تقارير صحيفة الحقيقة العدد 345:
من «نصر من الله» إلى «البنيان المرصوص» لا مفر للغزاة!
أحمد الشريفي
لماذا حاول العدوان إعادة جبهة نهم للواجهة مع ما تحمله من دلالات وما تشكله من تطورات، مع أن التفكير بفتح جبهة نهم بعد خمس سنوات من العدوان ووصول صنعاء إلى عواصم العدوان يثير الشفقة لدى من يعتقد أن فتحها يعني للجيش واللجان الشعبية مفاجأة أو أنها تشكل فزعاً؟!
كيف تحولت تحركاتهم نحو صنعاء إلى محاصرة مأرب وفتح الجوف؟! لقد انطوت فكرة الانتصار العسكري منذ أن قصفت حقل الشيبة وضربت أرامكو ونفذت عملية “نصر من الله”، وهي العمليات التي أعلنت رسميا استحالة تحقيق أي انتصار على صنعاء، وبالتالي فإن من يراهن على جبهة نهم عليه التخلص من آثار التدجين الحزبي والإعلامي للطرف الآخر. لكن قد نتساءل: لماذا تم فتح جبهة نهم؟! وكيف تم التعامل معها؟!
الإجابة: في حين كان العدو ينتظر الرد على مماطلته في الاستجابة لمبادرة الرئيس المشاط، في أرامكو أو قصف خميس مشيط، توجهنا نحو نهم! بعد أن أشار إلينا غباء العدوان بضرورة التخلص منها كعائق كسيح، لكنه يشكل خطورة، لقربه من العاصمة. وهكذا تلقى العدوان صفعات قاسية ومتعددة وفي أماكن متفرقة، وأكدت صنعاء أنها التي تضبط الإيقاع العسكري مثلما ضبطت الإيقاع السياسي.
من “نصر من الله” إلى “البنيان المرصوص” تاريخ من التضحيات ومراسيم أولية لدفن أحلام الغزاة والمستكبرين. تعدد المحللون واختلفت آراؤهم حول مسألة إطالة أمد العدوان، فمنهم من كان يراهن على أن الوقت الأطول معناه تمزيق محقق لليمن واستسلام في نهاية المطاف، وهي وجهة نظر أخذ بها العدوان وعمل بموجبها، ولكن الأحداث والسنوات الخمس أثبتت عكس توقعاتهم، فكل عام يمر والعدوان مستمر يعني فشل الاحتلال ومشاريعه وتهديد حقيقي للكيانات المزروعة في الجزيرة العربية تحت مسمى دول عربية
معركة نهم هي إحدى وسائل الردع للعدوان والرد على مشروع “صفقة القرن” التي تسارع واشنطن في فرضها مستغلة المشاكل التي أوجدتها في كل الأقطار العربية، وقبل أن نرمم ذواتنا ودولنا ونتخلص من تلك الإشكاليات نكون أمام واقع جديد وخارطة جديدة.
لقد ساق العدو نفسه إلى محرقة نهم، وبالتالي تم تطهيرها ودحرهم من أهم جبهة تهدد العاصمة بشكل مباشر، ولم يتوقف النصر عند نهم وحدها، وإنما فتحت شهية الجيش واللجان لما بعد نهم، وأثمرت المعنويات العالية في استرجاع أراض شاسعة ومواقع مهمة، فتم تحرير مفرق الجوف وبعض المديريات في محافظتي مأرب والجوف، وهو مؤشر واضح إلى أن إعادة مأرب إلى حضن الوطن قاب قوسين أو أدنى، ومأرب تمثل بالنسبة لليمنيين الكثير، فهي لا تطوي صفحة المرتزقة في أهم بؤرة يستخدمها العدوان، وإنما تعني في مفهوم اليمني الصامد والصابر منذ خمس سنوات عودة الجزء المهم من الثروة والتي بلا شك قد تحل إشكالية أزمة الغاز وانقطاع المرتبات بالدرجة الأساس. وإن غداً لناظره قريب.
مابعد عملية إسقاط التورنيدو ،،، تفوق قوى العدوان في أجواء اليمن اقترب من النهاية
زين العابدين عثمان
خبير في الشأن العسكري
من خلال تقييم مستوى ما وصلت اليه الدفاعات الجوية اليمنية من قدرات وامكانات ومستوى ما حققته من انجازات عملانية مذهلة في عمليات اعتراض واسقاط طائرات قوى العدوان السعودي الاماراتي والتي كان اخرها عملية اسقاط طائرة التورنادو السعودية في الجوف ،فان الواقع والمؤشرات توحي بان هناك تحولا جديدا سيطرأ في موازين القوة قريبا وان تفوق العدوان في الجو لن يطول كثيرا بقدر ما سينتهي خلال هذه المرحلة الفاصلة من العام الجديد ٢٠٢٠.
لربما ان من اهم ما استعرضته العملية النوعية للدفاعات الجوية اليمنية في اسقاط الترنادو هو انها لم تكون العملية الاولى من نوعها فقد سبق واسقطت مقاتلتين من ذات الطراز خلال عامي ٢٠١٧ و ٢٠١٨،لكن الشيئ المهم فيها انه تم استخدام منظومة جديدة من صواريخ ارض جو المحلية الصنع والتي دخلت مؤخرا خط التجارب العملياتية الاولية حيث اثبتت انها منظومة فعالة وبنسبة عالية وغير مسبوقة ،،كما تم خلالها اسقاط واحدة من بين اهم واحدث المقاتلات الهجومية الرئيسية التي يعتمد عليها العدوان في منظومة حربه على اليمن ،.
فطائرة التورنيدو بطبيعتها هي من اهم واقوى الطائرات القتالية في اسطول سلاح الجو البريطاني والالماني وهي”ملكة طيران اسلحة الجيل الرابع “التي تتميز بخصائص عملانية وتقنية متطورة توازي مثيلاتها الامريكية اف- ١٥و١٦ اضافة الى قدراتها في تنفيذ اعقد العمليات الهجومية حيث تستطيع القيام بعمليات اختراق بعيد المدى في جغرافيا الخصم مع ميزة الارتفاع المنخفض، والسرعة العالية، وايضا الحمولة الكبيرة من الصواريخ والقنابل الموجهة في مختلف الظروف والمناخات الجوية.
لذلك فمسألة تحييدها واسقاطها بصاروخ ارض جو واحد وفي اول عملية تجريب له ليس امرا عاديا فهو استثنائي ويحط بالكارثة الجوية على قوى العدوان حيث يعبر عن ان الدفاع الجوي اليمني اصبح يمتلك منظومة قوية تستطيع تحييد الطائرات دون طيار والطائرات المقاتلة بشتى انواعها وبنسبة فاعلية تتجاوز ٩٠٪ فيما السعودية والامارات ستفقد قريبا اعظم نقاط القوة التي تتمتع بها في الحرب وهو طائراتها
عملية إسقاط التورنيدو فاتحة استراتيجية لمنظومة جديدة
من خلال تقييم مستوى ما وصلت إليه الدفاعات الجوية اليمنية من قدرات وإمكانات ومستوى ما حققته من إنجازات عملانية مذهلة في عمليات اعتراض وإسقاط طائرات قوى العدوان السعودي الإماراتي والتي كان آخرها عملية إسقاط طائرة التورنيدو السعودية في الجوف، فإن الواقع والمؤشرات توحي بأن هناك تحولا جديدا سيطرأ في موازين القوة قريبا وأن تفوق العدوان في الجو لن يطول كثيرا بقدر ما سينتهي خلال هذه المرحلة الفاصلة من العام الجديد ٢٠٢٠.
لربما أن من أهم ما استعرضته العملية النوعية للدفاعات الجوية اليمنية في إسقاط التورنيدو هو أنها لم تكن العملية الأولى من نوعها فقد سبق وأسقطت مقاتلتين من ذات الطراز خلال عامي ٢٠١٧ و٢٠١٨، لكن الشيء المهم فيها أنه تم استخدام منظومة جديدة من صواريخ أرض جو المحلية الصنع والتي دخلت مؤخرا خط التجارب العملياتية الأولية حيث أثبتت أنها منظومة فعالة وبنسبة عالية وغير مسبوقة، كما تم خلالها إسقاط واحدة من بين أهم وأحدث المقاتلات الهجومية الرئيسية التي يعتمد عليها العدوان في منظومة حربه على اليمن.
فطائرة التورنيدو بطبيعتها هي من أهم وأقوى الطائرات القتالية في أسطول سلاح الجو البريطاني والألماني وهي “ملكة طيران أسلحة الجيل الرابع ” التي تتميز بخصائص عملانية وتقنية متطورة توازي مثيلاتها الأمريكية إف- ١٥و١٦ إضافة إلى قدراتها في تنفيذ أعقد العمليات الهجومية حيث تستطيع القيام بعمليات اختراق بعيد المدى في جغرافيا الخصم مع ميزة الارتفاع المنخفض، والسرعة العالية، وأيضا الحمولة الكبيرة من الصواريخ والقنابل الموجهة في مختلف الظروف والمناخات الجوية
لذلك فمسألة تحييدها وإسقاطها بصاروخ أرض جو واحد وفي أول عملية تجريب له ليس أمرا عاديا فهو استثنائي ويحط بالكارثة الجوية على قوى العدوان حيث يعبر عن أن الدفاع الجوي اليمني أصبح يمتلك منظومة قوية تستطيع تحييد الطائرات دون طيار والطائرات المقاتلة بشتى أنواعها وبنسبة فاعلية تتجاوز ٩٠٪ فيما السعودية والإمارات ستفقد قريبا أعظم نقاط القوة التي تتمتع بها في الحرب وهي طائراتها.
المارد اليماني ومؤشرات النصر المؤكد
حميد حلمي البغدادي
تتواصل الانتصارات العسكرية لليمن على المعتدين السعوديين وحلفائهم براً وجواً وبحراً بعد نحو خمسة اعوام من الحرب الظالمة على هذا البلد الجريح وسط معطيات مدهشة ومفاجئة حققتها جمهورية اليمن عبر دفاعها الملحمي السامي عن شعبها وارضها وسيادتها ومقدراتها.
في غضون ذلك لم يكن في حسابات آل سعود عندما شنوا عدوانهم الهمجي على اليمن المسلم والعربي والجار بتاريخ 15 آذار 2015، انهم سيفقدون زمام المبادرة في هذه الحرب خاصة وان المقاومين اليمانيين وجهوا ضربات قاصمة للعمق الاستراتيجي السعودي ودمروا له على الجبهات فرقا عسكرية عديدة بكامل افرادها وآلياتها ووقوع الآلاف من جنودها وضباطها ومرتزقتها اسرى بايدي مقاتلي انصار الله والجيش اليمني الاشاوس.
وجاء اسقاط طائرة (التورنادو) بصاروخ ارض جو في محافظة الجوف الواقعة في شمال اليمن ليشكل اضافة جديدة على توازن رعب تجرّد الطائرات الحربية السعودية من امكانية التحكم بالأجواء اليمنية وتحد من قدرة طيرانها عن ممارسة القصف الوحشي العشوائي بحق الشعب اليمني الذي راح الآلاف من ابنائه الابرياء شهداء وضحايا للهجمات الصاروخية الجوية الغادرة في صنعاء والحديدة والجوف ومأرب ومناطق اخرى من اليمن.
لقد اصبحت القوات اليمنية تمتلك تقنيات عسكرية دفاعية دقيقة واضحت لها اليد الطولى في جبهات القتال، وهي من حقها ـ وبشكل اكيد ـ ان تستخدم جميع امكاناتها المتطورة في هذا الاتجاه طالما ان العدوان السعودي لا يفهم سوى لغة القوة، وهو لا يعترف ابدا بمنطق الحوار والتفاوض والعقلانية اضافة الى انه يراهن على المكر والخداع والمراوغة ظنا منه انه ربما يستطيع التسلل ميدانيا عبر ثغرة هنا او فجوة هناك.
وكان السيد عبدالملك الحوثي قد وعد في مستهل العام الجاري ان يكون ٢٠٢٠ عام الحصد، وقد اعتبر المراقبون ان استخدام صواريخ ارض جو بصناعة يمنية محلية لإسقاط قاذفة (التورنادو) المصنوعة أوروبيا والمجهزة بأخطر الانظمة الفتاكة ، احد مصاديق هذا الوعد الذي يحمل في طياته مفاجئات جديدة ربما تؤدي الى تلقين زعماء العدوان درسا لن ينسوه.
ومن الواضح ان جريمة الطيران السعودي باستهداف الناس المجتمعين حول حطام (التورنادو) وارتكابه مجزرة مروعة سقط فيها العشرات من المواطنين اليمنيين الابرياء بين شهيد وجريح، تؤكد بما لا شك فيه ان سلطات الرياض بدأت تفقد السيطرة على نفسها وباتت اسيرة للمخاوف والهلع نتيجة لتنامي القدرات الدفاعية اليمنية التي صارت تصيب العدوان السعودي بضربات قاتلة.
لقد غدا واضحا ان المجاهدين اليمانيين اصبحوا خلال العامين الاخيرين يسبقون زعماء العدوان السعودي ـ الاماراتي بسرعة ويحققون مكاسب حربية رائعة على الارض، وهم اخذوا يظهرون في كل مرحلة قدراتهم الفائقة في مختلف فنون الدفاع عن النفس مع تمسكهم بأخلاقيات الشهامة والشرف والتسامح، في حين بات التحالف الغازي المعادي متزلزلا وعقيما الى جانب كونه مسكوناً بأساليب الحقد والانتقام الجبانة، الامر الذي سيعجل حتما بانهياره مادام يستخدم نفس الغرور والعجرفة في التعامل مع الشعب اليماني الذي لا ذنب له سوى انه مُعتدى عليه من قبل القوى الغاشمة التي تخدم النفوذ الاميركي الصهيوني في المنطقة.