تدريبات عسكرية مشتركة في الساحل الغربي: خصوم صنعاء يواصلون تحشيدهم
بذريعة تجنيب صنعاء مأساة قطاع غزة، صعّدت القوى الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي تحريضها ضد عمليات «أنصار الله» في العمق الإسرائيلي، متهمةً الحركة باستدعاء عدوان إسرائيلي – أميركي – بريطاني لتدمير البنية التحتية لليمن وقتل اليمنيين. وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، اتجهت تلك القوى، وعلى رأسها حزب «الإصلاح»، إلى التشنيع على العمليات اليمنية بوصفها بـ«الإرهابية»، والتشكيك في صدق نوايا صنعاء في مساندة الشعب الفلسطيني، واتهام الحركة باستغلال تعاطف اليمنيين مع غزة لتنفيذ أجندات أخرى، منها تثبيت السيطرة على المحافظات الواقعة تحت سيطرتها. كما قلّلت هذه القوى من قدرات «أنصار الله» على مواجهة العدو الإسرائيلي.
كذلك، أيد مسؤولون في حكومة عدن، خطط الاغتيالات المعلنة من قبل العدو ضد قيادات «أنصار الله»، وهو ما قوبل بسخط شعبي واسع في مناطق سيطرة صنعاء، واعتبره مراقبون مقدمة لتحالف علني بين القوى اليمنية المناهضة للحركة والكيان الإسرائيلي، الذي لم يغفل حماس تلك القوى لشن حرب داخلية بالوكالة أيضاً، من خلال حديثه المتكرر عن ضرورة دعم الحكومة الموالية للتحالف، والتي سبق لوسائل إعلام عبرية أن كشفت عن وجود تواصل بين بعض أطرافها وبين تل أبيب. وفي هذا الإطار، كشف أكثر من مصدر مقرب من حكومة عدن، لـ«الأخبار»، عن ترتيبات يجريها حزب «الإصلاح» مع فصائل موالية للإمارات في الساحل الغربي ومأرب، للمرة الأولى منذ سنوات، تمهيداً لتصعيد محتمل. وأشارت المصادر إلى أن التقارب بين الطرفين جاء بإيعاز أميركي بهدف تنفيذ عملية برية خاطفة ضد قوات «أنصار الله».
وكانت صحيفة «الأمناء» المقربة من «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، أكدت وجود تحضيرات عسكرية تجريها قوى عسكرية موالية للتحالف لإطلاق العملية المشار إليها، مطلع العام الجديد، بدعم دولي. ونقلت عن مصدر وصفته بالرفيع قوله إن «استمرار تهديد الحوثيين المتصاعد للملاحة في البحر الأحمر، وما ألحقه ذلك من أضرار بالشعب اليمني، دفع إلى تشكل إجماع دولي على ضرورة التحرك عسكرياً لإنهاء الأزمة». وفي الموازاة، تحدث الباحث في «مركز واشنطن للدراسات اليمنية»، سيف المثنى، في منشور على «إكس»، عن أن «قوات فرنسية وأميركية تشرف على تدريب وحدات خاصة تابعة للقوات الموالية للتحالف في المحافظات الشرقية».
وسيكون من شأن هذا التوجه – في حال صحته – أن يعيد السعودية التي حاولت أخيراً تجنّب تداعيات الصراع إلى حلبته. ويعود ذلك إلى أن القوى العسكرية، ولا سيما السلفية منها، متواجدة في شرق اليمن، وخاصة في محافظة المهرة الخاضعة لقوات سعودية منذ عام 2018. وبحسب مصدر في «لجنة اعتصام قبائل المهرة» المناهضة للوجود العسكري السعودي في المحافظة الواقعة على الحدود اليمنية – العمانية تحدث إلى «الأخبار»، فإن السعودية، وبتنسيق مع الولايات المتحدة، دفعت نحو تشكيل فصائل عسكرية جديدة من عناصر التيار السلفي المتواجدين في مديرية حصوين وعدد من مناطق المهرة.
وبالتوازي مع ذلك، تُسجل ترتيبات عسكرية في جبهات تعز الواقعة تحت سيطرة حزب «الإصلاح»، والتي تشهد خروقات شبه يومية لاتفاق وقف إطلاق النار، وتحشيداً من طرفي الصراع تحسباً لمعركة واسعة. ويأتي هذا وسط استمرار حالة النفير العام الذي تعيشه صنعاء منذ أيام، بالتزامن مع استمرار حالة الاستنفار القبلي الذي تشهده محافظات صنعاء وعمران وحجّة وذمار والمحويت وصعدة، في إطار الاستعداد لردع أي تصعيد برّي من قبل القوى الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، ولا سيما بعد تردّد أنباء عن توجه أميركي – إسرائيلي للحصول على ضوء أخضر من مجلس الأمن لضرب اليمن.