تقرير :”حروب امريكا منذ ربع قرن هدفها الهيمنة
“ربع قرن من الحرب في حملة الولايات المتحدة العالمية للهيمنة من عام 1990-2016” هذا هو عنوان الكتاب الجديد للكاتب ديفيد نورث والذي نقله موقع الوقت الذي يتناول فيه حروب الولايات المتحدة وسعيها التواق للحروب بغية الهيمنة على كافة الأصعدة.
وفي مقال لموقع وورلد سوشاليست عن هذا الكتاب قال الموقع إن هذا الكتاب يتناول التقارير السياسية والمحاضرات العامة، وبيانات الأحزاب، والمقالات، والمجادلات التي توثق إستجابة اللجنة الدولية الأممية الرابعة (ICFI) لربع قرن من الحروب التي قادتها الولايات المتحدة والتي بدأت في عام 1990-1991.
وأضاف الموقع بأنه وبالرغم من التحليلات للأحداث المقدمة في الكتاب، إلا أن اللجنة الدولية لا تمتلك كرة بلورية، حيث أن عملها هو أبلغ من الفهم الماركسي للتناقضات الإمبريالية الأمريكية في العالم، وعلاوة على ذلك، فإن الطريقة الماركسية في التحليل تتناول الأحداث وليس بوصفها سلسلة من حلقات معزولة، ولكن ضمن عملية تاريخية سياسية موسعة، والتي تقدم النهج الموجه تاريخياً كضمان ضد أي إستجابة إنطباعية لأخر التطورات السياسية.
وقال الكاتب في كتابه بأنه كثيراً ما نجد أن التحليلات في الصحافة البرجوازية هي ذات وصف إنطباعي لأكثر من حدث معين في قضية ما، وهذا النوع من التحليل السياسي يضفي الشرعية على الحروب الأمريكية بإعتبارها إستجابات لأزمة للقضاء على الشر، مثلما حدث مع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في العراق، و أمراء الحرب “فارح عيديد” في الصومال و”سلوبودان ميلوسيفيتش” في صربيا و”أسامة بن لادن” في تنظيم القاعدة، و”الملا عمر” في أفغانستان، و”معمر القذافي” في ليبيا، ومؤخراً الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، و”كيم جونغ” أون في كوريا، و”فلاديمير بوتين” في روسيا، حيث يتم إضافة أسماء جديدة بإستمرار للائحة الولايات المتحدة للتوسيع الغير منتهي من الوحوش التي تتطلب الدمار.
ووضح الكاتب بأنه وفي البداية، قامت اللجنة الدولية بتفسير إنهيار الأنظمة الستالينية في أوروبا الشرقية في 1989 وتفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، حيث توقعت ICFI أن إنهيار التوازن بعد الحرب التي أنشئت من شأنه أن يؤدي بسرعة إلى عودة النزعة العسكرية الإمبريالية ومنذ ذلك الحين يمكن التنبأ بحرب إدارة بوش ضد العراق.
وأضاف الكاتب بأن بداية إعادة تقسيم الإمبريالية الجديدة في العالم و نهاية حقبة ما بعد الحرب تعني نهاية حقبة ما بعد الإستعمار، حيث تم الإعلان عن فشل الإشتراكية والبرجوازية الإمبريالية، في الأفعال إن لم يكن في الكلمات، وهذا يعني فشل الإستقلال، فالأزمة المتفاقمة التي تواجه كل القوى الإمبريالية الكبرى تجبرهم على تأمين السيطرة على الأسواق والموارد الإستراتيجية.
بدوره قال الموقع بأن هذا الكتاب قدم تحليل على الأرض من الناحية التاريخية ضمن إطار أساسي للفهم العام، وليس فقط من حرب الخليج 1990-1991، ولكن أيضاً من الحروب التي أطلقت في وقت لاحق من هذا العقد، وكذلك في مرحلة ما بعد 11/9 ” و إنطلاق الحرب على الإرهاب“، حيث أنه وفي مقال على صفحتها الأولى نشرت مؤخراً صحيفة نيويورك تايمز مقالاً تدعو فيه إلى الانتباه إلى معلم هام في رئاسة باراك أوباما حيث قالت: “لقد كان اوباما في حالة حرب أطول من السيد بوش، أو أي رئيس أمريكي آخر.”
حيث بين الكاتب أن الولايات المتحدة ستبقى في القتال في أفغانستان والعراق وسوريا حتى أجل غير مسمى وهي على شبه يقين بأن أوباما ونظراً لإعلانه مؤخراً أنه سيرسل 250 جندي من قوات العمليات الخاصة لسوريا، سوف يترك ورائه إرثا كبيراً لفترتين كاملتين مع دولة مثل سوريا في حالة حرب.
وقال الموقع أنه وفي الطريق إلى رقم قياسي له، فإن أوباما يشرف على العمليات العسكرية القاتلة في سبعة بلدان هي: العراق، أفغانستان، سوريا، ليبيا وباكستان والصومال واليمن، ناهيك عن تصاعد العمليات العسكرية الأمريكية في أفريقيا، تزامناً مع الجهود الكبيرة لقمع تمرد بوكو حرام وهذا بالمجمل ينطوي على زيادة حجم القوات الأمريكية في نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد.
وقال الكاتب بأن أوباما قد ذهب للنزهة بين شواهد القبور في مقبرة “أرلينغتون” الوطنية قبل إعطاء الأمر لإرسال 30,000 جندي إضافي إلى أفغانستان، حيث أنه وخلال سنوات حكم أوباما، تم إتباع سياسية اليد العليا الحمقاء بوضوح، حيث إن حروب أوباما هي ذات جنون ويصعب إيقافها.
فقال الموقع بأن صحيفة نيويورك تايمز تجسد أوباما الذي يفتقر إلى عنصر أساسي مطلوب من قبل مأساة حقيقية وهو تحديد القوى الموضوعية، الخارجة عن إرادته، حيث إن الإحباط طغى على المثل العليا والتطلعات الإنسانية للرئيس اوبامان حيث إن اوباما جعل القتل بدون طيار تخصصه الشخصي، وسط تحوله إلى ما يشبه الوحش الأخلاقي.
وقال الكاتب بأن اوباما ليس هو الصانع الرئيس للحروب الأمريكية فالسياسة الخارجية الأميركية وعلى مدى ربع القرن الماضي وحتى قبل دخول أوباما منصبه في عام 2009 كانت في حالة حرب على أساس مستمر تقريبا منذ الحرب بين الولايات المتحدة والعراق من 1990-1991.
وقال الكاتب كانت ذريعة حرب الخليج حينها قيام العراق بضم الكويت في أغسطس عام 1990، ولكن تم تحديد رد الفعل الأمريكي العنيف حينها إثر خلاف الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مع أمير الكويت طبقاً للظروف والإعتبارات العالمية الأوسع نطاقاً، فكان السياق التاريخي لعملية عسكرية أمريكية تزامناً مع حل وشيك للإتحاد السوفياتي، والذي تم أخيراً في ديسمبر كانون الاول عام 1991، حين أعلن الرئيس بوش الأول بداية “النظام العالمي الجديد”، والمقصود من هذه العبارة هو أن امريكا هي الأن حرة لإعادة هيكلة العالم في مصالح الطبقة الرأسمالية الأمريكية، ضمن إنعدام أي قوة عسكرية موازية للإتحاد السوفييتي أو شبح الثورة الإشتراكية.
وقال الكاتب أنه هذه هي واحدة من المفارقات الكبرى في التاريخ في خضم الظهور النهائي للولايات المتحدة بإعتبارها القوة الإمبريالية المهيمنة، وسط كارثة الحرب العالمية الأولى، تزامناً مع إندلاع الثورة الروسية في عام 1917، والتي بلغت ذروتها في إنشاء الدولة العمالية الإشتراكية الأولى في التاريخ، تحت قيادة الحزب البلشفي، ففي 3 أبريل 1917، ألقى الرئيس “وودرو ويلسون” رسالة حربه على الكونغرس الأميركي والتي قادت الولايات المتحدة إلى الصراع الإمبريالي العالمي، فبعد أسبوعين، عاد لينين إلى روسيا، التي كانت في مخاض الثورة، وتوجه الحزب البلشفي نحو الكفاح من أجل إسقاط الحكومة المؤقتة البرجوازية.
وختتم الكاتب بأن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز مكانتها باعتبارها الحكم الذي يحدد مصير العالم، لكنها في ذلك الوقت واجهت تحدياُ كبيراُ والذي تجسد في شكل من أشكال الثورة البلشفية، وليس فقط لسلطة الإمبريالية الأمريكية، ولكن أيضاً إلى المجال الاقتصادي والسياسي، وحتى إلى مجال الشرعية الأخلاقية للنظام العالمي الرأسمالي الذي تقوده امريكا.