تحية يمنية الى وزير الإعلام اللبناني -رسمياً وشعبياً “مع قرداحي ضد الترهيب”.
تصدّر وسما “#جورج_قرداحي”، و”#مع_قرداحي_ضد_الترهيب” في لبنان، وأيضاً وسم “#نعم_جورج_حرب_اليمن_عبثية” في اليمن، وذلك تضامناً مع وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
ظهر وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، في البرنامج التلفزيوني “برلمان الشعب” قبل شهر من تسلمه منصب وزير، وصرّح بأنّ “جماعة أنصار الله تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات”، واصفاً الحرب في البلاد بـ”العبثية”.
لم تحصل ضجةً حينها على تصريحات قرداحي، لكن فجأةً وقبل يومين، انتشرت هذه التصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة، الأمر الّذي أثار تفاعلاً كبيراً محلياً ودولياً، وخاصةً في اليمن، حيث انقسمت الآراء بين مؤيّد ومعارض لتصريحاته، فيما صرّح قرداحي بأنّه لم يخطئ بحق أحد، ولن يعتذر من أحد.
الاعتراض على كلام قرداحي وصل إلى حدّ مطالبة الحكومة اللبنانية من قبل ناشطين محليين ودوليين بإقالته من منصبه، ومطالبته هو أيضاً بالاعتذار، باعتبار أنّ تصريحاته “تسيء للسعودية ودول الخليج”، وتؤثر على العلاقات المشتركة بين لبنان وتلك البلاد.
على إثر ذلك، دعى عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، في تغريدة له على موقع تويتر “الناشطين الأحرار” إلى التفاعل والتضامن مع وزير الإعلام اللبناني عبر وسم “#نعم_جورج_حرب_اليمن_عبثية”.
وبالتزامن، تصدّر وسما “#جورج_قرداحي”، و”#مع_قرداحي_ضد_الترهيب”، قائمة الوسوم في لبنان لليوم الثاني على التوالي.
هذا وتفاعل الناشطون تحت هذه الوسوم بشكل واسع وكبير تضامناً مع قرداحي، حيث نشر العديد منهم تصريحات قرداحي مرفقةً مع صور مؤثّرة تظهر معاناة الشعب اليمني نتيجة عدوان التحالف السعودي عليه، والدمار التي خلّفته هذه الحرب في اليمن.
ونشرت ناشطة صوراً تظهر نتائج الحصار السعودي على الشعب اليمني، والذي يحرمهم من الحصول على أدنى حقوقهم مثل الطبابة والطعام، مرفقة الصور بعبارة: “نتائج تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن تحت مسمى إعادة الشرعية المزعومة!”
أمّا الناشط يحيى الحديد فقال: “عندما اعتقلت السعودية رئيس وزارء لبنان الأسبق سعد الحريري وعذبته، لم يطالبها أحد بالاعتذار، ولكن عندما انتقد جورج قرداحي حرب اليمن وقفت حكومات الخليج وأعلامها على رجل ونص تطالب بإقالته من منصبه”، متسائلاً ما إذا كانت هذه هي السيادة التي يطالبون الآخرين باحترامها؟”
وقال عبد الغني علي الزبيدي إنّه “إذا تم إقالة جورج قرداحي من منصبه فأنا أتمنى على الحكومة اليمنية في صنعاء منحه الجنسية اليمنية وتعيينه في منصب ولو شرفي بحكومة صنعاء وصرف كامل المستحقات التي يستلمها في منصبه بلبنان” مضيفاً أنّ تلك الخطة تعتبر “رسالة للسعودية أن اليمن لا تتخلى عن الاحرار”.
وتحت وسم “#مع_قرداحي_ضد_الترهيب” ، قال الناشط علي نكر إنّ “صاحب كلمة الحق لا يتراجع ولا يعتذر”.
وأضاف ناشط آخر تحت الوسم ذاته أنّ “جورج قرداحي ربح قلوب الملايين من الأحرار في العالم”، وذلك بعد التصريحات التي أدلى بها.
كذلك أوضح ثائر الدر في تغريدة له أنّ ما قاله الوزير جورج قرداحي، “يقوله يومياً أغلب الشعب اللبناني ممن شهدوا مجازر صهيونية شبيهة بتلك التي ينفذها العدوان الأميركي السعودي ضد الأبرياء في اليمن، وشهدوا احتلالاً صهيونياً لأرضهم شبيه بالإحتلال السعودي للأرض اليمنية، وعليه، فإنّ هذا “الأغلب” اليوم هو #مع_قرداحي_ضد_الترهيب”.
بموازاة ذلك، أشاد وزير الإعلام في حكومة صنعاء ضيف الله الشامي، بما وصفه بـ”الموقف الحر والمشرّف” لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، بشأن العدوان على اليمن، والتي اعتبرها “حرباً عبثية يجب أن تتوقف”.
كما استغرب وزير الإعلام اليمني الحملة التي يتعرض لها الوزير قرداحي من قبل “المأزومين والمنخرطين في صف تحالف العدوان الأميركي السعودي على اليمن، وأيضاً المؤيدين للتطبيع مع العدو الصهيوني”.
من جهته، أعلن قرداحي التزامه التام بالبيان الوزاري للحكومة، قائلاً :”ملتزم بالحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، ولا سيما السعودية ودول الخليج واليمن”.
ولفت إلى أن “الحديث الذي تمّ بثّه جرى قبل أسابيع من تأليف الحكومة، وكنت أدليت به بصفة خاصة”.
وحول الاعتذار الذي طُلب منه تقديمه، أشار الوزير اللبناني إلى أن “لديّ الشجاعة الأدبية لأن أعتذر عن خطأ ارتكبته أثناء وجودي في الوزارة بصفة رسمية”.
تضامنت جهات سياسية وفعاليات يمنية بشكل كامل مع وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ضد حملة التشهير التي يتعرّض لها نتيجة الموقف الذي اعتبرته عروبيًا وأخلاقيًا ومشرّفًا والذي أكد فيه أن حرب اليمن عبثية ويجب أن تتوقف.
عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي تساءل في تغريدة “إذا كانت تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي مثّلت إساءة لدول التحالف السعودي، فبمَ توصف الحربُ على اليمن؟”.
وقال “إذا كانت التصريحات تتنافى مع الأعراف -بحسب زعم السعودية- فبمَ توصف الحرب والحصار من قبل السعودية على الشعب اليمني؟”.
وأرفق الحوثي تغريدته بهاشتاغ: “نعم جورج حرب اليمن عبثية”، وطالب كافة الأحرار بالتفاعل مع الوسم.
وزير الكهرباء
من جهته، وزير الكهرباء في حكومة صنعاء أحمد العليي وجّهَ تحية إلى قرداحي لمواقفه تجاه اليمن أرضًا وشعبًا، واستنكر الحملة الإعلامية الشرسة ضدَّه.
وزير الإعلام
بدوره، أشاد وزير الإعلام في حكومة صنعاء ضيف الله الشامي بالموقف الحر والمشرّف لقرداحي بشأن العدوان على اليمن.
واستنكر الشامي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الهجمة التي تعرّض لها الوزير اللبناني على خلفية موقفه الذي عبّر عنه من خلال إحدى القنوات الفضائية، وتأكيده استمرار موقفه من الحرب على اليمن.
عضو المكتب السياسي لأنصار الله
كما علّق عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبد الملك العجري على تصريحات قرداحي، وقال في تغريدة على “تويتر” إن ردة الفعل السعودية كانت مبالغة، مضيفًا: “دولة مثل السعودية يفترض تتعامل مع كل أزمة بما تستحقه لكن العقلية المتشنجة الاستعلائية تحول أبسط خلاف لأزمة صفرية غير قابلة للحل وهو ما حصل في اليمن”.
وتابع: “حينها لم يكن هناك ما يستدعي هذه الحرب العبثية، على حد وصف الحر قرداحي، وكان هناك استعداد من قبلنا لحل أي خلاف أو مخاوف بطرق سلمية وباقل الخسائر”.
وأردف: “لا ننسى إعلان تضامننا الكامل مع الوزير اللبناني والنجم الاعلامي جورج قرداحي الذي عبر عن موقف هو في الواقع موقف اغلبية الشعوب العربية”.
اتحاد الإعلاميين يتضامن مع قرداحي ويدعو لتحرك إعلامي لفضح جرائم السعودية
دعا اتحاد الإعلاميين اليمنيين، إلى تحرك إعلامي عربي ودولي واسع لفضح جرائم العدوان الأمريكي السعودي الذي تشارك فيه الإمارات وبريطانيا على الشعب اليمني منذ سبعة أعوام، مترافقا مع حصار شامل منع وصول الوقود والغذاء والأدوية والاحتياجات الضرورية لملايين المدنيين.
وأكد الاتحاد في بيان له تضامنه مع وزير الإعلام اللبناني، الإعلامي القدير جورج قرداحي، في مواجهة الحملة الشعواء التي أطلقتها الأبواق “السعودية- الخليجية” على خلفية تصريحات قال فيها “إن الحرب على اليمن عبثية يجب أن تتوقف”.
واعتبر الاتحاد ردة الفعل الهستيرية على تصريحات الإعلامي قرداحي تشير إلى أهمية الكلمة وقوتها على النظام السعودي الذي يستبيح البلاد العربية دون هوادة، لافتا إلى أن هذه التصريحات تفتح الأعين على ما فعلته السعودية وحلفائها من جرائم وممارسات في اليمن خلقت أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم.
وأشار إلى أن حملة الترهيب والتهديد السعودية ضد وزير الإعلام اللبناني، تأتي في سياق الأساليب الهمجية التي انتهجتها مملكة آل سعود، ضد النخب الإعلامية والصحفية الحرة، بهدف تكميم الأفواه، إزاء الجرائم المروعة بحق الشعب اليمني، واتبعت في ذلك أساليب عدة وصلت إلى حد التصفية الجسدية.
وقال رئيس الاتحاد، عبدالرحمن الأهنومي “نتوجه بالتحية لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، وكل الإعلاميين والصحفيين الأحرار اللبنانيين والعرب، الذين وقفوا بكل مسؤولية ضد جرائم السعودية وحربها على الشعب اليمني”.
وأضاف: “على كل إعلامي وصحفي ألا يتعامى عن جرائم السعودية التي ارتكبتها طيلة سبع سنوات من قتل متعمد للمدنيين، وتدمير للأعيان والبنى التحتية، وترويع للسكان”.
وأشار إلى أن السعودية تعمدت استهداف المدنيين في الأسواق والأعراس والصالات والطرق والمنازل والأحياء وحتى الطلاب في المدارس والمرضى في المستشفيات، وقصف وتدمير مخازن ومصانع الغذاء وخزانات ومضخات المياه، ومحطات الكهرباء والموانئ والمطارات ووسائل الإعلام، وكل مقومات الحياة، مطمئنة إلى أنها قد اشترت صمت وأصوات النخب الإعلامية والصحفية.
وشدد الأهنومي، على ضرورة التحرك العاجل لكشف جرائم العدوان السعودي في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتحريك دعاوى دولية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وعلى رأسهم محمد بن سلمان وبن زايد وكل المتورطين فيها.
وأشار إلى أن السعودية جندت جيوش من الكتاب والإعلاميين العرب، انخرطوا في الحروب والمعارك الإعلامية لإيجاد غطاء إعلامي واسع للجرائم التي تمارسها ضد الشعب اليمني، من خلال عشرات الصحف والمجلات والمحطات الممولة منها على نحو مباشر أو غير مباشر.
ولفت إلى أن السعودية صنفت النخب الإعلامية والصحفية والحقوقية بين المطلوب شراء “صوتهم” أو شراء “صمتهم”، وبين المطلوب استهدافهم.
وأضاف: “إذا كان النظام السعودي والخليجي بشكل عام استطاع احتواء غالبية النخبة العربية، بوسائل الإغراء تحت مسميات مختلفة، وبوسائل وطرق متعددة، فإنها ستكون أضعف من إعلامي حر ومسؤول يقول كلمته بكل مسؤولية، وهذه الفرصة فتحت نافذة واسعة لكل الشعوب العربية للاطلاع على ما فعلته السعودية في اليمن من فظائع وبشاعات”.