تقرير: اعترافات شبكة التجسسية تكشف مهام السفارة الأمريكية والمنظمات الدولية
خاص ـ الحقيقة
كشفت اعترافات عناصر شبكة التجسسية الأمريكية الإسرائيلية المرتبطة بشكل مباشر، بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ “CIA“، الأعمال التخريبية والتجسسية التي قامت بها لتدمير مقدرات الدولة اليمنية ومؤسساتها الاقتصادية والحيوية.
وأظهرت الاعترافات جانبا من المعلومات التي قامت هذه العناصر بتزويد الاستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي.
الشبكة التجسسية المكتشفة جمعت معلوماتٍ مهمّة بشأن مختلف المجالات، ونفّذت عمليات تقنية تجسسية مباشرة لمصلحة استخبارات العدو للحصول على معلومات سرية سيادية، وزوّدت بها أجهزة الاستخبارات المعادية (الأمريكية والإسرائيلية)”.
ومن المعروف عالمياً أن أحد أذرع التدمير الأمريكي للشعوب هو جهاز مخابراتها سيئ السمعة المعروف باسم الـ CIA ، وجهاز الأمن الفيدرالي المعروف باسم الـ FBI ، وقد مارس هذان الجهازان جملة من الأنشطة التخريبية والهدامة في مختلف بلدان العالم منذ تأسيسهما
ومن بين المنظمات الـ14 بينها: المفوضية السامية لحقوق الإنسان، يونيسف، الفاو، وكالة الأمريكية للتنمية، ذا سيف تشلدرن، جي اي زد الألمانية، ومعاهد للغة الانجليزية مثل يالي وأكسيد.
ويعتبر كشف الأجهزة الأمنية عن إلقاء القبض على شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية قامت بأعمال تجسسية في مؤسسات رسمية وغير رسمية على مدى عقود من الزمن، يعد انتصاراً لجهاز الأمن والمخابرات الذي استطاع مراقبة والقبض على هذه الشبكة الهدامة التي عملت على جمع المعلومات وتوجيهها لتدمير اليمن.
***
أهداف طويلة الأمد
الشبكة الأمريكية الإسرائيلية مثّلت نموذجًا حيًا وواضحًا عن أسلوب العمل الأمريكي “الناعم” في البلدان المقاومة، وهنا لا بد من الإشارة إلى ماهية الجهاز الاستخباراتي الذي عملت تحت ظلّه الشبكة العنكبوتية المتفرّعة في مختلف المجالات (الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية والزراعية والثقافية والاجتماعية) في اليمن.
***
المعلومات التي كشفتها الأجهزة الأمنية عن الشبكة المكتشفة، تخدم في بعض جوانبها تنفيذ مهام الوكالة الأمريكية داخل اليمن، لكنها ليست حصرًا من المهام الأمنية ذات الأهداف المباشرة على المدى الزمني القريب، بل مهام ذات أهداف طويلة الأمد. فقد عملت هذه الشبكة مثلًا على منع اليمن من التقدم، وتدمير المجتمع اليمني، فقامت بأدوار تخريبية للجانب الزراعي، وركّزت على إفشال الهيئات البحثية الزراعية ومراكز إكثار البذور، فجندت عددًا من الجواسيس بوزارة الزراعة وكلّفتهم بإكثار الآفات الزراعية، والسعي لضرب الإنتاج المحلي وتمرير سياسات محبطة للمزارعين، ومغرية لاستيراد المنتجات الحيوانية والزراعية من الأسواق الأجنبية. الأسلوب عينه انسحب على المجال الصحي، بهدف تدمير هذا القطاع من خلال الإسهام في نشر الأمراض والأوبئة في مختلف المحافظات. وللتعليم نصيبه من يد التخريب الأمريكية، حيث طاولت المخطّطات التدميرية العملية التعليمية ودورها الهادف من خلال العمل على فصل التعليم عن البناء والتنمية.
استغلال شعارات حقوق الإنسان.. والمنظمات الدولية أعين أمريكا
تحت عناوين عديدة، يستخدم الأمريكين شعارات مثل دعم حقوق الإنسان وتعزيز الحرية والحث على التطور والمساعدة على التدريب والتثقيف، للتغلغل داخل المجتمعات المستهدفة. وتحت عناوين مماثلة، عملت الشبكة الأخيرة على استقطاب الكثير من الشخصيات والتنسيق للزيارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتجنيدهم للعمل مع المخابرات الأمريكية. التجنيد لم يستثنِ مختلف المستويات من اقتصاديين ومالكي شركات نفطية وتجارية، لما لدى هذه الفئات من تأثير في تنفيذ التوجّهات التدميرية التي تخدم الأمريكيين.
الجاسوس الفقيه عميل CIA..
ـ جمع معلومات حساسة عن البنك المركزي والموازنة العامة للدولة لمدة 12 عاماً
كشف الجاسوس جميل الفقيه جزءاً من طبيعة عمله مع شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية مساء اليوم الاثنين.
وسرد الفقيه شهادات عن انخراطه في هذا العمل التجسسي، قائلاً: “تم تجنيدي للعمل لصالح المخابرات الأمريكية في العام 2009م، من قبل الضابط براين مقراث المسؤول في القسم الاقتصادي، وطبيعة العمل التي كلفت بها هي تجميع معلومات عن القطاع الاقتصادي بشكل عام”.
وأقر الجاسوس الفقيه إنه جمع معلومات عن البنك المركزي ونشاطه، والبنوك التجارية المختلفة، والبنوك الحكومية، ووزارة المالية والجمارك، والضرائب، على مدى 12 عاماً، وهي فترة تجنيده في السفارة الأمريكية، مؤكداً أنه عمل على تزويد الأمريكيين بمعلومات عن القطاع التجاري في وزارة الصناعة والتجارة، والغرفة التجارية، وعدد من المؤسسات الأخرى، وأنه كلف من قبل القسم السياسي والاقتصادي، بتجنيد مصادر في الجهات الحكومية المختلفة، لتزويد القسم الاقتصادي في السفارة بالمعلومات.
وأوضح أن المعلومات التي جمعها عن البنك المركزي كانت حساسة وهامة، تتعلق بطبيعة عمل البنك المركزي ونشاطه، والاحتياط النقدي، لافتاً إلى أنه وبعد إغلاق السفارة الأمريكية، في العام 2015م، تم تكليفه بجمع معلومات عن إيرادات حكومة صنعاء، والموازنة العامة للدولة، وكيفية إعدادها في وزارة المالية، كما تم تكليفه من قبل العناصر الأمريكية بجمع معلومات عن العملة الصعبة، والأسباب المانعة من ترحيل وتهريب العملة الصعبة، موضحاً أن هدف الجانب الأمريكي من جمع المعلومات المختلفة هو استهداف الاقتصاد بشكل أكبر، والتركيز على القطاعات الحيوية، مؤكداً أن الجانب الأمريكي ركز على استهداف العملة الوطنية، بشكل كبير، حيث تم تكليفه إلى جانب ذلك، بجمع معلومات حول ما يمنع تداول العملة الجديدة وكان الهدف هو العمل على إضعاف العملة.
مؤامرات أمريكا على اقتصاد اليمن وقطاعاته الحيوية
في سياق الاعترافات التي نشرتها الأجهزة الأمنية لعدد من عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، كشف أحد أفراد الخلية عن المؤامرات التي تعرض لها الاقتصاد الوطني، وقطاعاته الحيوية.
الجاسوس جميل الفقيه أقر في اعترافاته عما كان يقوم به من دور تجسسي خطير مع شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية وما كلف به من مهام تستهدف بشكل رئيسي البنك المركزي والبنوك التجارية والعملة وغيرها من القطاعات الاقتصادية.
وذكر أنه تم تجنيده للعمل لصالح المخابرات الأمريكية في العام 2009م، من قبل الضابط “براين مقراث” المسؤول في القسم الاقتصادي بالسفارة الأمريكية.. مبينا أن طبيعة العمل التي كلف بها هي تجميع معلومات عن القطاع الاقتصادي بشكل عام.
وأقر أنه جمع على مدى 12 عاما معلومات عن البنك المركزي ونشاطه، والبنوك التجارية والحكومية ووزارة المالية والجمارك، والضرائب، وهي فترة تجنيده في السفارة الأمريكية.
وأكد الفقيه، أنه عمل على تزويد الأمريكيين بمعلومات عن القطاع التجاري في وزارة الصناعة والتجارة، والغرفة التجارية، وعدد من المؤسسات الأخرى، وتم تكليفه من قبل القسم السياسي والاقتصادي في السفارة، بتجنيد مصادر في الجهات الحكومية المختلفة، لتزويد السفارة بالمعلومات.
وأوضح أن المعلومات التي جمعها عن البنك المركزي كانت حساسة وهامة، تتعلق بطبيعة عمل البنك ونشاطه، والاحتياطي النقدي.. لافتاً إلى أنه وبعد إغلاق السفارة الأمريكية بصنعاء في العام 2015م، تم تكليفه بجمع معلومات عن إيرادات حكومة صنعاء، والموازنة العامة للدولة، وكيفية إعدادها في وزارة المالية.
وبحسب اعترافات الجاسوس الفقيه فقد تم تكليفه من قبل العناصر الأمريكية بجمع معلومات عن العملة الصعبة، والأسباب المانعة من ترحيل وتهريب العملة الصعبة.. موضحاً أن الجانب الأمريكي سعى من وراء جمع المعلومات المختلفة لاستهداف الاقتصاد بشكل أكبر، والتركيز على القطاعات الحيوية.
كما أكد أن الجانب الأمريكي ركز على استهداف العملة الوطنية، بشكل كبير، حيث تم تكليفه إلى جانب ذلك، بجمع معلومات حول ما يمنع تداول العملة غير القانونية التي أقدم المرتزقة على طباعتها وإغراق السوق المصرفية بها.
وبحسب الاعترافات فقد ساعد أعضاء الشبكة الجانب الأمريكي ممثلا بوكالة المخابرات المركزية الـ”سي آي إيه” في الحصول على المعلومات عن مدى تأثير نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وما ترتب على ذلك من تداعيات على الاقتصاد والأوضاع المعيشية ومدى تدهور أسعار صرف العملة وانعدام الخدمات الأساسية وارتفاع أسعارها.
جندت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية بعض الاقتصاديين، ومالكي الشركات النفطية والتجارية، وربطتهم بمخابراتها، ووظّفتهم لتنفيذ التوجهات والمخططات الإفسادية والتدميرية، التي تخدم مصالح العدو الأمريكي والإسرائيلي، وتزويد أجهزة المخابرات المعادية بكافة المعلومات والتقارير، والدراسات السرية لكل القطاعات الاقتصادية، كالقطاع النفطي والتجاري والمصرفي والاتصالات وغيرها، ورصد المؤشرات الاقتصادية في المجالات المختلفة، وذلك بهدف التحكم والسيطرة على الاقتصاد وضربه، وضمان استمرار النهب للثروات اليمنية.
كما اعتمدت المخابرات الأمريكية على جواسيسها لمعرفة الإجراءات والسياسات المتبعة لمنع تهريب العملة الصعبة، ومنع تداول العملة غير القانونية، بما يمكن الجانب الأمريكي من اتباع ترتيبات جديدة تزيد من تدهور العملة الوطنية وتراجعها أمام العملات الأجنبية.
وبحسب الوثائق التي نشرتها الأجهزة الأمنية فقد شكل الجاسوس الفقيه إحدى النوافذ التي اعتمدت عليها الحكومة الأمريكية في الحصول على كل ما تريد من معلومات حول الجانب الاقتصادي في اليمن.
الصندوق الأسود للسفارة الأمريكية باليمن
يعد الجاسوس عبد القادر علي محسن السقاف واحد من أبرز العناصر الاستخباراتية التي عملت لصالح الاستخبارات الأمريكية في اليمن.
ويقول السقاف في سلسلة اعترافات له حول طبيعة مهمته ضمن فيديوهات نشرتها الأجهزة الأمنية مساء الاثنين 10 يونيو 2024م إنه يعمل لصالح الاستخبارات الأمريكية لمدة 27 عاماً، حيث بدأ هذه المهمة عام 1994م.
ولد الجاسوس السقاف عام 1950م، ويحمل الجنسية الأثيوبية، من أبوين يمنيين عاشا في أثيوبيا، ثم انتقل إلى اليمن مع مجموعة من اخوانه، ووصل إلى عدن عام 1972م.
يقول ضمن اعترافاته: ” بدأت العمل في السفارة الأمريكية في المحلق الثقافي والإعلامي، ثم حصلت على وظيفة في القسم السياسي مع انجر ديكي ، حيث كانت بداية عمله في القسم السياسي مع انجر ديكي، وكان يطلب منه تقديم معلومات، وتقارير عن العمل حول المجال السياسي، و الأحزاب السياسية، و عن البرلمان، وأعضاء البرلمان، و عن الانتخابات التي كانت تحصل، بمعنى يقوم بتغطية كل جوانب الحياة والمجتمع”.
ويضيف: “كان يطلب منه تتبع هذا من خلال مصادر، أو شبكة مصادر محلية في كل المجالات، وفي كل الفئات، منها منظمات المجتمع المدني، وفي برامج تخصص لتدريب، وتمكين الشباب، وتمكين المرأة، ورفع القدرات والمنح الدراسية التي تعطى للطلاب الذين يتقدمون لها، وكل الشخصيات الإعلامية والثقافية، وكذلك من خلال البرامج التي يمكن أن يقيمها مع المصادر التي كانت تتكون خلال اللقاءات، وأثناء العمل مع أكثر من مجموعات مختلفة من المجتمع”.
وعلى ضوء هذه التحركات والعمل، كان الجاسوس السقاف يقوم برفع التقارير إلى الجهات الأولى أي من السفارة الأمريكية إلى وزارة الخارجية الأمريكية، وبعد ذلك ومن خلالها، تبنى كيفية تنفيذ الأهداف التي تم جمعها على ضوء المعلومات سواء حكومية، كانت أو غيرها، حيث تبدأ بتنفيذ البرامج والمخططات التي تستهدف كل شبر في البلد، والتي تقوي من الجانب الأمريكي طبعاً.
وثق الجاسوس عبد القادر السقاف علاقاته الواسعة في الوزارات اليمنية، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية والسفارات الأخرى، وتقول وثائق تم كشفها عن السفارة الأمريكية، مدى ارتباط الاستخبارات الأمريكية به، وأنه لا يمكن الاستغناء عنه، سواء للسفير أو نائب السفير أو القسم السياسي والاقتصادي بالسفارة.
وبحسب الوثائق فإن القيادة الأمريكية تدين للجاسوس عبد القادر بسبب خدمته المتفانية للحكومة الأمريكية، في مواقع حساسة، مشيرة إلى أنه كان عالي الظهور والذي غالبا يضع حياته وحياة عائلته في خطر عظيم لأكثر من عقدين من الزمن شخصيته، وأن فكره وعمله المجتهد جعله محركاً وقلباً، وروح القسم الاقتصادي والسياسي بالسفارة الأمريكية بصنعاء.
20 عاماً في التجسس
عمل الجاسوس السقاف لأكثر من 20 عاماً، كخادم مطيع في السفارة الأمريكية، وعلم الكثير من الدبلوماسيين الأمريكيين فن السياسة اليمنية.
ساعد الجاسوس السقاف ضباط الخدمة الخارجية على التنقل في متاهة معقدة من الديناميات القبلية والتحالفات السياسية المتغيرة والتوترات بين الشمال والجنوب واتجاهات المجتمع المدني الناشئة.
يقول عنه أحد زملائه الجواسيس: “عبد القادر السقاف هو من أهم الأشخاص الذين يعتمد عليهم الأمريكيون اعتماداً كبيراً جدا في اليمن طول فترة عمله معهم، وهو من أهم الشخصيات التي عملت على الاستقطاب والتجنيد لكبار الشخصيات السياسية في البلاد، وتجنيدهم للعمل مع الأمريكيين”.
ويضيف: ” عبد القادر السقاف كان لديه مسؤولية هامة جداً في إدارة العلاقات الخاصة بأهم أعضاء الأحزاب السياسية في البلاد، ابتداء بحزب المؤتمر الشعبي وحزب الإصلاح والحزب الاشتراكي، وحتى أحزاب أخرى مثل حزب الناصري وحزب الأمة وغيرها من الأحزاب”، مشيراً إلى أن الجاسوس السقاف استطاع أن يجمع هذه العلاقات، وأن تدار عبره، وهو مسؤول بالتركيز على وزرات محددة للقيام باختراقها وتوفير مجندين لصالح الأمريكيين ومن ضمن هذه الوزارات الخارجية.
لم يكتف الجاسوس السقاف بهذا، فقد كان له علاقة واسعة بالشخصيات الجنوبية، وكان ينسق العلاقة الحساسة الخاصة بالأمريكيين مع كبار الشخصيات السياسية الجنوبية، وخاصة الشخصيات المثالية، حيث كان يعمل تحت اسم أنه مساعد لشؤون السياسة، ليرصد الأخبار السياسية والاقتصادية في البلاد في القسم السياسي بالسفارة الأمريكية.
شهادة أخرى لجاسوس يتحدث فيها عن المدعو السقاف، فيقول: “لعب السقاف دوراً كبيراً، وبرز اسمه، وكان يعمل سابقاً في برنامج ثقافي تابع لوزارة الخارجية الأمريكية في التسعينات، ومن ثم عمل في القسم السياسي بالسفارة، واستطاع استقطاب الكثير من المسؤولين اليمنين، ومن أطراف مختلفة سواء في النظام، أو من المعارضة حتى من الجهات المختلفة، وجمع معلومات كثيرة عن الجهات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية خلال 15 عاماً.
ويعتبر الجاسوس السقاف الصندوق الأسود للسفارة الأمريكية، وكان له الدور الكبير والأبرز في جمع الكثير من المعلومات عن الأحزاب، والشخصيات السياسية في البلد، وعمل بنشاط في القسم الاقتصادي للسفارة، وهو واحد من أبرز الجواسيس الذين يعملون للمخابرات الأمريكية والذين تم القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية، وفضح مخططاتهم الإجرامية.
السقوط المذل لـ ـ”CIA” في اليمن
إن كشف الأجهزة الأمنية عن إلقاء القبض على شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية قامت بأعمال تجسسية في مؤسسات رسمية وغير رسمية على مدى عقود من الزمن، يعد انتصاراً لجهاز الأمن والمخابرات الذي استطاع مراقبة والقبض على هذه الشبكة الهدامة التي عملت على جمع المعلومات وتوجيهها لتدمير اليمن.
المعروف عالمياً أن أحد أذرع التدمير الأمريكي للشعوب هو جهاز مخابراتها سيئ السمعة المعروف باسم الـ CIA ، وجهاز الأمن الفيدرالي المعروف باسم الـ FBI ، وقد مارس هذان الجهازان جملة من الأنشطة التخريبية والهدامة في مختلف بلدان العالم منذ تأسيسهما، وأصبح ذكرهما في أي مكان في العالم يثير الرعب والخوف لما عرف عنهما من أعمال قتل وتدمير وتخريب لكل مقومات الحياة.
وجهت أمريكا هذين الجهازين للعمل حتى في الدول الصديقة والحليفة لها وتوسعت مجالات عملهما الاستخباراتي لتصل إلى التجسس التكنولوجي والصناعي ووفرت لهما الإمكانيات المادية المهولة ومكنتهما من العمل حتى تحت غطاء دبلوماسي كما حدث للشبكة التي كشف عنها في اليمن، بالإضافة إلى زرع أعضاء هذين الجهازين في المنظمات الدولية والأممية التي تعمل في المجال الإنساني الأمر الذي أدى إلى تدمير صورة العمل الخيري الإنساني وتشوية العمل في المنظمات الدولية والأممية.
لم يتفاجأ العالم بالكشف عن الشبكة التجسسية الأمريكية الصهيونية في اليمن لأن معظم دوله قد عانت من المأساة نفسها، فلا توجد دولة في العالم إلا وقد زرعت أمريكا جواسيسها فيها لتراقب كل مناشط الحياة، لقد أذاقت أمريكا الدول الضعيفة مرارة التجسس على كل ما يدور فيها.
جاء الكشف المبارك للأجهزة الأمنية عن هذه الشبكة التجسسية اللعينة ليسجل انتصاراً كبيراً عكس مقدرة منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الذين يتميزون بالقدرة الاحترافية في المجال الأمني، وليقدم دليلاً لأمريكا والكيان الصهيوني أن يمن اليوم ليس يمن الأمس وأن أعمالهما الهدامة تحت المجهر.