تفريطُ الأمةِ بمقدساتها يُضعُفها ويُسهُّلُ السيطرةَ عليها
تفريطُ الأمةِ بمقدساتها يُضعُفها ويُسهُّلُ السيطرةَ عليها
نحن كأمة إسلامية نرى بكل وضوح من يتأمل في الساحة اليوم أنما تسعى إليه أمريكا وما تسعى إليه إسرائيل هو هذا، السيطرة علينا في هذه المنطقة، والسيطرة على العالم، طموح الأمريكي هو السعي على السيطرة على بقية أبناء البشر، بقية العالم البشري، بقية المجتمع البشري، والسعي للسيطرة على كل ما تحت هذا المجتمع البشري من مقدرات وثروات وخيرات والاستغلال له والسيطرة عليه والاستحواذ عليه والاستعباد لهذا الإنسان في أي بقعة من بقاع المعمورة هذه، إنما في صدارة الموقف نحن كأمة إسلامية في المنطقة العربية في المقدمة لاعتبارات هامة جدا تتعلق بحساسية وأهمية هذه البقعة الجغرافية والحساسية تجاه مبادئ وعقائد هذه الأمة التي لو عادت إليها بوعي يمكن أن تكون، بل لا شك أنها ستكون مبادئ تحررية تحرر هذه الأمة وتفيد في تحرير بقية الشعوب وبقية أبناء البشرية.
نحن عندما ننظر إلى المسألة من هذا المنظور ندرك أيضا قيمة هذه المعركة وقيمة الموقف فيها، وأن المسألة مسألة هوية وحرية واستقلال، ونحن نخوض هذه المعركة من هذه المنطلقات الرئيسية ونرى فيها معركة مصيرية إذا فرطنا فيها فرطنا بحريتنا واستقلالنا وهويتنا، وخضعنا لحالة من الاستعباد، والمسخ لهذه الهوية، والتطويع والتغيير الذي يساعد على تدجيننا وتحويلنا إلى أمة خانعة لأعدائها وإلى مجرد قطيع من البشر ليس له في هذه الحياة من دور ولا من رسالة ولا من قيمة إلا أن يؤدي خدمة لعدوه، وأن يشتغل ويتحرك في كل ما يمثل خدمة لذلك العدو، هذا ما يسعى إليه الصهاينة، هذا ما يسعى إلى الأمريكيون، هذا ما تسعى إليه قوى الطاغوت والاستكبار، المسألة هي هذه بكل ما تعنيه الكلمة، ولها كل هذه الأهمية…
الأمة إذا فرطت بقضاياها المهمة وبمقدساتها وبمبادئها وبما يعبر عن هويتها وعن إيمانها معناه أنها باتت أمة ضعيفة منتهية، وتفرغت من حالة الوعي والإيمان والمبادئ والقيم وكل ما يعبر عن أشياء أساسية الأمم إذا تركتها إذا تخلت عنها انتهت واندثرت وتلاشت وباتت بدون هوية بدون أسس، بدون مقومات تحفظ لها وجودها، وتعبّر عن مشروعها وعن هويتها.