تنظيم القاعدة في سوريا يعلن حلّ نفسه
أعلن تنظيم «حراس الدين» المصنّف إرهابيا من قبل الولايات المتحدة، حلّ نفسه بعد سقوط حكم الرئيس بشار الأسد، كاشفا للمرة الأولى بشكل رسمي أنه كان فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وجاء في بيان نشره «حراس الدين» ليل الثلاثاء أنه بعد الانتصار «على طاغية من أظلم طواغيت العصر الحديث… ونظرا لهذه التطورات على الساحة الشامية وبقرار أميري من القيادة العامة لتنظيم القاعدة، نعلن… حلّ تنظيم حراس الدين (فرع تنظيم القاعدة في سوريا)».
وأشار موقع «سايت» الذي يرصد أنشطة المتطرفين الى أنها «المرة الأولى التي يقر (التنظيم) رسميا بارتباطه» بالقاعدة.
وبعد هجوم مباغت شنته انطلاقا من معقلها في شمال غرب سوريا، تمكنت فصائل معارضة من دخول دمشق في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، بينما فرّ الأسد الى روسيا. وقادت الهجوم هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016.
تأسيس التنظيم
تأسس تنظيم حراس الدين عام 2018 وكان ينشط في مناطق بشمال غرب سوريا. وهو يضم ما بين 2000 و2500 مقاتل، بحسب الأمم المتحدة، بينهم أجانب.
وفي سبتمبر/ أيلول 2019، صنّفت وزارة الخارجية الأميركية تنظيم حراس الدين «كيانا إرهابيا عالميا».
وأعلنت الولايات المتحدة أكثر من مرة استهداف قياديين في التنظيم.
وأعلن الجيش الأميركي في سبتمبر تنفيذ ضربتين في سوريا أسفرتا عن مقتل 37 إرهابيا بينهم أعضاء في تنظيم داعش وحراس الدين. وفي الشهر الذي سبق، أفاد الجيش الأميركي بأنه قتل قياديا بارزا في حراس الدين هو أبو عبدالرحمن المكي بضربة جوية في شمال غرب سوريا.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس بأن التنظيم حلّ نفسه «لكي لا يدخل في اشتباكات مع الهيئة لأنهم معاقبون دوليا ومصنفون إرهابيا».
وقال تنظيم حراس الدين في بيانه «ننصح وجهاء الشام ومن يتصدّرون المشهد اليوم… بإبقاء السلاح بيد أهل السنّة في الشام».
تعهّد الشرع بحل الفصائل
وكانت السلطات السورية الجديدة أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول أنه سيتمّ حل «جميع الفصائل المسلحة» في البلاد. وأكد القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع «لن نسمح على الإطلاق بأن يكون هناك سلاح خارج الدولة».
وفي السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وعقب أقل من 10 أيام على الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تعهّد أحمد الشرع ، قائد هيئة تحرير الشام التي تولّت السلطة في سوريا بحل الفصائل المسلّحة ودمج مقاتليها في الجيش السوري الجديد.
وفي بيان باسم تحالف الفصائل المسلّحة التي تقودها الهيئة، قال الشرع، إنّه «يجب أن تحضر لدينا عقلية الدولة لا عقلية المعارضة سيتمّ حلّ الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع وسيخضع الجميع للقانون».
عقد اجتماعي
وشدّد الشرع على وجوب أن يكون هناك «عقد اجتماعي» بين الدولة وكلّ الطوائف في بلده لضمان العدالة الاجتماعية.
وفي بيان أصدره تحالف الفصائل المسلّحة التي تقودها الهيئة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال الشرع، إنّ «سوريا يجب أن تبقى موحّدة، وأن يكون بين الدولة وجميع الطوائف عقد اجتماعي لضمان العدالة الاجتماعية».
إسقاط نظام الأسد
وفي الثامن من ديسمبر، كانون الأول الماضي، نجحت فصائل المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام من الوصول إلى دمشق معلنة سيطرتها على مقاليد الحكم بعد هروب الرئيس السابق بشار الأسد.
كانت فصائل المعارضة قد شنت هجوما عسكريا مباغتا منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني وحققت الفصائل تقدما سريعا بعد السيطرة على مدينة حلب ثم توجهت بعدها لانتزاع حماة وحمص التي سقطت في يوم واحد، تبعته بدخول دمشق يوم الثامن من ديسمبر وإنهاء حكم عائلة الأسد الذي امتد لأكثر من خمسة عقود.