تصعيد العدوان ضد ’الأقصى’..سياسة صهيونية ثابتة هدفها فرض التقسيم المكاني والزماني فلسطين
يعمد الكيان الصهيوني لاستغلال أية أحداث في القدس المحتلة لتصعيد حملاته التهويدية؛ وهذا ما تعكسه حملته المسعورة داخل المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، والمستمرة لليوم الثاني على التوالي، وفق ما يؤكد رئيس “أكاديمية الأقصى للوقف والتراث” الدكتور ناجح بكيرات الذي لفت في حديث لموقع “العهد” الإخباري إلى أن جميع الإجراءات القمعية التي أعقبت العملية البطولية في باحات المسرى الشريف هي مُعدة سلفاً، وليست مجرد خطوات طارئة.
وأضاف بكيرات، “إن إسرائيل كانت تُمهد منذ زمن طويل لمثل هذه التطورات الخطيرة في الأقصى لجهة استباحته بكل مرافقه من أجل تمرير مخطط التقسيم الفعلي المكاني و الزماني”.
وكان العشرات من عناصر مخابرات العدو، معززين بقوات صهيونية خاصة اقتحموا مكتب مفتي فلسطين في رحاب الأقصى ، بالإضافة إلى مكتب قاضي قضاة القدس في “القبة النحوية”، وكذلك مركز ترميم المخطوطات.
عناصر من شرطة الاحتلال في باحات المسجد الاقصى
ووصف رئيس الأكاديمية إغلاق المسجد، والطرقات المؤدية إليه، فضلاً عن الزج برموز الاحتلال من أقطاب الجماعات الاستيطانية المتطرفة بأنه محاولة لاختطاف المدينة من أهلها الحقيقيين.
ومن جهته، أكد أمين سر حركة “فتح” بمحافظة قلقيلية شمالي الضفة الغربية محمود ولويل أن مساعي الاحتلال المتواصلة الرامية لتقسيم الأقصى تحت ذرائع متعددة لن تمر، قائلاً :” إن الشعب الفلسطيني لن يقف حيال هذه الهجمة مكتوف الأيدي ، وسيناضل بكل الطرق لأجل حقه في الوصول إلى مقدساته الإسلامية والمسيحية دون قيد أو شرط”.
وأضاف ولويل، “إننا وأمام تصعيد العدوان نتوجه بالتحية لأبناء شعبنا في القدس الشريف الذين يخوضون معركة الدفاع عن المقدسات نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية”.
وتابع القول :”يقف هؤلاء الأبطال سداً منيعاً في وجه تدنيس الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين المحميين بقوانين الإرهاب والعنصرية”.
أما عضو المكتب السياسي لحركة “أبناء البلد” رجا اغبارية، فحذّر حكومة الاحتلال وأذرعها العسكرية من التمادي في قمعها.
وقال “اغبارية”: “رسالتنا لحكومة “إسرائيل” ألا تختبر صبر المواطنين في أم الفحم، وفي الداخل السليب عموماً لأنهم يدافعون عن أبنائهم الذين قرروا الانتصار للقدس المعذبة والمحاصرة”.
وحظيت عملية القدس البطولية بمباركة واسعة على المستوى الفصائلي والشعبي، كونها جاءت في وقت حساس يزداد فيه اندفاع المنفذين على مستوى المنظومة الرسمية العربية نحو التطبيع مع الكيان الغاصب، ومنح وجوده فوق هذه الأرض المقدسة الشرعية.