تقرير ميداني :حكايةُ الصمود والإعجاز وملحمة اصطياد مدرّعات الريفا.. مكيراس: هنا دفن اليمنيون مدرّعاتِ وجنودَ وأحلامَ الإمَارَات تحت الرُّكام
صدى المسيرة| إعداد| محمد الوريث:
الحقيقةُ أنه لا يستطيعُ حتى الإعلامُ الحربيُّ أن يضعَك في حقيقة أيّ حدث عبرَ شاشة صغيرة مهما وَثّق، قد يضعُك الإعلامُ الحربي في صورة انتصار معيّن أَوْ حدث في جبهة معينة، ولكن الكاميرا وحدَها لا يمكن أن تنقلَ تفاصيلَ المشهد الكامل لأيَّة معركة كانت، وبالرغم من أن الصوت والصورة يعتبران اليوم أفضلَ طريقة لنقل مشهد ما ولكن النزول إلى ذلك المكان ومعاينة الواقع بكامل جوانبه أمرٌ مختلفٌ تماماً.
هكذا أدركت عند وصولنا إلى مشارف مديرية مكيراس (جنوب محافظة البيضاء) في زيارة استقصائية لمحاولة معرفة ما حدث في هذه المديرية، لقد كانت مكيراس نقطةً محورية وفاصلة في مواجهة العدوان، وشهدت أرضُها واحدةً من أهم المعارك المفصلية.
وبالإضَافَة إلى موقعها الجغرافي الذي أكسب معركة مصيدة المدرعات أهميتها، هناك عاملٌ آخر مهم هو توقيتها حيث أنه بعد انسحاب الجيش اليمني واللجان الشعبية من المحافظات الجنوبية في مطلع شهر أغسطس 2015 لمقتضيات عسكرية فرضتها طبيعة الهجمةِ العالمية على اليمن، فقد اعتقد الغُزاة وبالذات المحتلُّ الإمَارَاتي حينها أن الجيشَ واللجان الشعبية في حالة تقهقُر وضعف جراء الانسحاب وأنها اللحظة المناسبة للانقضاض على مكيراس واحتلالها كبوّابة متقدمة لاحتلال محافظة البيضاء الاستراتيجية التي تربطُ شمالَ الوطن بجنوبه وشرقه وغربه، كما أن مكيراس مثّلت مرتكزاً استراتيجياً في حرب 94 بين نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتحالف مع مليشيات الإخوان المسلمين من جهة مع القوات الاشتراكية التابعة للرئيس اليمني الأسبق للجنوب علي سالم البيض، ومن هنا كانت الانطلاقة.
الجغرافيا والتأريخُ في مكيراس:
تعد المديرية من المديريات الصغيرة، حيث يبلغ عددُ سكانها حوالي 3500 نسمة حسب آخر إحصائية رسمية إلا أنها تأريخياً وجغرافياً تحمل ثقلاً كبيراً جداً في واقع الأمر، حيث أن مكيراس مديرية جبلية تقع على مرتفع يصل ذروته في قمة ثرة المعروفة اليوم بعقبة ثرة أَوْ عقبة لودر، وهو مخنقٌ شاهقُ الارتفاع يطل على مدينة لودر، وبه طريق معبد واحد ملتف عشرات اللفات حولَ ذات الجبل للوصول إلى قمته في الطريق إلى البيضاء شمالاً، ويقدر ارتفاع مكيراس بـأَكْثَر من 2100 متر فوق سطح البحر، وتتبع المديرية إدارياً اليومَ محافظة البيضاء، لكن كثيراً من أبناء تلك المناطق الذين التقينا بهم قالوا إنها تعتبر أقربَ جُغرافياً وثقافياً وديموغرافياً إلى أبين.
أما تأريخياً فقد كانت المدينة ثاني عاصمة لسلطنة العواذل بعد مدينة زارة ومقر نائب سلطان العواذل، وهي مدينة جميلة معتدلة الجو، يعيش سكانها على الزراعة، يوجد بها أَكْثَر من قرية محورية كقرية عريب المشهورة بسُوقها الشعبي، كذلك قرية كريش والذين أخبرونا بأنها قرية تأريخية تحتوي على آثار من الحضارات الحميرية والسبأية وتمتاز بمقابرها وحصونها، ولم يسعفنا الوقت لزيارتها، ولكن ربما أن هذه المنطقة اكتسبت عراقتها وأصالتها من جذورها التأريخية المتينة بخلاف مُحْدَثي الوجود الذين حاولوا احتلالها من مراهقي آل سعود وآل زايد.
العدوانُ مرَّ من هنا:
مجرد أن وصلنا إلى مشارف المديرية التي تنتشر فيها نقاطُ الجيش واللجان الشعبية حتى بدأت تظهر آثار المعارك الشرسة التي دارت رَحاها على تلك الأرض، وفي مدخل مكيراس من جهة البيضاء وجدنا مدرعتين تتبعان المحتلَّ الإمَارَاتي محروقتين على جنبات الطريق، إضَافَة إلى دبابة ثالثة مدمرة تتبع الجيش واللجان الشعبية يبدو أنه تم قصفُها بغارة جوية، كما أن بيوتَ القرى المحيطة والمقرات الحكومية تظهر على معظمها آثارُ القصف الجوي أَوْ التبعات المصاحبة من الشظايا والحُطام من شدة القصف، ولا يتواجد اليوم في هذه القرى إلا عدد قليل من المواطنين، حيث نزح أغلبيتهم سابقاً جراء المعارك وتوقف أسواقها التي كان يعتمد كثيرٌ من السكان عليها كمصدر للعيش كسوق الثلوث وسوق عريب.
ترتيباتُ العدو لاحتلال المنطقة الاستراتيجية:
في بداية شهر أغسطس من عام 2015 بدأ الغزاة بالتجهيز والإعداد لمعركة احتلال مكيراس والسيطرة على عقبة ثرة الاستراتيجية، وقد حشد الإمَارَاتيون لتلك المعركة قواتٍ كبيرةً توزّعت على ثلاث فئات الفئة، الأولى مرتزقة العدوان كجنود لا مانعَ من التضحية بهم لإنجاز المهمة المطلوبة، أما الفئة الثانية تكوَّنت من العناصر التكفيرية المسلحة التابعة للقاعدة وداعش، والتي كانت قد سيطرت على مديرية لودر بدعم وإسناد العدوان وهم الأَكْثَر خبرةً بالمنطقة ومداخلها وسكانها بحكم الجورة، والفئة الثالثة جنود المحتل الإمَارَاتي بمدرعاتهم الحديثة والمتطورة وطائراتهم العمودية وغير العمودية التي شاركت في تلك المعركة.
وعمد العدو إلى تكتيك ذكي يقتضي الهجوم على عقبة ثرة من محورين، المحور الأول من لودر جنوب العقبة عبر (خط الاسفلت) بالعربات والمدرعات المصفحة وبإسناد جوي كبير، في حين أن المحورَ الثاني كان يرتكز على تفعيل خلايا المرتزقة النائمة داخل مكيراس؛ لتسهيل عبور قوات وآليات للغزاة من طرق فرعية، تلتف هذه القوات بدورها على عقبة ثرة من جهة البيضاء (شمال العقبة)؛ لإحكام الحصار على رجال الجيش واللجان الشعبية في جبال ثرة الوعرة والشاهقة وقطع خطوط الإمداد الوحيدة عليهم؛ للتسريع من استسلامهم وانسحابهم والسيطرة على العقبة الاستراتيجية.
وعندما انتهى العدو من الاعدادات في صبيحة يوم الـ20 من أغسطس 2015 بدأت الحشود العسكرية للغزاة والمنافقين التابعين لهم وعناصر تنظيم القاعدة بالزحف على عقبة ثرة من الاتجاهين بعد تمرير فرق مقاتلة وآليات عبر بعض المنافقين والمرتزقة في المديرية من خطوط فرعية كما كان مُخَطّطاً له، كما شاركت في المعركة 4 طائرات أباتشي، إضَافَة إلى طيران الإف 16 والاستطلاع للإسناد الجوي وتم التمهيد للعملية بشن غارات سجّادية بلا عدد لتمشيط المنطقة وتسهيل مهمة الاقتحام.
كان الغزاة والمرتزقة معهم لحظتَها في قمّة الزهو والغرور بعد إحكام سيطرتهم على أبين وتمكين عناصر القاعدة وداعش منها؛ ولهذا كانوا يتوقعون أن المعركة لن تحتاجَ منهم إلا سويعاتٍ لحسمها نتيجة للقوات الكبيرة التي تم حشدها والتفوق من حيثُ العدد والعتاد لصالحهم؛ لهذا تعاملوا معها كمعركة محسومة ولا يفصلهم عنها إلا التحرك لاحتلال العقبة وإسقاط مديرية مكيراس بكاملها كبوابة لاقتحام مدينة البيضاء الاستراتيجية، ولم يعرف العدو وَأذنابه ترتيباتِ وتجهيزاتِ رجال الله من أَبْطَال الجيش واللجان الشعبية وما هي المفاجآت التي تنتظرُهم.
نمورُ الإمَارَات الورقية تتلاشى (نهاية أسطورة مدرعات ريفا)
عند بدء معركة مكيراس لم تكن مدرعاتُ الريفا (REVA ) التابعة للإمَارَات قد خاضت أي اختبار حقيقي في الحرب، وهي عبارة عن مركبات شديدة التدريع مضادة للألغام والكمائن، وكانت آنذاك هذه المدرعة تعتبَرُ واحدةً من أهم العتاد العسكريّ النوعي الفارق الذي يفاخر به العدو ونشر الشائعات ضمن حربة النفسية بأنه لا يستطيعُ اختراقَها أيُّ سلاح، بالذات مع جيش متواضع التسليح كالجيش اليمني، في حين أن بعدَ معركة مكيراس فقدت الريفا سُمعتها ليس على مستوى اليمن فقط وإنما على مستوى العالم وألغت دول صفقاتٍ شرائية لهذا النوع من المدرعات حسب ما قرأنا على الانترنت بعد أن وزعت الصور القادمة من مكيراس حيث كان هناك المحك الأول لهذا النوع من المدرعات الحديثة، ويشرح لنا أحد أَبْطَال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في عقبة ثرة كيف تم ذلك.
مكيراسُ قلعة الصمود وأعجوبة الدهر
بعد تمشيط جوي مكثّف من قبل طائرات الاباتشي والإف 16 استمر لساعات بدأت قواتُ الغزو بالتقدم صوب عقبة ثرة “يحكي أحدُ أَبْطَال الجيش واللجان”، المنحدر الشاهق لعقبة ثرة كانت تتزاحم فيه المدرعاتُ الإمَارَاتية وهي تتقدم بثقة وغطرسة باتجاه قمة الجبل، في حين كان الرجال المرابطون من الجيش واللجان الشعبية في مواقعهم على قمم الجبال المحيطة، وهم عدد محدود لا يتجاوزُ حتى 25% من قوة الطرف المهاجم ولا يمتلكون إلا سلاحَهم المتوسط والخفيف وعدالة قضيتهم وثقتهم الكبيرة بالله تعالى بعد قصف أية آلية تتواجد في المنطقة من الجو.
وبدأت زخّاتُ الهجمات للعدو بالتقدم هجمةً بعد هجمةً وزحفاً بعد آخر، وكان المحتلُّ الإمَارَاتي وقتها لا يعرف ما ينتظره؛ ولهذا فقد كانت تلك المدرعات تعج بالكثير من جنوده الذين يعتبرهم أغلى ثمناً عشرات المرات من ثمن المرتزقة والتكفيريين ولا يزُجُّ بهم إلا في المعارك المضمونة والمصيرية.
كسر أَبْطَالُنا في الجيش واللجان الشعبية الزحف الأول والثاني والثالث في أول يوم، وبدأت مدرعات الريفا تنكمش وتتداعى قبل أن تنهارَ وتحترقَ تحت ضربات مسددة من الله تعالى ينفذها ثلة قليلة من الأَبْطَال اليمنيين الثابتين في مواقعهم والذين لم يرجفهم حجمُ إمكانات العدو أَوْ عدده، ومع تكرار الهجمات وحصد ذات النتائج، وحينما بدأت الرياح تجري بمَا لا يشتهي المحتلُّ رغم كثافة الغطاء الجوي واستمرار الهجمات، حرّك الغزاة الفصيلَ الآخرَ من جهة البيضاء للالتفاف وإحكام الحصار على المجاهدين في العقبة، وبالفعل تم حصارُهم لأيام، إلا أن ذلك لم يغيّر من النتيجة النهائية، قبل أن تصلَ تعزيزاتُ المجاهدين لتلقفَّ بكمين نوعي وهجمة خاطفة على تلك القوة المتسللة في منطقة بعيدة من العقبة واستطاعوا فيها إحْـرَاق مدرعتين ودحر المرتزقة المتسللين جميعاً في تجسيدٍ للبطولة والشجاعة الفريدة لصاحب الأرض.
ورغم قلة عُدة وعتاد المقاتلين هناك ورغم أنه بالفعل تم فرض حصار مطبق عليهم لعدة أيام في عقبة ثرة إلا أن عزيمةَ المقاتل اليمني لم تهتز مثقال ذرة، واستمر يطيح بمدرعات العدو واحدةً تلو الأخرى، وعندما رأى الإمَارَاتي أن خسائرَه البشرية تزداد في كُلّ مدرعة تحترق حتى بادر بسحب جنوده من العملية وإكمالها بالمرتزقة والعناصر التكفيرية الذين لم يكن حظُّهم بأحسنَ حالاً من جنوده.
تمكن المجاهدون في المعركة التي استمرت لما يقارب الـ عشرة أيام من إسقاط طائرة أباتشي بسلاح متوسط وهو أمر لا يحدث إلا مع تأييد الله وعزيمة المقاتل اليمني، إضَافَة إلى ذلك فقد تمكنوا من إحْـرَاق ما يزيد عن 14 مدرعة إمَارَاتية وعدد آخر من الآليات العسكرية واغتنام 7 مدرعات أخرى واستعادة عدد من آليات لواء عسكري في المديرية كان المرتزقة قد نهبوا عدداً منها مع انشغال الجيش واللجان بالمعارك المحتدمة.
وبعد ذلك تمكن أَبْطَالنا في الجيش واللجان الشعبية من تلغيم مخنق جبلي على رؤوس مدرعات الغزاة في الخط العام انتهى بتهشم ودهس تلك المدرعات ومن بها تحت الصخور وإغلاق الطريق المؤدي إلى العقبة، وهو ما أصاب الطرفَ الآخرَ باليأس والهزيمة وانسداد الأفق لتحقيق أي انتصار حتى في شبر واحد في تلك الجبهة.
عقب المعركة الأسطورية التي دفع فيها العدو بكل قواه تمكن أَبْطَالُ الجيش واللجان من تطهير عدد من مخابئ ومواقع المرتزقة والمنافقين الخونة داخل المديرية وتمشيط كامل المنطقة، إضَافَة إلى ذلك فقد تمكنوا من استعادة عدد من التباب المحيطة والتي كانوا قد انسحبوا منها أثناء القصف الجوي المكثف لتنتهيَ بشكل رسمي واحدة من مغامرات العدو التي راهن عليها.
اعترف العدو بهزيمته الاستراتيجية وتوقف عن أية محاولات لاحقاً لاقتحام العقبة باستثناء قليل من المناوشات النارية بين الفينة والأخرى من جهة لودر، ومثّل انكسار الغزاة في مكيراس في ذلك التوقيت المفصلي منعطفاً مهماً داعماً من الناحية الأولى لمعنويات الجيش واللجان الشعبية ومن الناحية الأخرى وضع حدّاً لكل الخيالات والأوهام التي كان العدو قد رسمها إثر نشوة احتلال عدد من المحافظات الجنوبية وأنهى توقُّعاتهم بأن الطريق أَصْبَحت سالكةً حتى صنعاء فكانت مكيراس السدَّ المنيعَ الذي تكسرت عليه أحلامُ الغزاة ولم يستطيعوا منذ 2015 حتى اليوم التقدمَ ولو شبراً واحداً، وهو ما يظهر انتهاء كامل خيارات العدو العسكرية وضياع أمواله وجهوده في سبيل إرضاء أمريكا دونَ أثر ملموس، كما تتكرر اليوم حالةُ الجمود العسكري لشهور طويلة على صعيد أَكْثَر من جبهة أخرى.
كما أن المعركة مثّلت ضربةً قاصمةً لسُمعة الجيش الإمَارَاتي، حيث فقد قتلاه في تلك المنطقة دُون قدرة حتى لاسترجاع جثث جنوده ونهاية مبكرة لأسطورة مدرعات الريفا إثر إحْـرَاق وإعطاب واغتنام العشرات منها، والتي أَصْبَحت بعد ذلك كالأرانب في عيون المقاتل اليمني، أضف على ذلك الكم الهائل من القتلى والجرحى والأسرى الذين سقطوا في المعركة دون تحقيق أي إنجاز ولا يمكن التنبؤ بإحصاء دقيق لعددهم حسب ما أفادنا المرابطون في تلك الجبهة، إلا أنهم لا محالة بالعشرات إن لم يكونوا بالمئات.
مكيراس تطوي صفحةً من أحلام الغزاة:
تظلُّ مكيراس اليوم شاهداً لهذه الفترة المعاصرة وللتأريخ من بعدُ على واحدة من أشرس المعارك التي سطّر فيها اليمنيون صموداً وثباتاً أسطورياً بأقل الإمكانات في وجه ترسانة حرب هائلة، وما زالت -حتى زيارتنا- هياكل المدرعات المحترقة وجثث عدد من قتلى الجيش الإمَارَاتي والمرتزقة متناثرةً في أنحاء الطريق من جهتَيها الشمالية والجنوبية كآثار تذكارية عن طبيعة ما حدث للغزاة هنا، ووجدنا أثناء تجولنا أَيْضاً عدداً من الخوذ المهشمة والبزّات العسكرية المتهالكة وبعض عظام ورفات في المدرعات التي تساقطت عليها صخور الجبال إثر تلغيم الجيش واللجان الشعبية لها على رؤوس الغزاة والمحتلين لتبقى آثارهم شاهدةً عليهم من بعد أن فر مَن تبقى منهم يجر وراءه أذيال الخيبة والهزيمة دون أدنى تفكير بالعودة.
لقد قرأنا في تأريخ الحروب عن معاركَ فاصلة ومحورية في حروب كبرى كمعركة استالين غراد في روسيا مع الألمان ومعركة الميركافا في لبنان بين قوات المقاومة وجيش الكيان الصهيوني، إلا أن معركة مكيراس ستظلُّ علامةً فارقة في التأريخ اليمني والبشري لاختلاف العتاد والظروف، وستظلُّ واحدةً من أهمّ انتصارات المستضعفين في وجوه المستكبرين، في تأكيد عملي وواقع بأن النصرَ عزيمةٌ وقرارٌ لا قوة وعتاد، ما يفتح الأمل أمام كُلّ المستضعفين للانتصار لحقهم في الحياة الكريمة والاستقلال، وهذا ما جسّده اليمنيون في مكيراس حَدّ وصفها بالمعجزة العسكرية الخالدة والتي ما كانت لتتم لولا توفيق الله تعالى وفضله وبطولة وشجاعة المقاتل اليمني وعدالة قضيته.