توغّل جديد في العمق السعودي..قوات صنعاء توسّع الاشتباك شمالاً..
في الوقت الذي تشهد فيه جبهات جنوب مأرب مواجهات عنيفة منذ أيام، وسط تقدُّم الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» في اتجاه المدخل الجنوبي للمدينة، احتدمت المعارك مع القوات السعودية، مسنودة بقوات سودانية وأخرى موالية للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، في جبهات جيزان وعسير.
وقالت مصادر عسكرية في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن الجيش و«اللجان» تمكّنا من «تطهير عشرات المواقع والقرى غرب مدينة حرض الحدودية خلال عملية عسكرية واسعة نفّذاها على مواقع القوات السعودية والقوات المساندة لها». وبحسب المصادر، فإن العملية استمرّت 48 ساعة، وانتهت بسيطرة قوات صنعاء على مساحة تُقدَّر بـ54 كيلومتراً مربعاً، فيما قُتل وأصيب في العملية 15 سعودياً و81 سودانياً.
ويتساوق هذا التطوّر مع اتّساع نطاق المواجهات على طول الشريط الحدودي خلال الأيام الماضية، وتمكُّن قوات صنعاء من التوغّل في اتجاه مدينة الربوعة ومنطقة الدائر في العمق السعودي. وعلمت «الأخبار»، من مصادر ميدانية، أن الجيش و«اللجان» تمكّنا من السيطرة على قرى العذير والعمرية ومزارع نسيم شمال شرقي مديرية ميدي، في محاذاة الخطّ الحدودي مع جيزان السعودية.
وأفاد أكثر من مصدر بأن المواجهات لا تزال مستمرة، وبأن قوات صنعاء تقترب من معسكر جبل النار، أحد المعسكرات السعودية الأكثر تحصيناً، ومواقع تابعة للشرطة العسكرية السعودية في مدينة الربوعة.
وفي مأرب، تتواصل المواجهات بين قوات صنعاء وقوات هادي مسنودةً بميليشيات «الإصلاح» وعناصر تنظيم «القاعدة» منذ أيام، في جبهات المدخل الجنوبي للمدينة. ووفق مصادر ميدانية، فإن المواجهات بين الطرفين امتدّت، خلال اليومين الماضيين، إلى البلقَين الشرقي والغربي، وصولاً إلى عرم سدّ مأرب ومناطق تابعة لوادي عبيدة لم يسبق للجيش و«اللجان» السيطرة عليها من قبل.
وكانت قوات صنعاء قد شنّت، الخميس الماضي، عملية مباغتة، مكّنتها من التقدُّم من اتّجاهين صوب المدخل الجنوبي لمركز المحافظة، وذلك رداً على محاولة هجوم قامت بها قوات هادي التي فقدت قائدها الميداني في العملية. وقالت المصادر إن تلك القوات شنّت هجوماً على مواقع تابعة لقوات صنعاء تحت غطاء جوي كثيف من اتجاه رملة وادي عبيدة وجبال البلق الشرقي جنوب غربي مدينة مأرب، لتقع في شباك قوات صنعاء.
وتحت نيران الجيش و«اللجان»، انسحبت قوات في اتجاه مديرية الوادي، بعد تعرُّضها لخسائر في الأرواح والعتاد. وأعقبت ذلك مواجهات عنيفة بين الطرفين امتدّت من الصحراء الفاصلة بين وادي عبيدة وجبال البلق، لتنتهي معارك الأسبوع الفائت بتقدُّم الجيش و«اللجان» من مسارَين، وتمكُّنهما من تأمين مناطق استراتيجية كمنطقتَي النقعة العليا والأعيرف في اتجاه جنوب غربي منطقة الفلج جنوب مركز المحافظة.
واعترف تنظيم «القاعدة» الذي يقاتل إلى جانب قوات هادي في جبهات مأرب، بتلقّيه خسارة كبيرة خلال المعارك الأخيرة، معلناً مقتل أحد أبرز قياداته العسكرية، ويدعى شاكر منصور أحمد شرهان، بنعي رسمي حدّد فيه مكان مقتله في الجبهة الجنوبية للمدينة. وسبق للتنظيم أن فقد العشرات في هذه الجبهات، أبرزهم أميره في أبين، ياسر لعكب العمري.
هذه التطورات تزامنت مع عودة العشرات من ضباط وجنود المنطقة العسكرية الثالثة التابعة لهادي، ومقرّها مأرب، إلى صنعاء وانضمامهم إلى صفوف الجيش و«اللجان»، وإعلان المئات من أبناء مديريات مأرب التي تسيطر عليها صنعاء، النفير العام ضدّ التحالف السعودي – الإماراتي. وفي هذا الإطار، شهدت كلّ من مديريات رحبة، جبل مراد، صرواح، العبدية، الجوبة، حريب، ماهلية، وبدبدة مأرب، وقفات حاشدة نفّذها أبناؤها، معلنين توجههم للقتال إلى جانب قوات صنعاء في جبهات القتال المشتعلة في المدينة.
الأخبار اللبنانية