تعز ومأرب والصراع العفاشي الإصلاحي.. بلا مغالطة يا مرتزقة الإمارات!!..بقلم/عبدالله الوزير
بداية أعتذر عن إطالة المقال إلى هذا المستوى لكنه تضمن عدة شواهد استدعت هذا الإسهاب كونها تشخص حقيقة ما يجري في المناطق المحتلة بشكل لا بأس به كما اعتقد، ولمالها من انعكاسات تعود علينا في المناطق الحرة بهذه الصورة أو بغيرها…!
الصراع الدائر في تعز بين المرتزقة ليس بين الإصلاح والسلفيين كما يريد مرتزقة الإمارات إفهامنا بصورة غبية فالحقيقة لا يعلمها إلا أبناء تعز كونهم الأقرب من كل الأطراف هناك وأكثر قربا من الواقع ولأن دول العدوان حاولت أن تشغل كل محافظة بنفسها مما عزل أبناء المحافظات عن بعضهم.
الصراع في تعز في حقيقته هو صراع بين المؤتمر جناح الخونة والإصلاح وبدعم إماراتي للمرتزق أبو العباس ذو الميول العفاشية ومرتزقته وفي إطار الضغط على حزب الإصلاح ليقبل بعودة رجال عفاش إلى السلطة ليس لتعود للحكم لوحدها بل ليكون لها حضور كبقية مكونات المرتزقة الأخرى بما يضمن عدم سيطرة طرف وهيمنته العسكرية على البقية مما يهدد مشروع الغزو والاحتلال، بل بما يضمن خلق جماعات متنازعة فيما بينها.
يدعم ذلك ما نشرته وسائل إعلام عن إسناد مليشيا طارق عفاش لمليشيا أبو العباس بعد أن تراجعت قواته مقابل تقدم مرتزقة الإصلاح بحكم حضورها القوي في محافظة تعز، ويدعمه أيضا ما تنشره وسائل إعلام محسوبة على الإمارات وعبر مرتزقتها في محاولة تلميع أبو العباس منذ انطلاقه وبروزه للعلن فضلا عن الدعم المالي السخي الذي يتلقاه من الإمارات وتحدثت وسائل إعلام وحسابات مواقع التواصل قبل فترة وأيضا ترافق ذلك مع محاولة تقديمه قائدا لما سيسمى الحزام الأمني في تعز كان ذلك قبل أكثر من عام وبداية تحركه ولعل الأغلب يذكر ذلك.
اليوم يوجه نفس الناشطين المرتزقة المنتمين للإمارات انتقادات حادة للمرتزقة المتصارعين هناك الذين أسموهم تابعين للجماعات الدينية “الإصلاح والسلفيين” محاولين تقديم الفاشل طارق ومرتزقته كدعاة وطنية وسلام وقبول بالآخر في محاولة لتلميع وجه قبيح أشبه ما يكون بجزمة بالية مرمية في وحل مجاري قذرة، وهذا منافي للواقع وغير صحيح البتة فطارق موجود هناك ويشارك بمرتزقته هذا أولا ونشرت حسابات محسوبة في تويتر عليه ذلك فضلا عن تغطية بعض المواقع لذلك.
أيضا تناسى هؤلاء المرتزقة تاريخ طارق الداعشي منذ تأسيس مؤسسة الوحيين الوهابية داخل المؤسسة العسكرية إلى احتضانه ودعمه لدواعش دماج وليس مرورا بفتنة صنعاء فحسب التي تعاملت فيها مليشياته مع الأسرى بطرق داعشية بحتة بعيدة كل البعد عن شهامة وقبيلة اليمني وقريبة من داعش وأربابها في أبو ظبي والرياض وواشنطن وحسب.
وتناسوا أن أبو العباس عفاشي ويتبع الإمارات التي زرعته في تعز لمحاصرة الإصلاح والضغط عليه لتمرير بعض سياساتها كونها تريد مرتزقة منسلخين عن هويتهم الوطنية والدينية والقومية كالعفافيش، ولأن الإصلاحيين لهم مشروع خاص ويعملون بغباء حينما يظنون بأنهم سيستفيدون من تحالف العدوان ثم يفرضوا أمر واقع ولكن مثل ما يقول المثل “الكذب كذب”.
اليوم حصحص الحق يا قيادات الإصلاح فأنتم مطالبون بالتزامات أخلاقية لضحاياكم الذين قدمتموهم قرابين لهذا لتحالف الغزو والعدوان فالأحداث القادمة ستتجاوزكم شئتم أم كونكم انغلقتم بتحركاتكم تحت عناوين فئوية حزبية مقيتة ستجعل الشعب لا يلتفت إليكم مهما كان صراخكم إن لم يكن هناك صحوة ضمير، بمعنى لا يمكنكم اليوم في سبيل الحفاظ على مصالحكم ووجودكم ومواقعكم أن تدعوا الشعب للدفاع عن السنة والجماعة فخصومكم سنة أيضا ولا يمكنكم أن تقولوا للشعب تعال دافع عن الإصلاح كونه يتعرض لهجمة تستهدف وجوده.
أما العفافيش فلا زالوا في البداية والمشوار أمامهم طويل ومن الصعب أن يلتفتوا لأية نصائح نظرا لحالة الانبهار لديهم بالعمالة والانحطاط التي أسموها سياسة!!
وعود على بدء لم تقف محاولات استهداف حزب الإصلاح في تعز فحسب بل امتدت إلى مأرب المعقل الأكبر لحزب الإصلاح التي تعيش على صفيح ساخن بعد استهداف مجاميع من أبناء وايلة في إحدى النقاط الأمنية، فضلا عن حوادث المواجهات بينهم وبين مجاميع سلفية وقد يكونون هؤلاء مدفوعين من قبل الإمارات بل من المؤكد ذلك.
يدعم هذه الحقيقة ما يرفعه العفافيش هناك من انتقادات حادة تصل إلى حد الابتزاز للعرادة وسلطات مأرب السيئة طبعا، ويدعمه ما تنشره صفحات ومواقع تابعة للعفافيش متحدثة عن ذلك وتتبنى المطالب السلفية والمظالم أيضا بطريقة الناقل ولكنها ما تلبث أن تظهر انحيازها إليها
عموما لم يستطع حزب الإصلاح أن يتعلم من أخطائه حينما يقدم نفسه ككرت يحرقه الآخرون متى شاءوا كما هو حاله حينما كان مع عفاش وكما هو حاله اليوم مع أسياده الغزاة، فبعد كل تلك التضحيات الكبيرة التي قدمها لهم يحاول عدم القبول بإزاحته لصالح العفافيش ويعتقد أن لديه قوة عسكرية ستمكنه من حماية مكتسباته التي انغلق بها على حزبه.
هو اليوم يحاول أن لا يقبل بذلك ليأتي في الأخير مسلما للعفافيش الجمل بما حمل من التفوق على المرتزقة وحتى لو نجحت الإمارات في ذلك كما عملت معه في الجنوب فسيكون هناك أيادي أخرى لمواجهة العفافيش كما هو حال الحراك اليوم، لأن الغزاة يريدون يمنيين متناحرين فيما بينهم ولو كانت أدواته، ولعل سياسة فرق تسد التي قرأنا عنها كثيرا في كتب التاريخ لازالت تؤتي أكلها في القرن الواحد والعشرين.
ولا يمكن للعفافيش التخفي وراء الأصبع فقد عملوا ذلك كثيرا في صنعاء وظنوا أن الوقت مناسب للتحرك والانقضاض ولكنهم سرعان ما فشلوا لأنهم لا يمكن أن يعدوا أنفسهم أكثر من ظاهرة إعلامية.