تقرير: السعودية غير قادرة على مواصلة الحرب على اليمن
في عدة تقارير جمعت في دراسة واحدة لعدد من الباحثين لشؤون الحرب السعودية اليمنية في المدة الاخيرة توصلوا الى ان «الغياب الدولي الكبير غض النظر عما تقوم به السعودية في حربها على اليمن وعدم قبولها بأي هدنة من شأنها أن تحل الأزمة اليمنية وتنهي هذا الصراع. هذا الغياب الدولي المتعمد تسبب في ارتفاع عدد الضحايا في اليمن اضافة الى تبلور ازمات هذا البلد المنكوب الاقتصادية والاجتماعية بسبب جيرانه.
المجتمع الدولي الذي فشل فشلا ذريعاً في ايقاف الحملات العسكرية المعتدية لقوات التحالف العربي المشؤوم بقيادة السعودية يواجه اليوم انتقاداً لاذعاً نتيجة سكوته عما يحدث , وعلى الرغم من تدهور الوضع الاقتصادي للسعودية في الاونة الاخيرة بسبب ما انفقته على هذه الحرب الا ان المال السعودي ما زال يلعب دوراً مهم في هذه الحرب، فصفقات السلاح الكبيرة التي ابرمتها المملكة مع بعض الدول الحليفة، كانت سبباً في اخفاء الكثير من الجرائم والممارسات الوحشية لقوات التحالف العربي، والتي شملت استهداف المدنيين والبنى التحتية المهمة في واحدة من أفقر البلدان في العالم، وقد أشارت جماعات حقوق الإنسان والأمم المحدة إلى أن جرائم حرب خطيرة قد ارتكبت في هذه الحرب، وبدأت المملكة العربية السعودية حربها الجوية ضد اليمن في مارس 2015، لتحمل أكبر مسؤولية لتأجيج الصراع.»
واضافوا ايضا « مما زاد الامور سوءا ان بعض التحركات الاقليمية والدولية وخاصة من قبل المشاركين في التحالف العربي ضد اليمن , تعمل وبنحو كبير على عرقلة أي مساعي يصل اليها المجتمع الدولي من اجل ايقاف النزيف اليمني على يد طائرات هذا التحالف , التي تسعى الى تحقيق مصالحها الخاصة من خلال دعم حلفائها في هذا البلد الذي دمرته الحرب بنحو كبير، وهو ما قد يعرقل أي تحرك او اتفاق بهذا الشأن خصوصاً وان كل جهة، تسعى الى فرض ماتريد لاثبات وخلق وقائع جديد يمكنها من تحقيق مكاسب اضافية.»
واشار المراقبون ايضا الى ان « السعودية اليوم تواجه مشكلات وازمات كبيرة بسبب هذه الحرب وهو ما اجبرها على اتباع خطط واساليب جديدة من اجل انهاء هذا الصراع، فالسعودية ، لا تبدو قادرة على مواصلة الحرب من خلال محاولات لها عدة بتهدئة الحرب على حدها على عكس ما كانت عليه سابقًا عندما ضغطت على الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي بعدم التحاور مع الحوثيين وصالح، وأن يكون الحسم العسكري هو الفيصل الوحيد لهذه الحرب، إلا أن خسائرها المتلاحقة في الحد الجنوبي سمحت لهادي بالتحاور مع الحوثيين في جنيف والكويت.
ويبدو أن أمريكا الحليف المهم للمملكة ، قررت أن تضغط على حليفتها السعودية لإنهاء الصراع الذي أشعلته في اليمن، وتورطت فيه بشكل بات ظاهرًا أمام المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية وحتى الهيئات الأممية، حيث وجُهت مؤخرًا انتقادات كثيرة لواشنطن على خلفية دعمها للرياض في حرب اليمن التي شهدت انتهاكات لحقوق الإنسان وقصف للمدنيين، وأكدت العديد من التقارير وجود ضغط متزايد من قبل أطراف في إدارة الرئيس الأميركي، باراك اوباما، لإنهاء الحرب في اليمن بأسرع وقت ممكن؛ نظرًا لتكلفتها على حلفائها وفي مقدمتهم السعودية.»
وبين المراقبون ان جهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاخيرة الذي اشرف على محادثات السلام بين دول الخليج العربي في السعودية قال ان « الصراع الذي شنت خلاله المملكة آلاف الغارات الجوية لصالح الحكومة اليمنية استمر أكثر مما ينبغي وآن له أن ينتهي. وأضاف الوزير الأميركي أن جماعة الحوثي المهيمنة في اليمن يجب أن توقف قصفها عبر الحدود مع السعودية وأن تتخلى عن أسلحتها وتشارك في حكومة وحدة مع خصومها المحليين.»
كما اشار المراقبون الى ان عمليات سحب المستشارين من قبل الجيش الاميركي الذين اشتركوا ضمن خلية التحالف العربي ضد اليمن جاءت بعد الهدوء النسبي في الغارات الجوية في اليمن مطلع العام الجاري, والذي سيخفض الانخراط اليومي للولايات المتحدة في تقديم المشورة للحملة التي تعرضت لانتقادات لتسببها في سقوط مدنيين. وذكر متحدث باسم سلاح البحرية الأميركية أن عدد الأميركيين الذين يشاركون اليوم في هذه الخلية يقل عن خمسة أفراد. بينما كانوا نحو 45 فردا وزعوا بين الرياض وأماكن أخرى، وعهدت إليهم مهام تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو وتبادل المعلومات.وقال اللفتنانت ايان ماكونهي المتحدث باسم سلاح البحرية الأميركية في البحرين إن أقل من خمسة أفراد أميركيين يعملون حالياً كامل الوقت في «خلية التخطيط المشترك» التي أنشئت العام الماضي لتنسيق الدعم الأميركي ومنه تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو والتبادل المحدود للمعلومات.»
وفي ختام هذه التقارير اشار المراقبون الى ان « الانتقادات التي صبت على الولايات المتحدة نتيجة دعمها للسعودية في حربها على اليمن ما زالت مستمرة من قبل منظمات حقوق الانسان في العالم , خاصة بعد ان ذهب ضحية الضربات الجوية التي قامت بها الولايات المتحدة اعداداً هائلة من النساء والاطفال اضافة الى حصول ازمة اقتصادية كبرى في اليمن , وتعتبر السعودية وحلفاؤها أن الحوثيين يخوضون الحرب بالوكالة عن إيران وتدخلوا في الصراع دعماً للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وينفي الحوثيون ذلك ويقولون إن الغرب يحرك هادي والسعودية للهيمنة على اليمن وإبعادهم عن السلطة.»