تصاعد العمليات العسكرية اليمنية في استهداف السفن أُغرقت ودمرت بعضها وأحرقت أخرى وتطور غير مسبوق للقدرات العسكرية
جميل الحاج ـ صحيفة الحقيقة
بخطوات ثابته ومؤثرة ومتسارعة مضت وتمضي القوات المسلحة اليمنية، في تنفيذ العمليات العسكرية في الابحر الثلاثة وفي المحيط الهندي، وفي مجال التصنيع الحربي من صواريخ بالستية وفرط صوتية، وذلك في مسار المساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
فمنذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة في بداية شهر أكتوبر من العام الماضي اعلنت السيد القائد ومن خلفة القوات المسلحة والشعب اليمني الموقف الصريح المنطلق من المبادي الدينية والايماني والأخلاقية والإنسانية بمساندة أبناء فلسطين عامة ومظلومية أهالي غزة لما يتعرضون له من قتل وتدمير وإبادة جماعية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبشكل تصاعدي كان الموقف اليمني المساند لمظلومية غزة، فكانت البداية بالخروج الشعب اليمني في مسيرات كبرى في العاصمة والمحافظات اعلنوا فيها موقفهم الرافض لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وحصار، معلنين استعدادهم للجهاد بالمال والانفس جنبا إلى جنب مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
وبعد عدة اسابيع من العدوان الصهيوني على غزة، ومواصلته ارتكاب المجازر الشنيعة التي لم يستثني فيها طفلاً ولا شيخا.. وتدمير كل مقومات الحياة في قطاع غزة، اعلنت القوات المسلحة موقفها العسكري وذلك بقصف ميناء أم الرشراش (إيلات) المحتل، واستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ومع تواصل الأجرام الصهيوني واستمرار العدو في استهداف سكان قطاع غزة، وارتكاب المزيد من المجازر الجماعية، اعلنت القوات المسلحة اليمنية فرض حصار بحري على الكيان الصهيوني، وذلك بالتصعيد وتوسيع عملياتها في البحرين العربي والأحمر، واستهداف كل السفن الإسرائيلية والسفن المتوجهة إلى مواني فلسطين المحتلة.
تدرج مراحل التصعيد
تدرج مراحل التصعيد، كان عامل مهم، فالمرحلة الأولى بدأت مع إعلان المشاركة اليمنية بإسناد غزّة ومقاومتها، ثمّ انتقلت إلى مرحلة استهداف السفن الأميركية والبريطانية، واعتبرت المرحلة الثالثة بالانتقال إلى المحيط الهندي، وضرب السفن “الإسرائيلية” المتجهة عبر الرجاء الصالح. علاوة على ذلك فإن البيان يؤكد الاستعداد للتحضير لمرحلة أخرى من التصعيد، خامسة وسادسة.. بحسب المقتضيات الميدانية في غزّة.
ومن خلال العمليات العسكرية للقوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، والتي استهدفت عشرات السفن الإسرائيلية والموجهة إلى مواني فلسطين المحتلة، استطاعت القوات المسلحة اليمنية من فرض حصار بحري خانق على كيان العدو الصهيوني، وإغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات) بشكل كلي، ما استدعي أمريكا وبريطاني إلى الوقوف مع ربيبتهم (إسرائيل) بشن عدوان على اليمني واستهداف العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات بعشرات الغارات والقصف الصاروخي من البوارج الأمريكية.
ومن هنا توسعت العمليات العسكرية اليمنية أكثر فأكثر وذلك بإعلان القوات المسلحة بأن السفن الامريكية والبريطاني من ضمن بنك أهدافها المشروع لها بعد شنهم عدوان على اليمن، وقد زاد العمليات العسكرية اليمنية باستهداف السفن التي تتبع أمريكا وبريطانيا مع السفن الإسرائيلية والمتوجهة لمواني فلسطين المحتلة.. وقد نجحت القوات المسلحة اليمنية في استهداف العشرات من السفن وإغراق بعضها، ناهيك عن استهداف البوارج والمدمرات الأمريكية.
مرحلة التصعيد الرابعة:
منذ إعلان القوات المسلحة اليمنية عن المرحلة الرابعة من التصعيد ضد العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني، مطلع مايو الماضي، تلقّت سفن الأعداء ضربات ساحقة، أُغرقت بعضها وأحرقت أخرى في تطور غير مسبوق للقدرات العسكرية اليمنية.
المرحلة الرابعة كان لها الوقع الأكبر على صعيد تنفيذ العمليات النوعية ضد السفن التي اخترقت قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة الذي فرضه اليمن عليها في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط لتضييق الخناق على العدو الصهيوني الذي ارتكب وما يزال مجازر الإبادة في غزة.
جاءت المرحلة الرابعة من التصعيد التي تعددت مساراتها ونكلت بسفن العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني، وكانت أشد إيلاماً ووجعاً للأمريكي على وجه الخصوص، الذي فشل في حماية سفنه ومدمراته وبوارجه، سيما مع استهداف القوات المسلحة لكل سفينة تحاول العبور للموانئ الفلسطينية المحتلة، أو متوجهة إليها عبر البحرين المتوسط أو الأحمر، أو أي وجهة كانت، وفرض حظر على أي سفن تابعة لشركات مرتبطة أو لها علاقة بالإمداد والدخول لموانئ فلسطين من أي جنسية ولأي جهة تسير.
وما يؤكد فاعلية هذه المرحلة، ما تحدث به الإعلام الأمريكي أن القوات اليمنية تمتلك ترسانةَ أسلحة تتطور بشكل لافت، مستشهدة بغرق سفينة وإشعال النار في أُخرى في يونيو المنصرم، فضلاً عن إجبار حاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور” على مغادرة البحر الأحمر بفعل ما تلقته من ضربات نوعية.
الاسلحة جديدة تحولاً مهماً في تاريخ اليمن العسكري
ومن منطلق الأعداد وتحدي ما كان يعرف بالمستحل، ومع التطور العمليات العسكرية اليمني، سعت القيادة الحكيمة وبسواعد المجاهدين في التصنيع الحربي إلى تطوير القدرات العسكرية وفقا لما تطلبه المرحلة، وهنا كان تدبير الله وتوفيقة حاضرة، فخلال شهر يونيو كشفت القوات المسلحة عن أربعة اسلحة جديدة دخل خط العمليات المساندة لغزة.
فخلال شهر يونيو المنصرم كشفت القوات المسلحة اليمنية عن أربعة أسلحة نوعية جديدة دخلت معركة إسناد غزة وفي مواجهة التحالف الأمريكي البريطاني وكيان العدو الإسرائيلي وهذه الأسلحة تعكس مدى التقدم التقني والعسكري الذي حققته القوات المسلحة اليمنية مما يعزز من قدرتها على الدفاع عن فلسطين واليمن.
في الخامس من يونيو 2024، عرضت القوات المسلحة اليمنية ولأول مرة مشاهد لإطلاق صاروخ “فلسطين” الباليستي، يمني الصنع، والذي استهدف هدفًا عسكريًا إسرائيليًا في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة
وفي 21 يونيو 2024، كشفت القوات المسلحة اليمنية عن زورق “طوفان 1” المسيّر الذي يمثل إضافة نوعية للقوات البحرية بفضل قدراته القتالية الهائلة وتميز الزورق
في 26 يونيو 2024، أزاحت القوات المسلحة اليمنية الستار عن صاروخ “حاطم 2” الباليستي الفرط صوتي، والذي استهدف سفينة (MSC SARAH V) الإسرائيلية في البحر العربي ويُعد هذا الصاروخ من إنتاج هيئة التصنيع العسكري اليمني
وقبل أيام كشفت القوات المسلحة اليمنية عن زورق حربي جديد يحمل اسم “طوفان المدمر” والذي استهدفت به يوم الـ 23 حزيران/يونيو السفينة TRANSWORLD NAVIGATOR لمخالفتها قرار حظر مرور السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي.
أكد متحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أن الكشف عن الاسلحة الجديدة سيمثل تحولاً مهماً في تاريخ اليمن العسكري، سيما تلك الأسلحة التي خضعت لمراحل تجريبية ناجحة وأثبتت فاعليتها في ميدان المعركة والمزودة بتقنيات متطورة.
وحول تطوير الأسلحة البحرية.. أكد خبراء عسكريون أن القوات المسلحة اليمنية عملت على تطوير الأسلحة البحرية ويتجلى ذلك فيما أظهرته تلك القوات خلال عملياتها البحرية واستهداف السفن المرتبطة بـ “إسرائيل” والتي كان أخرها ما كشفت عنه من زوارق بحرية ذات قدرات تدميرية كبيرة.
ويرى الخبراء أن التطورات اللافتة، والمعطيات الحالية في المواجهة البحرية بين القوات اليمنية وواشنطن تؤكد أن نتائج هذه الحرب لصالح اليمن، وإذا لم تقبل واشنطن اليوم الخروج بنصف هزيمة من الحرب فإن عليها القبول بهزيمة كاملة ومؤلمة فيما إذا أصرت على خوض هذه الحرب إلى النهاية.