تحليل أوّلي : ما الذي يريده الإسرائيلي من عدوانه الغبي على صنعاء والحديدة؟!!.. وكيف تمكنت طائرة مدنية “اليمنية” خلال دقائق من احباط الغايات الإسرائيلية من الضربة..
ما الذي يريده الإسرائيلي من عدوانه الغبي على صنعاء والحديدة؟!!.. وكيف تمكنت طائرة مدنية “اليمنية” خلال دقائق من احباط الغايات الإسرائيلية من الضربة..
تحليل أوّلي: اسامه حسن ساري
ربما يستمر طيران العدو الإسرائيلي في العبور الآمن من أجواء السعودية ومصر والأردن، ليشن غارات أخرى على اليمن..
لا مشكلة لدى اليمنيين انفسهم.. فهم أجنة الحرب، وعفاريت المتارس،
المشكلة عند فاتحي الأجواء، وقلقهم بلا شك سيتفاقم..
المشكلة أيضاً عند العدو الإسرائيلي نفسه، الذي يتورط في حربٍ غبية وخاسرة بكل ما تعنيه الكلمة، لن يحقق من ورائها، سوى بعض القتل لمدنيين عزل، أو تدمير أطلال بنية تحتية، سبق أن قصفها طيران حليفه السعودي والاماراتي والأمريكي..
يدرك الإسرائيلي جيداً، استحالة امتلاكه القدرات الفعلية لشن عدوان طويل على اليمن.. تكلفة الطيران عالية، والنتيجة = صفر.
ويدرك العدو الأبله، أن الوضع في اليمن يختلف تماماً عن الوضع في لبنان وغزة.
🟠في اليمن لا يوجد للعدو عيون على الأرض.. فجهاز الأمن والمخابرات لا يترك خلفه أثراً بسيطاً حتى، عندما تنتزع مخالبه الحادة والصلبة أحشاء خلية تجسس جنّدها العدو، فلا يدرك العدو نفسه أن عملائه الجواسيس في قبضة المخابرات اليمنية، إلا عندما يعلن الاعلام اليمني عن ذلك.
🟠في اليمن، الجغرافيا والتضاريس الجبلية الهائلة والمترامية الأطراف بامتداد مئات آلاف الكيلومترات، تقاتل بشراسة وتنتصر على كل عدوان جوي، أو حتى بري محتمل من ادوات إسرائيل، قبل أن يسحقها ابطال اليمن بشجاعتهم وبطولاتهم.
🟠في اليمن، حتى الأقمار الصناعية تعاني من صعوبة تحديد أهداف فعلية وحقيقية ودقيقة، فخياراتها ضحلة جداً. لأن مفهوم الهدف العسكري، عائدٌ إلى تصنيفه، ومواصفاته، ومستوياته، وأهميته.
🟠في اليمن الهدف العسكري، لا حصر له..،
كل مواطن يمني يحمل السلاح، هو قائد عسكري، وخبير قتال لا يشق له غبار..
كل مقاتل يمني، هو يتحرك ضمن مجموعات وسلاسل عنقودية من التشكيلات القتالية، داخل كل القرى والمدن والشعاب والجبال والوديان والسهول..، باعتبار ذلك سلوكاً طبيعياً لحياته الاجتماعية وثقافته الجهادية والسياسية.
🟠وكل مقاتل يمني، هو عينٌ شديدة الحساسية تجاه كل جزئية صغيرة في طرقاته ومحيطه تتحرك لخدمة العدو الإسرائيلي أو تقدم له يد العون.. فكل يمني إذن هو جهاز مخابرات ووزارة دفاع. ومخزن استراتيجي للسلاح، وأكاديمية عسكرية للخبرات القتالية المتراكمة على مدى عقود من الزمن.
🟠فهل بمقدور الأقمار الصناعية، أن ترصد كل حامل سلاح، يربو عددهم على عشرة مليون مواطن نصفهم قاتلوا في الجبهات خلال السنوات الماضية، والنصف الآخر، مثّلوا عمقاً استراتيجياً لرفد الجبهات.
🟠لذا عندما نؤكد أن العدو الإسرائيلي مدركٌ كل الإدراك أن خياراته العسكرية في اليمن منعدمة فعلاً.
فإن ذلك من منطلق يقينه بكل هذا الحقائق عن الشعب اليمني، وثقافته الجهادية القرآنية، وخبراته، وتسليحه، وجهوزيته، واستعداده للتضحية اللامتناهية من أجل قضيته أياً كانت، ناهيك عن أن هذه القضية التي يقاتل اليمنيون من اجل نصرتها قضية مبدأ وعقيدة إيمانية راسخة.
🟠اليمني اجتماعياً، في بيئته القبلية، وإلى قبل ولادة المسيرة القرآنية “أنصار الله” بأيام ، كان يخوض حرب ثأرات تتوارثها الأجيال تباعاً، لعقود عديدة، من أجل مسقى أرض، أو بضع نقود، أو انفعال في موقف. وبحماسٍ عجيب، ولا مبالاة بالثمن الباهض الذي يدفعه أو الأرواح التي يزهقها، فكيف لن يضحي من أجل قضية أسمى وأكثر نبلاً، وثمنها جنة الرضوان.
🟠لذا فإن غاية الإسرائيلي من سلسلة الغارات التي شنها اليوم على العاصمة صنعاء، ومدينة الحديدة، وأي غارات أخرى قد يشنها الليلة أو غداً أو بعد أسبوع، إنما يحاول من خلالها أن يرد الاعتبار لنفسه أمام العالم.
فاليمن سحق الغطرسة الإسرائيلية، ومحى بعدة صواريخ وبضع طائرات مسيّرة، أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر. وحول مقلاع داوود، إلى فضيحة القرن.
🟠لذا يواجه الإسرائيلي صعوبة تمزق اوصاله، في الصبر على هذه الإهانة، واتجه لأعلى مستوى في خياراته العسكرية، ليشن غارات بنفسه على اليمن، معلناً للعالم أن تل أبيب لا تزال صامدة وقادرةً على التحرك بنفسها وبغنى تام عن حلفائها الأمريكي والسعودي والاماراتي، والبريطاني،..
🟠يتفنن الإسرائيلي في صناعة التظاهرات الإعلامية، والدفع بالعالم إلى مشاهدة أتون النيران المشتعلة، والدخان الأسود المتصاعد في السماء من أثر ضربة جوية هنا أو هناك.
لذا يختار العدو أهدافاً خاصة جداً، ليتمكن من خلق هذه التظاهرة الإعلامية التي ترد اعتباره حسب توهمه.. أهدافا تجذب الأنظار وتثير الضجيج الإعلامي.
🟠في المرة السابقة استهدف خزانات الوقود لمحطات كهرباء الحديدة، ليصبغ السماء باللون الأسود لعدة أيام، ثم لم يحقق أي هدف.. فالموقف اليمني لم يتغير. بل تصاعد واتخذ مسارات أشد قوة وتنكيلاً بالأعداء.
واليوم استهدف العدوان الإسرائيلي برج مطار صنعاء الدولي وصالة انتظار المسافرين. واعتقد العدو أنه سيخلق تظاهرةً إعلامية أوسع من السابقة..
🟠لكن طائرة مدنية تقلّ قرابة ثلاثمائة راكب يمني، واسمها “اليمنية”، عقب الغارات المعادية، ومن بين سحب الدخان، قصفت التظاهرة الإعلامية الإسرائيلية، بهبوط استراتيجي جرئ ومذهل، سيسبب للعدو احباطاً لعدة أشهر قادمة.
🟠لو كانت مسألة أهداف يريد العدو الإسرائيلي تحقيقها، بقتل قادة من أنصار الله، أو استهداف منازل يعتقدها لهم، أو شيءٌ من هذا القبيل، لاكتفى العدو بإيكال المهمة إلى حلفائه المهزومين لإدراجها ضمن بنك أهدافهم الروتينية اليومية التي أصابت الشعب اليمني بالملل الشديد من برودة هذه الحرب.
لكن العدو يريد خلق تلك التظاهرة الإعلامية بنفسه، فيطلق مشهد فيديو لطائراته تقلع من قواعده الجوية، وتحلق متباهيةً فوق أجواء دول النفاق، ويوثق لحظة قصف لمنشأة في اليمن ثم يغادر ويقدم إعلانه الأغبى.
🟠لذا وكما أشرنا قد يتجه العدو الإسرائيلي إلى تصعيدٍ جويٍّ من نوعٍ ما..
وقد تحدث تطورات تحول دون مرور طائراته من أي أجواء عربية برية أو بحرية،
وقد وقد وقد، الكثير من القدقدة والاحتمالات، جميعها لن تغير من واقع الحال شيئاً، ولن تضيف جديداً.
فالجبهة اليمنية هي وليدة أحداث قريبة، تسارعت وتشكلت في عمقها قوة عسكرية جهادية ضاربة، لذا هي جبهة حصينة، يلزم العدو لتحقيق اختراق فعلي فيها عقد كامل من الزمن إن استطاع أو أسعفته الظروف وتطورات الأحداث.
🟠العدو لا يمكنه الانتصار من الجو أبداً.. فدائماً ما يأتي النصر من الداخل، من الخذلان، وتفكك الجبهة الداخلية، والخيانات، وامتلاك المعلومات القوية والحقيقية، وهذه العناصر مجتمعةً لا تتحقق للعدو ولن تتحقق له. لأن جبهة اليمن متماسكة جداً، وواعية جداً، ومنطلقاتها قرآنية إيمانية، وحسابات رجالها تقع بين نقطتين فقط “الجنة أو النار”. فلا اتساع في طموحهم لأي حسابات مادية دنيوية.
وشعب كهذا يستحيل هزيمته، لأنه يستمد طاقته من الله تعالى. ويستند في مواقفه إلى توكله على الله، ويثق في صدق وعود الله بالنصر، ولديه يقينٌ راسخ بحتمية النتائج التي وثقها الله جل جلاله في القرآن الكريم.
ما الذي يريده الإسرائيلي من عدوانه الغبي على صنعاء والحديدة؟!!.. وكيف تمكنت طائرة مدنية "اليمنية" خلال دقائق من احباط الغايات الإسرائيلية من الضربة..
تحليل أوّلي: اسامه حسن ساري
ربما يستمر طيران العدو الاسرائيلي في العبور الآمن من أجواء السعودية ومصر والأردن، ليشن غارات أخرى… pic.twitter.com/eGANXdZOSz
— اسامه حسن ساري (@osamasari77) December 26, 2024