تيران وصنافير خطة إسرائيلية في سياق العدوان على اليمن … هاشم الوادعي
عندما اعلن عادل الجبير العدوان على اليمن من واشنطن في 26 مارس عام 2015م وكان انذاك ما يزال سفيرا للمملكة في واشنطن لم يتبد لنا كامل الخلفيات التي تقف خلف القرار السعودي الأميركي الإسرائيلي ضمنا المشترك بين هؤلاء بالعدوان على اليمن.
لم يكن انذاك موضوع تيران وصنافير مطروحا بهذه الحدة. ليتبين لاحقا ان موضوع الجزر ما هو الا الجزء الإسرائيلي المكمل لمشروع العدوان على اليمن وامتدادا له.
لطالما خشيت اسرائيل ان يقع باب المندب في ايدي الجيش واللجان الشعبية ما من شأنه ان يضعها تحت رحمتهم عند حصول اي مواجهة او نزاع مستقبلي. سيما ان حركتها التجارية من ميناء ايلات نحو البحر الأحمر محكومة بالمرور بمضيق باب المندب وكذلك حركتها العسكرية في البحر الأحمر .
مع السيطرة السعودية الأميركية على منطقة باب المندب رأت اسرائيل ان الفرصة متاحة لإستكمال مشروعها الحلم بفتح قناة اتصال عبر اراضيها بين البحرين الأحمر والأبيض وتحرير ميناء ايلات من الرقابة المصرية بداعي سيادتها على مضيق تيران .
بقي على اسرائيل اذن لكي تحرر ميناء ايلات من هيمنة ورقابة الحكومة المصرية بسبب حتمية المرور بمضيق تيران الذي يقع تحت السيادة المصرية ويضعها تحت رحمة تقييد حركة العبور في حال نشوب نزاع ما يؤدي الى تقييد حركتها الإقتصادية والتجارية نزع السيادة المصرية عن جزيرتي تيران وصنافير .
كان لا بد من تحرير مضيق تيران ونزعه من السيادة المصرية وتحويله الى ممر دولي. ولن يتم ذلك الا عبر نزع السيادة المصرية عن تيران وصنافير ونقلها الى السيادة السعودية بحيث يتحول مضيق تيران الى ممر دولي. بذلك يتحرر ميناء ايلات. ويفسح في المجال أمام تنفيذ المخطط الإسرائيلي بحفر قناة انطلاقا من خليج العقبة ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة باتجاه البحر الأبيض المتوسط..
ما لم يدركه المصريون حتى الآن ان توقيع السيسي على اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية التي اقرها مجلس الشعب بطريقة فولكلورية انما هو توقيع على مرسوم اعدام قناة السويس ناهيك عن كونه تفريطا بالسيادة.
الأخطر في المشروع الإسرائيلي بنزع السيادة المصرية عن مضيق تيران وتحويله الى ممر دولي انه يسمح بان تقوم إسرائيل بحفر القناة من منطقة العقبة على نمط قناة السويس لتصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط قناة تكون تحت سيطرتها المباشرة بحيث يصبح لديها قناة مشابهة لقناة السويس ممر مائي لنقل البضائع والسفن ما سيؤدي الى ضرب قناة السويس من جهة والتحرر من اضطرارها لعبور قناة السويس والخضوع للرقابة المصرية للوصول الى البحر الأبيض المتوسط من جهة اخرى.