“تحليل “السعودية من الهجوم سابقاً الى الدفاع حالياً الى التعبئه العامه قريباً ..واقع أخر قوة من الحرس الوطني السعودي إلى نجران ..
الحقيقة / أحمد عايض أحمد
مقدمة..
قراءة تحركات العدو وتحليل خططه واهدافه والنتائج التي حصدها سواء سلبيه عليه او ايجابيه لصالحه هي واجب مهم لكسر حاجز الجهل ويبقى المواطن في وعي عسكري كامل وشامل وذلك لتحفيز تحرك المواطن الجاد والمسوؤل تجاه الوطن والشعب الذي ينتمي اليه…
**********
استدعاء قوات الحرس الوطني السعودي….
اي بلد بالعالم له قوة احتياط قتاليه مع اختلاف اسمائها من بلد لاخر وتسمى في اليمن وسوريا ومصر بالحرس الجمهوري وتسمى في السعودية وامريكا بالحرس الوطني وتسمى ببريطانيا بالحرس الملكي..اذا هُزمت القوة الرئيسيه وعلى وشك الانهيار يتم استدعاء قوات الاحتياط القتاليه للمشاركة في الحرب ..بطبيعة الحال عند استدعاء قوات الاحتياط تبقى حالة الاستدعاء دفاعيه في الغالب وليست هجومية وبغض النظر عن طبيعة الحرب هل كانت القوة الرئيسيه في البداية هجومية ثم خسرت المعركة وانتقلت الى حالة دفاع او دفاعيه فانهارت امام الهجوم فطلبت المساندة من قوات الاحتياط لتفادي الهزيمة الشامله.. وفي كلتا الحالتين لايتم استدعاء قوات الاحتياط الا في حالة خسارة القوات المسلحة المعركة وهذا ماحدث مع الجيش السعودي…
********
السعودية تدفع باخر قوة احتياط قتاليه من الحرس الوطني...
ليست هي المرة الاولى التي تزج السعودية بقوات الحرس الوطني في معارك جيزان ونجران وعسير.وهي المرة الثالثه التي يتم مليء الفراغ في الجبهات بقوات الحرس الوطني لان الجيش السعودي بات عاجزا تماما في مواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبيه ومهما حاول الاعلام السعودي والخليجي تغطية العجز العسكري والنقص العددي والالي لتفادي الهزيمة الواضحه فالميدان يكشف الواقع الاسود الذي يعيشه الجيش السعودي جراء الخسائر الكبير والفادحه التي تلقاها في المعارك مع الجيش واللجان ومن جانب اخر كافة قوات الحرس الوطني التي شاركت في المعارك منذ عام ونصف تم سحقها وتمزيقها من قبل الجيش واللجان وخصوصا بنجران وجيزان وهي المنطقتين التي انتشرت فيه قوات الحرس الوطني بكثافة تتجاوز 80% من حجم قوات الحرس الوطني..
*********
اسباب استدعاء اخر ترسانة الحرس الوطني السعودي للمشاركة…
كان هذا الاستدعاء اجباري وقاتل وخصوصا ان تفريغ الوسط والشمال والشرق السعودي من قوات قتاليه رئيسيه بمثابة انتحار للنظام السعودي ومغامرة غير محسوبه على الامن القومي السعودي “الجبهه الداخليه” كون الحرب مفتوحه مع اليمن وستبقى مفتوحه وسقفها القادم سيطال الجبهه الداخليه واسباب هذا الاستدعاء هي الاتي:
*دعوة السيد القائد لشعب الجزيرة العربيه لم تكن دعوة فحسب بل قرار حرب اقليمي في قالب دعوة لشعب الجزيرة العربيه ان ينتفض واليمن يمد يد المساعدة لهم في التحرر من النظام السعودي وازالته وهذه الدعوة اُخذت من النظام السعودي بجدية عاليه وبخوف كبير
*ادراك النظام السعودي ان اليمن بات في وضع عسكري يمكنه من اتخاذ قرار ضرب الجبهه الداخليه السعودية ونقل المعركة بشكل كامل الى قلب السعودية. وهذا اعتراف سعودي عسكري بان ميزان القوة تغير لصالح اليمن واصبح الجيش السعودي لم يعد جيش قادر الحرب وعلى التصدي للحسابات العسكرية اليمنيه المنصوبه خارج اليمن …
*رسالة تطمين للشعب السعودي ان القوة العسكرية في حاله جيده ورسالة تحذير لشعب الجزيرة العربيه بعدم الاقدام على اي خطوة تهدد المملكة تلبية لدعوة السيد القائد … وهما رسالتين فاشلتين تماما.
*وجود استجابة من شعب الجزيرة العربيه لدعوة السيد القائد وان لم تكن واضحة لنا كيمنيين وعرب ومسلمين ولم تظهر للعلن ولكن هي واضحة جداً لاجهزة الاستخبارات السعودية بان الدعوة دخلت كل منزل وأثرّت على نفوس وعقول شعب الجزيرة العربيه واصبحوا يفكروا بجديّه للقادم بطريقة مختلفه ومناقضه لتوجهات النظام السعودي وخصوصا بعد ماشاهدوا تصرفات النظام السعودي وجيشه تجاه منازلهم ومزارعهم وتعامله معهم كمواطنين من الدرجة الثانيه في ظروف الحرب والسلم.
*التقارير الاستخبارية السعوديه والامريكيه تنذر وتحذر من حشود عسكرية يمنيه جديده وقويه واسمتها بين قوسين “قوات النخبه المحترفه للحوثيين تتحرك باتجاه عسير ونجران” اي على جبهات ماوراء الحدود وفق مانشره صحفيين واعلاميين سعوديين نقلا عن الاعلام الامريكي ونشرته الصحف السعودية..
***************
النتائج الحتمية..
الحرس الوطني السعودي ومشاركته بالنسبة للجيش واللجان ليست بجديده فهو مشارك من اليوم الاول وتكبد خسائر كبيره واكبر حملة عسكرية للحرس الوطني تم الترويح لها اعلاميا على مدى اسابيع قبل اشهر وهي التي قدمت الى نجران وكان مصيرها السحق والتدمير ومالتعزيزات الجديده الا صنع خسائر جديده بصفوف قوات النظام السعودي وبسقف اعلى واعلى..ولن يحشد النظام السعودي قوه كما حشدها منذ اليوم الاول ضد اليمن وتبخرت كما يتبخر الماء بواسطة اشعة الشمس…لذلك النتيجة الحتمية هي النزال الاخير والمصيري لقوات النظام السعودي التي مصيرها الهزيمه..اما النتيجة الثانيه فهي مرعبه فخسارة معركة اخرى بالنسبة للنظام السعودي بعقر داره تعني فتح جنوب المملكة على مصراعيه للجيش واللجان بدون جيش يحميها من الزحف اليمني…
*********
من الهجوم الى الدفاع الى التعبئه العامة الاجباريه ……
الجميع يعلم ان العدوان في بدايته كان في ذروة وحشيته الهجومية ضد الشجر والحجر والانسان في اليمن متباهيا باسلحته البريه والجويه والبحرية المتطورة واثقا بتحقيق النصر وخصوصا ان الاسناد الامريكي والبريطاني والعربي كبير وغير مسبوق لذلك كانت المغامرة العدوانيه غير محسوبه وغير مدروسه .فشل الهجوم العدواني وتصدى الجيش واللجان لهذا الهجوم وتم امتصاصه مع مرور الحرب لعدة اشهر كانت صدمه وصفعه للسعوديه وتحالفها المأزوم..ثم انتقلت السعوديه تدريجيا الى مرحلة الدفاع ولازالت في مرحلة الدفاع الى اليوم هذا من جانب ومن جانب اخر كانت تفرض شروط استسلام على اليمن ثم تخلت عن الشروط واستبدلتها بتنازل من الطرفين ثم تغير حال الميدان لصالح الجيش واللجان بمستوى اكبر وصلت الى درجة تغيير قلب ميزان القوة بشكل كامل ورسم خارطة جديده وادى ذلك الى دفع السعودية الى تقديم شكوى رسميه ضد اليمن وهذا نابع من واقع عسكري سعودي منهار تماما.انتقل السيد القائد الى مرحلة رفع سقف الحرب ضد النظام السعودي بنقل المعركة الى الداخل السعودي بقوة بدأت بالدعوة وستليها الحرب الهجومية المنقوله و المتصاعدة بشكل تدريجي وهذا مااستدعى من السعودية الى الزج باخر قوة عسكرية قتاليه رئيسيه تمتلكها.. هذه هي الحقيقة المؤلمة للشعب السعودي الذي اما يتجاهلها او لايعلم بها ومع قادم الايام ستتجه السعودية وبشكل علني الى التعبئه العامة الاجباريه وهذا اخر سلاح سيلجأ اليه النظام السعودي للدفاع عن وجوده وليس الدفاع عن السعودية أو استدعاء قوات اجنبيه للدفاع عن السعوديه كما حدث في حرب الخليج..متى .. اليمن سيحدد ذلك
**********
التداعيات..
نقل الجيش اليمني المعركة الى الداخل السعودي كمسرح حرب سيزعزع استقرار دول الخليج وستخلق فوضى في الشارع لربما يستغلها المتطرفين في استهداف الشعوب الخليجيه وليس الانظمه الغير مأسوف عليها وهذا مايقلق الغرب وامريكا هو سقوط الانظمه الخليجيه..فهذه تداعيات خطيره جدا وغير مستبعده ابدا ووارده وحتمية حدوثها ان قرر القائد رفع سقف المعركة ضد النظام السعودي تحت مسمى”تحرير شعب الجزيرة العربيه من النظام السعودي”..هذه امور ليس مبالغ فيها ابدا.فما كان مستحيل باليمن .جعله اليمنيين غير مستحيل .. خصوصا ان الجيش واللجان يخوضون المعركة وفق استراتيجية شاملة ثابته تنفذ بحذافيرها رغم المتغيرات الا انها لم تتغير وهذه هي حرب النفس الطويل “استنزاف العدو وقلب موازين القوه وتحقيق النصر لليمن والهزيمة للعدو والتصدي لكافة السلبيات والتداعيات الانعكاسيه بقوة وحزم”
************
الختام..
واقع الميدان شيء وواقع الاعلام الغازي شيء اخر.اي نظام مهما كانت قوته الماليه والعسكرية يسقط حجر حجر بدون ان يشعر المواطن البسيط..اما النظام السعودي فهو متجه الى السقوط النهائي اذا استمر في غباءه العدواني ضد اليمن. فاليمن بات صاحب الكلمة والقيادة والسيطرة في الحرب الدائرة ضده وسينهيها مقاتليه الاشاوس لصالح بلدهم هذا خيارهم الوحيد ولاثاني له “النصر” .العدوان على اليمن، بما يتضمنه من خسائر عسكريه كبرى للغزاه تتضاعف سياسياً واقتصاديا، لا يمكنها ان تغيب عن ذهن النخبة النجدية، التي غامرت وتشجعت بغباء على شن العدوان ، وحرّضت عليها ولاتزال في اكثرها، وإن كانت بدأت تشعر بتداعياتها السلبية، الى حدّ الخوف من اكتمال مشهد الهزيمة الماحقة، وتخلخل النظام السعودي السياسي، ان لم يكن سقوطه..