تصاعد العمليات البحرية اليمنية.. من الاحتجاز إلى الاستهداف وصولا إلى الاقتحام والتفخيخ والتفجير

تقرير ـ جميل الحاج

تستمر القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ عملياتها العسكرية، باستهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، وذلك ضمن العمليات المساندة لغزة، ويأتي هذا الدور من القيادة والجيش والشعب اليمني من المنطق الديني والأيمان والأخلاقي والإنساني.

خلال أشهر العدوان على غزة كانت العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية تتصاعد عبر مراحل وبأسلحة تتناسب مع كل مرحلة من مراحل التصعيد التي بداءات من استهداف اهداف في أم الرشراش المحتلة والتي يطلق عليها العدو أسم ” إيلات” والانتقال إلى استهداف السفن المتوجهة إلى مواني فلسطين المحتلة أو المرتبطة بالعدو وامتدت إلى السفن الأمريكية والبريطانية وصولاً إلى السفن التي تتبع الشركات تعاملات مع العدو الإسرائيلي.. وقد أظهرت العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة إثرها بفرض حصار بحري على مواني العدو الإسرائيلي.

ومن هنا سنستعرض في هذا التقرير تصاعد العمليات العسكرية في البحار الثلاثة والمحيط الهندي وكيف تميزت والتطور في القدرات العسكرية والتكتيكات العسكرية وحجم تأثيرها على العدو الإسرائيلي وغيرها من المواضيع المتصلة.

 

تطوير التقنيات وتصاعد العمليات

تصاعدت العمليات العسكرية اليمنية وامتدت عبر مراحل تصعيدية في البحار الثلاثة الأحمر والعربي والأبيض المتوسط وصولاً إلى المحيط الهندي، استهدف خلالها السفن التابعة أو المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني استخدمت فيها القوات المسلحة أسلحة حدثيه ومتطورة يمنية الصنع فاقت تقنيات الإعداء في ميدان المعركة.

وخلال المراحل التصعيدية المساندة لغزة عملت القيادة اليمنية على تطوير التصنيع العسكري وصناعة أسلحة جديدة متطورة، وفق ما تطلبه المعركة مع الإعداء لإلحاق الضرر الأكبر بالعدو.

وقد أظهرت مراحل عمل القوات المسلحة اليمنية، قدرة عسكرية وسياسية عالية في إدارة كافة المراحل بدقة عالية، وتدرج في التصعيد من خلال خمسة مراحل من التصعيد العسكري، بهدف واحد يتعلق باستهداف الكيان الصهيوني ومصالحه، ورداً على العدوان الأميركي البريطاني على اليمن.

ونجحت القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ العمليات العسكرية في البحار الثلاثة والمحيط الهندي باستهداف السفن المرتبطة بثلاثي الشر، والتي وصلت إلى أكثر من 180 سفينة استخدام فيها القوات المسلحة صواريخ أرضية مضادة للسفن، وطائرات مسيرة هجومية مسيرة متطورة، وزوارق هجوم سريعة مزورة بالصواريخ والقذائف والألغام، وقوارب مسيرة متفجرة وفرق كوماندوز منقولة بطائرات هيليكوبتر، وغواصين قتاليين، إضافة للصواريخ الباليستية المجنحة، بتخطيط دقيق وتنفيذ منسق، يهدف إلى زيادة الفعالية القتالية، وتقليل قدرة الرد من جانب العدو.

وخلال مرحلتي الرابعة والخامسة من التصعيد كشفت القوات المسلحة اليمنية في شهر يونيو الماضي عن ادخال أربعة أسلحة نوعية جديدة في معركة إسناد غزة وفي مواجهة ثلاثي الشر، وقد عكست الأسلحة الجديدة مدى التقدم التقني والعسكري للقوات المسلحة بما يعزز من قدرتها على الدفاع عن فلسطين واليمن.. وهي ـ زورق “طوفان المدمر ـ صاروخ “فلسطين” الباليستي ـ زورق “طوفان 1” المدمر المسيّر ـ صاروخ “حاطم 2” الباليستي الفرط صوتي ـ وطائرة يافا المسيرة.  

وقد مثلت هذه الأسلحة والتكتيكات قفزة نوعية في القدرات العسكرية اليمنية، وعزز من قدرتها في تنفيذ عمليات عسكرية متقدمة ومتنوعة في إطار دعم واسناد غزة ومواجهة كل التحديات في المنطقة.

 

تصاعد العمليات من الاحتجاز إلى الاقتحام والتفخيخ والتفجير

استخدمت القوات المسلحة اليمنية استراتيجية تصاعدية وتكتيكات مبتكرة في عمليات استهداف السفن المرتبطة بثلاثي الشر في البحار الثلاثة الأحمر والعربي والأبيض المتوسط وكذلك المحيط الهندي.

ففي شهر فبراير من العام الـ 2023م  اعلن اليمن قيادتا وشعبا مساندة غزة ولفلسطين بكل الطرق والوسائل الممكنة، بهدف الضغط على العدو الإسرائيلي بوقف العدوان على أهالي غزة، فكانت البداية بشن عمليات عسكرية باستهداف أم الرشراش (إيلات) بالطيران المسير والصواريخ البالستية والمجنحة، ومع استمرار العدوان على غزة واصرار العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر وفرض حصار على أهالي غزة، صعدت القوات المسلحة اليمنية ووسعت من عملياتها العسكرية لتشمل منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أو المتوجهة إلى مواني فلسطين المحتلة، وبعد شن عدوان الأمريكي و البريطاني على اليمن خدمتا للعدو الصهيوني، أعلنت اليمن دخول السفن الأمريكية والبريطانية ضمن الأهداف المشروعة للقوات المسلحة اليمنية، وقد نفذت الأخيرة عمليات عسكرية باستهداف السفن في البحار ـ الأحمر ـ العربي ـ الأبيض المتوسط ـ المحيط الهندي عبر مراحل تصاعدية كان أخرها المرحلة الخامسة للتصعيد، في ظل تطور في التصنيع العسكري اليمني والتي تخطت التقنيات الأمريكية، وتطورت العمليات خلال الأشهر العشرة من المساندة اليمنية لغزة من الاحتجاز إلى الاستهداف إلى الاقتحام وصولا إلى التفخيخ والتفجير.

 

عجز الأمريكي والبريطاني

وأثبتت العمليات البحرية اليمنية التأثير الكبير والمتصاعد وعجز وفشل الأميركي والبريطاني في منع العمليات التي أظهرت فيها القوات المسلحة اليمنية، براعة منقطعة النظير في استخدام الأسلحة البسيطة قليلة التكلفة، التي نجحت في تجاوز كل منظومات الاعتراض الموجودة على السفن، وهذه الديناميكية اليمنية، فرضت على الأمريكيين تقنية واستراتيجية بمواجهة تكتيكات القوات المسلحة اليمنية غير التقليدية والفعالة، القادرة على تحقيق أقصى تأثير ضد منظومات متقدمة ومكلفة.

ومن احدى التحديات التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية، استخدام الصواريخ والطائرات الميسرة التي تهدد السفن الكبرى مثل حاملات الطائرات، وخصوصاً في المياه الضيقة أو القريبة من الشواطئ، وهذا التحدي طرح سؤال حول مدى قدرة حاملات الطائرات على العمل بفعالية في ظل تهديدات غير تقليدية.

 

 

 

قد يعجبك ايضا