تحليل عسكري: كيف يمكن طرد حاملة الطائرات “روزفلت” من البحر الأحمر بخطة هجومية محكمة؟

 

تُعد حاملات الطائرات الأمريكية من أبرز أدوات القوة البحرية الأمريكية، حيث تمثل قاعدة عسكرية متحركة قادرة على تنفيذ عمليات واسعة النطاق في أي مكان بالعالم.

ولكن، كما أثبتت التجارب السابقة، يمكن لهذه السفن العملاقة أن تكون عرضة للهجمات المنظمة والمتقنة فمن خلال الاستراتيجية العسكرية المتقدمة يمكن طرد حاملة الطائرات “روزفلت” من البحر الأحمر، بالاستفادة من الدروس المستفادة من الهجوم على “إيزنهاور”.

 

نقاط الضعف في حاملة الطائرات

على الرغم من كون حاملة الطائرات “روزفلت” مزودة بأنظمة دفاعية متقدمة، فإنها تحتوي على بعض نقاط الضعف التي يمكن استغلالها في هجوم منظم بدء بالسطح الطائر هو المكان الذي تتم فيه عمليات الإقلاع والهبوط للطائرات ويعتبر هدفًا كبيرًا ومكشوفًا، وإذا تعرض للهجوم، يمكن أن يتسبب في تعطيل عمليات الطيران بشكل كبير وكذلك مراكز القيادة والسيطرة والتي تحتوي على المعدات الإلكترونية وأنظمة التحكم التي تدير العمليات على متن الحاملةو استهداف هذه المراكز يمكن أن يشل قدرة الحاملة على التنسيق والتحكم في العمليات

كذلك انظمة الدفع والطاقة هي الأساس في تشغيل الحاملة فاستهداف هذه الأنظمة يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الحركة والطاقة، مما يجعل الحاملة عرضة للهجوم وغير قادرة على المناورة واخيرا مستودعات الذخيرة والوقود وهذه المستودعات تحتوي على مواد شديدة الانفجار والحساسية ضربها يمكن أن يؤدي إلى تفجيرات كبيرة وضرر بالغ في الحاملة.

 

استخدام الاسلحة بشكل استراتيجي

يمتلك الجيش اليمني مجموعة متنوعة من الأسلحة المتطورة التي يمكن استخدامها بشكل استراتيجي لطرد حاملة الطائرات “روزفلت” من البحر الأحمر وذلك باستخدام تكتيكات منسقة تعتمد على الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والمجنحة والطوربيدات والألغام البحرية الذكية والزوارق المسيرة يمكن أن يشل دفاعات الحاملة ويجبرها على الانسحاب. وذلك من خلال  استخدام كل من هذه الأسلحة في إطار استراتيجية شاملة

 

الطائرات المسيرة

يمكن استخدام أسراب من الطائرات المسيرة الصغيرة لإشغال أنظمة الدفاع الجوي على الحاملة والسفن المرافقة لها ويمكن أن تكون هذه الطائرات مزودة بأجهزة تشويش إلكتروني لتعطيل أنظمة الرادار والاتصالات الاستطلاع وكذلك استخدام طائرات مسيرة مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار لجمع المعلومات الاستخباراتية حول مواقع الدفاعات ونقاط الضعف في الحاملة

هذه المعلومات يمكن أن توجه الهجمات الصاروخية والبحرية بدقة أكبر كذلك تجهيز بعض الطائرات المسيرة بمتفجرات صغيرة لاستهداف نقاط ضعف محددة على الحاملة، مثل أجهزة الرادار أو أنظمة الدفاع

 

 الصواريخ الباليستية والمجنحة

  إطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى لضرب الحاملة من مسافات آمنة هذه الصواريخ يمكن أن تحمل رؤوس حربية قوية قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية للحاملة

كذلك إطلاق عدد كبير من الصواريخ الباليستية في نفس الوقت لتشتيت أنظمة الدفاع الجوي وإرباكها، مما يزيد من فرصة إصابة الأهداف

استخدام الصواريخ المجنحة لتنفيذ هجمات دقيقة على نقاط ضعف محددة، مثل مستودعات الذخيرة أو أنظمة الدفع والطاقة هذه الصواريخ تتميز بدقتها العالية وقدرتها على التحليق على ارتفاعات منخفضة لتجنب الرصد وبالتالي فان نسيق إطلاق الصواريخ المجنحة مع الهجمات الباليستية لزيادة الضغط على الدفاعات وتحقيق أقصى قدر من الضرر.

 

استخدام الطوربيدات

الطوربيدات يمكن أن تستهدف الأنظمة تحت الماء، مثل أنظمة الدفع والمراوح، مما يؤدي إلى تعطيل حركة السفينة  فإطلاق عدة طوربيدات من اتجاهات مختلفة في وقت واحد لإرباك الدفاعات البحرية وجعل من الصعب التصدي لها جميعًا

 كذلك زرع الألغام البحرية الذكية في المناطق المحيطة بمسار الحاملة المحتمل هذه الألغام يمكن أن تنفجر عند الاقتراب منها، مما يتسبب في أضرار جسيمة للسفينة.

زرع الألغام في المناطق الاستراتيجية يمكن أن يجبر الحاملة على تغيير مسارها، مما يزيد من فرصة تعرضها لهجمات أخرى

تجهيز الزوارق المسيرة بالمتفجرات واستخدامها لتنفيذ هجمات انتحارية على الحاملة والسفن المرافقة لها هذه الزوارق الصغيرة سريعة الحركة وصعبة الكشف مما يزيد من الضغط على الأنظمة الدفاعية ويتيح للهجمات الأخرى فرصة أكبر للنجاح

 

تغيير الاستراتيجية

البحرية الأمريكية ربما لديها معلومات عن استراتيجية الهجمات السابقة التي تمكنت  من خلالها البحرية اليمنية من طرد حاملة الطائرات “إيزنهاور”، مما يفرض على الجيش اليمني ضرورة استخدام استراتيجية مختلفة لمواجهة التحركات المستقبلية.

هذه المعلومات يمكن أن تكون قد ساهمت في تطوير تكتيكات مضادة لدى القوات الأمريكية، مما يجعل من الضروري على الجانب اليمني الابتكار في أساليبه وتكتيكاته الهجومية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

فاستخدام استراتيجية جديدة قد يتضمن تكتيكات غير متوقعة، تعتمد على تنسيق الهجمات من عدة اتجاهات واستخدام مزيج من الأسلحة والتكتيكات المتقدمة لإرباك الدفاعات الأمريكية واستنزاف مواردها.

ينبغي أن تتسم هذه الاستراتيجية بالمرونة  مع التركيز على الحفاظ على عنصر المفاجأة وإرباك الدفاعات لتحييد قدراتها على التصدي الفعال للهجمات.

ولضمان نجاح الهجوم على حاملة الطائرات روزفلت يمكن استخدام تكتيكات استراتيجية يمكن من خلالها طرد روزفلت ومن هذه التكتيكات :

 

تكتيكات الهجمات التشتيتية

 هي جزء أساسي من استراتيجية الهجوم المتزامن على حاملة الطائرات “روزفلت”والهدف من هذه الهجمات هو إرباك أنظمة الدفاع الأمريكية وتشتيت انتباهها عن الهجوم الرئيسي، مما يزيد من فرص نجاح الضربات الأساسية والغرض من الهجمات التشتيتية إرباك الدفاعات  وتشتيت انتباه أنظمة الدفاع الجوي والسفن المرافقة لحاملة الطائرات. عندما تكون الدفاعات مشغولة بالتعامل مع هجمات صغيرة ومنتشرة، يكون من الصعب عليها التركيز على التهديد الرئيسي.

الدفاعات الأمريكية لديها موارد محدودة مثل الصواريخ الاعتراضية والمدافع المضادة للطائرات. الهجمات التشتيتية تهدف إلى استنزاف هذه الموارد قبل بدء الهجوم الرئيسي

فمثلا إطلاق أسراب من الطائرات بدون طيار  لإشغال أنظمة الدفاع يمكن أن تكون هذه الطائرات مزودة بأجهزة تشويش إلكترونية أو حتى متفجرات صغيرة، ولكن الغرض الرئيسي هو خلق عدد كبير من الأهداف الصغيرة التي تحتاج إلى التعامل معها

هذه الطائرات بدون طيار يمكن أن تحمل أجهزة تشويش إلكتروني لتعطيل أنظمة الرادار والاتصالات على الحاملة والسفن المرافقة وهذا يزيد من إرباك الدفاعات ويقلل من قدرتها على التنسيق

يجب تنفيذ الهجمات التشتيتية قبل الهجوم الرئيسي بوقت كافٍ لإرباك الدفاعات ولكن ليس بشكل يتيح لها إعادة التمركز والرد بفعالية فالتوقيت الدقيق أمر حاسم في هذا السياق كذلك يجب أن تكون الهجمات التشتيتية منسقة جيدًا مع الهجوم الرئيسي على سبيل المثال، يمكن أن تبدأ الهجمات التشتيتية على الأطراف أو الزوايا، بينما يركز الهجوم الرئيسي علىالنقاط الضعيفة

  مع انشغال أنظمة الدفاع بالتعامل مع الطائرات بدون طيار الصغيرة، تكون الدفاعات أقل قدرة على التركيز على الصواريخ الباليستية أو المجنحة أو الزوارق الهجومية السريعة القادمة في الهجوم وهذا يزيد من فرصة النجاح

بفضل الهجمات التشتيتية، تكون الدفاعات قد استنزفت بعض مواردها وأصبحت أقل فعالية، مما يتيح للهجوم الرئيسي فرصة أكبر للنجاح وتحقيق أهدافه بدقة

الخلاصة ان الهجمات التشتيتية باستخدام الطائرات بدون طيار الصغيرة هي أداة فعالة لإرباك وتشتيت انتباه الدفاعات الأمريكية قبل الهجوم الرئيسي فتفيذ هذه الهجمات بشكل منسق ومدروس يزيد من فرص نجاح الضربات الأساسية وتحقيق الأهداف المرجوة هذا النهج يعتمد على التوقيت الدقيق والتنسيق العالي بين الوحدات المختلفة لضمان أقصى تأثير على الدفاعات المعادية.

 

تكتيكات الهجوم المتزامن

لضمان فعالية الهجوم على حاملة الطائرات “روزفلت”، يجب أن يتم تنفيذ الهجوم من عدة اتجاهات في وقت واحد.

هذا النهج التكتيكي يهدف إلى إرباك الدفاعات الأمريكية وجعل من الصعب عليها التصدي لجميع التهديدات في وقت واحد فمثلا يتم إطلاق الصواريخ من عدة مواقع جغرافية مختلفة، بحيث تأتي الهجمات من زوايا واتجاهات متعددة.

هذا يصعب على أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية حساب مسار الصواريخ والتصدي لها جميعًا  استخدم الطائرات بدون طيار لتنفيذ هجمات من اتجاهات متعددة

يمكن إطلاق أسراب من الطائرات بدون طيار من زوايا مختلفة للهجوم على نقاط ضعف محددة في الدفاعات الأمريكية

يتم إرسال زوارق هجومية سريعة من عدة اتجاهات لمهاجمة حاملة الطائرات والسفن المرافقة لها هذه الزوارق الصغيرة يمكن أن تتسلل بين السفن الكبيرة وتنفذ هجمات مباغتة

الهجمات المتعددة الاتجاهات تجبر الدفاعات الأمريكية على تشتيت جهودها والتركيز على عدة أهداف في وقت واحد، مما يزيد من فرصة مرور بعض الهجمات بدون اعتراض.

لضغط المتزايد الناتج عن الهجمات من اتجاهات متعددة يمكن أن يؤدي إلى إرباك الطاقم الدفاعي وجعلهم يتخذون قرارات سريعة وغير دقيقة وهنا يجب تنسيق توقيت الهجمات بحيث تصل إلى الأهداف في نفس الوقت أو بفارق زمني بسيط فهذا يضمن أن تكون الدفاعات مشغولة بأكثر من تهديد في نفس اللحظة.

ويجب أن تكون الهجمات متكاملة، حيث تدعم الطائرات بدون طيار والصواريخ والزوارق الهجومية بعضها البعض على سبيل المثال، يمكن أن تشغل الطائرات بدون طيار أنظمة الدفاع الجوي، بينما تتوجه الصواريخ والزوارق لتحقيق ضربات مباشرة

عند تنفيذ الهجمات المتزامنة بشكل جيد، يمكن أن تتسبب في شل حركة الدفاعات الأمريكية، مما يجعلها غير قادرة على التصدي لكل التهديدات بفعالية

وبالتالي الاهم هنا التنسيق العالي بين العناصر المختلفة للهجوم يزيد من فرص نجاح الضربات وتحقيق الأهداف المحددة، مثل تدمير أجزاء حيوية من حاملة الطائرات أو إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية للسفينة.

الهجمات المتعددة الاتجاهات هي استراتيجية فعالة لإرباك الدفاعات وجعلها غير قادرة على التصدي لجميع التهديدات في وقت واحد. يتطلب هذا النهج تنسيقًا عاليًا بين الوحدات المختلفة واستخدامًا متكاملًا للأسلحة والتكتيكات، مما يزيد من فرص نجاح الهجوم وتحقيق الأهداف المرجوة.

 

كامل المعمري / عرب جورنال.

قد يعجبك ايضا