تقرير ـ العدو الإسرائيلي مخطئ تماما في التقديرات لوقف الأسناد اليمني
أكدت دراسات لمراكز عسكرية بحثية أن الهجمات التي شنها الجيش الصهيوني على ميناء الحديدة في اليمن، أنها استهدفت اعيان مدنية وخدمية، وأن هذا الهجمات تأتي في سياق رفع المعنويات لدى الجيش الإسرائيلي المنكسر والمفقودة، وتعزيز الثقة لديهم بأن الكيان يستطيع أن يضرب أين ما يشاء بدون خطوط حمراء.
وذكرت لا بد من القول إنه خلافاً لمواقف قادة الكيان الإسرائيلي، لم يتم تضمين أي هدف عسكري في خطة الهجوم الجوي للجيش الصهيوني، وأي حديث عن الاستخدام العسكري لميناء الحديدة والأماكن المدنية الأخرى، ما هو إلا جزء من الحرب الدعائية الغربية الصهيونية، التي اعترف العالم بكذبها، وقد شاهدوا ما حدث في غزة، حيث يتم قصف المدارس والجامعات والمستشفيات ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة من قبل الجيش الصهيوني وفي كل مرة يسعى الكيان إلى تبرير جرائمه الشنيعة ضد النساء والأطفال وغيرهم من المدنيين باستخدام ذرائع كاذبة.
وأن شن العدو الصهيوني غاراته على ميناء الحديدة أتت في سياق عدد من الأهداف ومنها استعادة الروح المعنوية المفقودة لدى الصهاينة ومنع المزيد من فقدان الثقة في الجيش – الذي يعد عنصرا مهما جدا في تحديد مستقبل الكيان ومصير وجوده – فإن الحكومة الصهيونية بحاجة إلى هجمات عالية المستوى، حتى لو كان لها تأثير ضئيل في تحديد مسار الحرب.
كما أن الكيان الصهيوني، يريد من مثل هذه الغارات الجوية على لبنان، تخويف اليمنيين، الذين يدعمون بشكل كامل تصرفات أنصار الله في دعم غزة، من أن يعانوا نفس مصير السكان المدنيين في غزة.
أضافة إلى ذألك ترتكز الغارات أيضاً على الاستعداد لتوسيع مشهد الحرب، وأن الكيان لا يهتم بأي خطوط حمراء لتوسيع نطاق الحرب واستهداف المدنيين في حال وجود تهديدات.
لكن “إسرائيل” تحاول وقف الهجمات الصاروخية اليمنية عبر الضربات الاقتصادية، في حين أن العمليات السابقة للولايات المتحدة وإنجلترا المتمثلة في تشكيل التحالف البحري لم تتمكن من منع أنصار الله من مهاجمة السفن وإغلاق الخطوط البحرية، ووقف استراتيجية نصرة فلسطين.
فرض الحصار على الكيان
وفي هذا السياق، كانت إجراءات أنصار الله بمنع مرور السفن التجارية المرتبطة بـ”إسرائيل” عبر البحر الأحمر وبحر العرب واسعة النطاق لدرجة أنه حسب وسائل الإعلام الصهيونية، فإن أي شيء يتعلق بـ”إسرائيل” ليس آمنا في هذه المنطقة، وهذا قد أثر اقتصاديا على الكيان بشدة.
وفي مواجهة هجمات التحالف الغربي في البحر الأحمر، أظهر أنصار الله قدرة كبيرة على إغلاق مضيق باب المندب باستخدام الزوارق المقذوفة وصواريخ أرض- بحر الموجهة عبر الأقمار الصناعية مثل صواريخ سام-2 الباليستية لضرب سفن العدو والسفن العسكرية.
تطور متسارع في القدرات العسكرية اليمنية
وفي هذا الصدد، وحسب روسيا اليوم، فقد سبق لمعهد “أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي” أن اعترف في تقرير له بأن اليمنيين يمتلكون صواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى، وصواريخ كروز، وصواريخ أرض-بحر، وطائرات دون طيار هجومية وانتحارية وتم تجهيز أسطول من القوارب دون طيار، وأشار هذا التقرير إلى أن أنصار الله أظهروا قدرات ومهارات عملياتية عالية في استخدام الزوارق المسيرة لتنفيذ هجمات مميتة.
في هذه الأثناء، كان الكشف عن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي تعمل بالوقود الصلب، والتي تعمل عادة بسرعة لا تقل عن 8 أضعاف سرعة الصوت ونظرا لإمكانية توجيهها قبل أن تصاب بأي كيان دفاعي، مفاجأة كبيرة للصهاينة وحتى حاولت بعض وسائل الإعلام التشكيك في صحتها.
وهذه القدرات العسكرية المتقدمة في الأراضي اليمنية الجبلية تجعل وضع مواجهة أنصار الله لأعدائها مشابهاً لما حدث في أفغانستان، حيث رغم الوجود العسكري الكبير لحلف شمال الأطلسي على الأرض وفي الجو، إلا أن سيطرة المجموعات المقاتلة التي استخدمت تكتيكات الأنفاق والجبال كانت قوية، وأصبح مستحيلاً علي القوات العسكرية الغربية هزيمة تلك المجموعات المقاتلة.
الدور الخفي للدول العربية
وبعد عمليته الأخيرة، أعلن الجيش الصهيوني أن عشرات الطائرات، بما فيها طائرات مقاتلة، تشارك في هذه العملية العسكرية، ويعتقد أن ما بين 30 إلى 50 طائرة شاركت في العملية، بما في ذلك طائرات أمريكية للتزود بالوقود للعمليات الجوية بعيدة المدى، ومن المؤكد أن هذه الهجمات مع وجود هذا العدد من المقاتلين تمت بعلم وتنسيق من دول البحر الأحمر، وسبق أن تسربت معلومات لوسائل الإعلام أظهرت تورط الكيان الصهيوني في الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن.
وقال وزير دفاع الكيان يوآف غالانت في هتاف يوم الأحد: “رسالتنا واضحة: بالنسبة لنا، لا يوجد مكان بعيد”، والحقيقة أن صوت الصهاينة في التهديد لليمن لا يرتفع بهذه الطريقة إلا بمشاركة الدول العربية التي فتحت سماءها وربما مطاراتها وقواعدها العسكرية للمقاتلات الإسرائيلية، وهي مسألة يمكن أن تأخذ المصالح البحرية لهذه الدول إلى استمرار الكيان في إحراق اليمن.
جاهزية اليمن الكاملة في المرحلة الخامسة من العملية
وإذا كان الكيان الصهيوني يظن أن أحزاب محور المقاومة لم تأخذ بردود الفعل الإسرائيلية هذه عندما فتحت جبهات الدعم، فهو مخطئ تماما، ولم يصدم لا أنصار الله في اليمن ولا حزب الله في لبنان من وحشية الصهاينة في استهداف المدنيين بعد أن شاهدوا ما حدث في غزة خلال الأشهر الـ 12 الماضية.
ومن التصور الخاطئ للكيان الذي يتصور أن ألسنة اللهب في الحديدة ستردع أنصار الله عن مواقعهم، في حين أن كل أطراف محور المقاومة تدرك أن هذه الهجمات لن تلغي قرار اليمنيين بدعم غزة ولبنان، والطريقة الوحيدة لوقف هجمات أنصار الله الصاروخية والطائرات دون طيار هي وقف الحرب الوحشية في قطاع غزة، وأعلن عبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله اليمنية، الشهر الماضي، بدء المرحلة الخامسة من العمليات ضد الأراضي المحتلة ووضع “معادلة جديدة”.
بعد ذلك، كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت في الـ 31 من سبتمبر/أيلول أن هذا التهديد “قد يشمل هجوما على أراضي “إسرائيل”، أو استخدام أسلحة جديدة أو تهديدات إضافية في الساحة البحرية، بل يجمع بين خيارات مختلفة، على سبيل المثال، هجوم مشترك من قبل قوات أنصار الله اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق”. وكتبت هذه الصحيفة: بالتنسيق مع حزب الله اللبناني والمقاومة الإسلامية العراقية وحماس، من الممكن مهاجمة “إسرائيل” من جميع الاتجاهات.