تقارير وتحليلات صحيفة الحقيقة العدد “355”
عملية “توزان الردع الثالثة” تكشف عجز السعودية في حماية منشآتها الاقتصادية
من جديد وقفت منظومات الدفاعات الجوية الاميركية عاجزة عن التصدي للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ، التي واصلت طريقها لتصل الى أهدافها في ارامكو وينبع وتصيب اهدافها بدقة عالية .
لم تفلح المنظومات الجديدة من باتريوت وثاد الاميركية التي أعلن عنها البنتاغون في الـ 20 من يناير ، والتي نشرت بعد عملية توازن الردع الثانية التي استهدفت حقلي بقيق وخريص النفطتين التابعة لشركة ارامكو بعشر طائرات مسيرة في الـ 14 من سبتمبر 2019 في إيقاف الهجمات وحماية المنشئات النفطية .
هذا العجز حول آمال السعودية ، ورهانها على انظمة الدفاعات الاميركية الى سراب ، لتظل هذه المنشئات أهدافاً مكشوفة أمام هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية ، مما يعني فشل سعودي في حماية منشئاته النفطية التي تعتبر عصب الاقتصاد السعودي وتدميرها يعني مزيد من الخسائر الاقتصادية للمملكة ، خصوصاً وان صنعاء استطاعت في عملية توزان الردع الثانية من ايقاف تصدير نصف النفط للمملكة .
وبالتوازي مع الفشل السعودي يبرز التطور الكبير في قدرات صنعاء في عملية توزان الردع الثالثة من خلال العملية المشتركة بين الطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة .
فقدرة صنعاء استخدام أكثر من سلاح في عملية واحدة ، يحتاج الى تكنولوجيا متطورة جداً ، والمعروف ان سرعة الصواريخ الباليستية تختلف عن سرعة الطائرات المسيرة ووصول الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الى اهدافها في نفس التوقيت يدل على امتلاك صنعاء لهذه التكنولوجيا المتطورة .
بعد عملية توازن الردع الثالثة أصبحت جميع منافذ تصدير النفط السعودية تحت مرمى الصواريخ الباليستية اليمنية والطائرات المسيرة فالمملكة لا تمتلك سوى منفذين شرقي وغربي لتصدير نفطها ، حيث تم استهداف المنفذ الشرقي في عملية توزان الردع الاولى والثانية بضرب حقل الشيبة وحقي بقيق وخريص ، لتاتي عملية توزان الردع الثالثة التي استهدفت المنفذ الغربي بضرب ارامكو ، وينبع
وبهذا تكون صنعاء قد اطبقت الحصار على المنفذين مما يضع السعودية أمام خطر ايقاف تصدير نفطها التي يتم عن طريق المنفذين خصوصاً وانها الى اليوم لم تستطيع إيقاف هذه الهجمات في ضل تصميم كبير من صنعاء لتدمير هذه المنشئات الاقتصادية الحيوية .
عندما ينتقم “توازن الردع” للدم اليمني !!
يبدو أن التعاطي السلبي للنظام السعودي وعدم تعامله بالمثل مع المبادرة التي أعلنتها صنعاء قبل نحو 5 أشهر بوقف هجماتها الصاروخية تسبب في انتهاء صلاحيات هذه المبادرة التي تمسكت بها القوات اليمنية لفترة طويلة ولكن دون جدوى.
هكذا كشفت العملية العسكرية الأخيرة والنوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية وأطلقت عليها “عملية توازن الردع الثالثة” في العمق السعودي، مستهدفةً “شركة أرامكو” وأهدافاً حساسة اخرى في “منطقة ينبع”، لتمثل العملية تطوراً عسكرياً جديداً كونها تُعد الأولى على منشآت حيوية سعودية والمعلنة رسمياً منذ إطلاق صنعاء لما عُرفت بمبادرة السلام في 20 من شهر سبتمبر الفائت، ما يعني أن الصبر اليمني نفد ولم تأخذ الرياض على محمل الجد تهديدات القادة في صنعاء بأن الضربات ستكون نوعية ومؤلمة وسيتم اللجوء لمرحلة “الوجع الكبير” إذا لم يتوقف التصعيد العسكري ، ويتم التعامل بالمثل مع ما قُدمت من مبادرات، فكانت النتيجة استهداف المنشأة الاقتصادية الأهم في المملكة السعودية بعد نحو 5 أشهر من استهداف ذات المنشأة المهمة، لتدشن صنعاء بذلك فعلياً مرحلة “الوجع الكبير” وتثبت مجدداً أنها من لها اليد الطولى في المعادلة العسكرية والحرب الممتدة منذ قرابة 5 سنوات، خاصة وأن هذه العملية تأتي بعد أيام قليلة من عملية “البنيان المرصوص” في جبهة نهم.
تفاصيل العملية -حسب خبراء عسكريين- تُظهر طبيعة التفوق العسكري للجانب اليمني وما وصلت إليه القدرات العسكرية من التخطيط والتكتيك وتحديد الهدف بدقة، اذ يشير البيان المعلن أن العملية مشتركة ونُفذت من قبل القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير وبعدد من الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة، كالتالي: (12 طائرة مسيرة من نوع صماد 3، وصاروخان من نوع “قدس” المجنح، وصاروخ “ذوالفقار” الباليستي بعيد المدى)، وهذا الأخير يُعلن عن اسمه لأول مرة وهو بمثابة رسالة عن طبيعة التصنيع والتطوير المستمر للسلاح اليمني ومدى الجاهزية للمواجهة والدفاع مهما طالت سنوات الحرب المفروضة.
وما تؤكده صنعاء أن هذه العملية مثل غيرها تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع على جرائم العدوان والتي كانت آخرها المجزرة التي اُرتكبت في محافظة الجوف وراح ضحيتها عشرات الشهداء من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، وكذا رداً على كثافة الغارات السعودية على عدد من المناطق اليمنية خلال الفترة الأخيرة والتصعيد العسكري في بعض الجبهات ومنها جبهة الساحل الغربي، وهو ما يعني بشكل ضمني أن هذه الضربة العسكرية لصنعاء من باب الرد فقط وليس إيذاناً بموت المبادرة المعلنة سابقاً من طرفها، خاصة وأنها دائما ما تؤكد على موقفها المتمسك بخيار السلام والحل السياسي دون العسكري، لكنها في ذات الوقت تحذر النظام السعودي من ضربات موجعة ومؤلمة إذا استمر في عدوانه وحصاره وتتوعد أن الشعب اليمني لن يتخلى عن حق الرد ولن يسمح للعدو أن يستبيح الدم دون تدفيعه الثمن.
وما يمكن الإشارة إليه أيضاً -برأي البعض- أن “عملية توازن الردع الثالثة” جاءت في هذا التوقيت لتحمل عدة دلالات ورسائل ابرزها تزامنها مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الرياض وإعلانه من قاعدة الظهران الجوية عن تعزيز الدفاعات الجوية السعودية ضد أي هجمات مستقبلية، لتثبت العملية فشل الأنظمة الدفاعية التي تسوقها واشنطن للرياض وتكشف هشاشة المؤسسة العسكرية السعودية وما تتمتع به من تسليح ضخم، إلى جانب أن القوات المسلحة اليمنية بما تمتلك من قدرات وإمكانيات ستظل تمثل التهديد الحقيقي للنظام السعودي والأنظمة الحليفة معه وأنه بمقدورها استهداف أهم المنشآت الحيوية وفي أي وقت شاءت إذا لم تسارع أنظمة هذه البلدان بإيقاف عدوانها وحصارها على اليمنيين.
رسائل سلام وردع من صنعاء.. ماذا ستختار الرياض؟
لم تمر أيام من ارتكاب طائرات التحالف مجزرة بحق المدنيين في محافظة الجوف _ حتى نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو الكسير هجوماً مشتركاً على العمق السعودي في عملية تم تصنيفها ب، “توازن الردع الثالثة”.
العملية الكبيرة التي جاءت كرد سريع ومناسب على جريمة التحالف بحق المدنيين التي ارتكبتها الاسبوع الماضي بعد أن تمكنت قوات الدفاع الجوي اليمنية من اسقاط طائرة حربية سعودية من نوع “توريندو” في الجوف.
التحرك اليمني السريع يشير بوضوح إلى أن الهدنة التي كانت معلنة وشبه سارية من قبل سلطات المجلس السياسي الأعلى في صنعاء لن تظل مطروحة من طرف واحد إلى الأبد، كونها كانت مشروطة بتوقف السعودية عن قصف المدن اليمنية، وبناء عليه فإن أي خرق سعودي لتلك الهدنة سيقابل برد أعمق وأعنف.
12 مسيرة و3 باليستيات استهدفت شركة أرامكو في منطقة ينبع في العمق السعودي، وأهداف حساسة وبحسب بيان القوات المسلحة اليمنية،.. فإن العملية رد طبيعي ومشروع على جرائم التحالف التي تطال النساء والأطفال في عموم المدن والقرى اليمنية،
الجيش اليمني صادق في وعوده ودقيق في تنفيذ عملياته التي توجع العدو وتقض مضجعه في كل مرة، وقد سبق ونفذ عمليتا توازن الردع الأولى والثانية عندما قام بأسر ثلاثة ألوية في نجران على الحدود مع السعودية وعملية استهداف معملي أرامكو في بقيق وخريص في العمق السعودي والتي أفقدت المملكة السعودية نصف انتاجها اليومي من النفط.
تستمر صنعاء في إرسال رسائل السلام عبر كل القنوات المتاحة، وترد على رسائل الحرب في الوقت والمكان المناسب، ويبقى على الأمم المتحدة أن تلتقط رسائل السلام بجد وعلى دول التحالف أن تأخذ رسائل الردع على محمل الجد والعدول عن الاستكبار والجلوس لطاولة مفاوضات تنهي الحرب والحصار وتتوقف عن التدخل في الشئون اليمنية.
عملية ‘توازن الردع الثالثة’ على أرامكو..لماذا الآن؟
النظام السعودي في موقف لايحسد عليه، فيوم الخميس تكبد خسائر كبيرة بعد تلقيه ضربات موجعة وصلت الى أعماقه في مدينة ينبع غربي السعودية.
الضربة الكبيرة التي تلقاها هذا النظام كانت عندما سمع السعوديون مساء أمس الخميس دوي انفجارات عنيفة في مدينة ينبع الصناعية، الأمر الذي دفعه ليسارع الى الاعتراف بانه تلقى هجوما يمنيا.
وكما عودتنا القوات المسلحة اليمنية على اعلان الانتصارات المتتالية، خرج اليوم المتحدث باسمها العميد يحيى السريع، ليعلن ان انفجارات ينبع كانت نتيجة عملية استراتيجية يمنية جديدة حملت اسم “عملية توازن الردع الثالثة” ، كاشفا ان هذه العملية استهدفت شركة أرامكو وأهدافا حساسة أخرى في ينبع، بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ مجنحة وبالستية، أصابت أهدافها بدقة عالية”.
اما عن توقيت هذه العملية، فكشف السريع انها جاءت ردا طبيعيا ومشروعا على جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة الجوف التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى جلهم من النساء والأطفال، متوعدا العدوان بالاستمرار في شن ضربات موجعة ومؤلمة إذا استمر في عدوانه وحصاره على اليمن.
وكان واضحا من البيان اليمني المقتضب ان القوات اليمنية تريد إعطاء العدوان السعودي فرصة لكي يعود عن حماقته في اليمن، لفتح باب الدبلوماسية لإنهاء هذا العدوان، وهذا إن دل على شيء فيدل على انه بجعبة اليمنيين المزيد من المفاجآت لدول العدوان والتي قد لا تحتمل نتائجها.
فالسعودية واقتصادها لم يشفى بعد من الجراح والأضرار الكبيرة والجثيمة التي خلفتها عميلة “توازن الردع الأولى” التي استهدفت “حقل ومصفاة الشيبة” في الجنوب الشرق السعودي، و”عملية توازن الردع الثانية” التي استهدفت معامل شركة أرامكو النفطية في بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية، والآن اثقلت جراحها وخسائرها في “عملية توازن الردع الثالثة” في ينبع في غرب السعودية.
وفي حال استمرت السعودية بإجرامها وعدوانها في اليمن، فهل ستتمكن من تحمل نتائج “عملية توازن الردع الرابعة، والخامسة، والسادسة و…….؟
توازن الردع الثالثة: أبعاد ودلالات
بعد أيّام على المجزرة التي ارتكبها التحالف السعودية في محافظة الجوف اليمنية إثر إسقاط القوات اليمنية طائرة تورنيدو تابعة له، أعلن المتحدثُ الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن “تنفيذ عملية توازن الردع الثالثة في العمق السعودي”.
وقد أوضح العميد سريع في بيان صادر عن القوات المسلّحة اليمنيّة أنّه “بعون من الله تعالى نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عملية توازن الردع الثالثة في العمق السعودي بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى”.
وأوضح سريع أن “عملية توازن الردع الثالثة استهدفت شركة أرامكو وأهدافا حساسة اخرى في ينبع وأصابت أهدافها بدقة عالية بفضل الله”، وأكد أن “العملية رد طبيعي ومشروع على جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة الجوف”، وتوعد “النظام السعودي بضربات موجعة ومؤلمة إذا استمر في عدوانه وحصاره على بلدنا”.
لم تعقّب شركة أرامكو على إعلان استهداف منشآتها فب مدينة ينبع الساحلية، وهو أمر معتاد تمارسه السعودية في إطار التعتيم على الضربات النوعيّة التي تتلقّاه، لكن حجم الضربة من جهة، وعمليات التصوير العفوية التي ينقلها السعوديون من جهة أخرى، تؤدي إلى فشل التعتيم السعودي الذي يعدّ أبرز دلالة على قوّة العمليّة.
تأتي عملية توزان الردع الثالثة التي استهدفت شركة أرامكو في ينبع الساحلية، بعد توازن الردع الأولى التي استهدفت ، وتوازن الردع الثانيّة التي استهدفت بقيق وخريص، لتحمل معها جملة من الرسائل الاقتصاديّة والسياسيّة، وهنا نشير إلى التالي:
أولاً: لا شكّ أنّ عملية استهداف العمق السعودي يعدّ رد طبيعي ومشروع على استمرار العدوان والحصار، وكذلك ردّاً على المجازر التي تستهدف المدنيين، ليس آخرها المجزرة التي حصلت في محافظة الجوف اليمنية وراح ضحيتها 32 شهيداً بينهم أطفال. هذا ما أوضحه رئيس الوفد اليمني محمد عبد السلام، موضحاً في تغريدة له أن “عملية استهداف عمق مملكة العدوان بقصف شركة أرامكو في ينبع تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع على استمرار العدوان والحصار، واستمرار ارتكاب الجرائم وآخرها جريمة المصلوب بمحافظة الجوف”. وأضاف أن” شعبنا اليمني لن يتخلى عن حق الرد ولن يسمح للعدو أن يستبيح الدم دون تدفيعه الثمن”.
ثانياً: يهدف التحوّل النوعي الجديد لرفع مستوى الضغط على السعودية لوقف عدوانها.العملية تضمّنت استخدام 12 طائرة مسيّرة من طراز صماد 3 أثبتت فاعليتها في الميدان ومسرح العمليات العسكرية، في حين ان الصواريخ المستخدمة عالية الدقّة قدس وذوالفقار أثبت مجدداً ما هو مؤكد، أي فشل الدرع الصاروخي والباتريوت الأمريكي في صدّها. السعودية التي تدفع مليارات الدولار لاستيراد المنظومات الصاروخيّة تدرك جيداً عدم فاعليتها في صدّ الصواريخ اليمنية المجنّحة، وبالتالي هي اليوم أمام خيارين: إما وقف العدوان، أو تلقّي المزيد من هذه الصواريخ.
ثالثاً: يعيش النظام السعودي حالة من الخوف والهلع، لا يعلم بالقادم في حالة استمرّ في عدوانه، فهل سنكون بعد أيام أمام توازن ردع رابع؟ لا ندري توقيته، ولكن ما هو مؤكد أن استمرار العدوان والمجازر تعني تعزيز القدرات اليمنية، لاسيّما قدرات الصواريخ وقدرات الطيران التي تضاعفت بنسبة 400% بالمئة، وبالتالي تعزيز الضربات الاستراتيجية التي تستهدف العمق السعودي، وفي مقدّمتها شركة أرامكو وتوابعها وهي الشركة الأم في السعودية التي تموّل وزارة الدفاع وكافّة المشاريع السعودية التي تستهدف اليمنيين.
رابعاً: لن تربك هذه الضربة السعودية فحسب، بل ستطال ما بعد السعوديّة، وما بعد بعد السعوديّة. الكيان الإسرائيلي الذي تابع بدقة ضربتي بقيق وخريص سيكون من أبرز المتابعين لهذه الضربة الاستراتيجية. إن استهداف النفط السعودي رسالة أيضاً للدول الغربية الذي تدعم العدوان، وتسلّح التحالف، لاسيّما أنها من أيرز الدول المستفيدة من النفط السعودي.
في الختام، يسعى اليمنيون من خلال هذه الضربات النوعيّة للضغط على السعودية لوقف عدوانها على الشعب اليمني، وكما أن عملية الردع الثانية كانت أشد قساوة من عملية الردع الأولى، يبدو أن العملية الثالثة أقسى من سابقتها، وبالتالي فإن العملية الرابعة في حال استمر العدوان ستكون أشدّ إيلاماً للنظام السعودية من العمليات الثلاث السابقة، فهل تضع الردع الثالثة حدّاً للعدوان على اليمن؟
السعودية تضيع فرص السلام.. “عملية الردع” الثالثة ليست إلا البداية
محمد الحاضري
عشية ثورة 21 سبتمبر العام الماضي أطلق الرئيس اليمني مهدي المشاط مبادرة السلام مع السعودية التي أوقف بموجبها الضربات الصاروخية والطيران المسير بعيد المدى على العمق السعودي، منتظرا ردا سعوديا على المبادرة، ورد “التحية” بأحسن منها.
على عكس ما جاء على لسان مسؤولين سعوديين من تجاوب إيجابي مع مبادرة السلام والدخول في تهدئة إلا أنه على الأرض استمرت السعودية في ديدنها فكانت مقاتلاتها الحربية تشن الغارات على الأراضي اليمنية، كما استمر دعمها لعملائها ومرتزقته، وأوعزت للمرتزقة التصعيد في جبهات القتال وخصوصا في جبهة الساحل الغربي وجبهة نهم التي شن مرتزقتها زحفا واسعا انقلب عليهم بهجوم معاكس للجيش واللجان الشعبية تكلل بتطهير كامل مديرية نهم، وقد شن الطيران السعودي الحربي 250 غارة حينها لمساندة مرتزقته، وردا على الغارات قصفت القوات المسلحة اليمنية مطارات ومنشئات حيوية في نجران وجيزان وعسير، وفقا للعميد يحيى سريع خلال إعلانه لعملية البنيان المرصوص الشهر الماضي.
على مدى خمسة أشهر من عمر المبادرة اليمنية لم تبدي السعودية أي تجاوب متجاهلة تحذيرات المسؤولين اليمنيين المتكررة، كتلك التي أطلقها وزير الدفاع العميد محمد العاطفي في الثامن من ديسمبر مؤكدا أن القوات المسلحة اليمنية استكملت كـل جوانب البناء التي تؤهّلُها لشن هجوم استراتيجي شامل يشل قدرات العدو، منوها أن الجهوزية والاستعداد القتالي أكثر بكثير من مرحلة ما قبل تقديم قيادتنا السياسية للمبادرة التي انطلقت من موقع القوة، وأكد أن الصناعات العسكرية اليمنية تمضي في سباق مع الزمن إلى درجة مذهلة ومستوى لا يقارن حتى مع الدول التي سبقتنا في هذا المجال بعشرات السنين، وبخبرات وكوادر فنية يمنية خالصة.
وقد أعلن ناطق القوات المسلحة اليمنية هو الأخر في مؤتمر صحفي استراتيجية صنعاء في ضرب عمق دول العدوان إن هي لم تنصع لمبادرة السلام التي أطلقها الرئيس المشاط، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية تشمل “توسيع بنك أهداف قواتنا ليشمل مراكز حيوية وحساسة على طول وعرض جغرافيا دول العدوان وأن بنك أهداف قواتنا ينقسم إلى ثلاثة مستويات بحسب الأهمية”، مكتفيا بالحديث عن المستوى الأولى الذي “يتضمن 9 أهداف بالغة الأهمية منها ستة أهداف في السعودية وثلاثة في الإمارات”، مؤكدا أن “الاستمرار في استهداف شعبنا وبلدنا يعني استمرار قواتنا في الرد المشروع والمناسب وذلك بضربات موجعة على ما تختاره القيادة من المستويات الثلاثة لبنك الأهداف”، مؤكدا أن “القدرة الهجومية لسلاح الجو المسير تضاعفت بنسبة 400% عما كانت عليه في العام السابق”، وفقا لما أكده العميد سريع..
ومع استمرار السعودية وحلفاؤها في عدوانهم على اليمن، أسقطت الدفاعات الجوية اليمنية، ليل الجمعة 14 فبراير الجاري، وبصاروخ متطور لم يكشف عنه بعد، طائرة حربية من نوع تورنيدو تابعة لسلاح الجو السعودي وهي تقوم بمهام عدائية في سماء محافظة الجوف اليمنية، وعلى إثر ذلك وانتقاما للطائرة ارتكبت السعودية مجزرة مروعة بحق المدنيين بمنطقة إسقاط الطائرة راح ضحيتها عشرات المدنيين جلهم أطفال ونساء وتدمير منازلهم الطينية دون ذنب.
وردا على الجريمة نفذت القوات المسلحة اليمنية ما توعدت به النظام السعودي سابقا، فكانت عملية توازن الردع الثالثة ليل الجمعة 21 فبراير 2020التي استهدفت العمق السعودي على منطقة ينبع الصناعية والنفطية التي تبعد أكثر من 1000 كيلو متر من أقرب نقطة حدودية يمنية، وتم تنفيذها بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي الذي يكشف عنه لأول مره، وبحسب العميد عبدالله الزبيدي فإن مدى الصاروخ يزيد عن 2000 كيلو متر.
وعلى خلاف عمليتي الردع السابقتين التي استهدفت منشئات وحقول عملاق الاقتصاد السعودي شركة آرامكو في شرق السعودية، حيث استهدفت عملية الردع الأولى حقل شيبة بالقرب من الحدور مع الإماراتية، أما الردع الثانية استهدفت مصافي آرامكو في بقيق وخريص، فإن العملية الثالثة جاءت أقصى غرب السعودية.
ولا مجال هذه المرة أمام السعودية لإنكار الضربة كما كانت تعمل في السابق، ونذكر أنه بعد عملية الردع الثانية زعمت السعودية أن الطائرات المسيرة التي قصمت ظهر أرامكو وقضمت نصف انتاج الشركة دفعة واحدة زعمت حينها أن المسيرات لم تأت من اليمن وأنها أتت إليها من الشرق في إشارة إلى إيران، أما عملية الردع الثالثة هذه التي استهدفت ينبع أقصى غرب السعودية فمن أين سيقول النظام السعودي أن الضربة أتته، أم أنه سيعود لأكذوبة الأماكن المقدسة التي حولها هو إلى مسارح للغناء وصالات للرقص ومزارات لليهود.
كما أن عملية الردع الثالثة أتت بعد ساعات من تعهد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بحماية النظام السعودي، وفي غمار استعدادات السعودية لعقد قمة العشرين الاقتصادية التي تعقد لديها لأول مرة، في رسالة مزدوجة للشريكين في العدوان مفادها لن يتحقق لكم الأمن وأنتم تجرعون اليمن الدمار والخوف والجوع بعدوانكم وحصاركم الاقتصادي، وهي رسالة أيضا للأمريكي باستهداف “الضرع الحلوب” الذي تذهب عائداته لصالح واشنطن في صفقات سلاح ونحوها.
بعد عملية الردع الثالث تدخل صنعاء مرحلة ما بعد مبادرة المشاط، وبداية تنفيذ الخطوات الاستراتيجية التي توعدهم بها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وعلى السعودية أن تتلقى ضربات “الوجع الكبير”، وأن تستعد لتجاوز مرحلة العجز في ميزانيتها، إلى مرحلة “الشلل” الكامل الذي توعدها به عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي إذا استمر في عدوانه وحصاره على بلدنا.
دلالات عملية توازن الردع الثالثة.. السلام بات في صالح الرياض
إبراهيم الوادعي
تكتسب العملية الكبيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية فجر اليوم الجمعة في العمق السعودي على منطقة ينبع الصناعية والنفطية أهمية كبيرة جدا لناحية قيمة الهدف وتكتيكات العملية، وتعتبر ينبع
ثاني أكبر مدينة على البحر الأحمر بعد مدينة جدة وتقسم المدينة إلى 3 مدن: ينبع البحر، وينبع النخل، وينبع الصناعية. وتلقب بلؤلؤة البحر الأحمر، وتعرف ينبع الصناعية أيضا بـالهيئة الملكية أسست عام 1975 بتصميم حديث على مساحة 185 كم مربع. وتحتوي على ثلاثة مصافي للنفط ومصانع للبلاستيك وعدة مصانع للبتروكيماويات. وميناء الملك فهد الصناعي بينبع. تتميز بالشوارع المنظمة والتصميم الجميل، والتطوير قائم لجعلها أكبر مدينة صناعية في العالم. كما تعتبر أكبر مدينة تم تخطيطها وبناءها كوحدة لتستوعب 200,000 نسمة، حسب إحصاءات شركة بارسونز.
ولأهمية ينبع اقتصاديا للملكة السعودية اكتسبت هذه العملية الصاروخية والمسيرة المشتركة اسمها “عملية توازن الردع الثالثة ” وفي دلالاتها :
• الاسلوب: مزجت عملية ينبع بين عدة أسلحة في وقت واحدة حيث استخدمت الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة وصاروخ باليستي بعيد المدى واصابت أهدافها بدقة، وهذه تقنيات تحتاج الى خبرات عالية اكدت العمليات المتتالية ان المجاهدين اليمنيين باتوا يمتلكونها بجدارة، وتهديد العدو السعودي مواطنيه بعدم تسريب أي مقاطع فيديو بالسجن لسنوات يؤكد أن هذه الاسلحة اصابت اهدافها بدقة.
• جغرافيا العملية: الأهداف التي تم قصفها تقع في العمق السعودي على بعد أكثر من ألف كيلومتر من أقرب نقطة يمنية ، يثبت تطور القدرات العسكرية التي باتت متوافرة لدى القوات المسلحة اليمنية. واتساع طيف اهدافها ليشمل كل نقطة على ارض المملكة من الشرق الدمام وموانئ تصدير ارامكو هناك الى ينبع ومرافئ التصدير النفطي على البحر الاحمر.
• انتقاء الهدف : تؤشر عملية قصف ينبع بما تمثله من عاصمة للصناعات البتروكيماوية ومرفأ تصدير نفطي لشركة ارامكو العملاقة ، إلى أن بنك الأهداف الحساسة الذي توعدت القيادة العسكرية اليمنية بقصفه تباعا تحت مرمى النيران، وانتقاء الهدف بعد جريمة الجوف ومبادرة الرئيس المشاط للتهدئة يكشف عن ان هناك دقة في الاختيار والتوجيه والاصابة من الناحية العسكرية وأيضا من الناحية العملية التي تؤلم مركز قيادة العدوان وتصيبه في مفاصل أساسية له مثل شركة أرامكو التي يراهن عليها ولي العهد السعودي في تثبيت مستقبله السياسي والمالي؛
• تضمنت العملية اعلانا للمرة الأولى عن ادخال صاروخ ذو الفقار الباليستي البعيد المدى الى الخدمة من دون تقديم معلومات إضافية حوله لينضم الى مجموعة الصواريخ الباليستية البعيدة المدى التي تستخدمها القوة الصاروخية اليمنية؛ مايؤشر الى ان السنة السادسة للعدوان التي نقف على اعتابها ستحمل الكثير من المفاجآت لناحية التسليح او العمليات في عمق دول العدوان او الداخل .
• قصف ينبع تزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الرياض ولقائه الملك سلمان وكبار المسؤولين السعوديين وهي رسالة مهمة للقيادة الأميركية والسعودية في ان معا حيث يتشارك الطرفان على مدى خمس أعوام في العدوان المفتوح على اليمن، كما ان الطرف الامريكي بات هو من يعرقل التوصل الى سلام ينهي العدوان على اليمن ليستمر في حلب الخزائن الخليجية والبقرة السعودية على وجه التحديد.
• تفرض عملية ينبع معادلة جدية في أن الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين في اليمن لن تنتظر طويلا ليتم الرد عليها ، كما درجت عليه العادة خلال السنوات الماضية من العدوان. وأن دماء المدنيين اللذين استشهدوا في مجزرة الجوف ( 31 مواطنا يمنية بينهم 19 طفلا) تم الرد عليها بما يؤلم المملكة وضرب أهداف دسمة، وهكذا تغيرت المعادلة
• العملية تؤكد أن شعاع الاستهداف يتسع يوما بعد آخر وان القدرات القتالية والتقنيات العسكرية تتصاعد نحو مسارات أكثر فعالية وايلاما للعدو، وأن لا شيء يكبل إرادة القيادة اليمنية في تثبيت توازع الردع مع تحالف العدوان وصولا إلى كسره بما يسقط بالمطلق أي رهان على الخيار العسكري.
أنشأت المملكة ميناء ينبع الصناعي الذي يضم صناعات بتروكيماوية ولتصدير الخام الذي تنتجه ارامكو كاحتياط لتصدير نفطها في حال اشتعلت الحرب مع إيران، واقفل مضيق هرمز، استهداف مصافي ارامكو الرئيسية في سبتمبر الماضي، وقبله خط البترولاين الذي يصل منابع النفط السعودي في الشرق بميناء ينبع على الغرب يؤكد أن الحرب فيما لو اشتعلت في المنطقة فلن تخرج قطرة نفط واحدة من الخليج وسيصيب الشلل الاقتصاد العالمي “يمثل نفط دول الخليج 20 % من مصدر امدادات العالم بالطاقه” وتلك رسالة إضافية للأمريكيين والمشترين العالميين الذين لايجدى معهم حجب الثور عن الأضرار الكبيرة التي تسبب بها الهجوم، وتكرار استهداف شركة ارامكو سيؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار ثقة المشترين الرئيسيين الدوليين، وبحثهم عن مصادر طاقة مضمونه كروسيا وفنزويلا في ظل العقوبات المفروضة على إيران، وبالتالي انهيار رؤية ولي العهد المعتمدة على النفط ودخول الاقتصاد السعودي في حالة من الكساد قد تتسبب باندلاع فوضى تعجز الاسرة السعودية على لملمتها.
بالأمس أظهرت مواقع مراقبة الحركة الجوية تعطل مطار جدة لبعض الوقت أثناء قصف ينبع باعتراف السلطات السعودية، و بحسب مراقبين فإن على النظام السعودي أن يقرأ هجوم ينبع جيدا ، فاستهداف صنعاء لهدف دسم بحجم ينبع مؤشر إلى نوعية الأهداف المستقبلية التي تنوي مهاجمتها والتي لن تكون بأقل قيمة من ينبع أو تسبب ضررا شاملا لايمكن كتمان آلمه ، وهو مايفرض الذهاب إلى محادثات سلام جاده تنهي العدوان على اليمن في ظل تقييد حركة الطيران الحربي في سماء اليمن ،و عقم الخيار العسكري بعد تبدلات الميدان الجوهرية لصالح صنعاء بالمطلق، ولا يتوقع أن تكون حرب الساحل بالمخالفة لنتائج جبهة نهم المعقدة والتي راهنت عليها الرياض لأربع سنوات ، فسقطت في ستة أيام .
خروج الرياض من اليمن وإنهاء العدوان بات لصالحها أكثر منه لمصلحة صنعاء التي تختلف اليوم عدة وعتاد والتفافا شعبيا عن وضعها ليلة بدء الحرب في 26مارس 2015م
اليمن.. ‘توازن الردع الثالثة.. الجروح قصاص’
بعد تمادي مملكة الشر في ارتكاب المزيد من المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء والمدنيين اليمنيين بصورة شبه يومية ، متجاهلة مبادرة السلام التي اطلقها الرئيس المشاط عشية الذكرى السادسة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، وتحذيرات القوات المسلحة اليمنية على لسان وزير الدفاع العاطفي، واستمرارها في الوحشية والإجرام، وآخرها المجزرة المروعة بحق الأطفال والنساء في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف، نفذت عملية توازن الردع الثالثة في العمق السعودي وفي منطقة ينبع بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي.
وكما أوضح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع أن “عملية توازن الردع الثالثة استهدفت شركة أرامكو وأهدافا حساسة اخرى في ينبع وأصابت أهدافها بدقة عالية بفضل الله”، مؤكدا أن “العملية رد طبيعي ومشروع على جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة الجوف”، وتوعد “النظام السعودي بضربات موجعة ومؤلمة إذا استمر في عدوانه وحصاره على بلدنا”.
عملية توازن الردع الثالثة حملت دلالات كثيرة وأهميتها بالغة في التوقيت والمكان والأهداف، والأسلوب الذي نفذت فيه، فكان تزامن توقيتها مع زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للرياض ولقائه الملك سلمان وكبار المسؤولين السعوديين، رسالة مهمة للقيادتين الأميركية والسعودية اللتان تتشاركان معا على مدى خمس أعوام في العدوان المفتوح على اليمن، مفادها لن يتحقق لكم الأمن وأنتم تجرعون اليمن الدمار والخوف والجوع بعدوانكم وحصاركم الاقتصادي، كما هي رسالة أيضا للأمريكي باستهداف “الضرع الحلوب” الذي تذهب عائداته لصالح واشنطن في صفقات سلاح ونحوها.
كما أن دخول صاروخ ذو الفقار الباليستي البعيد المدى إلى الخدمة دون تقديم معلومات إضافية حوله، وانضمامه إلى مجموعة الباليستيات بعيدة المدى التي تستخدمها القوة الصاروخية اليمنية، رسالة مزدوجة للنظامين السعودي والاماراتي، فالإعلان عن صاروخ ذو الفقار في هذا التوقيت مقصودا للقول للإمارات بالتزامن مع بدء التصعيد في الساحل، بأن ذلك سيكون ثمنه مكلف جدا، وعليهم استيعاب الدرس، مالم فإن الوجع القادم سيكون في عمق دبي وأبو ظبي، فيما الرسالة الموجهة لمملكة الشر مفادها، أننا دشنا بهذه العملية مرحلة الوجع الكبير، وعليكم استقبال المزيد من عمليات الوجع القادمة.
وعلى خلاف عمليتي الردع السابقتين التي استهدفت منشئات وحقول عملاق الاقتصاد للسعودي، والذي ما زالت مملكة الشر تعاني آثار وتداعيات توازن الردع الثانية التي استهدفت مصافي حقلي بقيق وخريص النفطيين إلى الآن جاءت أقصى غرب السعودية، وهذ يشكل أهمية مكانية من خلال الأهداف التي تم قصفها في العمق السعودي، والواقعة على بعد أكثر من ألف كيلومتر من أقرب نقطة يمنية، الأمر الذي يثبت مدى التطور الكبير والقدرات الهائلة التي وصلت إليها القوات المسلحة اليمنية.
إلى ذلك تكتسب هذه العملية أهميتها من حيث الأسلوب الذي نفذت فيه و استخدام عدة أسلحة في وقت واحد، حيث استخدمت 12 طائرة مسيرة دفعة واحدة و 2 صواريخ مجنحة وصاروخ باليستي بعيد المدى وأصابت أهدافها بدقة، وهذه تقنيات كما يشير الخبراء والمحللون في المجال العسكري تحتاج إلى خبرات عالية وتكنولوجيا حديثة، ومهارات فائقة جدا، الأمر الذي يؤكد أن العمليات المتتالية بات الجيش اليمني ولجانه الشعبية يمتلكونها بجدارة وكفاءة كبيرة.
ختاما على دول تحالف العدوان وفي مقدمتها السعودية والإمارات أن تدرك جيداً، بأن عمليات الجيش واللجان سوف تستمر بوتيرة أعلى وبشكل أكبر وتطال مواقع حساسة ومهمة في العمق، إذا ما استمر العدوان في ارتكاب المجازر وتمادى في الإجرام، واستمر في التصعيد، فإن القادم سيكون أشد وأنكى جعا وإيلاما، فالسن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص، وعلى الباغي تدور الدوائر، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون“.