تحليلات وتقارير صحيفة الحقيقة العدد “357”
بعد نكستها في الشمال .. السعودية ترفض في جنوب اليمن رغم إغراء الضباط
تقرير: لقمان عبدالله
ما حصل في الأسابيع الأخيرة في اليمن، وخصوصاً منه استعادة صنعاء لمحافظة الجوف، والتبدّل المفاجئ في خريطة التحالفات القبلية، خلط الأوراق رأساً على عقب، وأثبت مجدّداً أن الرمال اليمنية متحرّكة باستمرار.
كثير من تلك القبائل كانت، حتى قبيل سقوط مدينة الحزم مركز المحافظة، تقاتل إلى جانب التحالف السعودي، وتتقاضى منه مساعدات مالية وعسكرية كبيرة جداً، وإذا بها تبادر إلى عقد تفاهمات مع صنعاء، بالاستفادة من قانون العفو المُقدّم من رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، مهدي المشاط.
تفاهمات سهّلت سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية على الجوف، مقابل احتفاظ القبائل ببعض الامتيازات، وعدم ملاحقة المقاتلين من أبنائها في صفوف الميليشيات الموالية لـ«التحالف».
رفض الضباط الجنوبيون طلب السعودية فتح الجبهات المحاذية للشمال
السعودية، التي تتشارك مع الجوف بحدود طولها أكثر من 700 كلم، تبدو مصدومة ومربكة في مواجهة هذا التحدّي المستجد.
وهي تحاول اليوم كبح خسائرها في الشمال بفتح جبهات في المحافظات الجنوبية المحتلّة، التي شكّلت في السنوات الماضية الخزّان البشري لرفد معارك «التحالف» بالمقاتلين.
واجتمع قائد القوات السعودية في عدن، العميد الطيار مجاهد العتيبي، مع قيادات عسكرية جنوبية، على رأسها قائد «المنطقة العسكرية الرابعة» (مقرّها عدن) اللواء فضل حسن العمري، إضافة إلى العديد من قادة ألوية «الحزام الأمني» وضباط آخرين.
وطلب العتيبي من الحاضرين فتح الجبهات الجنوبية المحاذية للشمال، وذلك لتخفيف الضغط على محور جبهة مأرب، غير أن هؤلاء رفضوا بالإجماع فتح الجبهات، مستغربين مثل هكذا طلب، فيما «الشرعية» لديها قوات معزّزة في شبوة وأبين وغيرها.
وعلى رغم محاولة الضابط السعودي إغراءهم بالمساعدات العسكرية والمالية، إلا أن موقفهم لم يتبدّل.
ولم يكتفِ العتيبي بالاجتماع بالقادة العسكريين، بل قام بزيارة مفاجئة لجبهة «حدّ يافع» في جبال يافع التابعة لمحافظة لحج (قبيلة يافع من أكثر القبائل المتعاونة مع التحالف في سنوات الحرب، وشكّلت مدداً بشرياً مهمّاً لمعاركه)، في محاولة لإعادة تحريك تلك الجبهة المحاذية لمحافظة البيضاء بغية إشغال الجيش واللجان.
لكن فعاليات في يافع سارعت إلى رفض الزيارة، عادّة إياها محاولة سعودية للبحث عن «جبهة بدل مفقود».
وأصدر «مجلس الدفاع عن مديرية حدّ يافع» بياناً قال فيه إن الجبهة «دفاعية» وليس لها أيّ أهداف هجومية، رافضاً بشكل قاطع السماح بفتحها، مهيباً «بكلّ الشرفاء تفويت الفرصة على تجار الحرب المشبوهة، والذين يسعون الى استغلال الحرب لمصالحهم الخاصة».
وفي الاتجاه نفسه، رفض العديد من الناشطين استمرار الجنوبيين في أداء دور «البندقية الأجيرة» خلف الحدود من دون طائل، في وقت تجري فيه السعودية حوارات مع حركة «أنصار الله»، متسائلين: «هل سيبقى الجنوبيون، وأبناء يافع بالتحديد هذه المرة، ورقة ضغط عسكرية بيد الرياض؟ وهل يعقل أن نقاتل بالمجان، والسعوديون يحاورون بثمن؟».
كما دعا آخرون إلى إعادة المقاتلين الجنوبيين من جبهات الساحل الغربي للدفاع عن مناطقهم فقط.
فشل سعودي جديد في مأرب .. القبائل تنحاز لـ “أنصار الله”
تقرير/رشيد الحداد
تبذل السعودية جهوداً حثيثة لمنع سقوط مدينة مأرب بيد «أنصار الله»، بعدما بدا لها أن الوساطات التي تقودها الأخيرة مع قبائل المحافظة بدأت تؤتي أكلها في غير منطقة.
وعلى رغم تلك الجهود، إلا أن «لجنة المصالحة» في صنعاء تؤكد أن «التواصل مع القبائل مستمرّ، والمؤشرات إيجابية»
قوبلت مساعي السلام التي تقودها حركة «أنصار الله» في محافظة مأرب، بقيام القوى الموالية لـ«التحالف» بإعادة ترتيب صفوفها، وحفر المزيد من الخنادق وإقامة تحصينات إضافية في محيط مركز المحافظة، وعقد العديد من الاجتماعات العسكرية التعبوية برئاسة اللواء السعودي عبد الحميد المزيني.
اجتماعاتٌ أسفرت عن إعلان القيادات العسكرية التابعة لحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي في مأرب، مساء الأربعاء، بإيعاز سعودي، رفض الوساطة بينها وبين قيادة صنعاء، داعية إلى رفع الجاهزية القتالية، والاستعداد لجولة جديدة من الحرب، على رغم ما تشهده صفوف القوى الموالية لـ«التحالف» من انقسام شديد بسبب سقوط محافظة الجوف بيد «أنصار الله»، وانهيار قوات هادي وميليشيات حزب «الإصلاح» (إخوان مسلمون) هناك.
لا تزال الرياض تحاول عقد لقاءات مع زعماء قبائل لكسب مواقفهم
لكن مع ذلك، لا تزال الرياض تحاول عقد لقاءات مع زعماء قبائل لكسب مواقفهم، وقطع أيّ تواصل بينهم وبين صنعاء، باستخدام الإغراءات المادية.
ووفقاً للمصادر القبلية، فإن ضباطاً سعوديين صرفوا مبالغ مالية عالية لعدد كبير من المشائخ، لكن هؤلاء يُعدّون من الدرجة الثالثة في صفوف قبائلهم، والكثير منهم ليس بيدهم القرار.
وجاءت هذه التحركات السعودية بعدما فشلت جهود قوات هادي وميليشيات «الإصلاح» في كسب ولاء القبائل، التي أصبحت تكنّ عداوة للأخير بفعل سيطرته على عائدات النفط والغاز في المحافظة.
ولعلّ ما أنشده شيخ مشائخ قبلية عبيدة، محسن بن عبيدة، بعدما سقطت جبهة نهم أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، يعبّر بوضوح عن ذلك السخط، إذ دعا قوات الجيش واللجان الشعبية إلى التقدّم إلى مأرب، معرباً عن الاستعداد للتعاون معها، قائلاً: «وين عبد الملك يرسل لنا ربعه… ضاقت الناس من شرعية الداشر/ اللقاء بيننا يا حوثي الطلعة… بانسيل معك لا ما نصل صافر/ وأهل مأرب رجال الحرب والفزعة… بعد هذا البلاء ما عاد حدن صابر».
وتَختصر أبيات بن عبيدة ممارسات ميليشيات «الإصلاح» بحق قبائل مأرب على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث عمدت إلى تهميش القبائل، وواجهت مطالبها المشروعة بالقوة، وفرضت وجودها في المحافظة عنوة.
وعلى رغم محاولات السعودية وقف قطار الوساطات، علمت «الأخبار» من مصدر في «لجنة المصالحة» في صنعاء أن «التواصل مع قبائل مأرب لا يزال مستمرّاً»، وأن «المؤشرات إيجابية حتى الآن، ومستوى الاستجابة مشجّع».
على أن تحرك الرياض لوقف تقدّم الجيش واللجان شرقاً لا يقتصر على تلك الجهود، بل يشمل أيضاً تنشيط الدبلوماسية السعودية على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي هذا الإطار، تأتي المباحثات التي أجراها وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في الرياض ومسقط، توازياً مع زيارة وفد من الخارجية البريطانية برئاسة ستيفاني الكاك، رئيس وفد صنعاء التفاوضي الموجود في العاصمة العُمانية محمد عبد السلام، يوم الأربعاء.
كذلك، بدت لافتة الزيارة المفاجئة التي قام بها نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، للسلطنة، حيث طالب، بحسب بعض المصادر، بتدخل عُماني لوقف تقدّم قوات صنعاء في المناطق الحدودية السعودية بعد سيطرتها على مدينة الحزم مركز محافظة الجوف، التي تجمعها حدود واسعة مع المملكة.
الإعلام الأمني يوزع مشاهد جديدة لتدمير أمريكا للدفاعات الجوية بتواطؤ نظام الخائنين عفاش وهادي
وزع الإعلام الأمني، السبت، مشاهد جديدة، تثبت تورط أمريكا في تدمير الدفاعات الجوية اليمنية ما بين الأعوام 2007م – 2014م.
وأوضح مصدر أمني أن الولايات المتحدة الأمريكية دأبت في سياستها تجاه اليمن إلى إفقاده مصادر القوة حتى يصبح سهل المنال من خلال التركيز على تجميع وتعطيل وتدمير كل ماله صلة بالدفاعات الجوية للجمهورية اليمنية.
وأكد المصدر أن ما سيعرض ليس إلا جانبا واحدا من ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية الإجرامية لاطلاع الرأي العام على حقيقة الدور الأمريكي تجاه اليمن والشعب اليمني.
وكانت وزارة الداخلية كشفت في وقت سابق، أن وفداً قدم من الولايات المتحدة الأمريكية تكون من: رئيس مكتب إزالة الأسلحة بوزارة الخارجية الأمريكية دينيس هادريك وضابط الارتباط سانتو بوليتزي والخبير التقني بالمكتب نيلز تالبوت ومسئول العلاقات الخارجية للمكتب بوزارة الخارجية لوري فريمان وتوجهوا مع الملحق العسكري بسفارة واشنطن في صنعاء للقاء مسؤولي وزارة الدفاع آنذاك والضغط عليهم لتسليم الصواريخ تمهيداً لإتلافها وتدميرها، غير أنهم قوبلوا بالرفض.
وقالت الوزارة ” إن الخائن عمار محمد عبدالله صالح تولى عبر جهاز الأمن القومي بإيعاز من عمه الخائن علي عبدالله صالح مسؤولية إقناع مسؤولي وزارة الدفاع بسحب الصواريخ وإتلافها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية عبر مكتب إزالة الأسلحة مقابل امتيازات يحصلوا عليها”.
وأشارت إلى أن الوفد الأمريكي بدأ بجمع الصواريخ وتعطليها منذ أغسطس 2004م، وأتفق الوفد الأمريكي على مواصلة المفاوضات عبر جهاز الأمن القومي كون وزارة الدفاع آنذاك رفضت التعاطي مع هذه المفاوضات.
وبينت أن نتائج التعاون الحاصل من الخائن علي عبدالله صالح وأبن أخيه الخائن عمار محمد عبدالله صالح مع الوفد الأمريكي في تدمير صواريخ الدفاعات الجوية بمساعدة من شركة “رونكو” الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات والتي تعاقدت مع وزارة الخارجية الأمريكية لتولي عملية التفجير كالتالي:
الدفعة الأولى من صواريخ الدفاعات الجوية والتي تم تفجيرها بمنطقة الجدعان بمحافظة مأرب بتاريخ 28/2/2005م بعدد “1078” صاروخ سام 7 ستريلا و63 صاروخ سام 14 و20 صاروخ سام 16 بإجمالي “1161” صاروخ تم تدميرها فيما بلغ عدد القبضات الخاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف التي تم تدميرها 13 قبضة وعدد بطاريات الصواريخ التي تم تدميرها 52 بطارية وهناك فيديو توثيقي لعملية التدمير والإتلاف سيتم توزيعه على وسائل الإعلام المختلفة.
ثم تبعها عملية تدمير وإتلاف الدفعة الثانية من صواريخ الدفاعات الجوية بتاريخ 27/7/2009م في قاعدة عسكرية بوادي حلحلان بمحافظة مأرب بعدد 102 صاروخ دفاع جوي معظمها صواريخ سام 7 ستريلا وسام 14 وصاروخين سام 16 تم تدميرها، فيما كانت عدد القبضات الخاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف التي تم تدميرها 40 قبضة وعدد بطاريات الصواريخ التي تم تدميرها 51 بطارية.
ليصل عدد صواريخ الدفاعات الجوية وقبضات الإطلاق المحمولة على الكتف وبطاريات الصواريخ التابعة للجيش اليمني التي تم تدميرها عبر الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والخائن علي عبدالله صالح وابن أخيه إلى 1263 صاروخاً و53 قبضة و103 بطاريات، كان بإمكانها أن تساهم في الدفاع عن اليمن وتحد من المجازر بحق النساء والأطفال.
وأكدت وزارة الداخلية، أن هذه الحقائق تكشف جانباً واحداً من الدور الأمريكي التدميري في اليمن فيما يخص الدفاعات الجوية فقط غير الأدوار الأخرى الرامية لتدمير الجيش اليمني.
مشاهد تدمير الدفاعات الجوية تكشف تاريخ من عمالة النظام السابق لأمريكا
تتكشف الحقائق تباعاً عن الدور الامريكي التدميري الذي مورس بحق اليمن ومقدراته الدفاعية طيلة فترة حكم النظام السابق ، والذي وضع مقدرات البلاد وقدراتها العسكرية بين يدي الامريكي ليتصرف بها كيف يشاء .
حقائق صادمة تكشفها صنعاء ومشاهد موثقة بالصوت والصورة تظهر النظام السابق على حقيقته ، الذي أدعى لسنوات حرصه على بناء المؤسسة العسكرية لليمن ، ليتضح انه كان شريكاً رئيسياً للأمريكي في تدمير مرتكزات الامن القومي للبلاد وافراغ مؤسسته العسكرية من وسائل الدفاع التي تمثل قوة الردع التي تحفظ سيادة واستقلال اليمن .
المشاهد الجديدة التي كشفتها صنعاء امس السبت عن عمليات تدمير صواريخ الدفاعات الجوية تظهر عناصر المخابرات الاميركية وأشرافهم المباشر أثناء عمليات تدمير صواريخ الدفاعات الجوية ما بين الاعوام 2007 و 2014 ليتضح للشعب اليمني وللعالم مدى عمالة وانبطاح النظام السابق وعملاته للأمريكيين .
تدمير صواريخ الدفاعات الجوية لم يكن الا البداية في مخطط كبير لتدمير القوة العسكرية لليمن والذي كان سيطال الصواريخ الباليستية لولاء ثورة 21 سبتمبر التي سحبت البساط من تحت الاميركي وحررته من الوصاية والتبعية والعمالة لقوى الاستكبار العالمي وعلى راسها امريكا .
والتي سارعت بشن حرب شعواء على اليمن محاولة القضاء على هذه الثورة في المهد .
في المقابل لم ترفع صنعاء الراية البيضاء كما كان متوقع رغم ان الحرب استهدفت هذه الدفاعات الجوية وتدمير ما تبقى منها في الايام الاولى من الحرب .
جمعت صنعاء ما تبقى منها وطورت أسلحة وصنعت منظومات جديدة تفوقت على كل ما كان يملكه اليمن من هذه المنظومات سابقاً ، حيث استطاعت هذه الدفاعات الجوية التصدي للطائرات الاميركية التي يستخدمها التحالف في حربه على اليمن .
لتتضح اليوم الصورة للجميع وتترك المقارنة للشعب اليمني ، فشتان بين نظام صنع وطور وحمى الشعب ونظام دمر ورهن البلد للوصاية الامريكية .
‘تحرير الجوف’.. تأكيد جديد على تفوق صنعاء عسكرياً
علي الذهب
في الوقت الذي لم تَفُق فيه بعد قوى التحالف السعودي من صدمة سقوط جبهة نهم تحت قبضة الجيش اليمني واللجان الشعبية، إلا وتتفاجأ بضربة عسكرية أخرى تمثلت في السيطرة على مدينة الحزم وتحرير محافظة الجوف بالكامل.
تأمين محافظة الجوف في شرق شمالي البلاد مثلَّ التطور الجديد في الخارطة العسكرية اليمنية وجاء نتاج تواصل تقدم القوات المشتركة في الجبهة الشرقية الشمالية وعدم التوقف عند منطقة “نهم” فحسب، ليؤكد هذا الأمر طبيعة واستمرار التفوق العسكري لقوات صنعاء خلال الأشهر الأخيرة ويمثل لها مكسباً استراتيجياً نظراً لأهمية هذه المحافظة التي تعد أكبر المحافظات الشمالية مساحة وتتميز بموقعها كمفرق لعدة خطوط دولية وتربط بين عدة محافظات منها صعدة وعمران وصنعاء ومأرب وحضرموت.
الانجاز العسكري هذا -حسب مختصين- له مكاسب عديدة تتنوع بين العسكرية والسياسية والاقتصادية بالنظر إلى قرب محافظة الجوف من الحدود السعودية ومنطقة نجران تحديداً ومحاذاتها للمملكة بشريط حدودي يمتد لنحو 400 كيلو متر، كما أن السيطرة عليها يعني إسقاط أحد المعاقل الرئيسة لقوات عبدربه منصور هادي، وتطويق محافظة مأرب من عدة جهات والاقتراب أكثر منها وفتح الخطوط التي تساعد على التقدم نحوها، إلى جانب أن تحرير الجوف يمثل ضربة قاصمة لدول تحالف العدوان ومخططاتها التقسيمية لليمن من خلال إحباط ما أطلق عليه مشروع إقليم سبأ ضمن المخطط الساعي نحو تقسيم البلاد إلى أقاليم، إضافة إلى أهمية الجوف الاقتصادية نتيجة ما تتميز به من ثروات ومخزون نفطي.
وإلى جانب ما تتمتع به محافظة الجوف من أهمية استراتيجية سواء من الناحية الجيوسياسية او الاقتصادية، فإن السيطرة عليها -برأي عسكريين- يضاعف من عناصر القوة لقوات صنعاء سواء من ناحية تأمين هذه الجبهة وإزالة اي تهديدات قادمة منها أو من ناحية أنها تفتح الطريق امام الجيش واللجان الشعبية للتقدم والسيطرة في المحافظات الشرقية، ما يشير ومن خلال هذه المعطيات الميدانية عن تحول استراتيجي في الحرب اليمنية وأن قوات صنعاء هي من باتت تمسك بمسرح العلميات العسكرية وتتفوق في الإرادة والتكتيك مقابل انهيارات مستمرة في صفوف التحالف السعودي.. انهيارات يلخص البعض أسبابها في غياب القضية والحافز للعناصر الموالية لهذا التحالف وأيضا انهيار الروح المعنوية نتيجة الهزائم المتتالية على الأرض والفشل العسكري طيلة سنوات الحرب وعدم تحقيقهم اي تقدم يذكر او الأهداف التي خططوا لها، كما أن حالة الصراعات والخلافات بين صفوف هذه القوى لعبت دوراً كبيراً في إضعاف قوتها عسكرياً إلى جانب تعامل قيادات التحالف السعودي مع قواها وعناصرها في الداخل اليمني ووصل الأمر الى استهدافها بالغارات الجوية، أضف إلى ذلك أن الانتصارات النوعية المتتالية والكبيرة التي تحققها قوات صنعاء أحدثت ارتباكاً في صفوف قوى العدوان وأفقدتهم كما يبدو القدرة على التعامل مع الملف العسكري.
سيطرة “أنصار الله” على الجوف وقبلها نهم أكبر ضربة قاتلة للتحالف وقوّات هادي.. وهناك ثلاثة تطوّرات تقلب موازين القوى وتوقف الحرب
يعيش هادي وحُكومته ظُروفًا صعبةً هذه الأيّام، نتيجةَ الانقِسامات الداخليّة في صُفوفها أوّلًا، وتزايد الانتِقادات لعَجزِها من قبل مسؤولين سابقين وحاليين فيها ثانيًا، وهزيمة قوّاتها في مُحافظة الجوف وسيطرة قوّات الجيش اليمني والمُقاومة التّابع “لأنصار الله” الحوثيّة ثالثًا.
ثلاثة تطوّرات رئيسيّة أحدثت انقلابًا في المشهد اليمنيّ، ويُمكِن أن تقلب كُل المُعادلات الميدانيّة:
الأوّل: قصف تحالف “أنصار الله” لمُنشآت أرامكو النفطيّة في ميناء ينبع على ساحِل البحر الأحمر الشّمالي بصواريخ كروز مُجنّحة وطائرات مُسيّرة بعد أشهر من قصف بقيق وخريس، مركز أعصاب الصّناعة النفطيّة السعوديّة.
الثّاني: سيطرة التّحالف اليمنيّ الحوثيّ على مُحافظة الجوف، وقَضمِها العديد من الأراضي من مُحافظة مأرب المُجاورة حيث تُوجَد آبار النّفط واحتِياطاته.
الثّالث: تصاعد الخِلافات والانقِسامات في أوساط محور “الشرعيّة اليمنيّة” وتعرّض هادي منصور ونائبه اللواء علي محسن الأحمر إلى حملات هُجوميّة شَرِسَة من بعض أنصار هذا المحور ومسؤوليّة مِثل السيّد أحمد عبيد بن دغر، رئيس الوزراء السّابق الذي نشر تغريدات على حسابه على “التويتر” تحدّث فيها عن سُقوط الجيش الرسميّ بعد خسارته لمُحافظة الجوف وانقِلاب موازين القِوى بالتّالي لصالح الحوثيين.
طائرات التحالف السعودي شنّت هُجومًا جَويًّا على ميناء الحديدة قال المتحدّث باسمها العميد تركي المالكي أنّها استهدفت مخازن للصّواريخ الباليستيّة والزّوارق المُسيّرة المُفخّخة والألغام البحريّة التي تُهدِّد المِلاحة في البحر الأحمر، لكنّ مسؤولين حوثيين يقولون إنّها ضربات انتقاميّة يائِسَة لسُقوط الجوف وقصف ينبع.
زيارة مارتن غريفيث، المبعوث الدولي المُفاجئة لمدينة مأرب ولقاؤه مع مُحافظها سلطان العراوة ومُطالبته ببقاء المدينة خارج الصّراع، تَعكِس قلقًا أمريكيًّا وبريطانيًّا لأنّ جميع شركات النّفط التّابعة للبَلدين تعمل في المدينة حيث آبار النّفط والغاز، وسُقوطها في يد القوّات الحوثيّة يعني حِرمان “الشرعيّة” اليمنيّة من مصدرٍ ماليٍّ مُهِم من ناحيةٍ، وتحوّل العائدات النفطيّة إلى خزينة “أنصار الله”.
هزيمة الجوف، وقبلها في “نهم”، شكّلت ضربةً نفسيّةً قاتِلةً لتحالف “الشرعيّة” ودعمًا معنويًّا كبيرًا للحركة الحوثيّة وأنصارها، وإذا تمّت السّيطرة تعني بداية العدّ التنازليّ لنِهاية التّحالف، وربّما الحرب السعوديّة في اليمن التي تدخل عامها السّادس هذه الأيّام.
رأي اليوم
كتائب المستغفرين على أبواب مأرب عبدالملك الحوثي والذين معه -19-