تفريطُ العربِ في تقديمِ الإسلامِ بطريقةٍ غيرِ مقبولةٍ تفريطٌ في البشرية كلِّها
تفريطُ العربِ في تقديمِ الإسلامِ بطريقةٍ غيرِ مقبولةٍ تفريطٌ في البشرية كلِّها
فالتذكير بالمسئولية، هو يذكر أيضاً بخطورة التفريط فيها، ولا شيء أعظم من التفريط في المسئولية، في قضية كبرى كهذه؛ لأنه تفريط في السبق، تفريط في فضيلة عظيمة، في شرف عظيم، تفريط في البشرية كلها، لو تحرك العرب، واستقاموا على الطريقة، وتمسكوا بالثقلين، كما أمرهم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لكانوا هم من تصلح البشرية على أيديهم.
عندما فرطوا قدموا الإسلام بطريقة غير مقبولة، وبشكل مهزوز، ضربوا جاذبيته في أعين الناس، وفي قلوب العالمين، فأصبح لا يشد أحداً إليه. عندما فرطوا هم فرطوا في البشرية كلها، وأصبح معظم سكان الأرض لا يدينون بهذا الدين، أصبحوا هم – عندما فرطوا – أمة في هذا الزمن، هذا الزمن الذي توفرت فيه كل عوامل القوة، وأخرجت الأرض خيراتها من باطنها وظاهرها بشكل ربما لم يسبق له مثيل في تاريخ هذا العالم بكله، يظهرون أمة مستضعفة، أمة جاهلة، أمة مشتتة، أمة لا تستطيع أن تفك عن نفسها ربق الذلة، تستجدي هذا، وتستجدي هذا أن يفك عنها عدواً يمثل في عدده أصغر شعب من شعوبها. عندما فرطوا في المسئولية هكذا أصبح الواقع بالنسبة لهم.
إضافة إلى أنهم فرطوا في البشرية كلها؛ لأنكم {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} كل الناس، أما كان هذا شرف عظيم أن العربي الواحد يصبح شريكاً في أجر من يهتدي في هذا العالم بكله، من أقصاه إلى أقصاه، في هذه الأرض بكلها.