تقرير: الشرق الأوسط الأكثر تسلّحاً والسعودية الثانية عالمياً
أكّد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن منطقة الشرق الأوسط كانت الأكثر إقبالاً على التسلّح خلال السنوات الخمس الماضية، لافتاً إلى أن السعودية من بين أكثر دول العالم إنفاقاً في المجال العسكري.
وأصدر المعهد، الأربعاء، النسخة العربية من تقريره عن العام 2016، والذي حمل عنوان: “التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي”، وذلك بالتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، والمعهد السويدي في الإسكندرية.
وقال مدير المعهد، دان سميث، إن تجارة الأسلحة نمت بنسبة 11% على مستوى العالم خلال السنوات التي تلت 2012، مقارنة بالسنوات الخمس السابقة لهذا التاريخ.
ولفت سميث، للإذاعة السويدية، إلى أن منطقة الشرق الأوسط شهدت النمو الأكبر في استيراد الأسلحة، وأن السعودية حلّت كثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم، وباتت حالياً من بين الدول الست أو السبع الأكثر في الإنفاق العسكري عالمياً.
وأكّد مدير معهد ستوكهولم أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم العربي لها أهمية كبرى في آفاق الأمن العالمي خلال العامين الماضي والجاري.
صحف بريطانية: بن سلمان مهندس حرب غير مرحَّب به
وتابع: “عند التفكير في قضايا من قبيل إسرائيل وفلسطين، أو العلاقات بين دول الخليج، وبالطبع الحرب المستمرّة في سوريا واليمن والعراق وليبيا ومصر، فمن الواضح أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستكون في مركز اهتمامنا عند التفكير بعالم مزدهر وآمن”.
وعن أهمية النسخة العربية للتقرير قال سميث، إن ذلك يأتي في إطار الشفافية والسعي لمنح شعوب المنطقة فرصة الوصول إلى بيانات وتحليلات موثوقة، مضيفاً: “شعوب الشرق الأوسط ينبغي أن تقف على أحدث المعلومات والبيانات الأكثر موثوقية بشأن ما يدور في العالم، ومن ثم نبذل جهوداً كبيرة في العمل على نشر نسخة عربية من تقريرنا”.
ويحمل التقرير -الذي صدر بالإنجليزية وتُرجم إلى عدة لغات- أهمية استثنائية هذا العام؛ بالنظر إلى ما شهدته المنطقة العربية خلال 2016 من صراعات، وتدخّلات عسكرية، وتسلُّح مفرط، ونزوح وهجرة، واستخدام للأسلحة المحرّمة دولياً، وغيرها.
وأسهم في إعداد التقرير نحو 55 مؤلّفاً من 21 بلداً مختلفاً، ويقدّم التقرير عرضاً موسّعاً ومفصّلاً للاتجاهات الحالية المتعلّقة بالأسلحة ونزع السلاح والأحداث والتطوّرات المتعلّقة بالنزاعات والسلام والأمن في العالم عام 2016.
ويضم التقرير ثلاثة فصول؛ يرصد الفصل الأول منها النزاعات المسلّحة وإدارة النزاعات، ويرصد الثاني الأمن والتنمية، أما الثالث فيرصد الإنفاق العسكري.
ووصف ملخّص التقرير العلاقة بين السعودية وإيران بأنها الأكثر تعقيداً والأخطر في المنطقة، وأشار إلى إحدى القضايا الرئيسية التي تفاقم العلاقات الإيرانية السعودية الضعيفة؛ وهي قضية اليمن، الذي يشهد حرباً منذ عام 2014.
وتخوض السعودية حرباً عنيفة في اليمن إلى جانب القوات الحكومية التي تسعى لاستعادة السيطرة على البلاد من الحوثيين المدعومين من إيران، وقد أدّت هذه الحرب إلى مقتل وتشريد آلاف المدنيين، ووضعت البلد على شفا المجاعة.
وتواجه المملكة انتقادات كبيرة بسبب الانتهاكات التي يقوم بها التحالف الذي تقوده ضد المدنيين، كما أنها تواجه أزمة إنفاق طاحنة بسبب نزيفها المستمرّ في اليمن منذ 2014.