توثيق محلي وعالمي و”فضائي” لدقة الهجوم وحجم الدمار والقوات المسلحة تتوعد:”عملياتنا القادمة أوسع وأشد إيلاما”
عشر طائرات مسيرة تضرب محطتي “بقيق” و”خريص” بعد أقل من شهر على عملية حقل “الشيبة”
ضربة “توازن الردع” الثانية توقف إنتاج النفط السعودي: ارتفاع كُلفة استمرار العدوان صحيفة المسيرة | ضرار الطيب هزت قوة الردع اليمنية المنطقة الشرقية في السعودية، أمس السبت، بواحدة من أكبر وأهم عمليتين لسلاح الجو المسير منذ بدء العدوان حتى الآن، حيث اطلق سلاح الجو المسير عشر طائرات بدون طيار بعيدة المدى وشديدة الانفجار، على مصفاتي “بقيق” و”خريص” الاستراتيجيتين والتابعتين لشركة “أرامكو” النفطية، على بعد أكثر من ألف كيلو متر من حدود المملكة مع اليمن.. عملية بلغت من الدقة والضخامة إلى حد أن النظام السعودي وجد نفسه عاجزا أمامها بشكل كامل عن أي إنكار أو تضليل، إذ سرعان ما تحولت المصفاتان المستهدفتان إلى مسرح حرائق كبرى وانفجارات متواصلة تناولتها عدسات الكاميرا بالتوثيق من كل زاوية، وبثتها مختلف وسائل الإعلام حول العالم، حتى أن الأقمار الصناعية نفسها وثقت تصاعد الأدخنة منهما، فيما أكدت وكالات الأنباء الدولية توقف صادرات النفط السعودية، وهو الأمر الذي أوصل الرسالة الأبرز للعملية إلى السعودية ثم إلى رعاتها في الغرب بصورة واضحة ومختصرة ولا تحتاج إلى تحليل: “استمرار العدوان يعني نهاية الاقتصاد السعودي”. تثبيت مرحلة “توازن الردع” القوات المسلحة أطلقت على العملية اسم “عملية توازن الردع الثانية” لتؤكد على استمرار مرحلة التصعيد العسكري الجديدة التي تم تدشينها قبل أقل من شهر واحدة بعملية “توازن الردع الأولى” التي استهدفت حقل “الشيبة” النفطي بنفس العدد من الطائرات المسيرة، وبذلك تصبح هاتين العمليتين أكبر وأوسع عمليتين لسلاح الجو المسير منذ بدء العدوان وحتى الآن. وكشف ناطق القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أن العملية جائت “بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق وتعاون من الشرفاء والأحرار داخل المملكة” في تأكيد جديد على الاختراق الاستخباراتي الثابت والذي تتكرر الاشارة إليه في معظم العمليات الكبرى ضد العمق السعودي، وتفسره الدقة العالية في تحديد الاهداف. مصفاتي “بقيق” و “خريص” .. 8 ملايين برميل يوميا على غرار سابقتها، حملت عملية توازن الردع الثانية رسالة شديدة الوقع من حيث نوعية أهدافها، فمصفاة “بقيق” النفطية تعتبر واحدة من أبرز وأهم منشآت شركة أرامكو في السعودية، يتم فيها معالجة 70% إنتاج أرامكو، والذي يمثل 6% من إجمالي الاستهلاك اليومي العالمي للطاقة النفطية، وتضم أكبر معمل لتركيز الزيت ينتج يوميا أكثر من 7 ملايين برميل يوميا. أما مصفاة “خريص” فتنتج يوميا أكثر من مليون ومائتي برميل من الزيت يوميا، وهي تقع إلى جوار حقل الغوار النفطي المعروف كأكبر حقل في العالم. وفقا لذلك، فإن العملية تشل قدرة السعودية على إنتاج ثمانية ملايين برميل يوميا، بحسب المعلومات المثبتة، وبحسب ما ذكّرت صحيفة نيويورك تايمز، أمس، الأمر الذي يوضح أن عمليات “توازن الردع” لم تعد مجرد تهديدات بإضعاف الاقتصاد السعودي، وإنما خطة مدروسة وناجحة لتدميره تماما، وهو ما يعني ارتفاع كلفة العدوان إلى حدود تجعل استمرار السعودية فيه أمرا انتحاريا يهدد وجودها تماما. وفي هذا السياق أيضا، وبحسب الأرقام السابقة، فإنه من الواضح أن القدرة الإنتاجية التي استهدفتها عملية أمس، تعادل أكثر من ستة أضعاف القدرة الانتاجية لحقل الشيبة الذي استهدفته العملية “الأولى”، وهو ما يجعل العملية الثانية هي “الأكبر” عمليا، ويشير إلى نقطة بالغة الأهمية هي تصاعد أثر هجمات التصعيد اليمني، بمعنى أن العملية الثالثة ستكون أكثر تأثيرا، وهو ما يجعل فحوى الرسائل الاقتصادية لمعادلة “توازن الردع” أوضح أمام السعودية والولايات المتحدة (المستفيد الأكبر من النفط السعودي) في حال واصلتا الاستمرار في العدوان.