توجه القيادة وتجاوب أحرار الشعب يقودان اليمنيين للتعالي على “الجراح”.. الفتن والثارات في مقتل الوساطات
لا يكاد يمر يوم حتى يجني اليمنيون الثمرة الطيبة للجهود الرسمية والشعبية التي تبذلها القيادة الثورية والسياسية بالتعاون مع مجلس التلاحم والتصالح القبلي، والوجاهات القبلية والشخصيات الاجتماعية، في حل الخلافات والنزاعات وقضايا الثأر، وإصلاح ذات البين، وبما يعزز روابط الأخوة والتلاحم بين الشعب اليمني القيم والمبادئ التي عرفت بها القبائل اليمينية الأصيلة في التصالح والتسامح وإصلاح ذات البين، فضلاً عما يمثله ذلك من نصر عظيم، وترجمة لوعي اليمنين بالمخاطر التي تتهددهم، ومدى عزمهم وإصرارهم على مواجهة تلك التحديات، بتضميد الجراج وتوحيد الصفوف لمواجهة تلك المخاطر والتهديدات وفي مقدمتها العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي، ففي اليومين الماضيين نجحت عدد من الوساطات القبلية بقيادة عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وعدد من الشخصيات الاعتبارية والقبلية والوجاهية والاجتماعية، في إنهاء 4 قضايا قتل في كل من محافظات إب وتعز والمحويت.
قتل وثأر أودى بحياة فردين وعشرات الجرحى
البداية من محافظة إب حيث أشرف عضو المجلس السياسي الأعلى -رئيس المنظومة العدلية العليا محمد علي الحوثي، أمس الأول، على إنهاء قضيتي قتل الأولى بين آل البعني وآل الجماعي بمديرية حزم العدين ، والتي وقعت أحداثها قبل 11 عاماً، وراح ضحيتها اثنين قتلى من آل الجماعي وعشرات الجرحى من الطرفين، والثانية بين قبيلتي الوائلي والعربي بمديرية السياني.
وفي الصلح الذي تقدمه محافظ المحافظة عبدالواحد صلاح ووكلاء المحافظة عبدالحميد الشاهري وجبران باشا وجمال الحميري، أعلنت أسرة المجني عليهما من آل الجماعي العفو عن الجناة في القضية، وتبادل الطرفان إعلان التنازل وعبارات العفو والصفح بينهما لوجه الله وتشريفاً للحاضرين واستجابةً لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في معالجة القضايا المجتمعية.
من جانبه حيا عضو السياسي الأعلى الحوثي، آل الجماعي وآل البعني على جنوحهما للصلح القبلي وحرصهما على رأب الصدع وإنهاء قضايا الثأر بينهما.
وأكًد أن الصلح القبلي وطي ملف القضية، يعكس روابط الأخوة ووشائج القربى بين الأسرتين، داعياً كافة القبائل إلى حل الخلافات وقضايا الثارات بالصلح العام والتوجه لمواجهة العدو الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
وأشار محمد علي الحوثي إلى أن إصلاح ذات البين وحرص أبناء المجتمع اليمني على ثقافة التسامح والإخاء، يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع ويفوّت الفرصة على دول العدوان تنفيذ مخططاتها في اليمن.
من جهته ثمن محافظ إب، الجهود الحثيثة من قبل لجنة الوساطة والمحكمين برئاسة وكيل المحافظة جبران باشا والتي أثمرت في الوصول لاتفاق مرضٍ للطرفين في حل القضية وفتح صفحة جديدة تسودها الأخوة والتسامح وتوحيد الصفوف لمواجهة تحالف العدوان.
وأكّد أن حل القضايا المجتمعية والثارات من الأولويات التي تسهم في خدمة توجه الدولة لعملية البناء والتنمية.
وأوضح صلاح، أن قبائل اليمن بهذه المبادرات، تجسد أروع قيم المحبة والترفع عن المشاكل المجتمعية والتغلب عليها والتلاحم لمواجهة العدو.
بدورهم أشاد المشاركون في الصلح بمكرمة آل الجماعي وآل البعني بالعفو والتنازل لبعضهما وإغلاق ملف القضية، لافتين إلى أن قبائل اليمن في ظل العدوان الغاشم تضرب أروع الأمثلة في العفو والتسامح والحرص على توحيد الصفوف واللحمة الوطنية.
صلح يداوي جراح ثأر خلّف أربعة قتلى
وفي الصلح المماثل والمنبثق عن الوساطة القبلية التي قادها محافظ المحافظة وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وعدد من المشايخ والوجاهات والشخصيات الاجتماعية، بإشراف من عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، لحل القضية الثانية بين آل الوائلي والعربي، والتي راح ضحيتها ثلاثة قتلى اثنين من آل الوائلي وواحد من آل العربي، أعلن أولياء دم المجني عليهما، علي محمد غانم الوايلي، ومروان عادل علي غانم الوايلي، العفو عن الجناة من آل العربي، الذين أعلنوا بدورهم تنازلهم عن دم أبنهم المجني عليه أحمد علي مرشد العربي، والعفو عن الجناة من آل الوائلي، وذلك لوجه الله تعالى، وتشريفاً للحاضرين، وتنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة الداعية للتصالح والتسامح بين أبناء البلد وحل النزاعات والتفرغ للعدو الخارجي .
وفي الصلح أشاد عضو المجلس السياسي الأعلى باحتكام أطراف هذه القضية آل الوائلي وآل العربي للصلح وإنهاء النزاع وفتح صفحة جديدة من الإخاء والتفاهم ونبذ الخلافات والمشاكل بينهم .. داعياً الجميع إلى الالتزام بهذا الصلح وما تم الاتفاق عليه باعتباره من شيم القبيلة اليمنية الأصيلة الحريصة على توحيد الصف والتحرك الفاعل والمؤثر لمواجهة المؤامرات على هذا البلد .
ودعا كل أبناء وقبائل المحافظة إلى نبذ الخلافات والثارات والعمل على توحيد الجبهة الداخلية والجنوح إلى السلم وإشاعة قيم التسامح والاحترام بين الجميع ، مؤكداً أن التسامح والعفو والتصالح من شيم الكرماء ومن سمات أبناء وقبائل هذا البلد .
بدوره ثمن محافظ إب الجهود التي بذلتها لجنة الوساطة وكل من ساهم وسعى من أجل تقريب وجهات النظر بين طرفي القضية، وإصلاح ذات البين، مشيداً بدور وحرص القيادة الثورية والسياسية والممثلة بعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، بمتابعة القضية والإشراف عليها والحرص على إنهائها.
ودعا صلاح كافة وجهاء ومشايخ المحافظة إلى التحرك بمسؤولية وبذل قصارى جهودهم من أجل حلحلة القضايا بين أبناء المجتمع وإنهاء الثارات والمشاكل والنزاعات .
من جانبهم عبر أولياء الدم من آل الوائلي وآل العربي عن بالغ تقديرهم وشكرهم للجهود التي بذلها عضو السياسي الأعلى ومحافظ إب وعدد من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية لحل هذه القضية وحقن الدماء بين الأسرتين .
وساطة تنهي اقتتال 11 عاماً راح ضحيته 24 قتيلاً
وفي محافظة تعز نجحت وساطة قبلية بأشراف رئيس المنظومة العدلية محمد علي الحوثي وعضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، في إنهاء قضية ثأر بين قبيلتي مشارب والشعبة بمديرية تعز، وقعت أحداثها قبل عشر سنوات وراح ضحيتها نحو 24 قتيلاً من الطرفين.
وخلال الصلح القبلي المنبثق عن الوساطة، وبحضور محافظي محافظتي تعز وإب، صلاح بجاش، وعبدالواحد صلاح، ورئيس محكمة استئناف تعز القاضي عبدالعزيز الصوفي وعدد من أعضاء مجلس الشورى والقيادات العسكرية والأمنية، عبر عضو المجلس السياسي-رئيس المنظومة العدلية محمد علي الحوثي، عن تقديره لجهود المحكمين في القضية لتغليبهم مصلحة الوطن، وتجسيدهم عن الجراح والمآسي التي خلفتها القضية تلبية لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لتنتهي القضية بالتنازل والتراضي من الطرفين.
من جانبه أشاد عضو السياسي الأعلى السامعي بجهود رئيس المنظومة العدلية محمد علي الحوثي في الإشراف على إنهاء قضايا الثارات والنزاعات والخلافات على مستوى اليمن.
وأعرب عن الأمل في استمرار الجهود لمعالجة قضايا الثارات بمحافظتي تعز وإب .. منوهاً بالجهود المبذولة لإنهاء القضية وعودة الود والإخاء بين أبناء منطقة الهشمة.
بدورهم عبر مدير مديرية التعزية منصور أحمد صدام ونائبه الدكتور محمد الذيباني ومنسق الصلح محمد الوشلي، عبروا عن الامتنان للجهود الخيرة التي أثمرت في نجاح الصلح ومعالجة وإغلاق ملف القضية، مثمنين حرص واهتمام عضوا السياسي الأعلى الحوثي والسامعي في حل القضية التي كانت تؤرق مديرية التعزية لسنوات.
اعتاق رقبة قبل الاقتصاص
وعلى خط مواز تمكنت وساطة مماثلة بمحافظة المحويت من إيقاف تنفيذ حكم الإعدام وإعتاق رقبة الجاني محمد عمر أحمد البرعي من قرية الزراعي عزلة جبل الطرف في مديرية برع بمحافظة الحديدة.
وقبيل تنفيذ حكم الإعدام بحق الجاني محمد البرعي في ساحة السجن المركزي بالمحويت بلحظات، وبحضور أولياء دم المجني عليه إبراهيم أحمد علي سالم الرديني من أبناء مديرية بني سعد بالمحويت، تقدم رئيس هيئة التصالح والتسامح الشيخ محمد محمد الزلب ووكيلا محافظة المحويت حسين عركاض وعبدالسلام الذماري وأعضاء لجنة الوساطة أحمد الحسني ومدير مديرية بني سعد مطهر الطويل ووكيل نيابة بني سعد منصور راجح، بطلب الصفح والاعتذار والعفو عن الجاني في هذه القضية حسب الأعراف والأسلاف القبلية.
من جانبهم ومن وسط تلك الحشود القبلية أعلن أولياء دم المجني عليه من آل الرديني، العفو عن المحكوم عليه محمد البرعي لوجه الله وتشريفاً للحاضرين وتنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في إصلاح ذات البين ومعالجة القضايا المجتمعية.
من جهته أشاد رئيس هيئة التصالح والتسامح الشيخ محمد الزلب باستجابة آل الرديني وتلبيتهم لطلب المحكمين وأعضاء لجنة الوساطة، بإعلانهم العفو عن الجاني وإنهاء القضية وإغلاق ملفها.
وأكّد أن معالجة قضايا الثارات والنزاعات والخلافات البينية، سيسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع، منوهاً بمكرمة آل الرديني في العفو عن الجاني في هذه القضية، ما يعكس القيم والمبادئ القبلية في التسامح والتآخي وتوحيد الصف لمواجهة قوى العدوان الأمريكي السعوديّ والمرتزِقة.
وناشد الشيخ الزلب التجار ورجال المال والأعمال بالتعاون والمساهمة في دفع ما تم الالتزام به لأهالي المجني عليه من مخاسير وغرامات والتقاضي في المحاكم، مؤكداً أن هذا الموقف يؤكد سماحة أبناء اليمن، وما يتحلون به تسامح وتصالح.
فيما حيا وكيلا محافظة المحويت عركاض والذماري، شهامة أسرة المجني عليه التي استجابت لداعي الصلح وبادرت بإعلان العفو عن الجاني لوجه الله.
وأشادا بجهود المشايخ الذين ساهموا في حل قضية القتل بين آل البرعي وآل الرديني حرصاً على حقن الدم وترجمة توجيهات القيادة الثورية في إصلاح ذات البين.
بدورهم ثمن الحاضرون، موقف آل الرديني في العفو عن الجاني في القضية وإغلاق ملفها تجسيداً للقيم والأخلاق النبيلة للقبيلة اليمنية.
: تقرير: صالح الدرواني