تفاصيل حروب العدوان الناعمة
بعد فشل دول العدوان وهزيمتها وانكسار شوكتها وعجزها عن تحقيق أهدافها المرسومة على الصعيدين العسكري والسياسي لجأ نظام الإدارة الأمريكية البريطانية الصهيونية ونظاما آل سعود وزايد العميلين وأدواتهما المرتزقة في الداخل إلى استخدام سياسة الحرب الإعلامية الناعمة
والاعتماد بدرجة أساسية في تنفيذ هذه السياسة على ذباب إعلامهما الإلكتروني ومحاولات استهداف الجبهة الداخلية اليمنية وبث الشائعات المثبطة للعزائم ودغدغة مشاعر قاصري الوعي باسم الراتب وغيرها من الاحتياجات المعيشية التي تسبب في انقطاعها وانعدامها الحصار والعدوان نفسه.. تفاصيل في السياق التالي:
في محاولة بائسة لتعويض هزائمه المتلاحقة وفشله الذريع على صعيد المواجهة العسكرية والسياسية لجأ العدو الأمريكي والصهيوني ومن معه من الأنظمة العميلة والمرتزقة مؤخرا إلى شن حربهم الناعمة الموجهة لاستهداف وحدة وتماسك وتلاحم الجبهة الداخلية لشعبنا اليمني عبر أساليب ووسائل وأدوات وشائعات دعائية إعلامية وتكتيك وتخطيط دقيق وهادف إلى ترسيخ الاعتقاد الخاطئ في عقول البعض من قاصري الوعي أو ضعفاء النفوس وزعزعة عزائمهم وتبديل مواقفهم وإقناعهم بأفكار تبدو صحيحة وسليمة في الظاهر وهي فاسدة في الباطن كالحديث عن المعاناة الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات والاستقرار والسلام وغيرها من الأفكار والقناعات والأنماط السلوكية التي يعتبر الهدف الحقيقي من ترويج العدوان وأدواته المرتزقة لها من خلال وسائل إعلامهم وذبابهم الإلكتروني هو في حقيقة الأمر هدف النيل من عزيمة صمود وثبات الشعب في وجه العدوان ومحاولة السعي إلى تحقيق الأهداف التي عجز عن تحقيقها بصورة عسكرية على مدى ثماني سنوات وأهمها احتلال الأرض اليمنية ونهب الخيرات والثروات وتقسيم البلد إلى دويلات صغيرة وإمارات متناحرة يقودها أمراء الحروب إضافة إلى محاولة ضرب شبكة النسيج الاجتماعي وطمس الهوية الإيمانية لشعبنا ومجتمعنا اليمني والانحراف به وتغيير سلوك الفرد فيه وتزييف وعيه وقناعاته إلى مستوى يصل به حد عدم الاقتناع بقيم ومبادئ وأسس ومعاني هويته الإيمانية الذاتية الأخلاقية والدينية والانبهار والاقتناع والتقليد الأعمى لهم ولثقافتهم المتفسخة والاندماج مع ما يريدونه ويسعون إلى تحقيقه من أهداف السيطرة عليه وإخضاعه وسلب عزته وكرامته واحتلال وطنه ونهب ثرواته وخيراته ومقدراته.
عناد ومكابرة
والحقيقة أن العدوان أصبح مرغما على إنهاء عدوانه وحصاره ولكن هناك من لا يزال يعاند ويكابر ويطلق للعدوان أنه قادر على إحداث تغيير في الموازين وهؤلاء هم قيادات العمالة والارتزاق الداخليين سواء كانوا داخل الوطن أو خارجه في عواصم دول العدوان أو عواصم بلدان أخرى وهؤلاء دون شك لا يريدون للعدوان والحصار أن ينتهيان وحريصون على استمرارهما لتحقيق المزيد من المصالح الذاتية الأنانية الضيقة وتنمية المزيد من الأرصدة والثروات على حساب حقوق الملايين من أبناء الوطن وحقهم في عيش الحياة الكريمة والآمنة والمستقرة.
وفي سبيل ذلك لا يجد مثل هؤلاء المرتزقة أية مشكلة في تبادل الأدوار وفي التناوب وتغيير المواقف والمواقع من أجل العمل على تنفيذ مخططات العدوان طالما في تنفيذها تأمين لمصالحهم الشخصية.
وبالمقابل لا تجد أنظمة دول العدوان أية مشكلة في منح فرصة أخرى وأخرى لهؤلاء المرتزقة.
ومن هنا تأتي حالة استمرار اللاحرب واللاسلم، وتستمر مبررات عرقلة المفاوضات وتستمر أيضا اجتماعات قيادات المرتزقة المتكررة بين الفينة والأخرى في عواصم دول العدوان ويستمر كل طرف في قطع الوعود للآخر بالعمل على تحقيق مصالحه وتنفيذ مخططاته ومشاريعه التي تستهدف في مجملها ثروات الشعب اليمني ووحدة أراضيه ووحدة نسيجه الاجتماعي وحقوقه الإنسانية في عيش الحياة الحرة والكريمة.
محاولات بائسة
رغم محاولات إعلام تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني البائسة والهادفة إلى تثبيط شعبنا اليمني وثنيه عن الاستمرار في إكمال مسيرة صموده، يمكن القول أن شعبنا اليمني كان ولا يزال وسيبقى عصيا على الانكسار وقادرا على إسقاط تلك الحرب الدعائية رغم محدودية إمكاناته، في مقابل إمكانات العدوان الهائلة وقادر أيضا على التصدي والإفشال لكل مخططات وسياسات واستراتيجيات الأعداء التآمرية وحروبهم الاقتصادية والإعلامية والسياسية، وبالنظر إلى طبيعة تطورات الوقائع والأحداث على الملايين المنظورين القريب والبعيد فإن من المؤكد أن كل تلك الحملات الإعلامية والجهد والمال الذي ينفقه تحالف العدوان وأدواته على هذه الحملة الإعلامية الهادفة إلى استهداف الجبهة الداخلية سيفشل فشلاً ذريعا مادام شعبنا ومجتمعنا اليمني الصامد والمقاوم والمتصدي للحرب العدوانية العسكرية التي يشنها عليه ذلك العدو على مدى ثماني سنوات قد أصبح بفضل الله وبفضل حكمة قيادته الثورية والسياسية يمتلك من الوعي والبصيرة ما يُمكّنُه من الصمود والتصدي لهذه الحرب الناعمة وأضحى محصنا بنسبة كبيرة ضدها وضد أساليبها ووسائلها المختلفة.
وعي وإدراك كامل
وما من شك أن الفضل فيما أصبح يمتلكه شعبنا ومجتمعنا اليمني من الوعي والإدراك الكامل لمفهوم وأساليب وأهداف الحرب الناعمة التي يشنها ويحاول استهدافه بها العدو يعود إلى المشروع القرآني الإيماني ورؤيته الخاصة التي لا تحيد عن الإيمان الراسخ بالله والولاء الكامل له ولرسوله الكريم وأعلام الهدى من آل بيته الكرام الأطهار والالتزام الديني المقرون بمفاهيم القرآن الكريم الواضحة وما يتضمنه من أوامر وتوجيهات إلهية لا لبس فيها.
ولعل خير دليل على ذلك ما تتضمنه خطابات قائد ثورة الصمود والتصدي لعدوان المعتدين – السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي- من إشارات بيان وتوضيح لمفهوم الحرب الناعمة وأهمية مواجهتها بالوعي والبصيرة حيث تحدث- حفظه الله- عن ذلك في خطابه بمناسبة ذكرى الشهيد قائلا: “يركز الأعداء في استهدافهم للأمة على استخدام الحرب الناعمة فيسعون بكل جهد لإفساد شباب أمتنا وتمييعهم ودفعهم إلى الرذيلة وهذا ما تجلى بوضوح تام في المملكة العربية السعودية وذلك بمباركة من النظام السعودي الذي يرعى ذلك النشاط الهدام والمفسد للأخلاق والمسيء لقيم ومبادئ ومنهج ديننا الإسلامي الحنيف.. وهنا أشار قائد الثورة، إلى أن الأعداء يعملون من خلال الحرب الناعمة على إفساد شباب الأمة على المستوى الأخلاقي والفكري ليسهل السيطرة عليها، كما يعملون على تمييع شباب الأمة ودفعهم إلى الرذيلة كما يحصل في نشاط هيئة الترفيه في السعودية وفي المجتمعات الأخرى.. مشيرا إلى أن النظام السعودي يرعى ذلك النشاط الهدام والفاضح والمسيء لأخلاق الإسلام وقيمه.
وتابع “الأعداء يحاولون ضرب الروحية الإيمانية والاستشهاد في سبيل الله لأنهم يعرفون أهميته للارتقاء بمستوى الأمة، وفي المقابل يستخدمون سلاح الجبروت والبطش والهمجية والطغيان والتوحش والإجرام والقتل الجماعي والتدمير كوسيلة اخرى لإذلال الشعوب وكسر إرادتها وتحطيم معنوياتها بهدف إخضاعها”.
خلاصة
ونخلص إلى القول أن على مثل هؤلاء المرتزقة والمتاجرين بمعاناة الملايين من أبناء شعبنا اليمني أن يدركوا حقيقة أن هذا الشعب الصابر والصامد طيلة ثماني سنوات بات على وعي كامل بحقيقة مخططاتهم مهما تغيرت وتبدلت سياسات واستراتيجيات تنفيذها وقادر على إفشالها كما أفشل سابقاتها من المشاريع التآمرية، وأكثر من ذلك أصبح السواد الأعظم من أبناء المناطق والمحافظات المحتلة الخاضعة لسيطرة أولئك المرتزقة يدركون حقيقة المتآمرين عليهم وعلى الوطن وحاضرين لمواجهة أي مخططات أو مؤامرات هادفة إلى العبث بأمنهم وإطالة أمد معاناتهم.