تمديد “شكلي” للهدنة في اليمن.. وصفقة أسلحة أميركية للسعودية والإمارات
لم تمضِ ساعات معدودة على إعلان دول تحالف العدوان الظالم على اليمن (أميركا، السعودية، والإمارات) الموافقة على تمديد الهدنة الإنسانية والعسكرية التي ترعاها الأمم المتحدة، حتى أعلنت الولايات المتحدة الأميركية موافقتها على صفقة أسلحة لحليفتَيها في العدوان، السعودية والإمارات بقيمة 5.3 مليار دولار.
وفي هذا السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية، عبد الوهاب المحبشي، أن موافقة تحالف قوى العدوان على اليمن، على تمديد الهدنة العسكرية والإنسانية، لم تأتِ حبًا باليمن “بل خوفًا منه”.
وقال المحبشي في تعليق له على صفقة الأسلحة الأميركية الجديدة: إن “إرسال الأميركيين المزيد من الأسلحة للسعودية والإمارات تعبير جديد على أصل المعركة، وعلى أن السعودي والإماراتي مقاولان فقط”.
ورأى المحبشي أن تحالف العدوان يرتب أوراقه للمرحلة المقبلة، مشددًا على أنه إذا أرادت دول العدوان الاستمرار بالحرب على اليمن “فالقوات المسلحة والشعب اليمني حاضرون بالتوكل على الله”.
وكان رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، أكد في تصريح له أمس، أن جهود الأشقاء في سلطنة عمان أتاحت الفرصة لتمديد الهدنة، مشددًا على أهمية قيام الأمم المتحدة بالعمل المكثف على صرف المرتبات وفتح المطار والميناء وإنهاء الحصار.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، الثلاثاء، أنها وافقت على بيع 300 صاروخ باتريوت للسعودية، من ضمن صفقة محتملة أبرمتها معها، تبلغ قيمتها 3.05 مليارات دولار، وصفقة أخرى بقيمة 2.25 مليار دولار، أبرمتها مع دولة الإمارات مقابل 96 صاروخ ثاد.
وأكدت أن وكالة التعاون الأمني الحربي في وزارة الخارجية قدمت الشهادات المطلوبة لإخطار الكونغرس بهذا البيع المحتمل.
وقالت الخارجية الأميركية، إن هذه الصفقة “ستدعم أهداف السياسة الخارجية وأهداف الأمن القومي للولايات المتحدة من خلال تحسين أمن الدولة الشريكة التي تعتبر قوة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في منطقة الخليج” (على حد زعمها).
وأشارت في الوقت نفسه إلى أن هذه الصفقة والدعم “لن يغيرا التوازن العسكري الأساسي في المنطقة”، في إشارة إلى التزام واشنطن بالحفاظ على تفوق الكيان الصهيوني العسكري.
واعتبرت أن الصفقة “ستؤدي إلى تحسين قدرة السعودية على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال تجديد مخزونها المتناقص من صواريخ باتريوت GEM-T”.
وبشأن صفقة الأسلحة المبرمة مع الإمارات، أوضحت الخارجية الأميركية أنها تشمل 96 صاروخًا من صواريخ منظومة الدفاع الجوي عالية الارتفاع “ثاد”، ومحطات مكافحة الحرائق واتصالات “ثاد”، والمعدات ذات الصلة، وذلك بقيمة 2.245 مليار دولار.
وزعم بيان الخارجية الأميركية أن هذه الصفقة ستحسن من قدرة الإمارات على مواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية الحالية والمستقبلية في المنطقة، وتقلّل الاعتماد على القوات الأميركية”.
يُذكر أن السلاح الأميركي كان له الدور الأكبر في استشهاد وجرح عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين وتدمير البنى التحتية في اليمن جراء القصف المباشر، منذ بداية العدوان على اليمن الذي أعلن من واشنطن في آذار/مارس 2015، ولا زال السلاح الأميركي يحصد أرواح اليمنيين على الرغم من ادعاء واشنطن حظر بيع السلاح للسعودية بسبب الفظائع المرتكبة بحق الشعب اليمني.
ويرى مراقبون أن واشنطن والدول الغربية، وتحديدًا بريطانيا وفرنسا، لا تريد نهاية للحرب اليمنية لأنها تجني مليارات الدولارات من خلال صفقات الأسلحة وبيع الذخائر للدول المشاركة في العدوان على اليمن.