تطابق كبير بين عمليتي اغتيال الحاج سليماني والرئيس الصماد: هكذا سحبت صنعاء من أيدي الأمريكيين انتصاراً معنويا بقتل الصماد
بكشف السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن دور أمريكي مباشر في استهداف الرئيس الشهيد صالح الصماد، وربط عملية الاغتيال بدور أمريكي سلبي يمنع رفع العدوان والحصار عن الشعب اليمني، وتوجيه رسائل مباشرة إلى القوات الأمريكية والبريطانية وأدواتها السعودية والإماراتية، مخاطبا إياهم بشكل مباشر أن ارحلوا من بلدنا، تدخل المواجهة مع أمريكا بوصفها راعي وموجه العدوان مرحلة جديدة .
ليس من قبيل الصدف أن تختار القيادة اليمنية ذكرى شهادة الرئيس صالح الصماد لتوجه الرسائل المباشرة إلى الأمريكيين، فجريمة اغتيال الرئيس الصماد حضر لها الأمريكان بشكل خاص حين أطلق السفير الأمريكي تصريحاته بأن الحديدة ستستقبل القوات الغازية بالورود، متعمدا بلك استفزاز الرئيس الشهيد صالح الصماد والذي لم يكن ليتخلف عن موقع المواجهة الذي اختاره الأمريكي في الحديدة .
تحرك الرئيس الشهيد الصماد إلى الحديدة وفقا لمحاضر التحقيق في قضية اغتياله ليطلق من هناك رده على السفير الأمريكي والأمريكيين الذين حينها كانوا حضروا أدوات ووسائل الاغتيال البشرية واللوجستية البشرية والتكنولوجية على الأرض عبر الخونة الذين جرى إعدامهم في ساحة عامة وفي الجو والبحر عبر وسائل المراقبة المتعددة والمحاصرة لتحركات الرئيس الشهيد .
رصد الأمريكيون المنزل الذي نزل فيه الرئيس الشهيد وتتبعوا سيارات موكبه بشكل مكثف، وجرى تدريب خلية الاغتيال على الأرض وترتيب وسائل التواصل الأمن لها متى نجحت في وضع شريحة التعقب، وفي حال لم تنجح كانت الوسائل الأخرى تعمل على المراقبة والتتبع .
عملية الاغتيال أيضا تمت عبر طائرات تجسس مسلحة أمريكية، والأيدي التي ضغطت على زناد اطلاق الصواريخ مستهدفة سيارة الرئيس الشهيد لدى وصوله منطقة 7 يوليو كانت أيدي ضباط أمريكيين، وكان واضحا من الفيديو المسرب ذلك وان السعوديين كانوا فقط متفرجين ويتحملون المسؤولية فقط عن الأمريكيين بوصفهم قيادة العدوان المعلنة، ومن على أراضيها تنطلق العمليات العسكرية .
في اللحظات الأولى لاستشهاد الرئيس صالح الصماد كانت مرحلة أخرى من المواجهة تبدأ بين صنعاء والأمريكيين، أدارت صنعاء عملية معقدة من التكتم على استشهاد الرئيس الصماد، ومارست ضد تحالف العدوان عملية الإرباك بنجاح، حيث ظهر الرئيس الشهيد على شاشة المسيرة وهو يزور مصنعا للسلاح على قناة المسيرة ووسائل الإعلام الوطنية، فيما جرى منع تسرب أي معلومة تفيد باستشهاد الرئيس الصماد أو وضعه من موقع الحدث والاستهداف وتلك عملية مضنية ومعقدة على مستوى المواطن البسيط ورغم انتشار جواسيس التحالف إلا أنهم لم يحظوا بمعلومة مؤكدة .
وعلى مدى مائة ساعة من التكتم على استهداف الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة وإرباك العدو بنجاح عملية الاستهداف، حرمت صنعاء العدو من النصر المعنوي، واستغلال الاغتيال لرأس الدولة والقوات المسلحة في خلق البلبة وهز الصفوف .
مكنت عملية التكتم الشديد صنعاء من إعادة ترتيب أوراق الحكم على صعيد المجلس السياسي من امتصاص كل الآثار السلبية لعملية الاغتيال والنصر المعنوي للعدو فجعلت انتصاره باغتيال راس الدولة منقوصا، فلم يعرف العدو إلا وموقع القائد قد ملئ، وبالتالي جرى تخفيف وقع الاستهداف على الشعب .
اليوم وبعد سنوات وفي ذكرى الاستشهاد الرئيس صالح الصماد، الرجل الذي أعاد بناء الجيش اليمني وترميمه لمرحلة جديدة من الواجهة مع العدوان، يحضر كعنوان في المواجهة مع الأمريكيين الذين يمنعون حتى اللحظة رفع المعاناة عن الشعب اليمني عبر عرقلة عملية التفاوض في مسقط، ويتواجدون في جنوب اليمن .
وفي هذا الربط من قبل السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي دلالة هامة بان الدماء الزكية للرئيس الصماد والتي أزهقها الأمريكيون بأيديهم مباشرة هي ثار اليمنيين.
ومن خلال المسيرة التي دعا إليها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي رسالة إلى الأمريكيين أن المواجهة التي بدأتموها باغتيال مباشر لقائد عزيز على شعبه هي قائمة والصماد عنوانها ولن تتوقف إلا بطرد القوات الأمريكية من كل نقطة تواجدوا فيها.
الرياض باتت في الآونة الأخيرة للعدوان بوضع مزر أشبه بوضع مرتزقتها المحليين فلا هي قادرة على القفز من المركب الأمريكي وإعلان انتهاء العدوان والحصار والقيام بالتزامات إنهاء الحرب، ولا هي قادرة على تحمل مزيد من الخسائر والضربات وتعطيل التحول الاقتصادي الذي يحتاج بالدرجة الأولى إلى صمت المدافع، هي النصيحة والتحذير الأخير من السيد القائد ومن رجل يتجاوز فعله القول .
ستبقى دماء الصماد كما هي دماء الشهيد القائد لعنة تلاحق القتلة على تراتبيتهم في الجريمة، والأيام القريبة حبلى بالمفاجآت السارة لليمنيين، خاصة وان مسيرة الجمعة بمثابة الإنذار الأخير للسعوديين ليقفزوا عن مركب الأمريكيين أو ليواجهوا باعتبارهم قادة العدوان ومنطلقة كافة التبعات العسكرية والاقتصادية .
وفي عملية الاغتيال والدور الأمريكي من بداية العملية التي لعبها السفير الأمريكي حتى لحظة استشهاد الرئيس الصماد تشابه كبير مع عملية اغتيال واستشهاد الحاج قاسم سليماني والذي جرت متابعته مباشرة من قبل أمريكا ولم توكل عملية اغتياله لأي من الأدوات سعودية أو حتى صهيونية، وفي ذلك دلالة على عظمة الرئيس الصماد ومكانته الكبيرة التي تجاوزت بلده إلى إلهام الإقليم ومحور المقاومة والشرفاء في كل العالم، وخطورته على المحور الأمريكي ومشروعهم في المنطقة فأرادوا أن تكون عملية اغتياله عملية مباشرة، ولا يتركونها لأدواتهم .
تقرير/إبراهيم الوادعي