توابيت القتلى مستمرة في التدفق.. العدوان يستنزف المخزون البشري لأبناء المحافظات الجنوبية
الحقيقة/ أحمد عبدالله:
لا يزال استنزاف المقاتل من أبناء المحافظات الجنوبية في الجبهات داخل الأراضي السعودية مستمرا، دون أن يشكل سقوط تلك الأعداد الهائلة من المقاتلين، جرس إنذار لوقف نزيف الدم الجنوبي المهدور خارج الحدود.
تتوافد جثث القتلى إلى المدن الجنوبية منذ اندلاع العدوان على اليمن ومحاولة خلق السعودية والإمارات ميليشيات تقاتل نيابة عنهما، غير أن الأيام الماضية تدفقت عشرات التوابيت، كانت حصادا للمعارك الضارية في جبهة الطليعة بنجران.
مصادر كشفت بأن مديرتي لودر والوضيع في أبين، استقبلتا في يوم واحد الأسبوع الماضي 13 قتيلا لاقوا مصارعهم في جبهة الطلعة داخل الأراضي السعودية بنجران، ولفتت المصادر إلى حالة من الغضب عمت تلك المناطق بسبب مقتل أبنائهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، غير كسب المال.
وخلال الأشهر الماضية باتت شريحة واسعة من أبناء الجنوب، تحمل دول العدوان مسؤولية الزج بأبنائهم في الجبهات للقتال نيابة عنهم، وذلك بعد أن عطلت المرافق الحيوية في البلاد وقطعت الطريق على الشباب للالتحاق بالعمل في القطاعين العام والخاص، وحرمت الملايين من اليمنيين من فرص العمل التي كانت متاحة لهم قبل الحرب.
الاستقطاب المنظم
يشكل المقاتل الجنوبي حجر الزاوية في المعادلة العسكرية سواء في جبهات الحدود السعودية، أو في الجبهات خارج المحافظات الجنوبية، وتستعيض دول العدوان بالمقاتلين الجنوبيين كقوات برية مدفوعة الأجر، بسبب خوفها من المواجهة المباشرة مع المقاتل اليمني.
وبحسب مصادر عسكرية فإن عدد الألوية الجنوبية المنتشرة على حدود السعودية 12 لواء، وكل لواء قوامه 2000 مقاتل، ولفتت المصادر إلى كيفية تتم عملية الاستقطاب المنظم للمقاتل الجنوبي، بحيث يتواجد مندوبو دول العدوان في كل المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، ويقوموا بعمليات الاستقطاب والزج بالشباب الجنوبي إلى الجبهات، مقابل ألف ريال سعودي للمقاتل.
وأوضحت المصادر بأن السماسرة عادة ينتمون إلى التيارات السلفية المرتبطة بالاستخبارات السعودية وباللجنة الخاصة، غير أن الشباب الذين يتم استقطابهم الكثير منهم غير مؤطرين إيدلوجيا للتيارات السلفية، ويتم استغلال ظروفهم المالية السيئة التي تسببت بها حرب دول العدوان والحصار المفروض منذ أربع سنوات.
دعوات لسحب المقاتلين
في خضم ذلك المعترك الاستخباراتي والعسكري السعودي الذي يستهدف المخزون البشري من أبناء المحافظات الجنوبية، تتعالى أصوات القيادات والناشطين الجنوبيين المناهضة لاستقطاب المقاتل الجنوبي والزج به في جبهات داخل الأراضي السعودية أو في المحافظات الشمالية وتحديدا في جبهات الساحل الغربي.
ووجهت قيادات وتيارات من الحراك الجنوبي دعوات لسحب المقاتلين، ولاقت دعوة وجهها زعيم المجلس الثوري حسن باعوم صدى عند بعض المقاتلين الجنوبيين على إثرها عاد العشرات من المقاتلين إلى منازلهم، كما وجه رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية الشيخ حسين بن شعيب، دعوة لسحب المقاتلين، واعتبر في بيان له بأن الزج بالمقاتلين الجنوبيين في الجبهات لمقاتلة أنصارالله، مؤامرة تهدف إلى إضعاف القوات الجنوبية التابعة للحراك الجنوبي، ومحاولة للتخلص منها.
من جهته الإعلامي الجنوبي نزار الماس، أوضح في منشور على حائطه في الفيس بوك، بأن قلبه يعتصر ألما على الشباب الجنوبي الذي يقتل خارج حدود الجنوب، مطالبا بعودة المقاتلين الجنوبيين من المحرقة.
السعودية تتجاهل القتلى الجنوبيين
يسقط العشرات من المقاتلين الجنوبيين في محاولات صد التوغل للجيش اليمني واللجان الشعبية داخل الأراضي السعودية، وتتعامل السلطات السعودية مع القتيل الجنوبي، برأي متابعين، بدونية دون أدنى اعتبار قانوني أو أخلاقي.
وكشفت مصادر بأن القتلى الجنوبيين يظلون لأيام داخل المستشفيات دون أي مبادرة من السلطات السعودية لنقل جثامينهم، ويتم التواصل مع مندوب التحالف من قبل أهالي القتلى من أجل عودة الجثث إلى مناطقهم وإقامة مراسيم الدفن، غير أن الكثير من الأهالي يقيمون العزاء دون وصول الجثة التي ينتظرونها لأكثر من أسبوع حتى تصل، فيما العديد من الحالات لا يحصل الأهالي على جثث قتلاهم.
وأوضحت المصادر أن العشرات لا يعرف ذويهم مصيرهم بعد أن انقطع تواصلهم منذ أشهر، مشيرة إلى أن السلطات السعودية لا تقدم أي مساعدة لأهل القتيل، وتستبدله بعنصر أخر عبر المندوبين في المحافظات الجنوبية.