اليمن إلَى السعودية لتحقيق أَهْدَافها تحت ذريعة اعادت شرعيته، والقضاء على الثورة الشعبية التي اسمتها “الانقلاب”.
ومع بدء العدوان على اليمن بمشاركة أَكثر من 15 دولة على رأسها أَمريكا وإسْرَائيْل والسعودية أعلن الساسة الأَمريكيون والسعوديون وبكل بجاحة وفي مختلف وسائل الاعلام الدولية، أن أَمريكا والسعودية لن تسمح للشعب اليمني بالخروج عن سيطرتها وطاعتها، مهما كلف الثمن، لان اليمن حسب تعبيرهم بوابة خلفية لهم ويجب ان تكون تحت سيطرتهم السياسية والعسكرية، وليس من حق الشعب اليمني ان يقرر مصيره وحقه في العيش لان هذا يتعارض مع مصالحهم.
العدوان السعودي الأَمريكي قام باستهداف البنية التحتية لليمن وقام بتدمير كُلّ المنشئات والمؤسسات الحكومية، ولم يكتف بذلك بل عمد إلَى تدمير المساجد والمدارس والمستشفيات ومنازل المواطنين، وقام بارتكاب ابشع الجرائم بحق المواطنين خُصُوْصاً النساء والأَطْفَال، وأعلن بشكل واضح انه سيقوم بالقضاء على كُلّ شيء في اليمن حتى يعلن الشعب اليمني قبوله بالوصاية السعودية والأَمريكية، وان السعودية وأَمريكا ماضية لتجويع الشعب ومواصلة الحصار الخانق وارتكاب المجازر وتدمير المدن وكل البنى التحتية حتى تحقيق أَهْدَافها.
صمود الشعب ضد العدوان والحصار أكّد ان ثورة 21 سبتمبر راسخة وجذورها قوية ولا يمكن تصفية ثورة الشعب ونزع قراره وسيادته
استطاع الشعب اليمني وثوار 21 سبتمبر من الصمود امام ابشع عدوان في العالم منذ أَكثر من عام ونصف عام، محافظاً على مؤسسات الدولة ومنشئاتها وكذا استمرار عمل هذه المنشئات ودفع رواتب الدولة في القطاعين المدني والعسكري، الأمر الذي اكد للعالم ان ثورة الـ 21 سبتمبر ثورة شعبية قام بها جميع أَبْنَاء الشعب اليمني بمختلف شرائحه.
الصمود الاسطوري وتكاتف مختلف شرائح المجتمع، خُصُوْصاً الأَحْزَاب والمكونات السياسية، وكذا القبائل اليمنية والشباب والاكاديميين، بل وتعاظم التكاتف الشعبي وتقديم العطاء ودعم جبهات القتال ومواصلة تشغيل وتفعيل مؤسسات الدولة، شكل صدمة قوية جدا للعدوان، واكد للعالم ان الشعب اليمني هو من خرج بثورة الـ 21 سبتمبر، ولن تستطيعَ أَيَّة قوة في الأرض ان تصفي ثورتهم، وتسلب قرارهم وسيادتهم، وتنهب ثروات الشعب؛ لأن الشعبَ اليمني مجتمعٌ قرر الاستقلال وحكم نفسه بنفسه والتمتع بثرواته وخيراته.