تحليلات صحيفة الحقيقة العدد 345:
المسيرة والثقافة القرآنية صنعت أبطالاً وبطولات ومعجزات لا نظير لها ؟
نبيل جبل
أتعرف ماذا صنعت الثقافة القرآنية من بطولات وأبطال ؟
أتعرف ماذا خلق الإيمان الذي غرسته الثقافة القر آنية في الميدان من معجزات ؟
أتعرف ثمرة الدين الحقيقي حينما تخالط بشاشته شغاف القلوب وتمازج خطرات النفوس ؟
تعال معي أخي الحبيب لنرى سويا كيف صنعت الثقافة القر آنية من بعض أبناء اليمن الشرفاء نموذجا عظيما أبهر العالم كله بعظمته وصموده وجلاله حينما أتوا من الأعمال الكبيرة والمواقف العظيمة في جبهات العزة والكرامة ما يتخطى طوق البشر ويتعدى التفكير وفوق الخيال !!
ونلحظ علم الدين في النفوس حينما تكون نفوسا مؤمنة أبية عزيزة يسطع نور الإيمان من جنباتها ويتألق سنا الطهر في ردهاتها، بقراءة تلك البطولات التالية لأبطال صنعتهم المسيرة القر آنية علمّوا العالم كيف تكون البطولات والأمجاد ولقنوا أعتى قوة في الأرض اعتدت على شعب الإيمان والحكمة بقيادة أمريكا وحلفائها من عربان ممالك النفط دروساً لن تنسى وسيسجلها التاريخ وتتناقلها الأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها !
« انظروا إلى الأبطال ماذا صنعوا من بطولات من بداية العدوان إلى الآن على مدى خمسة أعوام ونصف وهم يتصدون لأعتى عدوان في عصرنا الحاضر يمتلك أحدث الأسلحة وأحدث الطائرات والدبابات ومع ذلك لم تجديه نفعا، نموذج بسيط نذكره من عملية البنيان المرصوص كيف استطاع المقاتل اليمني بأسلحة بدائية وشخصية صناعة المستحيل وواجه الطائرات التي تقذف بحمم هائلة على منطقة المواجهة فنجد الأبطال يواجهونها مبتسمين مرحين مقبلين غير مدبرين يضربون ببندقيتهم الدبابات المجنزرة من إبرامز وعربات برادلي حديثة ويهزمونها مع ارتالها العسكرية وأفواج 20 لواء مدججين بكل انواع القوة برغم قلة المؤمنين هُزمت تلك الألوية وصنع مجاهدو أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين تشبعوا بالثقافة الإيمانية انتصارات أقرب إلى الخيال و اشبه بالمستحيل وخارقة للعادة وعكس التصورات انتصارات وانجازات عسكرية مذهلة أهمها تحرير أكثر من 2600 كيلو متر مربع في غضون ستة أيام وطرد أكثر من 20 لواء وقتل وأسر العشرات من المرتزقة واغتنام أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة أهمّ أسرار هذه الانتصارات هي الثقافة القر آنية هي معية الله والمضي على صراطه المستقيم والقيادة الحكيمة والتسليم المطلق للقيادة الربانية من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية وهذه هي أهم العوامل التي ساهمت في صناعة هذه الانتصارات والانجازات العظيمة
وكم نجد من مشاهد عظيمة توثقها عدسات الإعلام الحربي من بداية الحرب نرى فيها التحامات مباشرة وجهاً لوجه في ظل تحليق مكثف لطائرات ال F16 والاباتشي وفي تلك المشاهد تتضح الأمور والكلمة الفصل في مثل هذه المواقف القوية والمشرف ومن خلالها يعرف الحق من الباطل والقوة من الضعف وتتكرر هذه المشاهد وهذه الانتصارات والإنجازات في أكثر من معركة يخوضها رجال الله في مواجهة العد وان ومرتزقته، هكذا هم أبطال الثقافة القرآ نية ظاهرة بشرية فريدة
تلك هي بعض سمات البطولة والعبقرية التي صنعتها الثقافة القر آنية في شمائله الممدودة
وتلك قسمات الإباء ورسوم العز ودلائل المجد في تلك الشخصيات الآسرة العظيمة البطلة الفذة !
فهل درسناها وعرفنا تضاريس البطولة في مناحي ساحاتها وسهول عزها وتلال مجدها !
تالله لن نرقى من وهدتنا ونفيق من غفلتنا وننفض غبار الخزي والتخلف عن جباهنا حتى نعرف قيمة هؤلاء الأبطال المغاوير الذين امتطوا ذرى المجد والعلياء بمآسرهم الشريفة وقاماتهم العلياء حقهم في أعناقنا فنضعهم تيجانا على رؤوسنا ونبراسا يضيئ دربنا !!
عبد الملك الحوثي والذين معه 17
إبراهيم سنجاب
بنفس درجة السخف حول مبررات الاعتداء على اليمن وحصاره وتجويع 20 مليون إنسان قبل خمس سنوات، أصبح من السخف متابعة إعلانات الإدارة الأمريكية عن ضبط شحنات سلاح إيرانية كانت في طريقها للحوثي كما حدث يوم الخميس الماضي.
فلا ال 150 صاروخا التي أعلنت واشنطن عن ضبطها هي التي ستحسم الحرب في اليمن، ولا هي التي ستسقي الحوثيين ماء الحياة ليواصلوا تصديهم وتحديهم للإرادة الأمريكية والبلطجة الصهيونية في الجزيرة العربية.
قبل أيام فقط استطاع الحوثيون تحرير مساحة 2500 كيلومترا ومطاردة ما لا يقل عن 30 ألف مرتزق يمنى من أتباع الشرعية والإصلاح للدرجة التي كانوا يسمحون فيها بهروبهم وتجنب أسرهم وقتلهم، واستطاعوا اغتنام أسلحة ومعدات 22 لواء وكتيبتين في معركة أطلقوا عليها “البنيان المرصوص”. وقبلها بأسابيع معدودة استطاعوا إذلال السلاح الغربي في معركة “نصر من الله ” فقتلوا وأسروا وطاردوا وغنموا أسلحة وعتادا ما كان ليصل لأيديهم لو أنهم يمتلكون موازنة دولة لم تحارب من 50 سنة.
واليوم يعلن المتحدث العسكري اليمني أنه تم اسقاط طائرة حربية سعودية من طراز: تورنيدوا ” بصاروخ أرض – جو مناسب في سماء محافظة الجوف، حيث تتأهب قواتهم لاجتياحها ضمن خطتهم لتحرير مأرب.
حوثيون … فليكن!
منذ وصول أنصار الله إلى صنعاء ومعهم تحالف ثوار 21 سبتمبر 2014 تفننت آلة الدعاية الرجعية في إطلاق وصف ” الحوثيون ” عليهم، لترسيخ مفهوم أنهم جماعة قبلية طائفية في الأذهان وكأنهم ليسوا يمنيين عرب مسلمين أصحاب مشروع ثوري يرون فيه عزة وكرامة بلدهم، ويعتبرونه مخرجا لها من كل أزماتها وتبعيتها وكحديقة خلفية لدول الخليج.
واليوم وبعد خمس سنوات من الصمود في وجه أخبث مخطط لتدمير مستقبل اليمن واليمنيين، بات كل حر يتمنى أن يطلق عليه صفة حوثي، وما الضير؟ أليس هناك في عالمنا العربي القبائلي ناصريون وبعثيون وسعوديون وشوافع ومالكية وزيود وحنفية، كلنا قبليون طائفيون إلخ.
لقد صهرتهم التجربة تحت القصف، وبدلا من أن يكونوا وقودا لصفقات الصهاينة تحولوا إلى سيوف وخناجر في خصرها.
قبل عام، وفى مؤتمر وارسو المختلف على تسميته ما بين حصار إيران وبين تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط، وبينما يتحدث نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل تعطل المايك، فاذا بخالد اليماني وزير خارجية الشرعية الافتراضية يعطيه المايك المخصص له، ليعتبرها نتنياهو هدية وبداية تعاون بين اليمن وإسرائيل خطوة بخطوة، أما خلال العام نفسه من بعد المؤتمر، فقد استقال اليماني المفترض دون إبداء الأسباب، وشهدت صنعاء أكبر مظاهرة عربية في يوم القدس، ثم شهدت مرة أخرى أكبر مظاهرة عربية في وجه صفقة القرن، ليسجل عبد الملك الحوثي والذين معه حضورا في الحل النهائي المفترض لقضية تحرير فلسطين, في الوقت الذى عجزت فيه كل الأنظمة والجماعات والأحزاب في العالم العربي عن تسجيل مثيل له.
وما زالوا ملتزمين بمبادرة المشاط..
في سبتمبر الماضي بعد عدة أيام من الهجوم على أرامكو الذي أربك العالم أطلق الرئيس مهدى المشاط مبادرة دعا فيها جميع الفرقاء من مختلف أطراف الحرب إلى الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أي طرف من الأطراف.
وفاجأ المشاط قيادة التحالف على اليمن بدعوته وقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف”، مضيفا: ننتظر رد التحية بمثلها أو أحسن منها، وبدا وكأنه على يقين بأن استمرار الحرب لن يكون في مصلحة أحد وأن ضررها الأكبر سيكون على دول العدوان بشكل أساسي ومباشر، وهو ما اتضح فيما بعد في عمليتي نصر من الله والبنيان المرصوص.
ورغم إعلان دولة الإمارات الانسحاب من اليمن بعد نصف مليون ساعة قصف بالطيران، وتفاصيل أخرى صغيرة من بينها مقتل 108 جنديا وضابطا إماراتيا، إلا أن السعودية لم تعلن شيئا، بينما ما زالت صفقة تبادل الأسرى التي تم الاتفاق عليها على سبيل المثال لم تكتمل، وما زالت غاراتها على صنعاء والمحافظات مستمرة، ومع ذلك فما زالت مبادرة المشاط قائمة، وما زال جريفث يروح ويجيئ، وكأن مطار صنعاء قد شيد له فقط.
ومع ذلك فما زالت صنعاء ملتزمة بمبادرة المشاط، لا لشيء إلا لتأكد أنها دولة ولديها مؤسسة لصناعة القرار والالتزام به مهما كانت فرص الخروج عليه تبدو مربحة، على عكس الشرعية الافتراضية حيث لا قرار ولا دولة ولا التزام والأسباب معروفة، ومن نقصان العقل إعادة التذكير بها.
” في ستة أيام… واستوى الحفاة على خشم الملك “
بقلم/ صلاح الدكاك
قف واحصِ الكواكب والنجوم التي تعبر قيد بوصات من ناظريك، فأنت واحد بين قلةٍ من المحظوظين الذين دفع بهم القدر عالياً عالياً إلى واحدة من مجرات “رجال الرجال”، حيث الخوارق والمعجزات حطمت قضبان وأسيجة القوانين، وتمظهرت في فضاء رأي العين وعين اليقين.
إنها مجرة “نهم البنيان المرصوص” الذي لايزال جريان سيل عرمه دافقاً تتهاوى حصون وقلاع تحالف العدوان الكوني أمامه تباعاً، وفي لمح أبصار رجال الرجال المدروزين في الصخور كالصخور، والراسين في الذرى والسفوح كالرواسي، والعابرين كالكواكب والنجوم بالقرب منك على متن الدراجات النارية يلقون عليك التحية فتضطرم مساماتك بقشعريرة فخار وزهو.
“ارحبوا يا رجال…”
تشعر في مهب عبارة كهذه للمرة الأولى بأنك رجل، وأن للرجولة معاني مغايرة لتلك المعاني الشائعة التي لا تتمظهر من خلالها الرجولة إلا بقهر المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، أو فوق فراش امرأة نهوضاً على روافع “خلطة الحريو وعقاقير الفحولة” المشحوذة من الصيدليات.
للرجولة هنا في هيجاء رجال الرجال مصاديقها من حولك ومن بين يديك وحيث نظرت ويممت.. إنها هؤلاء الذين يشعلون النار في ديباج ملوك البترودولار وحرير البيت الأبيض وشرفات باكنغهام النائية، ثم يمرون أمامك كنسمات باردة متواضعة مثل قمر في صفحة بحيرة ساكنة.
الرجولة هي هؤلاء الزلازل والبراكين الذين ينسفون مستقر الطواغيت من الرياض إلى واشنطن ومن أبوظبي إلى لندن وتل أبيب، ثم ينكفئون إلى متاريسهم المؤثثة بالكراتين هادئين بشوشين بوجوه مضيافة تشاطرك زادها الشحيح على أنقاض مليارات الملوك المتناثرة من حولك حديداً ودروعاً وديباجاً ومركبات وأسرَّة فخمة تحولت جذاذاً بزناد بندقية معصوبة بالخرق.
كم ليثاً صنع هذا المد العالي من الزئير في هذه الهيجاء المترامية التي كانت قبيل 6 أيام محتقنة بصديد كل شواذ الأرض، قبل أن تطهرها جرة زناد من إصبع مؤمنة موصولة بيد الله، ويستوي على عرشها المجاهدون الربانيون المحاربون رافعين إلى الله أكفاً لينةً حامدة شاكرة، خافضين جباهاً مخبتة له عصية على جبروت تحالف الجبابرة والمستكبرين.
في ستة أيام…
– 6 أيام واستوى مجاهدو جيشنا ولجاننا الشعبية على مساحة تقدر بأكثر من 2500 كيلومتر مربع كان عملاء ومرتزقة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي يتحصنون في جبالها وتبابها وأوديتها وجروفها وكهوفها طيلة 4 أعوام.
نحتوا من جبالها مقرات منيعة، وكدسوا العتاد الأحدث والأفتك، ودفعوا بالعديد البشري جحفلاً بعد جحفل، وسيَّروا الزحوفات بالمئات تحت شعار “قادمون يا صنعاء”، فتكسرت مجاديف أطماعهم كل مرة على صلابة كعب بندقية مجاهد وحفاه بلا عزاء.
ثم كانت عملية “البنيان المرصوص” التي استدرجت معظم عديد وعتاد تحالف العدوان إلى محرقة أتقن رجالنا صناعة تنورها الرهيب، فكانت القاضية، وانقلب سحر تحالف السحرة والأفاكين الكونيين على الساحر والحاخام الأمريكي والصهيوني وأفاعيه المموهة بجلود عربية ويمنية، والتي تلقفتها “عصا موسى”، وسحقتها أقدام الحفاة وأبطلت كيدها، وظلت صنعاء برجالها بعيدة كما كانت قبل قاضية “البنيان المرصوص” وبعدها، وبالنقيض بات جحر جحور الارتزاق والعمالة الأكبر على مرمى قدم مؤمنة، واقترب وعد مأرب، وألقى هدهد الوعيد برسالته في عقر اللئام أولي العهر الشديد غير الحكماء، ودقت ساعة استنقاذ “بلقيس سليمان” من حظيرة قطعان سلمان وشُذاذ الآفاق ويهود السبت والجمعة.
تحصينات 5 نجوم
عند منعطف جبلي حصين أسفل نقيل فرضة نهم، يشرف على مفرق الجوف – مأرب، ضرب الغزاة السعوديون معسكرهم، وسيّجوا مرافقه المبنية من الطوب بالسواتر الترابية العملاقة المضفورة بأحزمة بلاستيكية سميكة وصلبة.. متاريس يتجاوز قُطرها وارتفاعها الثلاثة أمتار، ومؤثثة بالأسرَّة الوثيرة والبُسط وأجهزة التكييف والسخانات والمناشف الفخمة وشفرات ومعاجين الحلاقة والأدوية وصنوف المشاريب والسجائر، تاركين العراء للمرتزقة المحليين يتموضعون فيه كمصدات بشرية وكلاب حراسة تبسط أذرعتها تحت الخيام القماشية وخلف متاريس في الجهة المكشوفة أعلى المنعطف وأسفله.
يشير أحد المجاهدين إلى مسرح المفارقة الفاضحة والشاخصة لعياننا، قائلاً بنبرة متهكمة ساخرة ومتأسفة معاً: “هذا للسعاودة وهاذاك للمرتزقة اللي باعوا شرفهم بالريال السعودي”.
كانت جولتنا الاستطلاعية لمرافق المعسكر الحصين قد استغرقتنا فضولاً ونبشاً في محتوياتها وتعليقاتٍ ساخرة، عندما غمغم جهاز اللاسلكي بصوت يحذرنا من غارة متوقعة لطيران العدو على الموقع…